العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل من فرق بين تخريج المناط والسبر والتقسيم؟

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بحثت كثيرا عن هذا، فما وجدتُ إلا التفريق بين تنقيح المناط والسبر والتقسيم
بينما عند النظر يتبين أن تخريج المناط والسبر والتقسيم بينهما شيء من المشابهة، إذا لماذا تم التفريق بينهما في المصطلح؟

هل الفرق هو أن تخريج المناط من أنواع الاجتهاد في العلة
بينما السبر والتقسيم مسلك استنباطي.؟

أم فرق آخر؟
 

زهرة الفردوس

:: متابع ::
إنضم
18 يونيو 2011
المشاركات
85
التخصص
..
المدينة
oooo
المذهب الفقهي
oooo
رد: هل من فرق بين تخريج المناط والسبر والتقسيم؟

السلام عليكم أختي أم عبد الله
اسمحي لي أن أحاول إجابتك علها تكون صحيحة
أختي السبر والتقسيم هو مسالك من مسالك العلة أي طريق اجتهادي في استخراجها كما أن المناسبة مسلك اجتهادي

و تخريج المناط هو الاجتهاد في استنباطه علة الحكم الذي دل النص والإجماع عليه من غير تعرض لبيان علته لا بالصراحة ولا بالإيماء نحو قوله لا تبيعوا البر بالبر إلا مثلا بمثل فإنه ليس فيه ما يدل على أن علة تحريم الربا الطعم لكن المجتهد نظر واستنبط العلة بالطرق العقلية من المناسبة وغيرها فكأن المجتهد أخرج العلة من خفاء فلذلك سمى تخريج المناط
أي أن تخريج المناط هو الاجتهاد باستخراج العلة غير المنصوص عليها وطرقه متعددة أحدها السبر والتقسيم

 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: هل من فرق بين تخريج المناط والسبر والتقسيم؟

ما شاء الله اللهم بارك
فتح الله عليك أختي زهرة الفردوس وجعلك منارة من منارات العلم في بلاد الشام وغيرها
اللهم آمين


اسمحي لي أن أحاول إجابتك علها تكون صحيحة

بل أكاد أجزم أنها صحيحة، لأنها تدور في خلدي وما استطعت التعبير عما عبرتِ به
فأكدتِ ما كان يدور وزدتِه بيانا ووضوحا!
نفع الله بك أينما كنتِ
اللهم آمين
 

حنان سليمان

:: متابع ::
إنضم
28 أكتوبر 2011
المشاركات
24
التخصص
فقه و اصول
المدينة
سيدي بلعباس
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هل من فرق بين تخريج المناط والسبر والتقسيم؟

السلام عليكم جميعا
جزاكم الله خيرا على الافادة
لكن عندي سؤال إذا ممكن
بدأنا منذ فترة وجيزة في دراسة القياس لكني لا زلت لا أفرق بين تخريج المناط و تحقيقه وتنقيحه هل هي عمليات متتالية؟
و شكرا
 

أم رقية

:: متابع ::
إنضم
15 أكتوبر 2011
المشاركات
19
الجنس
أنثى
الكنية
أم رقية
التخصص
فقه وأصوله
الدولة
الجزائر
المدينة
قسنطينة
رد: هل من فرق بين تخريج المناط والسبر والتقسيم؟

السلام عليكم جميعا
جزاكم الله خيرا على الافادة
لكن عندي سؤال إذا ممكن
بدأنا منذ فترة وجيزة في دراسة القياس لكني لا زلت لا أفرق بين تخريج المناط و تحقيقه وتنقيحه هل هي عمليات متتالية؟
و شكرا
وعليكم السلام
هي عمليات متتابعة والله أعلم فاستنباط العلة في الأصل يسمى تخريج المناط وإثباتها في الفرع يسمى تحقيق المناط وتنقية العلة مما لا يصلح أن يكون علة يسمى تنقيح المناط.
 
