العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

زوجتي

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
زوجتي


يقول الشيخ / علي الطنطاوي يرحمه الله :



graaam-4671487fe59.jpg





لم أسمع زوجاً يقول إنه مستريح سعيد ، وإن كان في حقيقته سعيداً مستريحاً ،
لأن الإنسان خلق كفوراً، لا يدرك حقائق النعم إلا بعد زوالها، ولأنه ركب من الطمع،
فلا يزال كلما أوتي نعمة يطمع في أكثر منها، فلا يقنع بها ولا يعرف لذاتها، لذلك يشكو الأزواج أبداً نساءهم، ولا يشكر أحدهم المرأة إلا إذا ماتت،وانقطع حبله منها وأمله فيها ،
هنالك يذكر حسناتها ، ويعرف فضائلها .

أما أنا فإني أقول من الآن –
تحدثاً بنعم الله وإقراراً بفضله - :

إني سعيد في زواجي وإني مستريح وقد أعانني على هذه السعادة أمور
يقدر عليها كل راغب في الزواج ، طالب للسعادة فيه ،

فلينتفع بتجاربي من لم يجرب مثلها ، وليسمع وصف الطريق من سالكه
من لم يسلك بعد هذا الطريق .

أولها:
أني لم أخطب إلى قوم لاأعرفهم،
ولم أتزوج من ناس لا صلة بيني وبينهم ..
فينكشف لي بالمخالطة خلاف ما سمعت عنهم ،
وأعرف من سوء دخيلتهم ما كان يستره حسن ظاهرهم ،
وإنما تزوجت من أقرباء عرفتهم وعرفوني ،
واطلعت على حياتهم في بيتهم وأطلعوا على حياتي في بيتي
، إذ رب رجل يشهد له الناس بأنه أفكه الناس ،
وأنه زينة المجالس ونزهة المجامع ،
وأمها بنت المحدّث الأكبر ،
عالم الشام بالإجماع الشيخ بدر الدين الحسيني رحمه الله
، فهي عريقة الأبوين ، موصولة النسب من الجهتين .

والثاني:
أني اخترتها من طبقة مثل
طبقتنا ، فأبوها كان مع أبي في محكمة النقض ،
وهو قاض وأنا قاض ،
وأسلوب معيشته قريب من أسلوب معيشتنا ،
وهذا الركن الوثيق في صرح السعادة الزوجية ،
ومن أجله شرط فقهاء الحنفية الكفاءة بين الزوجين
( وهم فلاسفة الشرع الإسلامي )

والثالث:
أني انتقيتها متعلمة تعليماً عادياً ،
شيئاً تستطيع به أن تقرأ وتكتب ، وتمتاز من العاميات الجاهلات ،
وقد استطاعت الآن بعد ثلاثة عشر عاماً في صحبتي
أن تكون على درجة من الفهم والإدراك ،
وتذوق ما تقرأ من الكتب والمجلات ، لا تبلغها المتعلمات

وأنا أعرفهن وكنت إلى ما قبل سنتين
ألقي دروساً في مدارس البنات ،
على طالبات هن على أبواب البكالوريا ،
فلا أجدهن أفهم منها ، وإن كن أحفظ لمسائل العلوم
، يحفظن منها ما لم تسمع هي باسمه ،
ولست أنفر الرجال من التزوج بالمتعلمات ،
ولكني أقرر - مع الأسف - أن هذا التعليم
الفاسد بمناهجه وأوضاعه ،
يسيء على الغالب إلى أخلاق الفتاة وطباعها ،
ويأخذ منها الكثير من مزاياها وفضائلها ،
ولايعطيها إلا قشوراً من العلم لا تنفعها في حياتها
ولا تفيدها زوجاً ولا أماً ،

والمرأة مهما بلغت لا تأمل من دهرها أكثر
من أن تكون زوجة سعيدة، وأماً .

