العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الطلاق ليس حلا

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
[FONT=&quot]الطلاق ليس حلا[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]


[FONT=&quot] لا يعني نجاح الزواج، براءته من كل عيب، فالقاعدة الذهبية في الزواج، هي أنه قلما يوجد زواج بلا عيوب، وأنجح زواج هو الأقل عيبًا، وهو الذي يكون فيه كل من الزوجين على دراية بذلك، وعلى استعداد لتقبل الاختلافات بينه وبين الطرف الآخر، وأن يحاول التوافق معه بأكبر قدر مستطاع من التفهم والتبصر. ولو أن المتزوجين أدركوا هذه الحقيقة إدراكًا صحيحًا، لطردوا عن أذهانهم الفكرة الخاطئة عن الطلاق كعلاج، ولعمل الزوجان معًا على تطوير زواجهما باستمرار في إطار من آمال معقولة يُراد تحقيقها، وعيوب يتفهمها الطرفان في كل زواج ناجح حتى لا تغرق سفينة الزواج في بحر الحياة المضطرب.[/FONT]

[FONT=&quot]والخطأ الأكبر الذي يقع فيه كثير من المتزوجين، هو المغالاة في تصوير الخلافات الزوجية، وأن يسارع أحدهم عند كل مشكلة زوجية إلى التفكير في الطلاق، وأن يقول لنفسه: إن زواجي هو أشقى زواج على وجه الأرض. لقد حاولت الاستمرار كثيرًا، ولكنني لم أعد أحتمل، لا راحة إلا في الانفصال، فهو أهون من هذا الجحيم الذي أعيش فيه!![/FONT]

[FONT=&quot]وينسى هؤلاء، أن الطلاق ما جُعل إلا استثناءً، عندما يخفق الزوجان في العيش معًا في إطار من حدود الله تعالى، وحين تستحيل العشرة الزوجية بينهما معًا لأسباب قوية مفهومة. ولكن المؤسف هو أن أغلب الأشخاص لا يكون الطلاق عندهم ردًا على مشكلة حقيقية، أو وقوعًا تحت ضغط أزمة قوية يكون معها استمرار الزواج مستحيلا! وليت هؤلاء يتأملون قول النبي [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه وسلم[/FONT][FONT=&quot]: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها، استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها"[1].[/FONT]





[1]
 
التعديل الأخير:

