العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

عثرات ابن إسحاق في السيرة

إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
350
التخصص
أصول فقه
المدينة
قرن المنازل
المذهب الفقهي
الدليل
عثرات ابن إسحاق في السيرة
معرفة عثرات المصنفين والافادة منها ، من أنجع الوسائل التي تُرسِّخ العلم في صدر طالب الحق . والمقصود بالعثرات : أسباب الخطأ والزلل في المسائل ، وكيفية الوهم في الرواية والدراية.
ومؤلفات العلماء في الردود قديما كانت تُحرَّر على أن الاستدراك قيمة علمية لا تنضب .
ومن المصنفات المهمة التي يتداولها العلماء ويفيدون منها منذ مئات السنين : كتاب: " السير والمغازي لابن إسحاق :" محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي " ( ت : 151هـ ) رحمه الله تعالى ، المعروف عند المؤرِّخين ، بصاحب السيرة النبوية ، وقد رأى "أنس ابن مالك " رضي الله عنه (ت: 93 هـ )، وسعيد بن المسيب (ت: 94 هـ ) رحمه الله تعالى .
طلب العلم بالمدينة ، أخذ عن كثير من العلماء منهم : أبوه إسحاق ، ومحمد بن السائب الكلبي ، وصالح بن كيسان ، ومكحول، والزهري، وغيرهم .
رحل من المدينة، فأتى الجزيرة والكوفة والري وبغداد ، وقدم على أبي جعفر المنصور( ت:158هـ ) بالحيرة فكتب له المغازي . وكان قد رحل قبل ذلك الى مصر، وزار الاسكندرية سنة ( 115 هـ) ، وروى عن جماعة من أهل مصر .
ومن أشهر مؤلفاته ( السير والمغازي ) .
توفي في بغداد ، ودفن بمقبرة الخيزران أُم الرشيد . وكان جدُّه يسار من سبي " عين التمر" .
والمصنفات في السيرة النبوية قديما كثيرة ، وأوَّل من صنف في السيرة النبوية هـو : عـروة ابـن الـزبـير بن العوام (ت :92 هـ) وقيل : أبان بن عثمان بن عفان (ت: 105) هـ ، ثم وهب بن منبِّه اليمني (ت: 110 هـ), ثم عاصم بن عمر بن قتادة (ت: 120 هـ) , ثم شرحبيل بن سعد الشامي (ت :123 هـ), ثم عبد اللّه بن أبي بكر بن حزم القاضي (ت :135 هـ) , ثم موسى بن عقبة (ت :141 هـ), ثم معمر بن راشد (ت : 150 هـ), ثم محمد بن اسحاق بن يسار المدني ( ت: 151هـ )، ثم راويته زياد بن عبد الملك البكائي الكوفي العامري (ت :183 ه), ثم محمد بن عمر بن الواقدي (ت : 207 ه), ثم عبد الملك بن هشام الحميري (ت : 213 ه) الذي نقَّح سيرة إبن اسحاق وهذَّبها في كتابه " السيرة النبوية " المشهورة بسيرة ابن هشام .
ومصنفات هؤلاء الأئمة – رحمهم الله تعالى - لم تُحفظ سوى مغازي ابن إسحاق التي هذَّبها ابن هشام .
وقراءة السيرة النبوية دون تمحيص صحيح رواياتها من سقيمها من الأمور الملاحظة على كثير من طلبة العلم . وسبب ذلك قصد العناية بالمروي ونبذ أصل الرواية .
والأكمل لمن سمت همته : تتبُّع روايات السير والمغازي ووزنها بميزان ما صح من الروايات في كتب السنة النبوية . وفي هذا فائدتان : الأولى : معرفة الثابت من صحيح السيرة النبوية ، الثانية : معرفة المواضع التي لم يُنقل فيها اسناد ثابت في كتب السنة النبوية أو في صحيح الأخبار .
وبيان العثرات يُعدّ من مذاكرة العلم الذي ندب اليه العلماء ، وكل يؤخذ من قوله ويُرد الا المعصوم صلى الله عليه وسلم .