والرابع:
أني لم أبتغ الجمال وأجعله هو الشرط اللازم الكافي
كما يقول علماء الرياضيات ، لعلمي أن الجمال ظل زائل
لا يذهب جمال الجميلة ، ولكن يذهب شعورك به ، وانتباهك إليه ،

لذلك نرى من الأزواج من يترك امرأته الحسناء ،
ويلحق من لسن على حظ من الجمال ،

ومن هنا
صحت في شريعة إبليس قاعدة الفرزدق
وهو من كبار أئمة الفسوق ،
حين قال لزوجته النوار
في القصة المشهورة :
ما أطيبك حراماً وأبغضك حلالاً .

والخامس:
إن صلتي بأهل المرأة لم يجاوز إلى الآن ،
بعد مرور عقد من الزمان ، الصلة الرسمية ،
الود والاحترام المتبادل ، وزيارة الغب ،
ولم أجد من أهلها ما يجد الأزواج من الأحماء
من التدخل في شؤونهم ، وفرض الرأي عليهم ،

ولقد كنا نرضى ونسخط كما يرضى كل زوجين ويسخطان ،
فما تدخل أحد منهم يوماً في رضانا ولا سخطنا

ولقد نظرت اليوم
في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجي ،
وصارت لي خبرة أستطيع أن أؤكد القول معها
بأنه لو ترك الزوجان المختلفان ،
ولم يدخل بينهما أحد من الأهل ولا من أولاد الحلال ،
لانتهت بالمصالحة ثلاثة أرباع قضايا الزواج .

والسادس:
أننا لم نجعل بداية أيامنا عسلاً كما يصنع أكثر الأزواج ،
ثم يكون باقي العمر حنظلاً مراً ؛وسماً زعافاً ،
بل أريتها من أول يوم أسوأ ما عندي ،
حتى إذا قبلت مضطرة به
، وصبرت محتسبة عليه ، عدت أريها من حسن خلقي ،
فصرنا كلما زادت حياتنا الزوجية يوماً زادت سعادتنا قيراطاً .

والسابع
: أنها لم تدخل جهازاً وقد اشترطت هذا ،
لأني رأيت أن الجهاز من أوسع أبواب الخلاف بين الأزواج ،
فإما أن يستعمله الرجل ويستأثر به فيذوب قلبها خوفاً عليه ،
أو أن يسرقه ويخفيه ، أو أن تأخذه بحجز احتياطي
في دعوى صورية فتثير بذلك الرجل .

والثامن:
أني تركت ما لقيصر لقيصر ،
فلم أدخل في شؤونها من ترتيب الدار وتربية الأولاد ،
وتركت هي لي ما هو لي ، من الإشراف والتوجيه ،
وكثيراً ما يكون سبب الخلاف
لبس المرأة عمامة الزوج وأخذها مكانه ،
أو لبسه هو صدار المرأة ومشاركتها الرأي في
طريقة كنس الدار ،
وأسلوب تقطيع الباذنجان ،
ونمط تفصيل الثوب .

والتاسع:
أني لا أكتمها أمراً ولا تكتمني ،
ولا أكذب عليها ولا تكذبني ،
أخبرها بحقيقة وضعي المالي ،
وآخذها إلى كل مكان أذهب إليه أو أخبرها به ،
وتخبرني بكل مكان تذهب هي إليه ،
وتعود أولادنا الصدق والصراحة ،
واستنكار الكذب والاشمئزاز منه .

ولست
والله أطلب من الإخلاص والعقل والتدبير
أكثر مما أجده عندها :
فهي من النساء الشرقيات اللائي يعشن للبيت لا لأنفسهن ،
للرجل والأولاد ، تجوع لنأكل نحن ،
وتسهر لننام ، وتتعب لنستريح ،
وتفنى لنبقى ،
هي أول أهل الدار قياماً ، وآخرهم مناماً ،
لا تنثني تنظف وتخيط وتسعى وتدبر ،
همها إراحتي وإسعادي .

إن كنت أكتب ، أو كنت نائماً أسكتت الأولاد ،
وسكنت الدار ، وأبعدت عني كل منغص أو مزعج .

تحب من أحب ، وتعادي من أعادي ،
وإن كان حرص النساء على إرضاء الناس
فقد كان حرصها على إرضائي ،
وإن كان مناهن حلية أو كسوة
فإن أكبر مناها
أن تكون لنا دارنملكها نستغني بها عن بيوت الكراء .


