العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

على هامش "النقاب الغزلي"!!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
على هامش "النقاب الغزلي"!!

النقاب الغزلي.jpg





النقاب: أن تفتح لعينيها بقدر ما تنظر منه، فهو غطاء للوجه فيه خرقان للعينين، هكذا نطقت كتب اللغة.



بينما "النقاب الغزلي":
له قصة أخرى، فهو أن تفتح من عينيها وأشياء من وجنتيها (الوجنة ما ارتفع من لحم الخد) بقدر ما تفتن من "خلق الله"!.



"وما زال هذا البرقع: يرق حتى صار يشف ما وراءه، فيبدوا مستورًا أجمل منه مكشوفًا!!.



وما زال يدق من جانبيه: ويتدلى من أعلاه، والملاءة تنحسر من حوله!!"([1]).



مع ملاحظة: ستر ما قد يؤثر على "المنظر الجمالي"، ولهذا فقد فضحت "اللثمة" التي تشكل "خط استواء" للوجه، كثيرا مما كانت تدسه "المتبرقعة"!!.



ومن اللطيف: أن البرقع يسمى برقوعاً، فلعله وقع على سبيل التدليل!



وكانت العرب: تصف الجارية بأنها بلهاء إذا كانت لا تتفطن للشر والريبة لاسيما إذا كانت صغيرة السن وإن كانت ذكية الفؤاد، ومما حكوا من ذلك في أشعارهم: سقوط البرقع فـ "لم تحفظ ولم تضيع"!.



وفي مقابل البلهاء: ذات العقارب، ومن أمثلة عوام العرب: عقارب تحت براقع([2]).


ولذا فقد آلت العيون المبرقعة مصيدة للرجال، فنظم أحدهم:


حذراً عليه من العيون البرقع ....عهدي الحبائل صائدات شبهه ... فارتاع فهو لكل حبل يقطع.


وصنف ثالث من المتبرقعات لهن مآرب أخرى:


إذا بارك الله في ملبس ... فلا بارك الله في البرقع
يريك عيون المها غرة ... ويكشف عن منظر أشنع


ورابعة قد جرفها السيل:


"فما كل متبرجة بغي أو ملتمسة خدن، بل فيهن المقلدة في الزي كيلا تعاب بين النساء بالعجز عن مجاراة صنفها، أو بالتأخر فيما يسمونه (المودة)"([3]).


وأظرف من كل ظريف: أنه ليس واحدة من هذه الأصناف الأربعة "متفرنجة"!! فهو ابتكار عربي أصيل!!.


وقد امتلأت كتب اللغة والأدب: بأصناف شتى من ألبسة "العين" مدحاً ووصفاً، طولاً وعرضا، أثراً وعمقاً، فالحورُ يُرين الشمسَ من تحت البرقع! وكم في المحاجر من خناجر! والمحاجر هي ما يرى من نقب البرقع.


يقول مجنون ليلى:


وكُنْتُ إذا ما زُرْتُ ليلى تَبَرْقَعَتْ ... فقد رابَني منها الغداة سفورها


ومن شدة افتتان العرب بالمتبرقعة، فقد بلغ بهم الأمر مدىً أن يتمدحوا الفتاة السافرة بما يرى من وراء ألبسة العين! يقول قائلهم:


تزدادُ للعينِ إبهاجاً إذا سفرَتْ ... وتحرج العينُ فيها حينَ تنتقِبُ



وفي جملة المبتكرات: وافتتان العرب بالبرقع: ما وقع من تشبيه الشاعرٌ: الخد نفسه بالبرقوع: (وخَدٍّ كبُرْقُوعِ الفَتَاةِ مُلَمَّعٍ)([4]).



وبدت ليلى في شعر المجنون كأنها الشمس تحت الغيوم بسبب الخمار الذي لم يظهر منه سوى حاجبها:



تبدَّتْ لنا كالشمسِ تحت غمامةٍ ... بدا حاجبٌ منها وضنَّتْ بحاجبِ

يا أطيبَ الناسِ ريقاً عندَ هجعتِها ... وأملحَ الناسِ عيناً حينَ تنتقِبُ


أما أبو الطيب المتنبي فقد سرح بخياله بعيدا حتى راح يرسم برقعاً على خد الفراق:



سَفَرَتْ وبَرْقَعَها الفِراقُ بصُفْرَةٍ سَتَرَتْ مَحاجرَها ولم تَكُ بُرْقُعَا


فكأنّها والدّمْعُ يَقْطُرُ فَوْقَها ذَهَبٌ بسِمْطَيْ لُؤلُؤٍ قد رُصّعَا


نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا


واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا




وفي حسرات من عبث بعينيه، فوقع في مصيدة ذوات البراقع:

وكنتَ متى أرسلتَ طرفك رائداً ... لقلبك يوماً أتعبتك المناظرُ


رأيتَ الذي لا كله أنتَ قادرٌ ... عليه ولا عن بعضه أنت صابرُ



وما سبق: يرشد إلى شدة افتتان العرب قديما بالمتبرقعة حتى أربت على السافرة جمالا وافتتاناً وإغراء، وفي الإشارة غنية للبيبة، فلتحزم أمرها، أما الفتاوى فعلى مدى البصر!.


وثمة نظرة دقيقة يفرزها علم الاجتماع:
بإزاء ما يحصل من "التصدير والاستيراد" غير المنظم للفتوى: فإنه مهما كان القول في جواز كشف الوجه أو منعه؛ فإن النساء اللواتي نشأن على عادة ستر الوجه، وعدم معاملة الرجال؛ لا ينبغي كسر عادتهن، وتجاوز فتوى علمائهن، وانتهاك حرمة بلادهن، وذلك بإفتائهن بخلاف ما عليه أمرهن، وذلك لما يترتب على الانتقال الفجائي من ذلك إلى ضده من المفاسد التي لا تقابلها مصلحة حقيقية ناجزة مع ما في ذلك من انحطاط عن درجة الفضيلة إلى رتبة اختصموا في موضعها حظراً وإباحة([5]).



([1]) من كلام محمد رشيد في مقاله: "تبرج النساء في مصر". مجلة المنار (8/ 517).

([2]) تاج العروس (20/ 320).

([3]) يريد الموضة، ينظر: خنوثة الرجال وفسوقهم لمحمد رشيد رضا. مجلة المنار (8/ 519).

([4]) تاج العروس (20/ 319).

([5]) حجاب المرأة في الإسلام لمحمد توفيق صدقي.مجلة المنار (13/ 771).
 

فاتن حداد

:: متخصص ::
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
553
الجنس
أنثى
الكنية
أصولية حنفية
التخصص
الفقه وأصوله
الدولة
الأردن
المدينة
إربد
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
رد: على هامش "النقاب الغزلي"!!

جميل!
وإن كنت أرى أن لا ضير يلحق المتبرقعة إن غضت طرفها فما يكاد يصطاد منه المتربصون نظرة "بلهاء".
فإن في ستر العينين أذى وحرجا لمن تكثر الخروج من بيتها إلى ما يحل لها من دراسة وعمل وسوق.
ولكن الفتن عظيمة والطآمة كبرى حتى لمن لا تضمر خبيئة سوء في نفسها، سواء في ذلك بلدكم أو غيرها من البلاد، فإن الرجال ما انفكوا مفتونون بالنساء ، والنساء ما انفككن مفتونات بالرجال، والله يعصم من يشاء من كل ذلكم ويلطف بمن يشاء.
وفي غض البصر حصن حصين عن كل ذلك، والله المستعان.
 
إنضم
1 يناير 2008
المشاركات
76
التخصص
باحث شرعى
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفى
رد: على هامش "النقاب الغزلي"!!

بينما "النقاب الغزلي": له قصة أخرى، فهو أن تفتح من عينيها وأشياء من وجنتيها (الوجنة ما ارتفع من لحم الخد) بقدر ما تفتن من "خلق الله"

أضحك الله سنك يا شيخ فؤاد
 

ابتسام

:: مشارك ::
إنضم
24 أبريل 2010
المشاركات
240
الكنية
أم الأمير
التخصص
السنة النبوية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: على هامش "النقاب الغزلي"!!

شكر الله لك قضية جديرة بالتنبيه عليها
فعلى النساء أن يتقين الله في أنفسهن وغيرهن من خلق الله فلا يبدين من أعينهن إلا قدر كفايتهن من الرؤية
فالرجل وإن غض بصره إلا ويكون له نظرة فجأة ولا تدري المرأة بما أصابته من هم بما أظهرت وما أصابت نفسها من وزر
من من النساء لا تريد أن تبدو جميلة!! لكن حفت الجنة بالمكاره فسمعنا وأطعنا فمن أراد الغالي بذل من أجله وضحى وآثر حتى ينال مبتغاه ومنتهى مناه
اللهم لا تفتنا في ديننا ولا تفتن بنا

 
إنضم
7 مارس 2011
المشاركات
20
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الكويت
المذهب الفقهي
حنبلي ما لم يخالف الدليل
رد: على هامش "النقاب الغزلي"!!

