فاطمة الجزائر
:: مشارك ::
- إنضم
- 18 مايو 2011
- المشاركات
- 204
- الكنية
- فاطمة الجزائر
- التخصص
- فقه وأصوله. فقه المالكي وأصوله
- المدينة
- وهران
- المذهب الفقهي
- المذهب المالكي
ترتيبُ مقاصد الشريعة:
أيها الأخوات و الإخوة الكرام، العلماء بحثوا في مقاصد الشريعة، فرتبوها على النحو التالي:
المقصد الأول: حفظُ الدين:
أول مقصد من مقاصد الشريعة: حفظ الدين، والصلاة لحفظ الدين.
عندك هاتف محمول، يحتاج إلى شحن، فإن لم تشحنه تنطفئ الشاشة، ويصمت الهاتف، أليس كذلك ؟ فالصلاة شحنة يومية، وصلاة الجمعة أطول، ففيها خطبة هي شحنة أسبوعية، والصيام شحنة ثلاثين يوما، الخطبة ساعة مع الصلاة، أما الصيام فثلاثون يومًا، والحج فيه سفر، وفيه تفرغ، وفيه مناسك، وفيه إنفاق مال، والحج شحنة العمر، وصلاة تشحن بها من صلاة إلى صلاة، وصلاة جمعة تشحن بها من أسبوع إلى أسبوع، وصيام شهر تشحن به من سنة إلى سنة، وفريضة الحج التي هي شحنة العمر، لذلك أول مقصد من مقاصد الشريعة حفظ الدين، والجهاد من أجل حفظ الدين، والعبادات من أجل حفظ الدين.
المقصد الثاني: حفظ النفس:
المقصد الثاني: حفظ النفس، قال تعالى:
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (179) ﴾
[ سورة البقرة]
حينما يُقتل القاتلُ فلكي نردع إنساناً آخر يفكر في القتل، والعرب في الجاهلية قالوا: القتل أنفى للقتل، لكن القرآن يقول:
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ (179) ﴾
[ سورة البقرة]
مرة دخلت إلى محكمة الجنايات من باب الاطلاع، فرأيت لوحة خلف القاضي بخط كبير جداً يقرأه المذنبون في القفص:
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (179) ﴾
[ سورة البقرة]
وقرأت لوحة بخط كبير فوق رؤوس المذنبين يقرأها القاضي:
﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ (58)﴾
[ سورة النساء]
فهما آيتان: آية للقاضي وآية للمذنبين.
المقصد الثالث: حفظ العِرض:
أيها الإخوة الكرام، من مقاصد الشريعة حفظ العرض، فلذلك كان حد الزنا حفظًا للعرض، والمقاصد عليها حدود، فمن يعتدي على الدين فله عقاب أليم، ومن يعتدي على النفس بالقتل يُقتل، ومن يعتدي على العرض إن كان محصَنًا يرجم، وإن كان غير محصن يجلد.
المقصد الرابع: حفظ المال:
ثم الحفاظ على المال، لذلك كان حد السرقة، فبين الحفاظ على الدين والحياة و العرض والمال، هذه المقاصد مرتبة، لكن دائماً مرتبة ترتيبا تصاعديا، فتبدأ بالمال، والعرض، والنفس، والدين، ويمكن أن تضحي بالأدنى من أجل الأعلى، فالإنسان في الجهاد قد يضحي بحياته من أجل الدين.
الحاجات والتحسينات:
هناك حاجات وتحسينات، الحاجات للتوسعة والتيسير والتحسينات للتزيين، فدائماً نضحي بالتحسين من أجل الحاجة، وبالحاجة من أجل الضرورة، والضرورات خمس، نضحي بالأدنى من أجل الأعلى، هذه بعض ما في مقاصد الشريعة.