تحب أهلي ، ولا تفتأ تنقل إلي كل خير عنهم ،
إن قصرت في بر أحد منهم دفعتني ،
وإن نسيت ذكرتني ،
حتى إني لأشتهي يوماً أن يكون بينها وبين أختي خلاف
كالذي يكون في بيوت الناس ، أتسلى به ،
فلا أجد إلا الود والحب ، والإخلاص من الثنتين ،
والوفاء من الجانبين !!.

إنها النموذج الكامل للمرأة الشرقية ،
التي لا تعرف في دنياها إلا زوجها وبيتها ،
والتي يزهد بعض الشباب فيها ،
فيذهبون إلى أوربا أو أميركا ليجيئوا بالعلم
فلا يجيئون إلا بورقة في اليد ،
وامرأة تحت الإبط ،
امرأة يحملونها يقطعون بها نصف
محيط الأرض أو ثلثه أو ربعه ،
ثم لا يكون لها من الجمال ،
ولا من الشرف ولا من الإخلاص
ما يجعلها تصلح خادمة للمرأة الشرقية ،
ولكنه فساد الأذواق وفقد العقول ،
واستشعار الصغار وتقليد الضعيف للقوي .

يحسب أحدهم أنه إن تزوج امرأة من أمريكا
أو أي امرأة عاملة في شباك السينما ،أو في مكتب الفندق ،
فقد صاهر طرمان ، وملك ناطحات السحاب ،
وصارت له القنبلة الذرية ،
ونقش اسمه على تمثال الحرية !!.

إن نساءنا خير نساء الأرض ،
وأوفاهن لزوج ، وأحناهن على ولد ،
وأشرفهن نفساً ، وأطهرهن ذيلاً ،
وأكثرهن طالعة امتثالاً وقبولاً ،
لكل نصحٍ نافع وتوجيه سديد .

وإني
ما ذكرت بعض الحق في مزايا زوجتي
إلا لأضرب المثل من نفسي على السعادة التي يلقاها
زوج المرأة العربية

لعل الله يلهم أحداً من العزاب القراء العزم على الزواج
فيكون الله قد هدى بي ، بعد أن هداني
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زوجتي

جزاك الله خيرا
الشيخ علي الطنطاوي هذا له أسلوب جذاب وتعبيره من الطراز الأول مع أن لغته يفهمها كل أحد ببساطة
فمن قرأ أي كتاب من كتبه يقيّم مع أول نظرة مدى تضلع هذا الشخص من اللغة والأدب وعلوم الشريعة والاجتماع والقانون
وكتبه من كتب المتأخرين المفضلة عندي مطالعتها فهي غنية بفيتامينات المعرفة
والله أعلم
 
إنضم
18 ديسمبر 2010
المشاركات
266
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
المذهب المالكي
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زوجتي

جزاكم الله خيرا على هذا المقال الرائع،،،
وأين هي الزوجة الصالحة التي تكون بهذه الصفات،،
قد صارت أعزَّ من الكبريت الأحمر،،،
أذكر أنِّي سألت بعض الإخوان هل تزوج أم لا فقال لي: قد مررت على أكثر من عشر بيوتات، ما منهن إلاَّ وتطلب العمل خارج المنزل، وقد عجزت عن إيجاد المرأة التي تسعى إلى مرضاة ربها بطاعة زوجها ولزوم بيتها،،،
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يصلح حالنا ويهدي شبابنا وشباتنا إلى سواء الصراط،،،
ونصائح الشيخ الطنطاوي طيبة مباركة، هي حصيلة حياته الزوجية، وزبدة تجاربه اليومية، حقيقٌ بنا أن نأخذ بها وننشرها بين النَّاس،،،
كثير ما يسأل العامة من النَّاس على حلول لمشاكلهم الزوجية، التي لو أنعم المرء فيها بصره وبصيرته لوجدها كما قال الشيخ رحمه الله ناجمة عن تدخل طرفٍ ثالثٍ بين الزوجين،،،
إنَّ كثيرا من النَّاس في غفلة عظيمة عن معرفة الحقوق والواجبات الزوجية، فينبغي على طلبة العلم القيام لبيانها وتوضيحها لهم، حتَّى تستقيم الحياة وتقل المشاكل،،،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما مزيدا.
 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: زوجتي

