العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

من درر شنقيط

إنضم
16 سبتمبر 2011
المشاركات
145
الكنية
أبو يوسف
التخصص
علمي
المدينة
الجزائر الوسطى
المذهب الفقهي
مالكي
وجدت هذه القصيدة في إحدى المنتديات فأحببت أن أنقلها هنا

قصيدة العلامة اباه بن عبد الله ردا على عايض القرني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
نقدم لكم اليوم قصيدة رد بها العلامة
الشيخ اباه ول عبد الله على عايض القرني
حين ارسل قصيدة اعتذار للشناقطة
مِنِّي لحضرة نُجعة المُنْـــتاب=زينِ النديِّ وحليةِ الكُتاب
العائض القرني عائضِ قـرنه=برياض علم أُخضلت وجوابي
العالم الصدر الإمام المرتضى=والعامل الأواه والأواب
أسنى تحايا مثلِ طيب خــلاله=لا من شذا رند وعَرف مَلاب
جاءت تؤدي بعض واجب حقه=ولها خطاب بعد فصل خطاب
وافت تجوب إليه كل تنوفة=كم من إكام جاوزت وظِراب
وافت تقدر كل ما قد ضمَّه=من رفع مرتبة وعز جناب
وافته شاكرة أياديه التي=عمت بغيث مخصب مِعْشاب
وجليلَ أعمال له من رامها=نكصت به الأعمال للأعقاب
وبصيصَ نور الحق من أقلامه=يستل كل سَخيمة وخِلاب
وإذا تباشير الحقيقة أشرقت=بطلت مخايل شبهة وكِذاب
قلم إذا سمع العَتيُّ صريره=خال الصرير زئير أُسد الغاب
وإذا أجال الطرف بين سطوره=أخذته منه هِزة الأطراب
فيظل من عجب ورعب دائرا =ما بين شَهد يحتسيه وصاب
ما إن كبا دون المرام جواده=كلا ولا العضبُ الجُراز بناب
أهدى لنا نثرا وشعرا رائقا=يُزري بتبر سبائك وسِخاب
إن الشناقطة اقتنوا من مدحكم=ما يفخرون به على الأتراب
صُدِّقتمُ دون الألِيّة منكمُ=ودرايةِ الأبرار من أصحاب
من ذا يظن بكم سوى ما أنتمُ=أهل له في مذهب ومئاب
هذا ولا نرتاب في إخلاصكم=أبدا ولا نصغي إلى المرتاب
ولقد عدا عن صوب فهم كلامكم=من سددوا لكمُ سهام عتاب
حتم على من سل سيف عتابه=أن ينثني والسيفُ رهن قِراب
وليقدروا مقداركم وليلزموا=أدبا ملاكُ الأمر في الآداب
والود يرسخ بالعتاب ولم يزل=بين الأوُد وسيلةَ الإعتاب
قد لاح لِلاّحين صوب صواب=فالحق أصبح راجعا لنصاب
والعلم أولى مَن حماه مثلكم=لاتتركوه نُهبة النُهّاب
ليكن هزبر الحق منكم دونه=يحمي حماه ببرثن وبناب
حاشا نجابة مثلكم أن تنكروا=ما كان خير مفاخر الأَنجاب
إن المتون فهارس علمية=في جيب ساع للعلوم وجاب
تنقاد فيه شاردات عَصيِّها=ومصونها يعتو على الحُجَّاب
ولطالما أثنى على أربابها=أعدى العدى فضلا عن الأحباب
من رام علما دون حفظ متونه=قد رام يبرد غُلة بسراب
أو راود الطلاب عنه فإنما=دبَّ الضَّراء لغِرة الطُّلاب
والجل من حفاظها من قبلها=حفظوا كتاب
الله في الكُتّاب
وهناك بعض منهمُ قد أحرزوا=من سنة المختار ملء جِراب
ما حل منهم حافظ في بلدة=إلا بدا بدرا بدون حجاب
والمنصفون إذا رأوه رأيتهم=مصغين من عجب ومن إعجاب
خاضوا علوما دارسين متونها=في ظِل أخبية ودفء قِباب
وعلى متون ركابهم إن يرحلوا =ناهيك من ركب لهم ورِكاب
تَطْلابها أنضى جسومَهمُ وكم=أنضى جسوما شُقة التَّطْلاب
من كل خِرق شب غير مُهبّل=فكأن مَضجعه مَسَلُّ شِطاب
