السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سائني تطاول العامة على العلماء في المجالس والصحف فخرجت كلمات من القلب حملت موضوع (رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه) , أضعها بين أيديكم , وأتشرف بتوجيهكم فلست سوى قزماء بين عمالقة .
جسده فوق الثرى وهمته علت الثريا , لا يهمه أمر دنياه فقد عاش لآخرته , قوام ليل صوام نهار , يسعى لرفع الجهل عن نفسه , وعن الآخرين , فبدأ بمشوار طلب العلم , تلفت يمنة ويسره , بحث عن عالم متقن ذا تقوى وورع ,
فوجد بعد عناء من هو ثقة ولا يخاف في الله لومة لائم , ثنا ركبتيه بين يديه حفظ عنده القران وأتقن تفسيره , وحفظ الحديث ودرس رجاله وصحيحة وضعيفة ,
أبحر بعدها بالفقه ومذاهبه وأصوله , ثم درس السيرة والعقيدة والنحو , تنقل خلالها إلى علماء بلده وقد يرحل للمتميز منهم
هجر فضول النوم وحرم نفسه من ملذات الطعام , ليقينه بان البطنة تذهب الفطنة
ترك المباح خشية الوقوع في الحرام , عاش حياته في تقى وورع , يغض البصر ويشكر على القليل يحفظ لسانه ويستعين بباريه لإيمانه بأن العلم لا يعتمد على ذكاء ولا سرعة حفظ بل بتوفيق من الله ,
صبر على جفاء العلم وشدة الطلب وطول الطريق يسعى للتطبيق ما أمكنه لأنه لم يتعلم لكي يشار إليه بالبنان , أمره شيخه بتزكية علمه بالتبليغ وأعطاه إجازة بالتدريس والفتيا بعد أن عاش أكثر من عشرين سنه بين الكتب والعلماء.
قدم رجلاً وأخر أخرى فهو - من تواضعه - يعتقد انه لم يبلغ تلك المرحلة بعد , ولكن شيخه لمعرفته بسعة علمه وورعه وخشيته لله دفعه بقوة الواثق بطالبه .
هكذا يعيش العالم حياته لكي يوقع عن الله في فتوى يقولها .
ثم يأتي من هو مصاب بالنقرس من كثرة أكل اللحوم , ومن آلام في الظهر من الإفراط بالنوم ينتقد الفتوى ويتكلم بالدين .. فأعط الرمح باريها , وأعط كل ذي قدر قدره ,
هم علموك كيف تخاطب ربك وكيف تصلي وبأي طريقة تغتسل يحرصون أن تكون قريبا من مولاك بعيدا عن وساوس إبليس.
هم ورثة الأنبياء ولست سوى رويبض هداك الله . (يرفع الله اللذين ءامنوا منكم واللذين أوتوا العلم درجات) المجادلة
(قل هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون)الزمر
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)ال عمران. وكفى بها رفعة للعلماء فتأملها .
وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، حيث إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، فقد أخذ بحظ وافر"أخرجه أبو داود والترمذي والدارامي.
قال ا.د ناصر العمرو معلقاً على قوله تعالى (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)الحج قال
( والشعيرة -كما قال العلماء-: كل ما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه، والعلماء -بلا ريب- يدخلون دخولا أوليا فيما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه)
لذا اصبحت لحومهم مسمومة والكلام بهم امر عظيم .
فيا أخي ..
ان كنت تحمل كرها لأولياء الله فاحتفظ بمشاعرك لنفسك لان كلامك عنهم منقصة لك ..
وان كنت متعالما فأدعوك لزيادة علمك على يديهم ولا تتحدث إلا إن أجزئك احدهم ..
وان كنت تغار على دين الله لزلة وقع بها احدهم – وكلنا بشر ذو خطأ فليسوا معصومين – فخاطبه شخصيا ولا تنسى حديث المصطفى (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم )رواه أبو داود
وان كان لهوى في نفسك ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )
وان كنت تسعى لتحوير النصوص لما يخدم مذهبك بنقد فتواهم أحيانا وبنقد ذواتهم وعبادتهم وما يتقاضونه أحايين أخرى فلن تنجح (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة)رواه ابو داود واحمد وابن ماجه ,
وان كنت مقلداً (فلا تكن إمعة إن أحسن الناس أحسنت وان أساءوا أسأت) واعلم أن الكلام في ذواتهم منقصة للدين كما اتهم قريش الرسول صلى الله عليه وسلهم بأنه شاعر وساحر ومجنون وغرضهم في هذا رفض ما جاء به ..