الخلاصة:
أيها الإخوة الكرام، نحاول في هذه السلسلة من الدروس أن نتناول عبادة عبَادة، وحكماً حكماً، ونوضح مقاصد الشريعة فيها، وهذا تلبية لحاجة عقلية أودعها الله فينا، هي الغائية في العقل، وحينما يفهم الإنسان الغاية ترتاح نفسه، فإذا كنت أباً، أو كنت معلماً، أو كنت في منصب قيادي فحاول أن تعطي الأمر مع التعليل، كما علمنا ربنا جل جلاله حينما قال:
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (103) ﴾
[ سورة التوبة]
وإذا كنت أباً أو كنت في منصب قيادي فافعل هذا أيضاً، سترى أن الذين حولك يبادرون إلى تطبيق هذا الأمر عن طيب خاطر، وعن محبة، ولكن من حيث الشيء القاطع فإن علة أيّ أمرٍ في الدين أنه أمر من الله عز وجل، وهناك كتب كثيرة أشارت إلى الحكم أو إلى المقاصد أو إلى الأسرار، فعند الإمام الغزالي أسرار الصلاة، أسرار الحج، أسرار الصيام، أسرار أو مقاصد أو حكم، تعني أن نفهم المقصد الإلهي العظيم من أداء هذا الواجب، أو أداء هذه العبادة.
أيها الإخوة الكرام، أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون مقاصد الشريعة عوناً لنا على أدائها أداءً وفق ما أراده الله عز وجل، وحينما نبتعد عن المقاصد نقع في متاهات كثيرة، ونقع في مرض اسمه الغرق في الجزئيات، والغرق في الجزئيات أحد سلبيات حياة المسلمين اليوم، إذْ يتقاتلون حول أشياء خلافية.
مرة في مسجد اختلف المصلون حول عدد ركعات التراويح، فهذا الخلاف انتهى إلى تصادم، فجاءت فتوى من عالم كبير بإغلاق المسجد، قال: لأن صلاة التراويح سنة، والفريضة وحدة المسلمين، وهذا مقصد كبير، فإذا ضحينا بالفرض من أجل السنة فلا كانت هذه السنة، فحينما نعرف مقاصد الشريعة تحل مئات المشكلات في حياتنا.
والحمد لله رب العالمين
أيها الأخوات و الإخوة الكرام، العلماء بحثوا في مقاصد الشريعة، فرتبوها على النحو التالي:
المقصد الأول: حفظُ الدين:
أول مقصد من مقاصد الشريعة: حفظ الدين، والصلاة لحفظ الدين.
عندك هاتف محمول، يحتاج إلى شحن، فإن لم تشحنه تنطفئ الشاشة، ويصمت الهاتف، أليس كذلك ؟ فالصلاة شحنة يومية، وصلاة الجمعة أطول، ففيها خطبة هي شحنة أسبوعية، والصيام شحنة ثلاثين يوما، الخطبة ساعة مع الصلاة، أما الصيام فثلاثون يومًا، والحج فيه سفر، وفيه تفرغ، وفيه مناسك، وفيه إنفاق مال، والحج شحنة العمر، وصلاة تشحن بها من صلاة إلى صلاة، وصلاة جمعة تشحن بها من أسبوع إلى أسبوع، وصيام شهر تشحن به من سنة إلى سنة، وفريضة الحج التي هي شحنة العمر، لذلك أول مقصد من مقاصد الشريعة حفظ الدين، والجهاد من أجل حفظ الدين، والعبادات من أجل حفظ الدين.
المقصد الثاني: حفظ النفس:
المقصد الثاني: حفظ النفس، قال تعالى:
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (179) ﴾
[ سورة البقرة]
حينما يُقتل القاتلُ فلكي نردع إنساناً آخر يفكر في القتل، والعرب في الجاهلية قالوا: القتل أنفى للقتل، لكن القرآن يقول:
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ (179) ﴾
[ سورة البقرة]
مرة دخلت إلى محكمة الجنايات من باب الاطلاع، فرأيت لوحة خلف القاضي بخط كبير جداً يقرأه المذنبون في القفص:
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (179) ﴾
[ سورة البقرة]
وقرأت لوحة بخط كبير فوق رؤوس المذنبين يقرأها القاضي:
﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ (58)﴾
[ سورة النساء]
فهما آيتان: آية للقاضي وآية للمذنبين.