ويمكن اجمال عثرات إبن إسحاق في السيرة في النقاط الآتية :
1-الاسهاب في الرواية
2-قلة الضبط
3-رواية الغرائب .
روى أهل التراجم أن الامام مالك بن أنس (ت: 179هـ ) رحمه الله تعالى، إمام دار أهل الهجرة كان يقدح في توثيق ابن إسحاق وعدالته ، ومثله هشام بن عروة ابن الزبير(ت: 146هـ )رحمه الله تعالى ، اضافة الى تهم التدليس، والتشيع ،والقول بالقدر، وانتحال الشعر، والخطأ في الأنساب ،والرواية عن المجهولين .
قال الذهبي(ت: 748هـ ) رحمه الله تعالى : " كان في العلم بحرا عُجاجا ، ولكنه ليس بالمجوِّد كما ينبغي " ، وقال ايضا : " يروي الغرائب ، ويحدِّث عن المجهولين بأحاديث باطلة " . أما تشيُّعه فيبدو أنه لم يكن له أثر في كتابته للسيرة مما يدل على ضعف هذا الاتهام . أو ربما يكون تشيُّعه من جنس ما أثر عن بعض السلف من التشيع الذي لا يحمل صاحبه على التزوير والكذب . أما رميه بالقدر، فإن بعض العلماء ينفيه عنه ، قال "محمد بن عبد الله بن نمير" : (ت: 234هـ ): رحمه الله تعالى : " كان ابن اسحاق يُرمى بالقدر وكان أبعد الناس منه " . والله أعلم .
وقد ردَّ الخطيب البغدادي (ت: 463هـ ) وابن سيِّد الناس (ت: 734هـ ) رحمهما الله تعالى على هذه التهم وفنداها . وهذه التُّهم إن صح بعضها وهو يسير ، فقد استشهد البخاري (ت: 256هـ ) رحمه الله تعالى برواية إبن اسحاق في مواضع من صحيحه ، وأخرج له مسلم( ت: 261هـ ) رحمه الله تعالى في المتابعات .
وقد أنصف ابن هشام رحمه الله تعالى عندما لخص سيرة ابن سحاق، وألمح الى أن في سيرة ابن إسحاق ما لا يستحق الرواية أو التحديث ، إما لضعفها أو لقبحها أو لعدم ثبوتها .

