العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

جزاك الله عنى من معلمٍ خيراً...( قصة عجيبة في التواضع و الرجوع إلى الحق على الملأ )..

متولى أمين حلوة

:: مشارك ::
إنضم
31 مايو 2010
المشاركات
248
الجنس
ذكر
التخصص
طب الأطفال
الدولة
saudia
المدينة
الأحساء - الهفوف
المذهب الفقهي
غير متمذهب
أحكام القرآن لابن العربي » سورة البقرة وفيها تسعون آية » الآية الخامسة والستون قوله تعالى للذين يؤلون من نسائهم » مسألة إيلاء النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه

المسألة الخامسة عشرة : ثبت في الصحيح { أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه شهرا ، وصار في مشربة له ، فلما أكمل تسعا وعشرين نزل على أزواجه صبيحة تسع وعشرين ، فقالت له عائشة رضي الله عنها : إنك آليت شهرا . فقال : إن الشهر تسع وعشرون }

أخبرني محمد بن قاسم العثماني غير مرة : وصلت الفسطاط مرة ، فجئت مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهري ، وحضرت كلامه على الناس ، فكان مما قال في أول مجلس جلست إليه : إن النبي صلى الله عليه وسلم طلق وظاهر وآلى ، فلما خرج تبعته حتى بلغت معه إلى منزله في جماعة ، فجلس معنا في الدهليز ، وعرفهم أمري ، فإنه رأى إشارة الغربة ولم يعرف الشخص قبل ذلك في الواردين عليه ، فلما انفض عنه أكثرهم قال لي : أراك غريبا ، هل لك من كلام ؟ قلت : نعم . قال لجلسائه : أفرجوا له عن كلامه . فقاموا وبقيت وحدي معه . فقلت له : حضرت المجلس اليوم متبركا بك ، وسمعتك تقول : آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقت ، وطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقت .

وقلت : وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لم يكن ، ولا يصح أن يكون ; لأن الظهار منكر من القول وزور ; وذلك لا يجوز أن يقع من النبي صلى الله عليه وسلم . فضمني إلى نفسه وقبل رأسي ، وقال لي : أنا تائب من ذلك ، جزاك الله عني من معلم خيرا . ثم انقلبت عنه ، وبكرت إلى مجلسه في اليوم الثاني ، فألفيته قد سبقني إلى الجامع ، وجلس على المنبر ، فلما دخلت من باب الجامع ورآني نادى بأعلى صوته : مرحبا بمعلمي ; أفسحوا لمعلمي ، فتطاولت الأعناق إلي ، وحدقت الأبصار نحوي ، (وتعرفني : يا أبا بكر- يشير إلى عظيم حيائه -، فإنه كان إذا سلم عليه أحد أو فاجأه خجل لعظيم حيائه ، واحمر حتى كأن وجهه طلي بجلنار) قال : وتبادر الناس إلي يرفعونني على الأيدي ويتدافعوني حتى بلغت المنبر ، وأنا لعظم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض ، والجامع غاص بأهله ، وأسال الحياء بدني عرقا ، وأقبل الشيخ على الخلق ، فقال لهم : أنا معلمكم ، وهذا معلمي ; لما كان بالأمس قلت لكم : آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلق ، وظاهر ; فما كان أحد منكم فقه عني ولا رد علي ، فاتبعني إلى منزلي ، وقال لي كذا وكذا ; وأعاد ما جرى بيني وبينه ، وأنا تائب عن قولي بالأمس ، وراجع عنه إلى الحق ; فمن سمعه ممن حضر فلا يعول عليه . ومن غاب فليبلغه من حضر ; فجزاه الله خيرا ; وجعل يحفل في الدعاء ، والخلق يؤمنون .

فانظروا رحمكم الله إلى هذا الدين المتين ، والاعتراف بالعلم لأهله على رءوس الملإ من رجل ظهرت رياسته ، واشتهرت نفاسته ، لغريب مجهول العين لا يعرف مَن ولا مِن أين ، فاقتدوا به ترشدوا .
انتهـى

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=46&ID=269

ما قال : (هذا اجتهادى و رأيي) (و الخلاف لا يفسد للود قضية) و لا سأله حتى :" من أنت ؟" ، بل سمى رجوعه توبةً ، و لم يتريث و يطرق النظر ، بل بادر و سارع و شكره بأسمى أنواع الشكر ، و ما اكتفى بشكره على الخاص حتى شكره على العام ، و ما هذا إلا من امتلاء قلبه بمحبة الحق و محبة الدين و محبة الرسول صلى الله عليه و سلم أن يُنسب إليه الخطأ ، و كأن المسألة عنده هدية لها حلاوة شعر بها هو أكثر من غيره ، كأنه شعر بالتصحيح و عِظمه و فائدته ألا يتوارث الناس الخطأ عنه ، رحمه الله من معلم و مربٍ و عالم عامل بدين الله..و بعض المشايخ عندهم علم جم و فقه عميق لكن ليسوا من المشاهير ، لحيائهم من البروز أمام الكاميرات أو في المجامع ، و يفضلون الاغتمار على الاشتهار ، يكتفي الواحد منهم بطالب أو اثنين ، لكن يؤسسه على الدين أيما تأسيس ، فيكون الطالب بمقام مئات المستمعين الحاضرين للاستماع فقط..و كم في تلك القصة من عبر و فوائد ، و الله المستعان..

اللهم ارحم الشيخ أبا الفضل الجوهري و ارفع قدره في الآخرة كما تواضع و رفع قدر العلم..آمين
 

د. أريج الجابري

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 مارس 2008
المشاركات
1,145
الكنية
أم فهد
التخصص
أصول الفقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
المذهب الحنبلي
رد: جزاك الله عنى من معلمٍ خيراً...( قصة عجيبة في التواضع و الرجوع إلى الحق على الملأ )..

جزاك الله خيراً.
 

انبثاق

:: مخضرم ::
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,228
التخصص
الدراسات الإسلامية..
المدينة
بريدة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: جزاك الله عنى من معلمٍ خيراً...( قصة عجيبة في التواضع و الرجوع إلى الحق على الملأ )..

شكر الله لكم أخي الفاضل..
هذه الخصلة جميلة جدا من المعلم..
هي و أختها: (لاأدري)..
فكم من انسان امتلك قلوب الكثير وثقتهم بقوله، بهاتين فحسب: (شكرا لنصيحتكم) و (لاأدري) حين يجهل.
 
إنضم
16 نوفمبر 2008
المشاركات
142
التخصص
هندسة كهرباء
المدينة
غريان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: جزاك الله عنى من معلمٍ خيراً...( قصة عجيبة في التواضع و الرجوع إلى الحق على الملأ )..

لا إله إلا الله , رحم الله أئمة اهل السنة وألحقنا بهم في جنة النعيم إذ لم نلحق بهم في هذه الدنيا
 
إنضم
30 نوفمبر 2010
المشاركات
40
التخصص
أخصائي أمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد
المدينة
دمياط
المذهب الفقهي
شافعي
رد: جزاك الله عنى من معلمٍ خيراً...( قصة عجيبة في التواضع و الرجوع إلى الحق على الملأ )..

جزاك الله خيرا
ذكرتنا بأناس خلا زماننا من أمثالهم إلا من رحم الله
 
أعلى