أبو عبد الله المصلحي
:: متخصص ::
- إنضم
- 4 فبراير 2010
- المشاركات
- 785
- التخصص
- شريعة
- المدينة
- ------
- المذهب الفقهي
- اهل الحديث
ما حكم لبس المراة للبنطال في بيت زوجها فقط ؟
ولا يوجد معهم سوى الاطفال الصغار ؟
ولا يوجد معهم سوى الاطفال الصغار ؟
العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،
مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.
قد ذهب بعض أهل العلم الى أن لُبسه أمام الأجانب مباح فضلاً عن المحارم و النساء فضلاً عن الزوج...وهذه فتوى شيخنا الدكتور خالد المشيقح :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله _تعالى_ وبركاته
ما حكم لبس المرأة للبنطال أمام الزوج وأمام النساء والمحارم من الرجال؟
وجزاكم الله خيراً
والسلام عليكم ورحمة الله _تعالى_ وبركاته.
الاجابة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما لبس الزوجة البنطال أمام الزوج، فإن كان بنطالاً يخص النساء فإن هذا لا بأس به _إن شاء الله_؛ لقول الله _عز وجل_: " وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ" (المؤمنون: 5، 6)، ولحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: ط احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك" أخرجه أحمد في المسند بسند صحيح.
وأما لبسه أمام النساء أو الرجال المحارم فهذا لا يظهر جوازه؛ لما في ذلك من إظهار العورة؛ لأن البنطال ُيحجِّم العورة المغلظة، وقد قال النبي _عليه الصلاة والسلام_: "احفظ عورتك"، والله _عز وجل_ يقول:" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ".
وحفظ العورة أعم من مجرد الستر، فحفظها تغطيتها وسترها، وأيضاً حفظها عدم بيان حجمها، كما قال النبي _صلى الله عليه وسلم_: " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، و نساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"، والحديث في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة _رضي الله عنه_ .
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله_، أن من صفات المرأة الكاسية العارية أن تلبس ثوباً تكتسي به، لكنه عارٍ في نفس الوقت لضيقه أو لشفافيته.
فتح الله عليك ...ليست القضية حكم لبس البنطال ، إنما القضية التي تدمي القلب وتفتت الكبد هي لبس المرأة المسلمة اليوم البنطال بعد أن كانت في سابق عهدها ترفل في ثياب العفة والحشمة والستر .
إن القضية الكبرى هي إندراس المسلمة تحت عجلة مؤامرة كبرى لتجردها من حيائها ، وتكشف سترها ،وتعرضها للفتن ، وتطمس على أعين الأجيال القادمة فلا تعد ترى التراث القدسي الطاهر .
يجب أن لا نناقش ضيق البنطال من سعته ، فالواسع لن يكون أوسع من السروال الذي توارث النساء لبسه عبر قرون مضت إلى وقت قريب ، ومع ذلك لو نقل أن امرأة ظهرت به من غير ثوب فوقه يستره لرميت في دينها أو عقلها .
إن لباس المرأة المسلمة يجب أن يكون متميزا في طرازه وسمكه وطريقة تفصيله ، كما يجب على المسلمة أن تكون حيية مستورة حتى لو كانت في دارها وأمام ابنائها ، أو أمام نسائها .
وإني والله لأعجب ممن يعرض عن زينة الثياب الضافية الواسعة ذات الألوان والأشكال والحلل والتي تواري عيوب الخلقة ، ليستبدل بها بنطال جينز مشقق أو مرقع أوقد انمحى لونه في بعض أجزائه وكأنه قد لبس دهور ، وفوق هذا يظهر ما يحسن ستره .
صحيح إن فتنة البنطال قد سرت في المجتمعات الإسلامية سريان النار في الهشيم حتى غدا أحسننا طريقة يسأل عن حكم لبسه في أضيق أحواله ، لكن مازال يوجد من العقلاء والغيورين من شتى البقاع من لا يبيحه لذكر أو انثى ، وأحيي بشدة أهل باكستان وأفغانستان ومن على شاكلتهم على محافظتهم على زيهم رغم انفتاح العالم على حضارة الغرب المشؤمة ، وأدعو لنبذ كل دخيل مضاد لتراثنا الإسلامي ، وأن لا نعمل على ترويجه ونفوده ، ولنقاطع ما يحرك تجارتهم الخاسرة لينقلبوا خاسئين .