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

[FONT=&quot]مشكلات لا حلول:[/FONT]
[FONT=&quot] حين يركب الزوج رأسه، ويصر على الطلاق، يتغافل عما سيجلبه ذلك من شقاء وحزن وألم لا ينتهي له ولزوجه. ويظن كثيرون في هذه اللحظة، أن الطلاق يمكن أن يكون حلا للمشكلات، أو نهاية للمتاعب التي تصادفهم في حياتهم الزوجية. ولا يعلمون أن الطلاق، تنشأ عنه مشكلات أكبر من خلافاتهم، لأنها مشكلات أكثرها لا حلول لها، وخصوصًا إن كان هناك أولاد. [/FONT][FONT=&quot]وأهم هذه المشكلات[/FONT][FONT=&quot] ما يلي:[/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]مشكلة الأولاد[/FONT][FONT=&quot]: فالأطفال في حاجة إلى رعاية نفسية وتربوية ومالية من الأبوين معًا. والطلاق يشرد الأطفال بين الأب والأم، ويجعل الطفل تائها بينهما، ويشعر أنه ليس كغيره من الأطفال الذين ينعمون بحياة أسرية مستقرة، فيها الحنان والرعاية من الأبوين. وشقاق الطلاق بين الأبوين، يلقي ظلالا كثيفة على نفسية الطفل، تؤثر في شخصيته وتحصيله واكتسابه المهارات. كما أن أحد الأبوين، يحرم من الطفل حين يقيم مع الآخر، ويحرم الطفل من أحد الأبوين، وأحيانًا ما تنشأ مفارقات محزنة، فقد يلقى الأب ابنه في الطريق، وهو بصحبة والدته التي طلقها، فيمر كلٌّ في طريقه، وكأنه لا يعرف الآخر، وليس بعد هذا ألم للطفل والأب والأم معًا![/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]المشكلات الاجتماعية[/FONT][FONT=&quot]: يحترم المجتمع الشخص المتزوج، على حين يتخوف من المطلق ويرفضه. وهذا طبيعي؛ لأن الطلاق هو عمل ضد المجتمع؛ والمطلق يصير مصدر خطر للمجتمع أكثر من غيره؛ لأنه قام بفصم علاقة اجتماعية، كانت في صالح المجتمع، وصار متحررًا من هذه الناحية. ولا تعجب إذ ترى كثيرًا ممن يحيطون بالمطلق، يشعرون بالخوف شيئًا ما منه، ويجدون أنفسهم وقد تغيرت اتجاهاتهم نحوه وسلوكهم تجاهه. وغلقت أمامه أبواب كثيرة كانت مفتوحة، وسحبت أيادٍ كانت ممدودة.[/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]المشكلات الشخصية[/FONT][FONT=&quot]: يفقد المطلق كثيرًا من احترام المجتمع، فيشعر بالمهانة والإحباط. وحين يفكر في فشل حياته الزوجية، يحس بالغضب والحزن الذي لا ينتهي. كما أن حياته تتغير، فيفتقد الحب والأنيس والمعين، ويحرم مما اعتاد من حياة منظمة مستقرة، يشبع فيها حاجاته الحسية والعاطفية والمادية.[/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]المشكلات النفسية[/FONT][FONT=&quot]: يعاني المطلق آلامًا نفسية متجددة، تتغذى بإحساس الوحدة والاغتراب والفشل. فقد ظن أن الطلاق سيعالج مشكلاته. ولكن على العكس من ذلك، أحس بلذع الواقع الأليم الجديد، الذي يجتنبه فيه كثير من الأصدقاء، ويتحرجون من التعامل معه، أو دعوته إلى بيوتهم. كما يشعر المطلق بالشقاء الذي جلبه لنفسه ولغيره، بأنه قضى على نفسه وعلى طليقه وعلى أطفاله بالتعاسة التي لا علاج لها، والحرمان الذي لا يمكن تعويضه غالبًا. فالطلاق وضع استثنائي مخالف لطبيعة الامتداد الأسري والعائلي. إذ هو يهدم الأسرة، ويقطع علاقات كانت قائمة، ويفصم عرى كانت موثقة، وهو أشبه بالزلزال الذي يشقق الأرض، أو الانفجار الذي يبعثر الأشياء. وكل مطلق يشعر لوقت طويل أن ذاته قد تبعثرت بعد زلزلة عظيمة، ويحتاج إلى وقت طويل كي يجمع أجزاءه، ولكي تلتئم جروحه، ولكن الأمر كثيرًا ما يكون كما قال شاعرنا:[/FONT]
[FONT=&quot]جراحات السنان لها التئام ولا يلتئم ما جرح اللسان[/FONT]

[FONT=&quot]- [/FONT][FONT=&quot]المشكلات المادية[/FONT][FONT=&quot]: يظن بعض الأزواج أن الطلاق مجرد كلمة ينطقونها، ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير، إذ ينشأ عن الطلاق واقع جديد، يكلف الرجل من ماله ونفسه وراحته كثيرًا جدًا. فيترتب عليه أن يؤتي المرأة مؤخر المهر، ونفقة العدة، ومتعة الطلاق، وهي تأخذ المنقولات والأثاث، فإن كان لهما ولد، أضيف إلى ذلك أن يوفر المطلق مسكنًا، أو يدفع أجر مسكن بالإضافة إلى أجر حضانة للأم، ونفقة للصغير إلى أن يبلغ.[/FONT]
[FONT=&quot]وإذا كانت المرأة لا تدفع في الطلاق عادة مالا، إلا أنها تخسر من حياتها ومستقبلها أكثر مما يخسر الرجل، وخصوصًا في مجتمعاتنا التي فقدت نظرة الرحمة للمطلقة والرعاية لها.[/FONT]
[FONT=&quot]وأمام هذه الحقائق، لا يتردد أحد من خبراء الزواج، في التأكيد على أنه ليس في الطلاق حل لمشكلات زوجية، ولا علاج لخصومات في الأسرة. إذ الطلاق يصنع المشكلات ولا يحلها، ويجلب الشقاء والأحزان للأبناء والأزواج والمجتمع، سواء في المجتمعات في الشرق أو الغرب. ولذلك يقول خبير الزواج فان ديفلد: "الطلاق ليس علاجًا للشقاق الزوجي، والواقع أن الطلاق معناه انتصار العداوة الزوجية انتصارًا تامًا نهائيًا"[1].[/FONT]

[1]
 
