العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

صيام يوم عاشوراء بين الحقيقة و الأسطورة !!!!!

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
وصلك هذا المقال عبر بريدك الالكتروني وقد ظهر لك من نصه هوية كاتبه.
كيف ترد على من أرسله؟؟
بانتظار مشاركة أساتذتنا الفضلاء،،،

--------------------------
صيام يوم عاشوراء بين الحقيقة و الأسطورة



يقول الحديث : صحيح مسلم - كتاب الصيام - باب صوم يوم عاشوراء وحدثني بن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه).وفي موضع آخر :صحيح مسلم - كتاب الصيام - باب أي يوم يصام في عاشوراءوحدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب حدثني إسماعيل بن أمية أنه سمع أبا غطفان بن طريف المري يقول سمعت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : (يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم).

كل قاريء للحديثين والقصة المذكورة عن سبب الصيام

ليتأمل الحديث جيداً وانظر الآن إلى هذه الملاحظات لنخرج

بنتيجة ونترك لك الحكم بصحة هذه الأخبار

أولا انظر إلى الحديث الأول وتأمل به جيداً لقد غاب عن منتج هذا الحديث أن اليهود لا تعتمد في تقويمها على الهلال ، وأن الاعتماد على الهلال مما أختص به المسلمون قال تعالى :

( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) .

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف كان يوم عاشوراء ( 10 محرم ) ثابت عند اليهود على مر السنين ؟؟؟؟

عموما لليهود إثنى عشر عيد رئيسى فى السنة
من أهمها
شهر تشرين
روش هاشمانا
أيام أوى AWE
سكوت
الصيام الصغير
والأشهر اليهودية هى ثلاثة عشر شهر وليست إثنتا عشر شهر وهى تعتمد على التقويم القمرى
1- نيسان
2- أيار
3- سيفان
4- تموز
5- آب
6- إيلول
7- تشري
8- هشفان
9- **ليف
10- تيفيت
11- شيفات
12- آذار
13- آذار الثانى

سؤال للإخوة أهل السنه
إن كان لليهود ثلاثة عشر شهرا فكيف أمكن مطابقتها مع إثنى عشر شهر ؟؟؟؟؟
عموما لقد وقعت على جدول لليهود بالنسبة لأعيادهم منذ ألاف السنين وقمت بتحويل التاريخ الهجرى الى الميلادى ومطابقة العاشر من محرم بالتاريخ الميلادى ومطابقته إن كان يصادف ذلك اليوم يوم عيد لليهود حيث أعتمدت التاريخ الهجرى منذ السنة الآولى للهجرى الى السنة الحادية عشر للهجرة والتى توفى بها النبى صلى الله عليه وآله وسلم ووجدت التالى :
لليهود هناك أعياد كبرى وأعياد صغرى وسوف أتطرق لأنواع الأعياد إن شاء الله فى القريب وما يهمنا من الأعياد عو عيد الكابور أو بالعربى يوم التكفير وهو من الأعياد الكبرى لليهود وهو يتطابق مع الروايات فى كتب أهل الجماعة ويدعى باللغة اللاتينية Kippur
السنة الأولى للهجرة يصادف 25 يوليو عام 622 ( تموز ) وكان عيد اليهود فى 23 سبتمبر
السنة الثانية للهجرة يصادف 14 يوليو عام 623 ( تموز ) وكان عيد اليهود فى 13 سبتمبر
السنة الثالثة للهجرة يصادف 2 يوليو عام 624 (تموز ) وكان عيد اليهود 2 اكتوبر
السنة الرابعة للهجرة يصادف 21 يونيو عام 625 ( تموز ) وكان عيد اليهود 21 سبتمبر
السنة الخامسة للهجرة يصادف 10 يونيو عام 626 ( تموز ) وكان عيد اليهود 9 سبتمبر
السنة السادسة للهجرة يصادف 31 مايو عام 627 ( سيفان ) وكان عيد اليهود 29 سبتمبر
السنة السابعة للهجرة يصادف 20 مايو عام 628 ( سيفان ) وكان عيد اليهود 17 سبتمبر
السنة الثامنة للهجرة يصادف 9 مايو عام 629 ( سيفان ) وكان عيد اليهود يصادف 5 أكتوبر
السنة التاسعة للهجرة يصادف 29 أبريل عام 630 ( نيسان ) وكان عيد اليهود يصادف 25 سبتمبر
السنة العاشرة للهجرة يصادف 18 أبريل عام 631 ( نيسان ) وكان عيد اليهود يصادف 14 سبتمبر
السنة الحادية عشر للهجرة تصادف 6 أبريل عام 632 ( نيسان ) وكان عيد اليهود يصادف 3 أكتوبر
)
توضيح أكثر
لو أراد أحد المسلمين أن يحتفل بميلاد المسيح عليه السلام بدعوى أننا ( أي المسلمون ) أولى بالسيد المسيح عليه السلام من المسيحيين أنفسهم ، فهل يستطيع تحديد يوم في تاريخنا الهجري بحيث يوافق دائما يوم ميلاد المسيح عند المسيحيين ؟
الجواب واضح ، فذلك أمر غير ممكن ، لأن ميلاده ثابت بالنسبة لهم لأنهم يعتمدون التقويم الميلادي ، ولكن بالنسبة لنا فنحن نعتمد التقويم الهجري المعتمد على الهلال ، فالسنة الميلادية تزيد عن الهجرية بِـ 10 أو 11 يوم .
والآن إذا أردنا أن نصوم أو نحتفل باليوم الذي نجا الله فيه موسى ينبغي أن يكون هذا اليوم متغيرا في كل عام بالنسبة للتقويم الهجري ( المعتمد على الهلال )
فما الذي ثبته في يوم ( 10 محرم ) .؟؟
من المفترض أن يكون يوم عاشوراء أعظم عيد عند اليهود حيث فيه أعظم حدث عندهم وهو نجاة نبي الله موسى بانشقاق البحر له وهلاك عدوه فرعون ، وهذه تشكل معجزة عظيمة ومنعطف مهم جدا في تاريخهم لا يمكن أن يهمله اليهود .
ولكن السؤال المحير هو : لماذا انقرض هذا العيد عندهم ولم يبق منه عين ولا أثر ، ففي كل عيد أو مناسبة عندهم تسمع في الأخبار أن الجيش الصهيوني يشدد إجراءاته الأمنية تخوفا من وقوع عمليات إستشهادية ، ولكن يوم عاشوراء يمر دون إجراءات أمنية ويوم عادي !!!