جزاكم الله خيرا على هذا المقال الرائع،،،
وأين هي الزوجة الصالحة التي تكون بهذه الصفات،،
قد صارت أعزَّ من الكبريت الأحمر،،،
الزوجة الصالحة موجودة لكن تحتاج إلى جهد بجانبه إخلاص عمل
وليس شرطا أن تكون المرأة التي لا تعمل أصلح من التي تعمل بل أصبح الزمن يثبت لنا يوما بعد يوم أن المرأة العاملة هي من تكون أكثر حرصا على زوجها وبيتها ، لكن الرجال أصبحوا يتحججون بحجج تؤيد استنكافهم عن الزواج بحجة عدم وجود المرأة الصالحة .
 

ابتسام

:: مشارك ::
إنضم
24 أبريل 2010
المشاركات
240
الكنية
أم الأمير
التخصص
السنة النبوية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: زوجتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
هل كان يوما عمل المرأة خارج بيتها في عمل شريف لا محاذير فيه ولا شبهة ولا يأخذ جل وقتها ووسعها هل كان فيه إنقاص من صلاحها وصلاحيتها للقيام بؤمور بيتها؟
عندي قناعة أن المرأة مهما عملت في بيتها فإنه لا بد عندها وقت فراغ.
وقد يكون لدى هذه المرأة طاقات ينتفع منها أهل بيتها أولا وفي فضل وقتها غيرهم.
فلماذا تبخل بخيرات زوجتك أيها الطيب وتحرمها أجر نفع نبات جنسها الذين بنفعهم تنتفع الأمة.
إن من النساء من تعمل خارج بيتها بالوصف الذي ذكرتُ وأهل بيتها هم أولويتها إذا تعارض عملها معهم اختارتهم على عملها.
فأي ظلم لهؤلاء الفاضلات!
ثم إن كثيرا من الرجال ينشدون الكمال والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" أخرجه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: " واستوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج استوصوا بالنساء خيرا" أخرجه مسلم.
المغزى من هذا الكلام أنه ولا بد أن يظهر من امرأتك تقصير سواء كانت عاملة أم لا وهذا لا يعني عدم حرصها عليك وعلى ولدك
والصالحة في نفسها والقادرة على إدارة بيتها صالحة ومدبرة عملت أم لم تعمل.
وأنت تختار زوجتك وتنظر في صلاحها وحالها وتسأل.
فإن كان رجل لا يرغب أن تكون زوجته عاملة فله أن يختارها كذلك أما أن يقول: إن التي تعمل
لا تسعى إلى مرضاة ربها بطاعة زوجها ولزوم بيتها فهذا غير مسلم فإذا كان وقت عملها قليل فهي تعتبر لازمة لبيتها وإذا كانت قائمة بواجبه فهي مرضية لربها بطاعته، بل إن من النساء من لا تعمل ومع ذلك فإن أقل ماتجلس فيه بيتها وآخر من تطيعه زوجها- والعياذ بالله-.
لم أقل هذا تعصبا بل هو بيان لوجة نظر.
علما بأني لم أقل هذا تعليقا على كلام الشيخ بل هو تعليق على كلام بعض الإخوة الكرام سواء في هذا الموضوع أم غيره من المواضيع لكني وجدت هنا الفرصة المناسبة لهذا التعليق.
ما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فإني أستغفر الله منه وأتوب إليه.

 
إنضم
18 ديسمبر 2010
المشاركات
266
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
المذهب المالكي
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زوجتي