التعديل الأخير:

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,141
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: الطلاق ليس حلا

أستاذ أسري بارع!
على أني كنت سأعلق أولاً بأنه قد يكون حلاً!
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

شيخنا الفاضل الدكتور محمود بارك الله فيكم
أوافقكم على خطورة الطلاق والحرص على الحد منه وهذا امر دل عليه الشرع من عدة جهات منها :
1 - أن الله عظم ميثاق الزواج فقال : " وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا (20) وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظاً "
2 - أن الله وضع عدة مراحل وخطوات قبل الطلاق من الوعظ والتذكير والضرب غير المبرح والتحكيم كل ذلك تاخيرا لحل المسألة بالطلاق .
3 - أن الطلاق جعل بيد الرجل لكونه أكثر تعقلا وهدوءا ومعرفة بعواقب الأمور .
4 - تضييق وقت الطلاق السني بحصره في حالة الطهر الذي لم يجامع فيه .
5 - حث الزوج على تحمل المرأة والتغاضي عن أخطائها ورؤية محاسنها .
6 - تشريع الرجعة بعد الطلقة الأولى والثانية .
إلى غير ذلك من الوسائل المشروعة للحد من وقوع الطلاق .

لكني مع ذلك أرى الدكتور - بارك الله فيه - بالغ في مساويء الطلاق علما ان الطلاق فيه مصالح شرعية وما أباحه الله إلا لما فيه من مصالح بل إن الطلاق قد يكون واجبا ومندوبا ومباحا ومكروها ومحرما بحسب ما يشتمل عليه من مصالح او مفاسد .
ولما ذكر الله تعالى مراحل حل المشكلة ذكر الطلاق فقال : " وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته " .
فالطلاق إذا وجد لا يعني فساد حال الرجل والمرأة بل قد يكون الخير في فراقهما فيغني الله الرجل ويغني المرأة بما هو خير لهما من البقاء .
وقد شرع الله عدة طرق للفرقة لتحقيق هذه المصالح وليس الطلاق فقط بل هناك الفسخ والخلع .

ما هي فوائد الطلاق ؟ وما الحكمة من مشروعيته ؟
للطلاق فوائد وحكم منها :
1 - أن الخلق متفاوتون في صفاتهم وطبائعهم وقد تتنافر بعض الصفات والطبائع بين الزوج والزوجة فيكون البقاء أشبه بحالة الحجيم التي لا تطاق بكثرة الخصومة فعندئذ إن لم تفد الحلول الأولية لحل النزاع فإن الطلاق يكون خيرا لكل منهما .
2 - قد يكون في أحد الزوجين عيوب لا يتحملها الآخر كالعيوب الخلقية من أمراض أو تشوهات أو عنة أو خصاء او جب أو عقم من احدهما ولا ترضى الزوجة بالزوجة الثانية وغير ذلك .
3 - قد يوجد في أحد الزوجين فسق أو فجور فيخشى أحدهما من فساد دينه بذلك .
4 - قد لا يكون أحد الزوجين قائما بحقوق الآخر لا سيما في المعاشرة الجنسية والعاطفية مما يجعل أحدهما يبحث عن العلاقات المحرمة بينما لو حصل الطلاق لوجد كل منهما ما يناسبه وفق شرع الله وكثير من الخيانات الزوجية كان سببها مثل ذلك .
5 - سوء معاملة أحد الزوجين للآخر لا سيما من قبل الزوج من ممارسة العنف تجاه الزوجة .

إن الطلاق حل نهائي للمشكلة وهو رحمة من الله
يقول الفيلسوف الإنجليزي (بنتام) في كتابه "أصول الشرائع" : " لو ألزم القانون الزوجين بالبقاء ـ على ما بينهما من جفاء ـ لأكلت الضغينة قلوبهما، وكاد كلٌ منهما للآخر، وسعى إلى الخلاص منه بأية وسيلة ممكنة ، وقد يهمل أحدهم صاحبه ، ويلتمس متعة الحياة عند غيره ، ولو أن أحد الزوجين اشترط على الآخر عند عقد الزواج ألا يفارقه، ولو حل بينهما الكراهية والخصام محل الحب والوئام لكان ذلك أمراً منكراً مخالفاً للفطرة ومجافياً للحكمة ، وإذا جاز وقوع هذا بين شابين متحابين ، غمرهما شعور الشباب فظنا ألا افتراق بعد اجتماع ، ولا كراهة بعد محبة ، فإنه لا ينبغي اعتباره من مشرع خير الطباع ، ولو وضع المشرع قانوناً يُحرم فض الشركات ويمنع رفع ولاية الأوصياء ، وعزل الشركاء ومفارقة الرفقاء ، لصاح الناس : هذا ظلم مبين. وإذا كان وقوع النفرة، واستحكام الشقاق والعداء ليس بعيد الوقوع فأي الأمرين خير ؟ ربط الزوجين بحبلٍ متين ، لتأكل الضغينة قلوبهما، ويكيد كلٌ منهما للآخر؟ أم حل ما بينهما من رباط وتمكين كلٌ منهما من بناء بيت جديد، على دعائم قويمة، أو ليس استبدال زوج بآخر خير من ضم خليلة إلى امرأة مهملة ، أو عشيق إلى زوج بغيض ؟ "
 