--------------
الملاحظة الثانية
الحديث يقول قدم النبي إلى المدينة وبعدها برواية أخرى يقول ابن عباس قالوا للنبي انه يوم تعظمه ... فقال النبي (ص)فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
والسؤال هنا :
نحن نعلم انه عندما قدم النبي (ص) إلى المدينة بقى بها 13 سنه بعد هجرته ، فكيف مات بالسنة الأولى ؟!
وإذا قال احد إنها كانت هي السنة التي مات بها المصطفى فهذا اغرب وأعجب
كيف لم يلاحظ الرسول (ص) طوال 13 عاماً صيام اليهود لهذا اليوم ؟؟!
ثم كلنا يعلم أن النبي (ص) أمر بإخراج اليهود من المدينة ، فمتى كان ذلك إذن !!!!!
ثانيا : كيف طافت على رسول الله صلى الله عليه وآله هذا اليوم الذي نجى الله فيه الأنبياء ويأخذ علمه من اليهود وهو الذي - ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ؟؟
ثالثا : أيعقل أن يجعل الله هذا اليوم يوم عيد للأنبياء ويوم حزن وعزاء للنبي وآله ؟
قد يسأل سائل هناك روايات كثيرة ومتعددة لصوم عاشوراء فلماذا التركيز على هذين؟
أقول :
قد ذكرنا اصل القصة وسبب الصوم فان زال الأصل زال ما بعده ..
فلو ذكرنا ألف حديث عن صوم عاشوراء لكن ما هو سبب الصيام ؟
ثم أن الحديثين المذكورين هما من صحيح مسلم ولا يمكن ابدأ إنكار وجودهما
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
))من كذب علي حياً أو ميتا فليتبوأ مقعده من النار((
________

إن يوم عاشوراء حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية فيه قتل ريحانة النبي (ص) وسيد شباب أهل الجنة وسبط المصطفى صلى الله عليه وآله وأهل بيته وأصحابه وسبي أهله من العراق إلى الشام ..
وفيه احتفل بنو أمية بهذا اليوم بالانتصار المزعوم ،،
نحن نحسن الظن بالأخوة المعتدلين ، ولا نعتقد أنهم يتعمدون الاحتفال بهذا اليوم فرحا بمقتل الحسين عليه السلام ، فأكثرهم قد خفي عنهم الأمر أو جاهلون به
ولكن من الواجب مراجعة روايات عاشوراء والتأكد منها ..

