العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ترجمة الإمام الكبير محمد بن سعدون بن مُرجَّى بن سعدون القرشي العبدري الظاهري

إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
290
ترجمة الإمام الكبير محمد بن سعدون بن مُرجَّى بن سعدون القرشي العبدري الظاهري
بقلم شيخنا أبي عبد الرحمن عبد العزيز بن مبارك الحنوط
أبو عامر محمد بن سعدون بن مُرجَّي بن سعدون القرشي العبدري ، الميُورقي المغربي الظاهري ، نزيل بغداد .

قال أبو بكر بن العربي : هو أنبل من لقيتُه ... هو ثقةٌ حافظٌ مقيِّد ، لقيته فتى السن ، كهل العلم .

وقال ابن ناصر : كان فهماً عالماً ، متعففاً مع فقره .

وقال ابن عساكر : كان العبدريُّ أحفظَ شيخٍ لقيتُه ، وكان فقيهاً داوودياً .

وقال الِّلَفيّ : كان من أعيان الإسلام بمدينة السّلام ، متصرّف في فنون من العلوم أدباً ونحواً ، ومعرفةً بالأنساب . وكان داوودي ّ المذهب ، قُرَشِيَّ النَّسَب . كتب عنّي وكتبت عنه . ومولده بقُرْطُبَة من مدن الأندلس .

وقال ابن نقطة : كان فَهِماً عَالِماً ذا مَعْرِفةٍ بالحديث .

وقال أيضاً : هو إمام حافظ ، متقِنٌ ، عالم بالحديث واللغة ، من أهل الظاهر ، حدثني أحمد بن أبي بكر البَنْدَنيجي قال : لما مات أبو عامر العبدري قال أبو الفضل بن ناصر الحافظ حين دُفِن : خلا لك الجوُّ واصْفِرِي ، مات أبو عامر حافظُ أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَمَنْ شاء فَلْيَقُلْ ماشاء .

وقال الصّفدي : الإمام ... أحد الحفاظ والعلماء المبرّزين كان من كبار أهل الظاهر .

وقال ابن كثير : الحافظ ... وكانت له معرفة جيدة بالحديث ، وكان يذهب في الفروع مذهب الظاهرية .

وقال ابن الجوزي : كانت له معرفة بالحديث حسنة وفهم جيد وكان متعففاً في فقره .

وقال الذهبي : الشيخ الإمام ، الحافظ الناقد الأوحد ... وكان من بحور العلم ...

وقال أيضاً : الإمام ... أحد الحفاظ والعلماء المبرّزين ، ومن كبار الفقهاء الظاهرية .

وقال ابن عبدالهادي : الإمام ، الحافظ ، العلامة ... وكان فقيهاً ظاهرياً من أعيان الحُفَّاظ .

قال أبوعبدالرحمن : التهمة التي وجهة إليه ، والدفاع عنها :

قال ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (53/ 60) : وكان سيىء الاعتقاد ، يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرَهَا ، بلغني عنه أنه قال في سوق باب الأزج ( يوم يُكْشَفُ عن سَاقٍ ) [القلم :42] فضرب على ساقه ، وقال : ساقٌ كساقي هذه .

قال الإمام الذهبي معلقاً على هذه الحكاية في" تذكرة الحفاظ " (4/1273) : هذه حكاية منقطعة ، وهذا قول الضلال ، وما أعتقد أن بلغ بالعبدري هذا .

وقال ابن عساكر ـ أيضاً ـ : وبلغني عنه أنه قال : أهل البدع يحتجون بقوله تعالى : ( ليس كمثله شيء) [الشورى : 11] ،أي : في الإلهية ، فأما في الصورة ، فهو مثلي ومثلُك .

علق العلامة المعلمي اليماني في حاشية " تذكرة الحفاظ " (4/1273) على قوله " بلغني " ، فقال وما أجمل ماقال : " بلغني " أخت " زعموا " فإذا رأيت العالم يمتطيها للغض من مخالفيه ، فاعلم أنها مطية مهزولة ألجأته إليها الضرورة ، وقد حدث ابن عساكر عنشيخه العبدري ، وشهد له أنه أحفظ شيخ لقيه كما مر .

قال أبوعبدالرحمن : وقد نفى هذه التهمة الجائرة الإمام ابن عبدالهادي في كتابه " طبقات علماء الحديث " (4/ 46) بعدما نقل قوله ـ أي : ابن عساكر ـ : كان داودياً ، وكان أحفظ شيخٍ لَقِيتُه ، قال ـ أي : ابن عبدالهادي ـ : ثم إنه حَطَّ عليه ، وحكى عنه أشياء لا تَثْبُتُ عنه ...

بعد هذا لايحق لأحد أن يطعن في علم من علماء الإسلام من غير تثبت ولا برهان إلا قوله : " بلغني " ، وسبب ذلك العجلة ، والنظرة السوداوية للأمور ، والجهل بحال ذلك العالم ، والتعصب المذهبي أو العقدي ما يجعله يطير بالأمر الذي سمعه أو قرأه كل مطار على أنه خطأ شنيع وجرم فظيع . وكأن هذا المتسرع في النقل ما سمع قوله تعالى : ( ياأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين ) [ الحجرات : 6] وكأنه لا يدري ـ أيضاً ـ أن حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة . لكن هكذا حب الظهور ، وما يدري أن حب الظهور يقصم الظهور .

انظر : السير : 19/ 579 ، التذكرة : 4/ 1272، 1332، العبر : 2/ 420، تاريخ الإسلام : حوادث ووفيات (521ـ 530) ص 103، تكملة الإكمال : 4/ 84ـ 85، التكملة : 1/ 311، تاريخ دمشق : 53/ 59ـ 60 ، معجم السفر: ص 238، المنتظم : 17/ 261، الوافي بالوفيات : 3/ 78ـ 79 ، البداية والنهاية : 12/ 201ـ 202 ، نفح الطيب : 2/ 138 ، الصلة : 2/ 564، معجم البلدان : 5/ 246، معجم طبقات الحفاظ والمفسرين : 156 رقم 1037 ، طبقات الحفاظ : ص 461ـ 462 ، طبقات علماء الحديث : 4/ 45ـ 46 .
 
أعلى