على رسلكن يا أخوات أنا لم أقل إنَّ العمل محرمٌ على النساء، كلا وحاشا،،
ولكن أنظرن على الموطن الذي أعيشه يُنبيك عن المقصد ويُظهر لك العلة،،
وقديما قيل: إذا ظهر السبب بطَلَ العجب،،
أمَّا إنَّ بلدي انتشر فيه الاختلاط حتَّى في مواطن الدراسة والتعلم والتطبب،،
فبالله عليك مكان ينزع فيه من المرأة جلباب الحياء، ويذهب بأخلاقها ويجعلها تشابه الرجال يمكن أن تعمل فيه؟
العمل لا بد أن يكون محاطًا بالضوابط الشرعية حتَّى يُشرع لها،،
ومن العجائب والعجائب جمَّة أن تتجه النساء إلى تخصصات في الطب تمس الرجال والنساء، ولا يتجهنَّ إلى ما هو بالنساء أخص، وكذلك الرجال،،
وتعالي أحدثك ما يقع عندنا من فسادٍ وشرٍّ عظيم جراء هذا الاختلاط، بدْأً من الجامعات وما يقع في الإقامات من أعظم المنكرات وأخبث الفِعْلات كشرب المسكرات،،،
في الأماكن التي يُظن أنَّها أهون الأماكن شرًّا ألا وهي المدارس ترى كيف تتعامل المرأة مع الرجال الأجانب وكأنِّي بها مترجلة، دون حياء، أقول هذا عن خبرة لا تخيلا فالوهم لا يعتد به عند الفقهاء كما لا يخفى عليكن
ضياع الأولاد عندنا سببه بالدرجة الأولى عمل المرأة تعمل من الساعة الثامنة صباحًا، بله قبل ذلك بساعة، إلى غاية الساعة الرابعة مساءً، ثمَّ ترجع إلى المنزل منهكة، قلقلة، فمن أين لها أن تقوم على زوجها وأبنائها، وتؤدي حقَّ بعلها،،
أقول هذا من واقعٍ مريرٍ نعيشه، ولا ضير أن تعمل المرأة في مكان تحفظ فيه حياءها ودينها، دون تضييعٍ منها للحقوق والواجبات الزوجية،،
لم أعد أراه إلى في مكانٍ واحدٍ ألا وهو المسجد حيث تعلم نساء المسلمين دينهم، على تحفظٍ من هذه المواطن الشريفة عندنا،،،
ولتعذرني الأخوات لهذا الكلام لولا ما وجدته من كتابات وما كنت أحب الكلام في هذا الموضوع فهو عندي مما يؤجج ألمًا في القلب، ويزيد همًّا على هم،
احمدن الله تعالى على النعم التي حباكن الله بها في بلاد التوحيد، بلاد الطهر والعفاف والحياء،،
وأقول: لماذا إذا أثير هذا الموضوع قامت الدنيا ولم تقعد: أليس الأصل القرار، والفرع الخروج للعمل،
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان} رواه الترمذي وقال: حسن غريب، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، قال المباركفوري: أي: زيَّنها في نظر الرجال وقيل: نظر إليها ليُغويها ويُغوي بها. انتهى كلامه رحمه الله،،
إذًا الأسلم القعود وعدم الخروج، هذا ما يقتضيه النظر المصلحي واعتبار المآلات-كما يقول أهل المقاصد-،،
وأما القول بأنِّي أذهب إلى أنَّ المرأة التي تعمل لا تسعى لمرضاة ربها بطاعة زوجها ولزوم بيتها، فإلزام ما لا يلزم، ولازم المذهب ليس بلازم حتى يلتزمه صاحبه،،
وإنصافا أقول: صدقت إذ قلت إنَّ من النساء من تمكث في البيت لكن قد شقي بها زوجها،
والعجب أن يقال إن الرجال يستنكفون عن الزواج بمثل هذه الحجج، وكأنَّ الأمر واجبٌ عليهم يريدون التملص منه، وهم والله أعظم حرصا على هذا الباب، وهل رُئي رجل يستنكف عن النكاح، اللهم لا، إلاَّ من شذَّ،،
وأخيرا ليعذرني الإخوة أصحاب هذا الملتقى المبارك على هذه الكلمات وما كان فيها من زلل فيجب أن يصوَّب،،
على أنَّ أهل الإسلام إذا اختلفوا وجب عليهم الرجوع إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم رفعا للخلاف، ودفعا للشقاق والنزاع، وأسعد الناس بالحق ألزمهم لكتاب ربه وسنة نبيه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: زوجتي