الآن قد وضحت الصورة أمامك
وأخذت الحجة عليك فمن صام عناداً بعد ذلك
أسال الله أن يحشره مع من أحتفل بهذا اليوم متعمدا

بعد أن أنتهينا من إثبات وهمية صيام عاشوراء بالعلم لنقرأ مع بعض الأحاديث التى ذكرت فى صيام عاشوراء فى كتب الجماعة
نص اللغويون على انها ((اسم اسلامي )) ((النهاية في غريب الحديث والاثر 3:240. )) , ((ولم يعرف في الجاهلية )). ((الجمهرة في لغة العرب 4: 212.))
لننظر الى أحاديث عائشة :-
1 ـ عـن عـائشة قالت : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية , وكان رسول اللّه يصومه في الـجـاهـلية , فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه , فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء, فمن شاء صامه ومن شاء تركه . ((صحيح البخاري , كتاب الصوم ))
2 ـ عـنها قالت : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية , وكان النبي يصومه , فلماقدم المدينة صـامـه وامر بصيامه , فلما نزل رمضان , كان رمضان الفريضة , وترك عاشوراء, فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه . ((صحيح البخاري , كتاب تفسير القرآن , سورة البقرة )) وكانها عللت صومهم فيه في خبر آخر:
3 ـ عـنها قالت : كانوا يصومون عاشوراء, قبل ان يفرض رمضان , وكان يوما تستر فيه الكعبة , فلما فـرض اللّه رمـضـان , قـال رسـول اللّه (مـن شـاء ان يـصـومـه فـلـيصمه , ومن شاءان يتركه فليتركه )). ((صحيح البخاري , كتاب الحج , الباب 47.))
فـكيف التوفيق بين هذا وبين ما مر من نص اللغويين على ان اسم عاشوراء اسم اسلامي لم يعرف في الـجـاهـلـية ؟
واذا كانوا يصومونه لانه كان يوما تستر فيه الكعبة ,فلماذا اءضيف الى وصف الليلة (عـاشوراء) كما مر؟
ولم تكن الكعبة تستر في الليل طبعا قطعا. ام هل وصفوا اليوم المذكر بصفة التانيث ؟
فالعجب من العرب كيف غاب عنهم هذا؟ والجاهلية هي عهد ما قبل الاسلام , فاذا كان النبي يصوم يوم عاشوراء في الجاهلية فلماذا تركه بعد الاسلام ؟
فلو كان تركه لمخالفة المشركين فلماذا رجع اليه بعد الهجرة ؟

هذا ما روي عن عائشة , وتلك هي التساؤلات التي تفرض نفسها بلا جواب شاف كاف فـهي صفة مؤنثة لليلة العاشرة من الشهر القمري العربي , وغلبت على الليلة الـعـاشـرة من اول الشهور القمرية العربية (المحرم الحرام ), ولذلك لا يوصف بها اليوم , فلا يقال : اليوم العاشوراء, وانما يقال : يوم عاشوراء بنحو الاضافة , بحذف الليلة , والتقدير: يوم ليلة عاشوراء, والموصوف ـ الليلة ـ محذوف
ملاحظة البحث تم عن طريق اخوة كثر ارادوا البحث عن الحق و انا قمت بالجمع والاعداد لا غير في محاولة لتبيان بعض الحقائق وتفنيد البدع التي توجب صيام هذا اليوم

---------------------------------------
انتهى
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: صيام يوم عاشوراء بين الحقيقة و الأسطورة !!!!!

