رد: ـ مدارسة في فن المقاصد.
ـ 2 ـ ما علاقة الاستحسان بالمصلحة؟
بيان العلاقة بين الاستحسان و المصالح على نحوين:
أولا:من حيث الإحالة على الأسفار الأصولية:
فالعلاقة بينهما عموم و خصوص مطلق؛باعتبار المصلحة من أقسام الاستحسان.
و عليه:فإنّ المصلحة أخص مطلقا، و الأول أعم مطلقا.
و نستثني من الأصوليين إمام دار الهجرة من حيث اعتباره الاستحسان المصلحي.
و هو ما جاء في مقررات أبي بكر و ابن خويز منداد...
قالوا في حده:" هو استعمال مصلحة جزئية في مقابلة قياس كلي"
و على هذا التقرير:فالاستحسان و الاستصلاح سواء.
ثانيا:من حيث التحقيق و التمحيص:
فإن ذكر أقسام الاستحسان إنما سيق لبيان المشروعية
و إفحام الخصوم،لا لبيان الحقيقة.
وتحرير ذلك: أن العدول من السنن إلى الأقيسة مثلا شرعي مؤذن بجواز عدول المجتهد..و أن سوق الاستحسان المعتبر في شرعنا إنما تقرر لتجويز العدول حال وجود المقتضي و لو كان مرسلا.و على هذا النحو تحاكم كل قسم من أقسام الاستحسان.
و عليه:فإن النظر يقتضي إعادة تقسيم هذا الدليل إلى:
استحسان الشارع:و هذا لا خلف فيه
استحسان المجتهد: و عنده يتعلق المجوز بالقسم الأول في إفحام خصومه.
و على هذا التوجيه، تكون العلاقة بين الاستحسان
و المصلحة علاقة تكامل بين ذرائع و مقاصد،و يصبح الاستحسان هيئة مركبة من: أصل وعدول،و مقتضي.
لقد أثرت أيها السائل إشكالا يتوقف عليه فهم التشريع؛و لا ينبغي للأقلام أن تحجم ...