أحلام

:: متميز ::
إنضم
23 ديسمبر 2009
المشاركات
1,046
التخصص
أصول فقه
المدينة
........
المذهب الفقهي
.......
رد: الطلاق ليس حلا

هل هو مسلم ؟ ,,, والله أعلم >>>>> لا؟
لو عمل الغرب بفلسفته , والتي هي قريبة من المنهج الإسلامي , لأصبح وازع الخيانة الزوجية في المجتمع الغربي قليل .
سبحان الله
"وشهد شاهد من أهلها"
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

هل هو مسلم ؟ ,,, والله أعلم >>>>> لا؟

لو عمل الغرب بفلسفته , والتي هي قريبة من المنهج الإسلامي , لأصبح وازع الخيانة الزوجية في المجتمع الغربي قليل .
سبحان الله
"وشهد شاهد من أهلها"

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بارك الله فيكم
لا ليس مسلما بل هو فيلسوف إنجليزي يعتبر من أبرز شخصيات مذهب المنفعة أو الفلسفة النفعية بل يعتبر هو زعيم هذا المذهب في إنجلترا وأول من نادى به .
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

[font=&quot]الأخ الفاضل الدكتور/ أبو حازم الكاتب بارك الله فيك[/font]
[font=&quot]أشكر لك مشاركتك القيمة.[/font]
[font=&quot]وأعتذر أولا عن تأخري في الرد؛ وذلك لسفر عارض.[/font]
[font=&quot]ثم إني آخذ عليك أنك بالغت في وصفك لي بكلمة (شيخنا). وإنما أنا من صغار طلاب العلم حقا.[/font]
[font=&quot]وأتفق معك في كل ما قلته أنت عن فوائد الطلاق بإطلاق. [/font]
[font=&quot] ثم إنك قلت بمبالغتي في بيان مساوئ الطلاق، وأن الطلاق يجري عليه الأحكام الخمسة. [/font]
[font=&quot]وأقول:[/font]
[font=&quot]إن وصف المبالغة يصح إن كان مقصدي كتابة بحث أكاديمي عن الطلاق، ولكن مقصدي كتابة مقال في مفاسد الطلاق والتنفير منه، في ظل إحصائيات مخيفة تظهر أن الطلاق ظاهرة خطيرة في مجتمعاتنا. ولو صحَّ كلامك، لكان على من كتب مقالا في الترغيب في النكاح، أن يعترض عليه معترضٌ، بأن النكاح تجري عليه الأحكام الخمسة، وأنه يجب الكلام عن أن النكاح قد يكون حرامًا، وقد يكون مكروهًا. [/font]
[font=&quot]وهذا عكس مقصود (الكاتب)، لأن مقصوده حالة أن يكون النكاح مرغوبًا: حلالا، أو واجبًا. [/font]
[font=&quot]وأنا مقصودي من المقالة: حالةَ أن يكون الطلاق حرامًا، أو مكروهًا، على ما يجري كثيرًا في واقعنا لأوهى الأسباب، أو حتى أن يكون مباحًا. وقد تتايع الناس فيه، على ما دلت عليه الإحصاءات المخيفة.[/font]
[font=&quot]بـلغ عـدد إشهادات الطـلاق في مصر 84430 إشهاداً عام 2008.[/font][font=&quot] [/font][font=&quot]والطلاق في تزايد مستمر حتى وصل إلى 40% من نسب الزواج في كثير من المحافظات.[/font]
[font=&quot]وفي السعودية، ارتفعت معدلات الطلاق إلى 24 ألف حالة في عام 2005. وذكرت إحصائيات حديثة لوزارة العدل أن صكوك الطلاق ارتفعت إلى 24 في المائة من إجمالي عقود الزواج التي بلغت 105066 عقدا والمسجلة بالمحكمة.[/font]
[font=&quot]وأعلى معدلات الطلاق في الكويت، حيث قاربت 48%. وفي الإمارات 26%. وفي معظم الحالات، كان الطلاق في السنة الأولى زواج.[/font]
[font=&quot]وفي دول المغرب العربي، تبين الدراسات الاجتماعية أن نسبة الطلاق 25%، أغلبها خلال العامين الأولين من الزواج.[/font]
[font=&quot] ولاشك أن من مقاصد الشارع الترغيب في النكاح، والتحذير من الطلاق على العموم. وهذا ما عمدنا إليه في المقال.[/font]
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: الطلاق ليس حلا