هذا الأخ (الشيعي) إما جاهل أو كذاب
عيد الفصح عند اليهود هو من أهم أعيادهم وأشهرها ومعناه بالعبرانية (عيد المرور) ويترجم إلى اللغة الإنجليزية Passover. وسببه هو تنجية الله تعالى موسى عليه السلام والإسرائيلين من فرعون والمصريين. وحتى الآن يصوم اليهود هذا العيد (وهو الآن يمتد عندهم ثمانية أيام) . ينظر هذا الموقع لأعياد اليهود (وهو باللغة الإنجليزية)http://www.somethingjewish.co.uk/jewish_festivals/index.htm
أما بالنسبة للسنة اليهودية فهي ليست ميلادية كما زعم الكاتب بل هي ـ الآن ـ تجمع بين الاعتداد القمر والشمس، فهي قمرية شمسية lunisolar.
ووفقا لموقع وكيبيديا (http://en.wikipedia.org/wiki/Hebrew_calendar) فإن السنة والرزنامة اليهودية مرت بتطورات كثيرة عبر الزمن. والأصل عندهم كان هو الأشهر القمرية (وهناك نصوص كثيرة من التوراة تدل على ذلك مذكورة في الموقع)، ولكن أراد اليهود ـ على عادتهم في الابتداع ـ أن يثبتوا التواريخ مع تغيرات الطقس فابتدعوا الشهر الثالث عشر وعدد من التغييرات الأخرى مذكورة بالتفصيل على الموقع.
والحاصل أن كاتب المقال، كذب فيما يتعلق أن اليهود لا يحتفلون بعيد نجاة موسى، عليه السلام، ومن معه من فرعون، واحتفالهم بهذا شهير جدا حتى الآن، ثم أسقط عامدا أو جاهلا التقويم اليهودي الحالي، الملعوب فيه كثيرا على مرور الزمن ــ أسقطه على ما كان عند يهود المدينة قبل 1433 سنة.
وقوله السنة القمرية من اختصاص المسلمين، هو من الجهل المطبق لأن كثيرا من الأمم القديمة اعتمدت التقويم القمري: الصينيون واليابنيون والكوريون والهندوس سنواتهم التقليدية سنوات قمرية وهؤلاء أكثر أهل الأرض.
وأما ما أورده عن مسلم من روايات في ظاهرها التعارض مع حديث عائشة، فالجمع بين الحديثين يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء قبل مقدمه المدينة ثم أمر به بعد أن قدم المدينة، لأنه يوم معظم عند العرب في الجاهلية من بقايا شريعة إسماعيل عليه السلام، ثم بعد ذلك ذُكر له أن اليهود كذلك تصومه فأحب مخالفتهم بصيام التاسع. ويدل على صيام النبي، صلى الله عليه وسلم، عاشوراء قبل أن يعلم بمقالة اليهود روايةُ مسلم وأبي داود: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «لَمَّا صَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ: إذَا كَانَ عَامُ الْمُقْبِلِ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ»، ولا يُستبعد أن يخفى صوم يهود في هذا اليوم على النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما قبل وفاته بعام لا سيما وصيام اليهود يختلف عن صيام المسلمين ثم إن سنتهم ربما لم تكن في ذلك الوقت قمرية محضة بل كانوا يغيرون ويبدلون ويؤخرون ويقدمون فلما علم صلى الله عليه وسلم بصيامهم هذا اليوم أراد مخالفتهم على عادته في مخالفتهم بعد ظهور عدائهم للإسلام في المدينة. كما لا يبعد أن اللفظ: "قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم" هي زيادة مدرجة من الرواة لا من لفظ ابن عباس رضي الله عنه، لأن الحديث ورد بروايات أخرى بدونها. (وتحقيق مدى صحة هذا الاحتمال أتركه للمختصين).
يبقى الكلام على رواية: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه)، فنقول ظاهر هذه الرواية أنه صامه متابعة ليهود، وهذا مخالف للرواية الأخرى عن ابن عباس وهو أنه بعدما صام علم بصيام يهود، وكذا هو مخالف لرواية عائشة رضي الله تعالى عنها، فدل هذا على أن الرواية المذكورة إنما هي بالمعنى، وقد خالفت رواية الأكثر فيحكم عليها بالشذوذ، والله أعلم.
وعلى هذا فصيامه صلى الله عليه وسلم متابعة لشريعة إسماعيل عليه السلام، وأما يهود فصادف أنهم يصومون هذا اليوم في وقته صلى الله عليه وسلم فأراد مخالفتهم وليس في هذا نفي أو إثبات لما زعموه من تنجية موسى عليه السلام في هذا اليوم ولا اعتماد عليهم في معرفة هذا اليوم، بل الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه بنو إسرائيل مما لا نعلمه: لا تصدقوهم ولا تكذبوهم.

ومن العجيب أن إخواننا الشيعة يأكلون ويشربون في عاشوراء ويصنعون الحلوى ويفرقونها على الناس، وكأنه يوم عيد عندهم لا يجوز الصيام فيه وهذا ينافي ما يظهرونه من حزن على استشهاد الحسين رضي الله عنه في هذا اليوم.
أما نحن السنة فنصومه تعظيما له واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا نقيم الاحتفالات ولا الأعياد ولا ننصب الموائد، وهذا أدعى إلى سمت الحزن على الحسين، رضي الله عنه، من صنائعهم، هدانا الله وإياهم.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: صيام يوم عاشوراء بين الحقيقة و الأسطورة !!!!!