ضرب خشاش شمّري شاحبٍ=مخشوشن متمعدد صُيَّاب
تحدوهمُ همم عوال سابقت=عجزا لشيب أو ضياع شباب
لابد للطلاب من صبر على=ما كان من إتعاب أو إتراب
قد أعربوا عن علمِهم إذ علمُهم=كانت عليه ملحة الإعراب
لا يأمنون عليه غير صدورهم=ا في رفوف سُمِّرت وعِياب
تهفوا إليه نفوسهم ما صدهم=ما للشبيبة من صبا وتصابي
مستصحبين طريقهم وفريقهم=لا عار في استصحاب الاستصحاب
ولكل ناس مشرب ألِفوه إذ=عرفوه بين السلب والإيجاب
لم يحجلوا في مشيهم متشبهيـــ =ــن بغيرهم فيه كحَجْل غراب
من حاد منهم عنه أنشد حاله=قول المُغِيري المُجيد الرابي
(فغدوت كالمهريق فضلة مائه=في لفح هاجرة للمع سراب)
إذ للدروس مناهج لو لم تَمِل=من بعد تشريق إلى استغراب
لو لم يقلد أهلها أعداءهم=تقليد مغلوبين للغُلاب
سَلبوا محاسنها بزخرف قولهم=في غفلة وقضوا على الأسلاب
جاسوا خلال ديارنا وتراثنا=سلبا ونهبا في ثياب ذياب
واستحسنوا من ذاك غير مُحَسَّن=واستصوبوا من ذاك غير صواب
والخطب أدهى في احتلال عقولنا=لا في احتلال أجارع وروابي
إن كانت ابوابا فكل يعتمى=فيما انتحاه أقربَ الأبواب
والعلم قد وعد النبي بقبضه=داعيه بين الناس غير مُجاب
لم يبق منه اليوم غير صُبابة=قد حوربت بأسنة وحِراب
فتكا كفتك ربيعة بن مكدم =وعتيبة بن الحارث بن شهاب
والمرسلات من المصالح بعضها=يدعوه داعي الشرع بالإيجاب
هل جاز الاستنباط عندهمُ لمن=جهلوا وسائل سنة وكتاب
كيف التسلق للذرى ممن همُ=لم يُسعَفوا بسليقة الأصحاب
إن السليقة في صحاب المصطفى=أغنتهمُ عن مكتب وكتاب
طُبعوا على فَصْح اللغات كما هم=طبعوا على التصريف والإعراب
طُبعوا على علم البيان ومنطق=لا يُرتقى لسماه بالأسباب
طُبعوا على حفظ وفهم دونه=كلَّت شبا الأرماح والنُشّاب
ما استنشد المختار من شعر يُرى=دوما ببال للعتيق وباب
وعزوا لأم المؤمنين رواية=فيها تحار نُهى أولي الألباب
وأبو الفتوح العدلُ قد أغرى على=ديوان شعر أولئك الأعراب
والأصبحي أبى قبول رواية=قد كان فيها الحفظُ حفظَ كتاب
ووعى أبو العباس ما في مجلس=قد كان أنشده أبو الخطاب
وحكوا عن الجُعفي في بغداد ما=يغني عن الإيجاز والإطناب
ولأمة المختار فضل زيادة=في الحفظ كالإسناد والأنساب
ولهم أناجيل الصدور علامة=مِيزوا بها عن سائر الأحزاب
والعلم قد فازت به الحفاظ ذا=مثل جرى في غابر الأحقاب
ومُحاولُ استقراءِ ذلك لايَني=في حيرة من جَيئة وذهاب
ومن العجائبِ -والعجائبُ جمة=أضحى العُجاب لهن غير عُجاب
تقليلُ شأن الحفظ بل تسفيلُه=وكأنه عاب وليس بعاب
وإذا محاسنيَ التي أُدلي بها=كانت مساوي،ما يكون جوابي؟
عفوا إمامَ العصر مفردَه الذي=قد قام محرابا لدى المحراب
هذي بضاعة طالب متشاعر=متهافت الأوتاد والأسباب
ما عد في المليون من شعرائهم=أنىَّ يضم الصُّفر للزِّرياب؟
ولقد أطال وما أطاب وربما=يلفى مُطال القول غيرَ مُطاب
ما إن أراد إفادة من ذا الذي=يُهدي مَنا وَشَل للُج عُباب
أم من يزيد البدر رفعة منزل=أم من يعير الشمس ضوء شهاب
لكن تحايا غائب يرعى لكم=في طيهن أمانة الغُيّاب
والله يبقيكم منارا للهدى=ويثيبكم منه جزيل ثواب