وقد جرَّدتُ الروايات التي رواها ابن إسحاق في مغازيه التي رواها بدون اسناد، أو بمراسيل ، ولم تثبت من الناحية الحديثية ، وإن كان لها أصل في الروايات التاريخية :
1-رواية المرأة التي دعت عبد الله بن عبد المطلب إلى نفسها، ومراودة عبد الله لها بعد زواجه من آمنة . رواها ابن اسحاق باسناد مرسل .
2-رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد نزول " وأنذر عشيرتك الأقربين"( الشعراء : 214 ): من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة وخليفتي في أهلي ؟ . رواها ابن اسحاق باسناد فيه عبد الغفار بن القاسم ، وهو شيعي كذاب .
3-رواية أن حمزة رضي الله، أسلم في وقت اشتدت فيه جرأة قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بتفصيل مبالغ فيه . رواها ابن اسحاق باسناد مرسل ، وفي سنده مبهم .
4-رواية أن قريش عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدوا الهه سنة . رواها ابن اسحاق باسناد منقطع .
5-رواية أن أبا جهل اعترف بأن المنافسة بين عشيرته وبين عبد مناف هي التي دفعت بني عبد مناف الى ادِّعاء النبوة ابتغاء الشرف عليهم . رواها ابن اسحاق باسناد منقطع .
6-رواية أن عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة ، عرضا على رسول الله صلى الله عليه وسلم الرئاسة والمال والزواج والتطبُّب . رواها ابن اسحاق وفي اسنادها محمد بن ابي محمد وهو مجهول .
7-رواية دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على ثقيف بقول : " اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس " ولقاء الرسول بعدَّاس . رواها ابن اسحاق بسند مرسل . أما قصة عداس فساقها ابن اسحاق بدون اسناد .
8-رواية نزول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخيمة أم معبد بقُديد ، طالبين القِرى فاعتذرت لهم .أخرجها ابن إسحاق باسناد معضل من رواية يونس بن بكير عنه . ولم تصح هذه القصة الا من رواية قيس بن النعمان رضي الله عنه .
9- رواية بروك ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم لما دخل المدينة مهاجِرا ، عند باب أبي ايوب . رواها ابن اسحاق بدون اسناد .
10-رواية ردّ الرسول صلى الله عليه وسلم لصغار السِّن، ممن هم أبناء أربع عشرة سنة ، سوى رافع بن خديج يوم أحد . رواها ابن اسحاق بدون اسناد .
11-رواية ردَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لعين قتادة بن النعمان حين اصيبت يوم احد . رواها ابن إسحاق من مرسل شيخه عاصم بن عمر بن قتادة .
12-رواية قول أبي سفيان : ما رأيتُ من الناس أحدا يحبُّ أحدا كحب أصحاب محمد محمدا . رواها ابن اسحاق من مرسل شيخه عاصم بن عمر بن قتادة .
13-رواية نزول قول الله تعالى : " قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا.." ( ال عمران : 64) في وفد نجران .
رواها ابن اسحاق بدون اسناد . ولم يصح نزولها في وفد نجران .
14-رواية ارسال الرسول صلى الله عليه وسلم كتابا الى النجاشي – غير نجاشي الحبشة . رواها ابن اسحاق بدون اسناد . وفي صحيح مسلم نفي لهذه الرواية ، حديث رقم : ( 1774) .
15-رواية تعرُّف الرسول صلى الله عليه وسلم يوم حنين على اخته من الرضاعة : الشيماء، من عضَّة عضَّها لها أيام رضاعه في بني سعد . رواها ابن اسحاق عن بعض بني سعد . وهي رواية عن مجهول .

هذه هي الروايات التي وقفتُ على عدم ثبوتها على اصطلاح المحدثين ، أثناء مطالعتي لمغازي ابن إسحاق رحمه الله تعالى . وهي على جادة معرفة الاختلاف ، الذي من لا يعرفه لم يشم رائحة العلم ، كما قال العلماء. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

المصادر :
1-الجرح والتعديل 7/191 .
2- تاريخ بغداد 1/214 .
3-عيون الأثر 1/7 .
4-تذكره الحفاظ 1/172 .
5- سير أعلام النبلاء 7/33 .
6-ميزان الاعتدال 3/468 .
7- تهذيب التهذيب 9/38 .
8-معجم الادباء 6/399 .
9- طبقات خليفة بن خياط / ص/ 271 .
10- معجم البلدان 4/176 وفيه : عين التمر بلده قريبة من الأنبار غربي الكوفة ... افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد في سنة (12 هـ )، وكان فتحها عنوة ، فسبى نساءها وقتل رجالها .
11- السير والمغازي / لابن اسحاق / طبعة دار الفكر .
12- تهذيب التهذيب / الحافظ ابن حجر / طبعة حيدر آباد .
13- المراسيل / ابو داود / طبعة محمد علي صبيح .
14-السيرة النبوية / أكرم ضياء العمري .
15- فقه السيرة / للبوطي / المقدمة / الطبعة السابعة / وفيها خلط عجيب في فهم السيرة النبوية ، وحقد غريب على أهل السنة المتبعين للدليل بفهم سلف الأمة .
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: عثرات ابن إسحاق في السيرة

جزاك الله خيرا

8-رواية نزول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخيمة أم معبد بقُديد ، طالبين القِرى فاعتذرت لهم .أخرجها ابن إسحاق باسناد معضل من رواية يونس بن بكير عنه . ولم تصح هذه القصة الا من رواية قيس بن النعمان رضي الله عنه .
وجدت هذا التحقيق للرواية:

قصة أم معبد وردت من عدة طرق ، وقد جمعها الدكتور سليمان بن علي السعود في كتاب " أحاديث الهجرة . جمع وتحقيق ودراسة " ( ص 152 - 163 ) ، وملخص ما وصل إليه الباحث ما قاله :

أقول قصة أم معبد هذه تتقوى إلى درجة الحسن بأمرين :
الأول : أنها رويت بطرق كثيرة كما تقدم ، وهذه الطرق يشد بعضها بعضا .
الثاني : شهرة هذه القصة واستفاضتها عند علماء السيرة وغيرهم .