الطلاق هو الاختيار الوحيد عند انعدام الحل ،،
ولكنه يكون حلا حين ينهي المشاكل التي عجز الحوار والإصلاح عن حلها ،،
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

[font=&quot]وينسى هؤلاء، أن الطلاق ما جُعل إلا استثناءً، عندما يخفق الزوجان في العيش معًا في إطار من حدود الله تعالى، وحين تستحيل العشرة الزوجية بينهما معًا لأسباب قوية مفهومة. ولكن المؤسف هو أن أغلب الأشخاص لا يكون الطلاق عندهم ردًا على مشكلة حقيقية، أو وقوعًا تحت ضغط أزمة قوية يكون معها استمرار الزواج مستحيلا! وليت هؤلاء يتأملون قول النبي [/font][font=&quot]صلى الله عليه وسلم[/font][font=&quot]: "استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها، استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".[/font]


من قرأ هذه الفقرة أعلاه، علم أنه ليس بينها وبين الفقرة التالية خلاف، وأظن المقال متوازنا.
الطلاق هو الاختيار الوحيد عند انعدام الحل ،،
ولكنه يكون حلا حين ينهي المشاكل التي عجز الحوار والإصلاح عن حلها ،،
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: الطلاق ليس حلا

هو كذلك ،، وإنما أردت تلخيص فكرة المقال لا أكثر ،،،
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

[font=&quot]
هدم أصعب منه البناء:[/font]

[font=&quot]حين تذهب السكرة، ويفيق العقل على حقائق الطلاق المرَّة، قد يتحسر كل من الزوجين على الفراق، ويندم حين لا ينفع الندم، فالطلاق يصيب عواطف الزوجين بشرخ عظيم، وقد تقف حوائل كثيرة، تحول دون عودة ما تفرَّق. ومن ذلك قصة الشاعر الأخطل الذي كان له زوجة يعجبه شأنها، إلا أنه طلقها، وتزوج بمطلقة رجل من بني تغلب، وكانت هي بالتغلبي الذي طلقها معجبة. فبينما هي ذات يوم جالسة مع الأخطل، إذ ذكرت زوجها الأول فتنفَّست الصعداء، ثم ذرفت دموعها، فعرف الأخطل ما بها، فتذكر هو أيضًا امرأته الأولى، وأنشأ يقول:[/font]
[font=&quot]كلانا على وجد ببيت كأنما === بجنبيه من مس الفراش قروحُ[/font]