___________________________________________
بالله عليكم أهذه بضاعة طالب متشاعر؟!!!
تواضع و صدق و قريحة يصدق فيها قول القائل - لو قال -:
وهب القصائدَ لي النوابغُ إذ مضوا ......... و أبو يزيد و ذو القروح و جرول
 
إنضم
16 سبتمبر 2011
المشاركات
145
الكنية
أبو يوسف
التخصص
علمي
المدينة
الجزائر الوسطى
المذهب الفقهي
مالكي
رد: من درر شنقيط

أنقل لإخواني رابط كتاب بذل الندى في نظم قطر الندى وبل الصدى نظم وتعليق الاستاذ محمد بن بتار بن الطلبة ..
رفعه فارس الكتب المصورة أبو يعلى البيضاوي في إحدى المنتديات.

http://archive.org/download/abu_yaala_badl_nada/badl_nada.pdf
 
إنضم
16 سبتمبر 2011
المشاركات
145
الكنية
أبو يوسف
التخصص
علمي
المدينة
الجزائر الوسطى
المذهب الفقهي
مالكي
رد: من درر شنقيط

من عجائب أحد علماء شنقيط وهو ((المختار بن حامد الدِّيمانيّ)) رحمه الله تعالى أنه نظم أرجوزة قصيرة حين جاور بالمدينة ، أحصى فيها عمره الذي جاوز القرن فقال:
عُمِّرت ما يدكر المُدَّكر *** فيه فكيف كان هذا العُمُر
ما هو قد جاوز مِلياراتُهُ ***ثلاثةً إن تُحص ثانياتُهُ
خمسون مليونا من الدقائق *** عصيت فيها خالقي و رازقي
تلطَّخت فيها ثمانمئة ِ *** ألفٍ من الساعات بالخطيئة ِ
في نحو أربعين ألف يوم ِ *** ما سلِمت من ريبة و لوم ِ
ألفٌ و سدس الألف من شهور ِ*** ما برِئت من عمل محظور ِ
فكنت في قرن من الزمان *** طوع الهوى و النفس و الشيطان
فما نُهيتُ عنه ما اجتنبتُ *** و في الذي به أُمِرتُ خُنتُ
في صلواتي خنت قدرَ مئةِ *** ألفٍ و ربع مئىة و فئة ِ
و زكوات واجبات عينـَـا *** حَبّـــــًا ثمارا نعما و عينـــَـا
و ما عليَّ من فروض الحج فات *** بالبيت أو عند منـًى و عرفات
هذا إلى تخلُّفي عن أسرتي *** في العلم و العمل و المبرَّة ِ
ما كــأبي كنت و لا كــأمي *** ولا أخي و مَن نمى و عمي
ولا ذويهمُ عسى يهديني *** للبِّـر ربي و صلاحِ الدين
كما هدى في زمن تَقَدَّما *** ذاك الذي مائة نفس أعدما
فإنني كما مشى مشيتُ *** على القرى التي بها عصيتُ
مُجاوِراً بِطَيبة المُنَوره *** أطيبَ خَلقِ رَبِّهِ و أطهَرَه
يا حي يا قيوم يا مغيث *** إني برحمتك أستغيث
و اختِم بخيرٍ عملي و قولِ لا *** إلــــه إلا الله جل و علا
محمدٌ أرسله الإلـــــهُ *** صلى و سلم عليه اللهُ




 
أعلى