وقال ابن كثير رحمه الله بعد ما ساق بعض طرقها : وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا . انظر البداية والنهاية 3/190 .ا.هـ.

وممن حسن طرقها أيضا العلامة الألباني رحمه كما في تعليقه على فقه السيرة ( ص 168 ) فقال : ثم وجدت الحديث موصولا أخرجه الحاكم ( 3/9-10 ) من حديث هشام بن حبيش وقال : " صحيح الإسناد " ، ووافقه الذهبي وفيما قالاه نظر ، وقال الهيثمي ( 6/ 58 ) : رواه الطبراني وفي إسناده جماعة لم أعرفهم . لكن للحديث طريقين آخرين أوردهما الحافظ ابن كثير في البداية (3/192-194 ) فالحديث بهذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن .ا.هـ.

وممن جمع طرقها ورسم شجرةً الدكتور أكرم ضياء العمري في كتاب " السيرة النبوية الصحيحة . محاولة تطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية " ( 1/212 - 215 ) ، وإليك ما قاله الدكتور العمري :

وقد اشتهر في كتب السيرة والحديث خبر نزول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخيمة أم معبد بقديد طالبين القِرى ، فاعتذرت لهم لعدم وجود طعام عندها إلا شاة هزيلة لا تدر لبنا . فأخذ الشاة فمسح ضرعها بيده ، ودعا الله ، وحلب في إناء ، حتى علت الرغوة وشرب الجميع ، ولكن طرقها ما بين ضعيفة وواهية إلا طريقا واحدة يرويها الصحابي قيس بن النعمان السكوني ونصها : " لما انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر يستخفيان نزلا بأبي معبد فقال : والله ما لنا شاة ، وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن ... .ا.هـ.

وذكر في الحاشية ( 1/213) طرق الحديث ، وقبل ذلك رسم شجرة لطرق الحديث ، وسأذكر ما سطره الدكتور من طرق لهذا الحديث وخلاصة بحثه :

أخرجها ابن إسحاق بإسناد معضل كما في " دلائل النبوة " للبيهقي (2/493) من رواية يونس بن بكير عنه .

- وابن حزيمة كما ذكر ابن حجر في الإصابة . ولم أقف على سنده .

- والطبراني : المعجم الكبير (4/56) بإسناد فيه مكرم بن محرز انفرد ابن حبان بتوثيقه ( الثقات 9/207) ، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا (الجرح والتعديل 8/443) وفيه محرز بن مهدي مجهول ، وهشام بن خنيس مجهول الحال . وقال الهيثمي : وفي إسناده جماعة لم أعرفهم (مجمع الزوائد 6/58) .

- وأخرجه الطبراني من طريق آخر فيه عبد العزيز بن يحيى المديني نسبه البخاري وغيره إلى الكذب وفيه مجاهيل أيضا كما يقول الهيثمي ( مجمع الزوائد 8/279 ، وانظر ميزان الاعتدال 3/573 ، والضعفاء للعقيلي 4/74) .

- وأخرجه ابن سعد : الطبقات 1/230 بإسناد واهٍ فيه سليمان بن عمرو النخعي ، وقد دلس اشمه عبد الملك بن وهب المذحجي وهو كذاب ( الكامل لابن عدي 3/1096) .

- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/1/84 وفي إسناده عبد الملك بن وهب الدحجي كذاب ( التاريخ الكبير 2/2/28) وشك البخاري في انقطاع السند .