[font=&quot]على زوجها الماضي تنوح وزوجها على الطلة الأولى كذاك ينوحُ [/font]
[font=&quot] [/font]
[font=&quot]وقد يتدخل الأب أو الأم، يدفعان ابنهما إلى طلاق زوجته، فيهدمان بيتًا كان راسخ الأركان، دون سبب جوهري، ثم يريان من شقاء الابن، بعد أن حرم من زوجته التي يحبها، ما يدفع إلى إعادة ما تفرَّق. ومن هذا أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- تزوج بعاتكة بنت زيد بن نفيل، وكان يحبها حبًّا شديدًا، فأمره أبوه بتطليقها، فقال بعد طلاقها:[/font]
[font=&quot]فلم أرَ مثلي طلق اليوم مثلها== ولا مثلها في غير جرم تطلق[/font]
[font=&quot]لها خلق سهل وحسن منصب== وخَلق سويٌّ ما يعاب ومنطق[/font]
[font=&quot]أعاتك قلبي كل يوم وليلة== إليك بما تخفي القلوب معلق[/font]
[font=&quot]أعاتك ما أنساك ما ذرَّ شارق== وما لاحَ نجم في السماء محلق[/font]
[font=&quot] فرقَّ له والده أبو بكر الصديق، [/font][font=&quot]وأمره أن يراجعها.[/font]
[font=&quot]وقد لا يمكن عودة المرأة إلى الرجل، كأن تتزوج المرأة بآخر، أو ترفض العودة بعد أن تبين من زوجها بينًا. فحينئذ يجد المطلق صعوبة كبيرة في بدء حياة زوجية جديدة من نواح عدة، فهو نفسه، بما تكون لديه من خبرات في الحياة الزوجية، يجد صعوبة في الوصول إلى كفء يرضى به، ويستجيب لرغبته في الزواج، ويبدأ معه حياة ينسى فيها الماضي. فالماضي لا يموت أبدًا.[/font]
[font=&quot]وهذا بالنسبة للمرأة المطلقة أشد وأقسى في مجتمعنا، إذ المطلقة يبتعد عنها الأزواج ويتحاشون الارتباط بها، لأن عدد النساء أكبر من عدد الرجال في مجتمعاتنا، فالمطلقة وإن كانت صغيرة السن، يكون محكومًا عليها أن تقضي بقية حياتها بلا زواج، تلاحقها كلمة "مطلقة" وكأنها أبدية. كما أن أولياء الفتيات يخافون من ناحية أخرى تزويج بناتهن لرجل مطلق، وخصوصًا إن كان له أطفال.[/font]
[font=&quot]ويشقى المطلق كثيرًا حتى يستطيع بناء أسرة جديدة، فهو يبذل للهدم كثيرًا من المال، ولكنه يبذل للبناء أكثر، ومع هذا يظل شبح الطلاق مخيمًا على أسرته الجديدة، ومهما حاول أن يتخلص من الماضي، فإن للماضي توابعه. وقد أظهرت الإحصاءات في انكلترا، أن نسبة الطلاق في الزواج الثاني تكون أعلى مما عليه في الزواج الأول. لأن كلا من الرجل والمرأة في هذا الزواج خبَرَ الحياة الزوجية من قبل، وتشكلت شخصيته على نمط يصعب تغييره لكي يتكيف مع الأوضاع الجديدة، والزواج الثاني كثيرًا ما يصاحبه تنازلات كثيرة في الاختيار، لأن المطلق يشعر أنه الأدنى، والمجتمع ينظر إليه على أنه أقل، فيختار الأقل، ثم يقع في الندم بعد ذلك، ولا يستطيع أن يواصل الحياة مع غير كفء. وكان الأولى بمن فشل مرة أن يفهم أن سبب الفشل الأول هو انعدام الكفاءة، فلا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.[/font]
 
التعديل الأخير:

الزهراء

:: مطـًـلع ::
إنضم
4 يوليو 2010
المشاركات
143
الإقامة
الرياض
الجنس
أنثى
الكنية
أم عبدالرحمن
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
من أهل السنة والجماعة
رد: الطلاق ليس حلا

يقول الشافعي رحمه الله : أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا عن أحوالهم في تزوجهم فما منهم أحد قال : " أنه رأى خيرا "
 

إيثار

:: متابع ::
إنضم
27 فبراير 2010
المشاركات
18
التخصص
الفقه واصوله
المدينة
غير معروف
المذهب الفقهي
غير معروف
رد: الطلاق ليس حلا

إذا تفضلتم ما صحة حديث النبي صلى الله علية وسلم ( إن ابغض الحلال الى الله الطلاق)
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