باختصار:
رحم الله رجلاً أحسن لزوجته وكان لها نعم الزوج ونعم المعين وكان ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خياركم خياركم لنسائهم)
ورحم الله امرأة كانت ممن قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
(ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرًا من امرأة صالحة إذا نظر إليه سرته، وإذا أمرها أطاعته وإذا أقسم عليها أبرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله)
 

ابتسام

:: مشارك ::
إنضم
24 أبريل 2010
المشاركات
240
الكنية
أم الأمير
التخصص
السنة النبوية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: زوجتي

أخي الكريم
أعتذر إن كنت أثرت حزنا كان كامنا داخلك.
فلم أنتبه على اختلاف الحياة في بلدكم.
كان ظاهر كلامكم العموم فأثار شيئا كان داخلي متكوما فكثيرا ما أسمع أن المرأة إذا عملت فهي غير قادرة على القيام بحق زوجها وبيتها.
أعتذر لك مرة أخرى.
كما أني لا أخالفك في أن الأصل القرار والفرع العمل؛ ولذلك قلت إنه في حال التعارض تقدم بيتها.
أحسن الله لنا وغفر
 

فاطمة الجزائر

:: مشارك ::
إنضم
18 مايو 2011
المشاركات
204
الكنية
فاطمة الجزائر
التخصص
فقه وأصوله. فقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: زوجتي

جزاكم الله خير
 

الدرَة

:: نشيط ::
إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
653
التخصص
الفقه
المدينة
..
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: زوجتي

أما ما ذكرته يا أخ عبد المالك فصدقت الأفضل لها البقاء والقرار وهو الأصل وحق لرجل طلب هذا ، وعذرا إن فهمتم من كلامنا مالا نقصد .
والله عليم بذات الصدور .
 

نضال علي امين

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
17 مايو 2011
المشاركات
4
الكنية
قطناني
التخصص
جغرافيا
المدينة
اربد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: زوجتي

رحم الله شيخنا الجليل الطنطاوي عذب الكلام والاسلوب صوته يدخل القلوب قبل الاسماع - ذكريات سماعه من الاذاعات السعودية ولا اجمل!!!
 
إنضم
19 مارس 2011
المشاركات
166
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الأصول حنبلية واتبع الدليل
رد: زوجتي

ما شاء الله خبرة زمن
والحمد لله
المؤمن كالغيث فيه نفع أينما حلّ
 
إنضم
19 مارس 2011
المشاركات
166
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الأصول حنبلية واتبع الدليل
رد: زوجتي

احمدن الله تعالى على النعم التي حباكن الله بها في بلاد التوحيد، بلاد الطهر والعفاف والحياء،،
وأقول: لماذا إذا أثير هذا الموضوع قامت الدنيا ولم تقعد: أليس الأصل القرار، والفرع الخروج للعمل،
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: {المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان} رواه الترمذي وقال: حسن غريب، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، قال المباركفوري: أي: زيَّنها في نظر الرجال وقيل: نظر إليها ليُغويها ويُغوي بها. انتهى كلامه رحمه الله،،
إذًا الأسلم القعود وعدم الخروج، هذا ما يقتضيه النظر المصلحي واعتبار المآلات-كما يقول أهل المقاصد-،،
وأما القول بأنِّي أذهب إلى أنَّ المرأة التي تعمل لا تسعى لمرضاة ربها بطاعة زوجها ولزوم بيتها، فإلزام ما لا يلزم، ولازم المذهب ليس بلازم حتى يلتزمه صاحبه،،
وإنصافا أقول: صدقت إذ قلت إنَّ من النساء من تمكث في البيت لكن قد شقي بها زوجها،
والعجب أن يقال إن الرجال يستنكفون عن الزواج بمثل هذه الحجج، وكأنَّ الأمر واجبٌ عليهم يريدون التملص منه، وهم والله أعظم حرصا على هذا الباب، وهل رُئي رجل يستنكف عن النكاح، اللهم لا، إلاَّ من شذَّ،،
وأخيرا ليعذرني الإخوة أصحاب هذا الملتقى المبارك على هذه الكلمات وما كان فيها من زلل فيجب أن يصوَّب،،
على أنَّ أهل الإسلام إذا اختلفوا وجب عليهم الرجوع إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم رفعا للخلاف، ودفعا للشقاق والنزاع، وأسعد الناس بالحق ألزمهم لكتاب ربه وسنة نبيه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

