رد: ضوابط الألقاب
وهل لأمة ماض واجداد مثلهم ؟!
ماضينا هو مصدر عزتنا ، وأجدادنا هم أعلام الهدى .
محل فخرنا : هو فخرنا بالتراث الإسلامي التليد ، وأعلامه شموس الدجى ومنارات الهدى وليس فخرنا بمآثر الآباء وجميل فعالهم ، فقد أفضوا إلى ما قدموا ، رحمهم الله .
ومحل استدلالاتكم بجاهلية الفخر ليس في محل الخلاف ، فذاك فخر بالجاهلية ، وذا فخر بالإسلام .
ولكن لا يخفى عليكم أن كثيرا من أهل المزالق ( وأربأ بكم جميعا أن تكونوا منهم )يرومون لهدم عرى الدين عروة عروة ، وذلك بدخولهم من سراديب بأباطيل يبثونها كإصلاحيات ويخفون خلفها نواياهم السيئة المتمثلة في نقض قداسة الدين وإسقاط لهيمنته ، ومن مشين فعالهم :
انتقاص العرب (إيعازا بانتقاص الصحابة والتابعين وحملة لواء الدين )
و انتقاص قريش ( لانتقاص أصل سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم )
وقد جاء في : صحيح مسلم (4/ 1782)
عن واثلة بن الأسقع، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»
وبانتقاص قريش ظهر لنا اليوم من يصوغ عبارات التبجح والتطاول على جنابه الكريم صلى الله عليه وسلم ، ويدعي أن علاقته بنبيه علاقة الند بالند .
وانتقاص العرب يكون انتقاصا للسان العربي ، لسان القرآن والسنة النبوية والآثار الإسلامية ؛ترويجا لهجر العربية بغية تضيع فهم الدين وظهور من يتقعر بالأعجمية ولا يفقه من أمر دينه شيئا ، ولنا في من حولنا أصدق مثل .
وأما ظهور من يتزعم انتقاص قدر العلماء السابقين بإظهار زلاتهم ، وإبراز خلافاتهم ، والإغضاء عن مآثرهم ، وتهوين شأنهم ، بحجة أنا رجل وهم رجال ،يؤخذ قولي ويعتبر ، وشتان بين الثرى والثريا ،فبهذا الفعل تعجيل لخروج الرويبضة واستنطاق لأهل الأهواء والبدع .
إن تنقيح التراث من ما تنكره الشريعة الغراء مما هو دخيل عليها من تطفيف وتشفيف لهو أمر حميد ، ولكن يتم ذلك من أهل العلم ملتزمين في ذلك بالضوابط الشرعية والقواعد المرعية ، لا بالتبجح على من قد رفع الله ذكرهم ، وصان قدرهم ، وجعل لهم لسان صدق في الآخرين .
أما رد القول المخالف والتنقيح والتحقيق فهذا ديدن العلماء السابقين واللاحقين ولا نكير .وإنما النكير على من لا يحسن من العلم إلا القليل ثم يطالب برد السابق ليبتدع قولا نشازا .