جزاكم الله خيرا يا دكتور أيمن على هذا الرد الوافي
وأكثر ما نقف عنده هو التعارض بين الروايتين
وهذا ما وضحتم في قولكم
:
بقى الكلام على رواية: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اليوم الذي تصومونه فقالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا فنحن نصومه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه)، فنقول ظاهر هذه الرواية أنه صامه متابعة ليهود، وهذا مخالف للرواية الأخرى عن ابن عباس وهو أنه بعدما صام علم بصيام يهود، وكذا هو مخالف لرواية عائشة رضي الله تعالى عنها، فدل هذا على أن الرواية المذكورة إنما هي بالمعنى، وقد خالفت رواية الأكثر فيحكم عليها بالشذوذ، والله أعلم.
ولكن هل نحكم على الرواية بالشذوذ ويكفينا هذ الرد ولو كانت في الصحاح؟
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: صيام يوم عاشوراء بين الحقيقة و الأسطورة !!!!!

الأخ الدكتور أيمن حفظه الله وسدده..
الحكم بالشذوذ على رواية أنه صامه بعد أن علم صوم اليهود ليس سديداً والله أعلم،
فـ (صامه) لا يلزم أن ذلك كان مبتدأ صومه كما قد يُظَنّ، وهو يحتمل: أن يكون صامه فرضاً وفرضه على الناس وقد كان قبل ذلك غير مفروض، أو أنه صامه في مزيد من العناية بعد أن ظهر له كونه يوماً نجى الله فيه موسى، أو أنه مبتدأ صومه لذلك اليوم باعتبار وصوله المدينة لا أنه ينفي أنه كان يصومه قبل وصوله إياها.

قال المازري: ليس في الخبر أنه ابتدأ الأمر بصيامه، بل في حديث عائشة -رضي الله عنها- التصريح بأنه كان يصومه قبل ذلك، فغاية ما في القصة أنه لم يحدث له بقول اليهود تجديد حكم،
ولا مخالفة بينه وبين حديث عائشة أن أهل الجاهلية كانوا يصومون كما تقدم، إذ لا مانع من توارد الفريقين على صيامه مع اختلاف السبب في ذلك. قال القرطبي: وعلى كل حال فلم يصمه اقتداء بهم، فإنه كان يصومه قبل ذلك، وكان ذلك في الوقت الذي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه. أهـ نقلاً عن نيل الأوطار للشوكاني

قال الإمام النووي: كان يصومه كما تصومه قريش في مكة، ثم قَدِم المدينة فَوَجَد اليهود يصومونه فَصامه أيضا بِوَحي، أو تواتر، أو اجتهاد، لا بمجرد أخبار آحادهم . والله أعلم .

وكونه وافق صيام قريش لا يعني بحال أن هذا لم يكن حقاً، ففي الجاهليين بقايا حق كما لا يخفى، ومن ذلك سعيهم بين الصفا والمروة كما بين الله تعالى، فلما قدم المدينة وعلم صيام اليهود وأن ذلك لنجاة موسى زاد تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لذلك اليوم، وأما أمره بصيامه فمعصوم ودليل على كون ذلك من الحق الذي بقي عند القوم، ولا يمنعنا كونهم يفعلونه أن لا نفعل.
وقولوا مثل ذلك في الختان مثلاً.. فاليهود يختنون.. ولا يعني ذلك أن نترك الختان الحق لكونهم يفعلونه، والأمثلة على ذلك كثيرة. والله الموفق
 
التعديل الأخير:

سهيلة حشمت

:: مطـًـلع ::
إنضم
3 ديسمبر 2011
المشاركات
179
التخصص
فقه
المدينة
000000000
المذهب الفقهي
شافعى
رد: صيام يوم عاشوراء بين الحقيقة و الأسطورة !!!!!

جزاكم الله خيرا
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: صيام يوم عاشوراء بين الحقيقة و الأسطورة !!!!!

وإياكم، بارك الله في جميع الإخوة والأخوات..
ولا يزال أهل البدعة يحاربون السنة وأهلها، والله ولي المؤمنين.
 

طارق موسى محمد

:: متفاعل ::
إنضم
5 أغسطس 2009
المشاركات
411
الإقامة
الاردن
الجنس
ذكر
التخصص
محاسبة
الدولة
الاردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: صيام يوم عاشوراء بين الحقيقة و الأسطورة !!!!!

بارك الله بكم جميعا
 
أعلى