إنضم
21 نوفمبر 2010
المشاركات
298
التخصص
الفقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هل من فرق بين تخريج المناط والسبر والتقسيم؟

حياكم الله ونفع الله بكم.

أما الفرق بين تنقيح المناط والسبر والتقسيم:
أولا: اختلف العلماء في ذلك إلى مذهبين بين مثبت للفرق وهم الجمهور وبين ناكر له كإمام الحرمين
ثانيا: أن الجمهور أثبتوا الفرق ولكن اختلفوا على قولين:
القول الأول: أن تنقيح المناط خاص بالأوصاف التي دلّ عليها ظاهر النص, أما السبر والتقسيم فهو خاص بالأوصاف الصالحة للعلية.
القول الثاني: أن تنقيح المناط هو اجتهاد في الحذف والتعيين معا, أما السبر والتقسيم فهو اجتهاد في الحذف ويتعيين الباقي.

وأما الفرق بين تحقيق المناط تنقيح المناط وتخريج المناط: فالاختلاف راجع لظهور العلة أو عدمها.
ـ تحقيق المناط: هو أن تكون العلة ظاهرة جلية دلّ عليها النص الصريح أو المجمع عليه, وليس على المجتهد هنا إلا التحقق من وجودها في الفرع.
ـ تنقيح المناط: هو أن تكون علة الحكم في الأصل غير مصّرحٍ بها ويذكر معها أوصاف أخرى, والمجتهد هنا عليه إبراز كل علة مشتبه بها أنها علة للحكم, ثم يحذف ما لم يحقق شرط المناسبة, ويعيين العلة المناسبة, وبيّنٌ أن تنقيح المناط أكثر بدلا للوسع من تحقيق المناط.
ـ تخريج المناط: أما هنا فلا نص على العلة لا صريحة ولا أنها غير صريحة, وعمل المجتهد هنا أكثر من عمله في التحقيق أو التنقيح, فهنا يقوم المجتهد باستنباط العلل بطرق الاستنباط (السبر والتقسيم, المناسبة, الدوران, قياس الشبه) فإن تم ذلك تأكد من تحققها في الفرع, وسمّي تخريج المناط لأن العلة كانت خفية فأبرزها المجتهد.

هذا ومن أراد التوسع فللشيخ عبد الكريم النملة كلام في الموضوع في:
ـ المهذب في علم أصول الفقه المقارن.
ـ إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر. (كلاهما باب القياس: ثبوت العلة عن طريق تنقيح المناط)

.تقبل الله منا ومنكم, لا تنسونا من دعائكم الصالح.
 
إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: هل من فرق بين تخريج المناط والسبر والتقسيم؟

هذا بعض ما كنت شرحته على جمع الجوامع لطلبة السنة النهائية بمؤسسة مسجد الحسن الثاني
المسلك التاسع: تنقيح المناط
أ- تعريفه:
التنقيح لغة التهذيب والتصفية، والمناط ما علق به الحكم. واصطلاحا قيل هو: دلالة نص ظاهر على التعليل بوصف فيحذف خصوصه عن الاعتبار بالاجتهاد، ويناط الحكم بالأعم، أو أن تكون أوصاف في الحكم فيحذف بعضها عن الاعتبار بالاجتهاد ويناط الحكم بالباقي.
ب – أقسامه:
1- أن يرد النص الظاهر بوصف خاص فيناط بالأعم: ومثاله الأعرابي الذي واقع أهله في نهار رمضان، فقد ألغى أبو حنيفة ومالك وصف الوقاع وأناطا الكفارة بالمعنى الأعم أي: بمطلق الإفطار عمدا لانتهاك حرمة رمضان، وكذلك قول النبي عليه السلام:(لا يقضي القاضي وهو غضبان)، فاقتران الحكم بالغضب يدل على أنه العلة، لكن بالاجتهاد ثبت أنه ليس علة بذاته إنما لما يلازمه من تشويش الفكر فحذف خصوص الغضب ونيط النهي بالمعنى الأعم.
2- أن يدل لفظ ظاهر على التعليل بمجموعة أوصاف، فيستبعد بعضها بالاجتهاد عن الاعتبار إما لاطراده أو لثبوت بقية الأوصاف بدونه، كاستبعاد وصف الأعرابي أو كون الموطوءة زوجة أو أمة، أو كون الإيلاج في قبل أو دبر، أو كون الجماع في شهر غير رمضان، فهذه كلها أوصاف طردية غير الوقاع في نهار رمضان، فحذف الشافعي كل هذه الأوصاف وأناط الحكم بالمواقعة.
ج – حكمه:
تنقيح المناط معمول به عند الأصوليين القائلين بالقياس وقال العلامة حلولو إن أكثر الأمة يقول به، ، وحتى أبو حنيفة الذي لا يقول بالقياس بها قد أعملها ولكن من باب مسمى الاستدلال لا من باب التنقيح، فالاستدلال عنده هو إلغاء الفارق المفيد للقطع، بينما القياس ما ألحق فيه حكم بآخر بجامع يفيد غلبة الظن.

