العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ظاهرة العصر الفقهية: خطان متوازيان لا يلتقيان!!!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ظاهرة العصر الفقهية: خطان متوازيان لا يلتقيان!!!



في كل عصر ظاهرة متميزة، فعصر النبوة: الوحي المنزل، والنبي صلى الله عليه وسلم معصوماً بين أظهر أصحابه، ثم الخلافة الراشدة، ثم فقهاء الصحابة، ثم فقهاء الأمصار في عصر التابعين، ثم بروز الاتجاه الفقهي والاتجاه الحديثي، حتى اكتملت مدرسة الكوفة بإزاء مدرسة المدينة، ثم فقهاء الحديث، ثم "أهل الظاهر"، ثم المذاهب الفقهية، ثم استمر "الاجتهاد" و"التقليد" في حلقة مستمرة متجددة.





اليوم هناك ظاهرة متميزة جداً، وهي بحق من مفردات العصر، فكل "أصول المذاهب"، و"تقعيدات الفقهاء"، و"مدارس العلم"، قد تراجعت في الصفوف الخلفية بإزاء هذه الظاهرة المتصدرة للمشهد العلمي.
















إنها ظاهرة العصر الفقهية: الخطان المتوازيان اللذان لا يلتقيان!!!
الخط الأول: العزيمة، والأحوط، والأشد، والأسلم، وظاهر النص، وقول الفقهاء، والجمهور والجماهير، وربما الإجماع.
الخط الثاني: التيسير، والسعة، والمعنى، والمقصد، وما وراء النص، وفقه الواقع، والتجديد، وهناك رواية! وعثرنا على "قول"، واكتشفنا "دليلا"!! وحطمنا "التقليدَ!!
وكل خط قد احتمل في جعبته: ما ينسف الآخر، ويرميه خارج دائرة الفقه إلى حيث "الجمود"، أو "الانمياع"، وأكثر بما يملأ الفم.
تستطيع بكل يسر أن تعرف رأي "فلان" في كل حادثة واقعة أو ستقع، فهو مستمر في طريقته، ماضٍ في سبيله.
أزعم أن هذه الظاهرة بكلا خطيها المتوازيين لم تكن في العصور الماضية، سواء تلك الأعصر الموصوفة بالاجتهاد والتجديد، أو تلك التي انكفأت إلى الانحطاط والتقليد.
كان الفقهاء السابقون، عن بكرة أبيهم، تمضي بهم قواعدهم، فلكل منهم مسائله وأقواله منها العزيمة والرخصة، قد تجد أحدهم يميل إلى "السعة" أو "الأسلم"، لكن لا تجد من يمضي في ذلك جملة وتفصيلا.
إن المذاهب الفقهية كلها قد استوعبت "الرخص" و"العزائم"، و إعمال "اللفظ"، و"المعنى"، فتجد المذهب الشافعي قد توسع في هذا الباب وضيق في ذاك، بينما تجد الحنفية تمسكوا بالقياس والأصول هنا، وأعملوا الآثار هناك، وأجروا "الاستحسان" فيهما، وأهل المدينة "أهل العمل" أخذوا بالعمليات في باب كذا، وأناطوا بالمصلحة باب كذا وكذا، ويقع للحنابلة التسهيل في هذا الباب، لأنه لم يرد في الباب نصٌ من وجهٍ يثبت، بينما قيدوا مسائل أخرى بآثار الصحابة، فقد اجتمع منها ما يصعب مجاوزة قولهم.
إن أهل الظاهر الذين اكتفوا بالنص، وعولوا على لفظه، واستغرقوا الصور كلها في "حروفه" تجد لهم الرخص والعزائم، وهذا معروف، لاسيما ابن حزم الظاهري، فتسهيلاته، وعزائمه، كلها في النهاية القصوى!!

إن الأئمة المجددين الذين تصدى لهم "المقلدة" بكل ما أوتوا من قوة: وقعت لهم الرخص والعزائم، ولا تجدا أحدا منهم استوطن كفة الرخصة أو العزيمة.
أما اليوم، فتجد شريحة واسعة من "الناس" قد ساروا على أحد الدربين في طريق مستقيم لا يلتقي مع الطريق الآخر، لكنه يملك مجموعة من "الرخص" أو "العزائم" يستشهد بها على توسطه، أو أنه أقعد "غالياً" بعيدا عنه حتى يكون حجة له وبرهانا ساطعاً على توسطه بينه وبين مخالفيه.

الفقه المتين برئ من الطريقتين، براءة الذئب من دم يوسف!


فمتى كان الفقه ساذجاَ إلى هذه الدرجة؟ رحم الله إبراهيم النخعي الذي كان والقياس خطان متوازيان، ورحم الله أبا حنيفة الذي كان يقيس فينازعه أصحابه، فإذا قال: أستحسن، لم يلحق به أحد.

وأحسن الله عزاءنا في المنجز العصري: [خطان متوازيان لا يلتقيان!! ].

كان من علامة الفقه "انكسار القياس بالاستحسان"، ووقوع "الرخصة من الثقة"؛ فهل يكون دواء العصر: "الرخصة والعزيمة تتعالجان".


ملاحظة: تهمني تعقباتكم، فربما كتبت في الليل ما يمحيه ضوء النهار!
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: ظاهرة العصر الفقهية: الخطان المتوازيان اللذين لا يلتقيان!!!

رد: ظاهرة العصر الفقهية: الخطان المتوازيان اللذين لا يلتقيان!!!

الإخوة المشرفين، الذين لديهم خاصية تعديل العنوان: الرجاء تعديل العنوان إلى "ظاهرة العصر الفقهية: خطان متوازيان لا يلتقيان!!!"
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: ظاهرة العصر الفقهية: الخطان المتوازيان اللذين لا يلتقيان!!!

رد: ظاهرة العصر الفقهية: الخطان المتوازيان اللذين لا يلتقيان!!!

بارك الله لك.. ما أجمل وألطف وأحسن ما كتبتَ.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: ظاهرة العصر الفقهية: الخطان المتوازيان اللذين لا يلتقيان!!!

رد: ظاهرة العصر الفقهية: الخطان المتوازيان اللذين لا يلتقيان!!!

الإخوة المشرفين، الذين لديهم خاصية تعديل العنوان: الرجاء تعديل العنوان إلى "ظاهرة العصر الفقهية: خطان متوازيان لا يلتقيان!!!"
تم التعديل
 

آدم جون دايفدسون

:: متفاعل ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
450
الإقامة
أمريكا
الجنس
ذكر
الكنية
أبو مــــالك
التخصص
الترجمة
الدولة
أمريكا
المدينة
مدينة القرى
المذهب الفقهي
مذهب الإمام محمد بن إدريس الشــــافعي
رد: ظاهرة العصر الفقهية: خطان متوازيان لا يلتقيان!!!

جزاك الله خيرا
هذا الكلام حق
اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم، وأن يبصر كل من يقرأ مقالك هذا
 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: ظاهرة العصر الفقهية: خطان متوازيان لا يلتقيان!!!

جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
نراك تنبه على أمر جد مهم يتنازع فيه فريقان بريء منهما الفقه براءة الذئب من دم يوسف كما قلت شيخنا الكريم
ليتك تدلونا على فقه حكيم رشيد يجمع الحسنيين من الفريقين ويرأب الصدع بينهما
ألا ما أحوجنا غلى ذالك
كل ما كان هناك تنازل من الفريقين سيكون الجمع بينهما ممكنا
أما أهل الإفراط والتفريط فنكل أمرهم إلى الله
 
أعلى