أخي المبارك وفقك الله ..
ديننا نقلي لا عقلي ولو كان الدين بالرأي كما قال الإمام علي رضي الله عنه لكان مسح أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه ..
فأقول لو كان ديننا على آراء الرجال لاختلف ديننا عن دين المسلمين في مصر والسودان و امريكا والصين فخالق العقول انزل الشرع وجعل طائفة ناقله مبلغه ولها حق الاجتهاد وفق النصوص لها لا لغيرها (عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله يقول: «إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر»متفق عليه.
و الاجتهاد في اللغة العربية : عبارة عن بذل المجهود واستفراغ الوسع في تحقيق أمر من الأمور ولا يستعمل إلا فيما فيه كلفة ومشقة فيقال : اجتهد في حمل حصى الرحى ولا يقال : اجتهد في حمل خردله.
وعند علماء الأصول (أصول الفقه وعلماء الدين) من أهل السنة هو عملية استفراغ الوسع في درك الأحكام الشرعية العقلية والنقلية من مصادرها المقررة، كالقرآن والسنة والاجماع والقياس وغيرها
وبعبارة اخری هو بذل الجهد لاستنباط واستخراج الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية , واشترط العلماء ان يكون المجتهد مسلما بالغا عاقلا ذا عدالة وتقوى وذا معرفة وعلم بالقران والسنة واللغة العربية وبمعاقد الاجماع وبأصول الفقه ومقاصد الشريعة وبفهم المسائل المعروضة عليه ..
ورحم الله امرء عرف قدر نفسه ..
همسه
عقلي وعقلك لا يستوعب عظم خلق السماء كما قد لا يستوعب سبب التحريم من رب السماء ..
أختكم ..
عبلة القبيسي
سائني تطاول العامة على العلماء في المجالس والصحف فخرجت كلمات من القلب حملت موضوع (رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه) , أضعها بين أيديكم , وأتشرف بتوجيهكم فلست سوى قزماء بين عمالقة .
جسده فوق الثرى وهمته علت الثريا , لا يهمه أمر دنياه فقد عاش لآخرته , قوام ليل صوام نهار , يسعى لرفع الجهل عن نفسه , وعن الآخرين , فبدأ بمشوار طلب العلم , تلفت يمنة ويسره , بحث عن عالم متقن ذا تقوى وورع ,
فوجد بعد عناء من هو ثقة ولا يخاف في الله لومة لائم , ثنا ركبتيه بين يديه حفظ عنده القران وأتقن تفسيره , وحفظ الحديث ودرس رجاله وصحيحة وضعيفة ,
أبحر بعدها بالفقه ومذاهبه وأصوله , ثم درس السيرة والعقيدة والنحو , تنقل خلالها إلى علماء بلده وقد يرحل للمتميز منهم
هجر فضول النوم وحرم نفسه من ملذات الطعام , ليقينه بان البطنة تذهب الفطنة
ترك المباح خشية الوقوع في الحرام , عاش حياته في تقى وورع , يغض البصر ويشكر على القليل يحفظ لسانه ويستعين بباريه لإيمانه بأن العلم لا يعتمد على ذكاء ولا سرعة حفظ بل بتوفيق من الله ,
صبر على جفاء العلم وشدة الطلب وطول الطريق يسعى للتطبيق ما أمكنه لأنه لم يتعلم لكي يشار إليه بالبنان , أمره شيخه بتزكية علمه بالتبليغ وأعطاه إجازة بالتدريس والفتيا بعد أن عاش أكثر من عشرين سنه بين الكتب والعلماء.
قدم رجلاً وأخر أخرى فهو - من تواضعه - يعتقد انه لم يبلغ تلك المرحلة بعد , ولكن شيخه لمعرفته بسعة علمه وورعه وخشيته لله دفعه بقوة الواثق بطالبه .
هكذا يعيش العالم حياته لكي يوقع عن الله في فتوى يقولها .