بارك الله فيكم شيخنا الدكتور محمود
لم ابالغ - بارك الله فيكم - بقولي شيخنا بل أنتم في نظري كذلك علماً وخلقاً .
واقول ربما يكون كلامي منصباً على جهة غير ما أردتم لكني أردت بيان ان الطلاق حل شرعي من عند الله وقطعا لا يشرع الله إلا ما فيه خير ومصلحة والمصالح تتفاوت وكذلك المفاسد ، وقد يكون الشيء مصلحة في حال دون حال ومفسدة في حال دون حال فالطلاق قد يكون مصلحة في حق فلان ومفسدة في حق فلان وذلك بالنظر إلى حال الزوجية وما يحصل فيها من القيام بحقوق الله وحقوق الزوجية فحيث كانت المصلحة في الاستمرار وحل المشاكل بطرق سوى الطلاق فلا شك أنه الأفضل وأما إذا كانت الحلول غير مجدية ولا رافعة للمشاكل الكبيرة التي لا تستقر معها الحياة فالطلاق بلا شك سيكون هو الحل الأفضل شرعاً وعقلاً .
وقصدي بذلك كله أن لا نجعل الطلاق شبحا مخيفا في حق الزوج في حالة عدم القدرة على الاستمرار لأن ذلك سيكون سببا في فساد حياته دينياً وخلقياً ونفسياً واجتماعياً ويبقى مستمرا تحت ضغط شعار ( لا تطلق ) ولست بهذا أشجع على الطلاق فلا ينبغي أن يفهم من كلامي ذلك فقد ذكرت فيما سبق ما يدل على ان الشريعة حرصت بشتى السبل على حفظ عقد الزوجية ابتداء وبقاء ووضعت حلولاً متعددة لتحقيق هذا المقصد .
 

د ايمان محمد

:: متخصص ::
إنضم
2 أبريل 2008
المشاركات
88
التخصص
فقه
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
شافعى
رد: الطلاق ليس حلا

وإذا كان البيت راسخ الأركان فمن الصعب على أحد مهما حاول أن يهدمه لكنه فى الغالب يكون ضعيفا لم يؤسس على تقوى من أحد الجانبين
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

لست أجد أي تعارض فيما مضى من الكلام.
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الطلاق ليس حلا

إذا تفضلتم ما صحة حديث النبي صلى الله علية وسلم ( إن ابغض الحلال الى الله الطلاق)

الحديث المذكور رواه أبو داود ولكنه حديث مرسل
والمرسل من أقسام الضعيف
حيث أن الضعيف تسعة وأربعين نوعا كما قال العراقي :
وعده البستي فيما أوعى == لتسعة وأربعين نوعا
والله أعلم
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

يقول الشافعي رحمه الله : أقمت أربعين سنة أسأل إخواني الذين تزوجوا عن أحوالهم في تزوجهم فما منهم أحد قال : " أنه رأى خيرا "
إن كان الإمام الشافعي قال ذلك، فما أراه إلا من باب الدعابة.
وإلا فهل لا ترى الزهراء في بني جنسها خيرا؟!
 

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

بارك الله فيكم شيخنا الدكتور محمود
لم ابالغ - بارك الله فيكم - بقولي شيخنا بل أنتم في نظري كذلك علماً وخلقاً .
واقول ربما يكون كلامي منصباً على جهة غير ما أردتم لكني أردت بيان ان الطلاق حل شرعي من عند الله وقطعا لا يشرع الله إلا ما فيه خير ومصلحة والمصالح تتفاوت وكذلك المفاسد ، وقد يكون الشيء مصلحة في حال دون حال ومفسدة في حال دون حال فالطلاق قد يكون مصلحة في حق فلان ومفسدة في حق فلان وذلك بالنظر إلى حال الزوجية وما يحصل فيها من القيام بحقوق الله وحقوق الزوجية فحيث كانت المصلحة في الاستمرار وحل المشاكل بطرق سوى الطلاق فلا شك أنه الأفضل وأما إذا كانت الحلول غير مجدية ولا رافعة للمشاكل الكبيرة التي لا تستقر معها الحياة فالطلاق بلا شك سيكون هو الحل الأفضل شرعاً وعقلاً .
وقصدي بذلك كله أن لا نجعل الطلاق شبحا مخيفا في حق الزوج في حالة عدم القدرة على الاستمرار لأن ذلك سيكون سببا في فساد حياته دينياً وخلقياً ونفسياً واجتماعياً ويبقى مستمرا تحت ضغط شعار ( لا تطلق ) ولست بهذا أشجع على الطلاق فلا ينبغي أن يفهم من كلامي ذلك فقد ذكرت فيما سبق ما يدل على ان الشريعة حرصت بشتى السبل على حفظ عقد الزوجية ابتداء وبقاء ووضعت حلولاً متعددة لتحقيق هذا المقصد .
الفاضل الدكتور أبو حازم
جزاك الله خيرا على الإضافة المجزية. وإنما نحن أبناء زماننا.
وفي هذا الزمان- كما أظن، لدى أبناء الدعوة الإسلامية حساسية تجاه هذا الموضوع؛ فإن مجتمعاتنا تتعرض بلا شك لكثير من المخاطر والغارات، والأسرة المسلمة تُرمى عن قوس أعداء الأمة، بل تُرمى من بعض بني جلدتنا.
وفي تونس مثلا، سن قانون مخالف للشريعة الإسلامية، يحظر تعدد الزوجات، ويمنع الطلاق إلا أمام القاضي. وهذا ظاهره الرحمة، ولكن مِن قِبله أتى العذاب؛ فإن النساء سارعن إلى رفع قضايا الطلاق في المحاكم، حتى زادت نسبتها عما قبل، وصارت تونس الأولى عربيا في نسبة الطلاق، والرابعة عالميا.
وفي مصر، اتجه القانون إلى تضييق دائرة الطلاق، حين سن في سنة 1925؛ وذلك حفاظا على الأسرة المسلمة. ثم توالت التعديلات على هذا القانون، نتيجة لعمل أدعياء تحرير المرأة، ومن يزعمون "تمكين المرأة". فجاءت التعديلات شيئا بعد شيء في الاتجاه المعاكس.
 