- وأخرجه البزار بإسنادين أحدهما فيه عبد الركمن بن عقبة مجهول الحال ويعقوب بن محمد الزهري صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء ( كشف الأستار 2/301) ومن اختلاف متنه قوله " نزلا بأبي معبد " وذكره إسلام أبي معبد آنذاك .

وهذه الرواية من حديث قيس بن النعمان أخرجها الطبراني بسند صحيح وسياق أتم فيما ذكر ابن حجر ( الإصابة 5/506) .

وساقها الحاكم في المستدرك 3/9 من حديث هشام بن حبيش مجهول الحال . وساقها من طريق قيس بن النعمان 3/8 - 9 ، ولم يصرح باسم الراعي .

وأخرجه البغوي وابن شاهين وابن مندة من طريق حزام بن هشام بن حبيش بن خالد عن أبيه ( السيوطي : الخصائص الكبرى 1/309)

وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني بسنده من حديث هشام بن حبيش ( دلائل 282) .

وأخرجه ابن سيد الناس من طريق أبي بكر الشافعي بإسناد فيه الكديمي وعبد العزيز بن يحيى متهمان ( عيون الأثر 1/188) .

وبإسناد فيه ابن إسحاق عن أسماء بنت أبي بكر معضلاً .

وبإسناد فيه هشام بن حبيش مجهول الحال ، وأضاف ابن سيد الناس إلى أسانيد أبي بكر الشافعي سندا فيه سيف بن عمر التميمي وهو متروك .

وساق ابن كثير الخبر من طريق ابن أبي ليلى ، وليس فيه التصريح بأم معبد أو بأبي معبد ، فسنده منقطع . كما ساقها من رواية البزار بالسند الذي فيه عبد الرحمن بن عقبة ( البداية والنهاية 3/189) . ثم ساقها ابن كثير بواسطة البيهقي وفي إسناده عبد الملك بن وهب المذحجي كذاب ( البداية والنهاية 3/190) ويرى ابن كثير أن قصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا ( البداية والنهاية 3/188) .

ثم إن الحافظ ابن حجر ذكر أن ابن مندة ساقها من طريق عبد الرحمن بن عقبة ( الإصابة 6/169) وقد سبق أنه مجهول الحال .

وذكر الحافظ ابن حجر أيضا ( الإصابة 8/306 - 307) أن ابن السكن أخرجها من طريقين :

طريق ابن الأشعث حفص بن يحيى التيمي ولم أقف على ترجمته ، ومن طريق آخر بسند لم يذكر ابن حجر سائر رجاله لكن متن روايتي ابن السكن مخالف لمتون الروايات الأخرى .

كذلك أخرج القصة ابن عبد البر في الإستيعاب (1958) بإسناد فيه الحكم بن أيوب الخزاعي انفرد ابن حبان بتوثيقه (لسان الميزان 1/478) وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/245) فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وفيه محمد بن سليمان بن الحكم الخزاعي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/269 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، ولكنه كتب عنه فيبدو أنه - على الأقل - يُعتبر بحديثه . وفيه عبد الله بن محمد بن عيسى بن حكيم لم أقف على ترجمته .

وكذا لا يخلو من طريق من طرقها من العلل القادحة ، وهي بمجموع طرقها لا تصلح للاحتجاج بها في موضوعات المعجزات . ولكن حديثي التابعي الكبير عبد الرحمن بن أبي ليلى والصحابي جابر بن عبد الله هما أمثل طرق قصة أم معبد يعتضدان إلى الحسن لغيره . لكنهما لا يقويان على مناهضة حديث قيس بن النعمان من طريق الطيالسي فإنه حسن لذاته بل يرى ابن حجر أنه صحيح .ا.هـ.

المصدر
 
إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
350
التخصص
أصول فقه
المدينة
قرن المنازل
المذهب الفقهي
الدليل
رد: عثرات ابن إسحاق في السيرة

بارك الله فيكي ، وسدَّدكي ، ورزقكي علما وعملاً .
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: عثرات ابن إسحاق في السيرة

في نظري: مبالغة تسميتها بالـ عثرات !
 
أعلى