ثم يأتي من هو مصاب بالنقرس من كثرة أكل اللحوم , ومن آلام في الظهر من الإفراط بالنوم ينتقد الفتوى ويتكلم بالدين .. فأعط الرمح باريها , وأعط كل ذي قدر قدره ,
هم علموك كيف تخاطب ربك وكيف تصلي وبأي طريقة تغتسل يحرصون أن تكون قريبا من مولاك بعيدا عن وساوس إبليس.
هم ورثة الأنبياء ولست سوى رويبض هداك الله . (يرفع الله اللذين ءامنوا منكم واللذين أوتوا العلم درجات) المجادلة
(قل هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون)الزمر
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)ال عمران. وكفى بها رفعة للعلماء فتأملها .
وروى أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر، العلماء هم ورثة الأنبياء، حيث إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به، فقد أخذ بحظ وافر"أخرجه أبو داود والترمذي والدارامي.
قال ا.د ناصر العمرو معلقاً على قوله تعالى (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)الحج قال
( والشعيرة -كما قال العلماء-: كل ما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه، والعلماء -بلا ريب- يدخلون دخولا أوليا فيما أذن الله وأشعر بفضله وتعظيمه)
لذا اصبحت لحومهم مسمومة والكلام بهم امر عظيم .
فيا أخي ..
ان كنت تحمل كرها لأولياء الله فاحتفظ بمشاعرك لنفسك لان كلامك عنهم منقصة لك ..
وان كنت متعالما فأدعوك لزيادة علمك على يديهم ولا تتحدث إلا إن أجزئك احدهم ..
وان كنت تغار على دين الله لزلة وقع بها احدهم – وكلنا بشر ذو خطأ فليسوا معصومين – فخاطبه شخصيا ولا تنسى حديث المصطفى (أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم )رواه أبو داود
وان كان لهوى في نفسك ( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )
وان كنت تسعى لتحوير النصوص لما يخدم مذهبك بنقد فتواهم أحيانا وبنقد ذواتهم وعبادتهم وما يتقاضونه أحايين أخرى فلن تنجح (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة)رواه ابو داود واحمد وابن ماجه ,
وان كنت مقلداً (فلا تكن إمعة إن أحسن الناس أحسنت وان أساءوا أسأت) واعلم أن الكلام في ذواتهم منقصة للدين كما اتهم قريش الرسول صلى الله عليه وسلهم بأنه شاعر وساحر ومجنون وغرضهم في هذا رفض ما جاء به ..
أخي المبارك وفقك الله ..
ديننا نقلي لا عقلي ولو كان الدين بالرأي كما قال الإمام علي رضي الله عنه لكان مسح أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه ..
فأقول لو كان ديننا على آراء الرجال لاختلف ديننا عن دين المسلمين في مصر والسودان و امريكا والصين فخالق العقول انزل الشرع وجعل طائفة ناقله مبلغه ولها حق الاجتهاد وفق النصوص لها لا لغيرها (عن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله يقول: «إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر»متفق عليه.
و الاجتهاد في اللغة العربية : عبارة عن بذل المجهود واستفراغ الوسع في تحقيق أمر من الأمور ولا يستعمل إلا فيما فيه كلفة ومشقة فيقال : اجتهد في حمل حصى الرحى ولا يقال : اجتهد في حمل خردله.
وعند علماء الأصول (أصول الفقه وعلماء الدين) من أهل السنة هو عملية استفراغ الوسع في درك الأحكام الشرعية العقلية والنقلية من مصادرها المقررة، كالقرآن والسنة والاجماع والقياس وغيرها
وبعبارة اخری هو بذل الجهد لاستنباط واستخراج الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية , واشترط العلماء ان يكون المجتهد مسلما بالغا عاقلا ذا عدالة وتقوى وذا معرفة وعلم بالقران والسنة واللغة العربية وبمعاقد الاجماع وبأصول الفقه ومقاصد الشريعة وبفهم المسائل المعروضة عليه ..
ورحم الله امرء عرف قدر نفسه ..
همسه
عقلي وعقلك لا يستوعب عظم خلق السماء كما قد لا يستوعب سبب التحريم من رب السماء ..
أختكم ..
عبلة القبيسي