كم من مرة رأيت امرأة لباساها ساتر..لايرى منها شيئ..فأبتهج وأكثر من الدعاء لها...فإنها قدوعظت بلباسها وحسن تسترها أولائك اللاتي حصل منهن التهاون وللأسف...

فاحسبو كم أثرت في النفوس بهذا الفعل الطيب...وشتان بينها وبين من قال فيهن الرسول- صلى الله عليه وسلم-:... إلعنوهن فإنهن ملعونات..الحديث
 
إنضم
7 مارس 2011
المشاركات
20
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الكويت
المذهب الفقهي
حنبلي ما لم يخالف الدليل
رد: على هامش "النقاب الغزلي"!!

فإن الرجال ما انفكوا مفتونون بالنساء ، والنساء ما انفككن مفتونات بالرجال،
وفي غض البصر حصن حصين عن كل ذلك، والله المستعان

نعم فطرة جعلها الله في عبادة...لكن مايوجد عند النساء من ميل للرجال.. فإنه في الرجال أضعاف مضاعفة...ومن المؤسف أن تجد الموظفة أو التي تخرج للسوق تحسن التزين وتنتبه لمشيتها وتظهر أنوثتها..أكثر بكثير من بيتها عند زوجها...وهذا من الانتكاسة والله المستعان..


ولن نجد أرحم بنا من رب العالمين..الذي أمر بالستر... ونهانا عما يجر إلى الشر...وحاجة المرأة النفسية للزينة نص الرب عليه...ولامانع من اشباعه في المواطن المشروعة وعلى رأسها التزين للزوج، وفي مجامع النساء..بالضوابط الشرعية المعروفة.
 
إنضم
19 يوليو 2009
المشاركات
53
الإقامة
مصر
الجنس
ذكر
التخصص
شريعة
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: على هامش "النقاب الغزلي"!!

وأزيدُ على "النقاب الغزلي"، اليدَ الغزلية، فكم امرأة حسناء "البرقع" أرادت التراجع عن الحسن البرقعي، فغطت وجهها، ونحمد الله إن كفى الرجال شر برقعها، لكن ما فتأت إن أظهرت يدها وجعلتها غزلية أيضًا، ولا أدري في مسألة الوجه واليدين مَن استثنى اليدين وخص الوجه فقط بالغطاء، فالكل إما بين سنِّيَّة تغطية كلاهما أو وجوبهما أو حتى من بَعُد وقال ببدعيتهما، وضمير (هما) أي للاثنين.
وبالعامية المصرية: "تزيد الطبن بلة" مَن جمعت بين الغزلاوين، النقاب الغزلي واليد الغزلية.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: على هامش "النقاب الغزلي"!!

لا يخفى على شريف علمكم أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كان يمنع من النقاب وإن كان يرى جوازه وذلك لما رأى من التمادي والتوسع والتفنن في لبسه، وحضرت مرة درسه في الحرم المكي فمثل عمليا طريقة توسع النساء في لبس النقاب أو البرقع فوضع عمامته على وجهه ثم حسرها شيئا فشيئا حتى كانت عمامته كاللثمام!
وفي رأيي والله أعلم أن المنع فيه صعوبة، فإنه وإن كان المعنى الذي لاحظه واقعاً إلا أنه لا يقوى على المنع، وذلك لأمور:
- أن النقاب رخصة منصوصة، وهذا النوع من الرخص هو أقوى أنواع الرخص.
- شدة حاجة كثير من النساء إلى النقاب، ولك أن تتصور امرأة تمر بشارع عام ملئ بالسيارات السريعة ومعها طفلاها.
- أن المرأة التي تتوسع في لبس النقاب لا تلتزم عادة بتغطية الوجه كما ينبغي، فعاد المنع لا يستفيد منه إلا النساء الصالحات المحافظات اللاتي لا يقع منهن عادة التمادي في لبس النقاب، فلم نستفد شيئا بالقول بالمنع إلا التشديد على المحافظات، فصارت مفسدة المنع تربو على مصلحته.
- أن الفتوى بالمنع مع وقوع الرخصة المنصوصة من الشارع لا يمكن تطبيقه؛ فإن النساء لن يقبلن ذلك.
 
إنضم
3 نوفمبر 2008
المشاركات
14
الكنية
أبو عبدالإله
التخصص
شريعة
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: على هامش "النقاب الغزلي"!!

جزاك الله خيرا
 
أعلى