المقصد الثالث: حفظ العِرض:
أيها الإخوة الكرام، من مقاصد الشريعة حفظ العرض، فلذلك كان حد الزنا حفظًا للعرض، والمقاصد عليها حدود، فمن يعتدي على الدين فله عقاب أليم، ومن يعتدي على النفس بالقتل يُقتل، ومن يعتدي على العرض إن كان محصَنًا يرجم، وإن كان غير محصن يجلد.
المقصد الرابع: حفظ المال:
ثم الحفاظ على المال، لذلك كان حد السرقة، فبين الحفاظ على الدين والحياة و العرض والمال، هذه المقاصد مرتبة، لكن دائماً مرتبة ترتيبا تصاعديا، فتبدأ بالمال، والعرض، والنفس، والدين، ويمكن أن تضحي بالأدنى من أجل الأعلى، فالإنسان في الجهاد قد يضحي بحياته من أجل الدين.
الحاجات والتحسينات:
هناك حاجات وتحسينات، الحاجات للتوسعة والتيسير والتحسينات للتزيين، فدائماً نضحي بالتحسين من أجل الحاجة، وبالحاجة من أجل الضرورة، والضرورات خمس، نضحي بالأدنى من أجل الأعلى، هذه بعض ما في مقاصد الشريعة.
الخلاصة:
أيها الإخوة الكرام، نحاول في هذه السلسلة من الدروس أن نتناول عبادة عبَادة، وحكماً حكماً، ونوضح مقاصد الشريعة فيها، وهذا تلبية لحاجة عقلية أودعها الله فينا، هي الغائية في العقل، وحينما يفهم الإنسان الغاية ترتاح نفسه، فإذا كنت أباً، أو كنت معلماً، أو كنت في منصب قيادي فحاول أن تعطي الأمر مع التعليل، كما علمنا ربنا جل جلاله حينما قال:
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (103) ﴾
[ سورة التوبة]
وإذا كنت أباً أو كنت في منصب قيادي فافعل هذا أيضاً، سترى أن الذين حولك يبادرون إلى تطبيق هذا الأمر عن طيب خاطر، وعن محبة، ولكن من حيث الشيء القاطع فإن علة أيّ أمرٍ في الدين أنه أمر من الله عز وجل، وهناك كتب كثيرة أشارت إلى الحكم أو إلى المقاصد أو إلى الأسرار، فعند الإمام الغزالي أسرار الصلاة، أسرار الحج، أسرار الصيام، أسرار أو مقاصد أو حكم، تعني أن نفهم المقصد الإلهي العظيم من أداء هذا الواجب، أو أداء هذه العبادة.
أيها الإخوة الكرام، أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون مقاصد الشريعة عوناً لنا على أدائها أداءً وفق ما أراده الله عز وجل، وحينما نبتعد عن المقاصد نقع في متاهات كثيرة، ونقع في مرض اسمه الغرق في الجزئيات، والغرق في الجزئيات أحد سلبيات حياة المسلمين اليوم، إذْ يتقاتلون حول أشياء خلافية.
مرة في مسجد اختلف المصلون حول عدد ركعات التراويح، فهذا الخلاف انتهى إلى تصادم، فجاءت فتوى من عالم كبير بإغلاق المسجد، قال: لأن صلاة التراويح سنة، والفريضة وحدة المسلمين، وهذا مقصد كبير، فإذا ضحينا بالفرض من أجل السنة فلا كانت هذه السنة، فحينما نعرف مقاصد الشريعة تحل مئات المشكلات في حياتنا.
والحمد لله رب العالمين