التعديل الأخير:

د.محمود محمود النجيري

:: مشرف سابق ::
إنضم
19 مارس 2008
المشاركات
1,171
الكنية
أبو مازن
التخصص
الفقه الإسلامي
المدينة
مصر
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: الطلاق ليس حلا

[font=&quot]خطأ الاستسلام لأفكار الطلاق[/font]


[font=&quot]أفضل ما يفعله الأزواج، هو ألا يستسلموا لأفكار الطلاق، التي تتوالد في النفس، وتتعاظم لأوهى الأسباب، وأن يتمعنوا في كون حياة العزوبة بعد الطلاق، كلها شقاء وعذاب وخسائر. ومهما يكن في الزواج من عيوب وأخطاء، فحياة المطلقين أكثر تعاسة وحرمانًا وألمًا، واستمرار زواج به عيب أو عيوب، أفضل من طلاق به خسائر لا تُعدُّ ولا تحصَى.[/font]
[font=&quot]والواقع يؤكد، أنه من الأفضل الاستمرار في الزواج، وبذل كل جهد لإنجاحه، بدلا من أن ينفصل الزواجان، فيهدمان أسرة، ويشردان أطفالا، ويحرمان نفسيهما من متع الحياة الزوجية المستقرة.[/font]
[font=&quot]إن العاقل، لابد له أن يوازن بين ما يوفر له الزواج من مزايا كثيرة، سيفقدها بالطلاق، ولن يستطيع في الغالب تعويضها. والخسائر التي يسببها الطلاق. فالزواج مشاركة وجدانية، وأنس بأليف، يبثه الإنسان همومه وأحزانه، ويشاركه أفراحه، ويسانده في الحياة. والزواج إشباع لحاجات حسية وعاطفية. والزواج بيت وأسرة وأولاد كالأزهار المتفتحة، تحتاج الرعاية والصيانة. ومن المؤكد، أن الأطفال هم أكبر ما يجمع بين الزوجين، ويجعل حياتهما قابلة للاستمرار، مهما يكن فيها من الخلاف.[/font]
[font=&quot]والرجل الذي يستحق أن يوصف بالرجولة حقًّا، هو الذي يشعر بالواجب تجاه زوجته وأولاده وبيته، ويفهم أن الطلاق هو قطعُ رحِم وفراق واحتراق للمشاعر الجميلة، وأن امرأته مسئولة منه، وأنها أم أولاده، وأن طلاقها جنايةٌ عليها وعلى أولاده بالشقاء الأكيد. فكيف يلقي بها إلى هذه الهوة السحيقة، التي هي بالنسبة للمرأة، كالذبح بالخيط بلا رحمة؟! فكمْ من كلام يُقال، وظنون تلحق بالمطلقات!![/font]
[font=&quot]والزواج يتهدد كيانه باستمرار، ما لم يكن هناك إحساس بالواجب، وما لم يتسامح كلٌّ من الزوجين، ويتنازل عن بعض حقه، ويحاول أن يتوافق مع قرينه. إذ العداوة بين الزوجين كامنة، وستنطلق مع أقل كلمة أو حركة بعيدة عن الصواب والحكمة. والرباط الشرعي المقدس، الذي يستشعره المتدينون في زواجهم، ينبغي أن يجعل حياتهم أكثر استقرارًا من غيرهم، فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم من بعض.[/font]
[font=&quot]نسأل الله تعالى أن يصلح ذات بين المسلمين.[/font]
 
أعلى