د – الفرق بين تنقيح المناط والسبر:
الفرق بين تنقيح المناط بقسمه الثاني وبين السبر أن السبر يحصر الأوصاف الصالحة للعلية ويلغي ما ليس صالحا، لكن تنقيح المناط تلاحظ فيه الأوصاف التي أتى بها النص الظاهر، فهو وإن كان فيه حصر إلا أنه غير مقصود.

ه – تنقيح المناط وتحقيق المناط وتخريج المناط:

* - تحقيق المناط: هو إثبات العلة في آحاد صورها، أو هو إثبات العلة المتفق عليها في صورة النزاع، أو أن يتفق على علية وصف بنص أو إجماع وتختلف في وجوده في صورة النزاع فتحقق وجودها، ومثاله أن النباش تقطع يده قياسا على السارق لأخذه المال خفية من حرزه وهذا خلافا للأحناف. وكالسكوت الذي هو علامة رضى البكر في النكاح فهو معتبر في من زالت بكارتها بغير نكاح. وقد اختلف في اشتراط القطع فيه، فذهب البعض إلى اشتراط القطع، واكتفى البعض بالظن، وفرق البعض بين كون العلة شرعية وبين كونها عقلية أو عرفية، فاكتفوا في الأولى بالظن، واشترطوا في الثانية والثالثة القطع، وهذا أعدل الأقوال كما قال ابن التلمساني.
وتجب الإشارة إلى أن تحقيق المناط ليس مسلكا من مسالك العلة، وإنما اقتضى ذكره أن الجدليين اعتادوا الربط بين التنقيح والتحقيق والتخريج، وإلا فإن تحقيق المناط لا خلاف في العمل به، فهو ضرورة كل شريعة كما قال الغزالي، وهو الاجتهاد الذي لا ينقطع حتى ينقطع أصل التكليف كما قال الشاطبي رحمه الله.
* - تخريج المناط: هو الاجتهاد في استنباط علة الحكم الثابت بنص أو إجماع من غير تعرض لبيان علته لا تصريحا ولا إيماء، ومثلوا له بقول النبي عليه السلام:(لا تبيعوا البر بالبر)، فلا دلالة فيه على علية الطعم، لكنها علة مستنبطة أخرجها المجتهد من خفاء ولذلك سمي بالتخريج، وهذا بخلاف التنقيح الذي لا تستخرج فيه العلة لأنها منصوصة، وإنما نقح النص وأخذ منه الوصف الذي يصلح للعلية وترك غيره.وهو الذي وقع النزاع حوله وأنكره الظاهرية، وهو من أعظم مسائل الشريعة دليلا وتقسيما وتفصيلا كما قال العلامة حلولو رحمه الله.
 
أعلى