جزاك الله خيرا على هذا الكلام الطيب
 
إنضم
19 مارس 2011
المشاركات
166
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الأصول حنبلية واتبع الدليل
رد: زوجتي

إنها النموذج الكامل للمرأة الشرقية ،
التي لا تعرف في دنياها إلا زوجها وبيتها ،
والتي يزهد بعض الشباب فيها ،

لو كان الشيخ حيا لقلت: ومن يزهد في تاج الجمال (الدين) فأين هي وفقك الله؟ لتكون ملكة في منزلها
ولطالما قد مات, والموت مصير كل حي. فأقول اللهم ارحمه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناتك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
 

عزة

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
18 يوليو 2009
المشاركات
540
التخصص
فقه
المدينة
...........
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: زوجتي

بارك الله فيكم
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: زوجتي

ولكني أقرر - مع الأسف - أن هذا التعليم
الفاسد بمناهجه وأوضاعه ،
يسيء على الغالب إلى أخلاق الفتاة وطباعها ،
ويأخذ منها الكثير من مزاياها وفضائلها ،
ولايعطيها إلا قشوراً من العلم لا تنفعها في حياتها
ولا تفيدها زوجاً ولا أماً ،
رحم الله الشيخ علي الطنطاوي وجميع رحمه والمسلمين والمسلمات, وأصلح عقبه...
وكلامه هذا يقوله كل عاقل لبيب
وأين من يتجه للعلا والمجد... أين طلاب المجد
من طلاب البهرجة والعناء... !
وجزاك الله خيرا أبا أسامه على هذه اللفتة المباركة...
وكأنه كان يلقي دروسه ومواعظه في رمضان... لتقول: تذكروه وادعو له....

أما هذه !
"هي أول أهل الدار قياماً ، وآخرهم مناماً ،
لا تنثني تنظف وتخيط وتسعى وتدبر ،

همها إراحتي وإسعادي ...."

فلا أدري هل توجد بالفعل (الآن)
ولقد نظرت اليوم
في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجي ،
وصارت لي خبرة أستطيع أن أؤكد القول معها
بأنه لو ترك الزوجان المختلفان ،
ولم يدخل بينهما أحد من الأهل ولا من أولاد الحلال ،
لانتهت بالمصالحة ثلاثة أرباع قضايا الزواج .

طبعا في غير إرادة (الإصلاح) ممن يبتغيه... أو قد ولِّيه...

 
إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
231
التخصص
دراسات إسلامية
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
لا مذهبي
رد: زوجتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الشكر موصول للشيخ عبد الحميد لما يلتقطه من درر ويتحفنا بها فجزاه الله خيراً . ورحم الله شيخنا على الطنطاوي على التبرع بتجربته مجاناً لمن يحتاجها, كما لا أنسى أن أشكر من علق وساهم . ولي بعض التعليقات.
1-أظن أن الذين عاشوا أو يعيشون مثل الشيخ الطنطاوي كثر ولكن لم يقدموا تجربتهم لعدم تمكنهم من ذلك أو لذهولهم عن هذا الموضوع فالعبد الفقير كاتب هذه الأسطر ربما عاش ولا زال بحالة مشابهة إن لم تكن أفضل فالآن وقد مر على زواجي نيف وأربعين سنة ورزقت عشرة من البنين والبنات كما رزقت بثلاثين حفيد وحفيدة وسنوياً يزادون عشرة ولله الحمد لم يحصل بيني وبين زوجي خلاف إلا نادراً جداً وكغيوم الربيع الخفيفة التي ما تلبث أن تنقشع ليزداد الجو جمالاً.
2- حسب تقدير العبد الفقير وتجربته فكل ما قاله الشيخ رحمه الله من العوامل التي تجلب السعادة.
3- أوصي الرجال خاصة أن يتحببن لأزواجهم ويتزينون لهن كما يحبون ذلك منهن وأن يُسمعوا أزواجهم كلمات الغزل حتى لو تجاوزون التسعين فالمرأة مجبولة على حب هذا الشيء ولا بأس إن كان يكتب الشعر أن ينظم قصائداً في التغزل بأهله
4- وتجربتي وأهلي تقول إن المرأة لا يتوفر لها فضل وقت للعمل خارج البيت ومن تظن ذلك فعلا فهو على حساب بيتها وزوجها وأبنائها مع اعتذاري لأصحاب الرأي المخالف ولا أريد أن أنقل لهن كلام زوجي لأنه أشد من كلامي في هذا.
تمنياتي للشباب والبنات العزب أن يهيء لهم ولهن أزواجاً حازوا من الصلاح والدين القسط الأوفر فهو المعول عليه وإن صلح الدين يصلح كل شيء.
 

ابتسام

:: مشارك ::
إنضم
24 أبريل 2010
المشاركات
240
الكنية
أم الأمير
التخصص
السنة النبوية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: زوجتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الكلام عن تجربة بالتأكيد يكون في الغالب أدق وأصدق
أنا لم أخض التجربة لكني حقا أرجو من الله أن لا أتخذ قرارا خطأ في حق نفسي وحق من أحبهم
فإن الإنسان لو مشى خلف كل ما يتمنى ويرجو لربما دفع ثمن ذلك ما لا يرجو
وليس كل ما يتمنى المرأ يدركه المهم أن لا يبدي الفاضل على المفضول
نسأل الله أن يوفقنا لما فيه صلاح دنيانا وآخرتنا

 

سمية الإسلام

:: متابع ::
إنضم
22 مارس 2012
المشاركات
9
التخصص
شريعة
المدينة
غزة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: زوجتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
ونسأله تعالى أن يرزقنا أزواجاً صالحين ..
 
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: زوجتي

في الحقيقة ظني أن الصالحات كثر

وإن قلوا فكما قل الرجال الصالحين
وحق للمرأة اليوم أن تشتكي من عزة الرجل الصالح شكوة الرجل من قلة الصالحات.

ولو نظر كل منا إلى نفسه لوجد من يليق بمثل حاله من النساء كثيرات ، إلا أن بعضنا ربما نظر إلى نفسه نظرة هو في الحقيقة دونها.

وكنت أود أن أشكو مع الشاكين لكن تفكرت في عيوبي فاستحييت .

ولو تفكر أحدنا فيما تبذله زوجته في يومها وليلتها الواحدة من جهد تبذله بعد الأطفال ، وفي بيتها عموماً لكاد يجزم أن أكثر النساء يستحققن الشكر والاعتراف بالفضل.

وهنا نصيحة ، لنفسي وغيري ، وهو أن يقابل الرجل مجهود امرأته بالثناء والعرفان الدائم، لا على سبيل المجاملة ، بل هذا أقل مما تستحقه حقاً ، فإنك لو أكلت في مطعم وأردت أن تكتفي بالثناء على الطباخ وصاحب المطعم لعلمت أن ثناءك في المنزل لا قيمة له في نفس الأمر ، ولكن الزوجات يحببنه ويبذلن مجهوداً كبيراً لتحصيله.

وظني أن عامة الرجال ـ إلا من رحم ربك ـ هم كأطفال كبار في بيوتهم أعباءهم ثقيلة وطلباتهم كثيرة.

ومما أحب أن أتفكر فيه وأنظر فيه فيمن حولي حال الرجل والمرأة إذا مرض أحدهما ، فإن الرجل إذا مرض ذهبت عنه صورة فارس الأحلام والرجل الذي يستند إليه عند الشدائد وينقلب إلى طفل ثقيل الدم ، شديد التباكي والتأوه ، لا يقوم لصنع سندوتش يأكله ، بل لعله لا يصب الماء ويأخذ الدواء حتى تكون امرأته هي من تفعل ذلك.
وإذا مرضت هي ، لا تكاد ترى رجل يقوم بأعباء البيت بدلاً عنها ، أو يطبخ الطعام لها ، بل رأيت ـ وأنبه الإخوان على وجوب تجنبه ـ من لا يسأل امرأته عن حالها وإن فعل بعضهم فعلى ندور.

لعل أحب ما تنتظره المرأة من زوجها هو مجرد الكلام مع بشاشة الوجه ، فلا تبخلوا.
 
أعلى