العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

مذهب الحنفية أتبع الناس للحديث والأثر

إنضم
21 أغسطس 2009
المشاركات
46
الكنية
أبو تقى البغدادي
التخصص
فقه مقارن
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
حنفي
يشاع كثيرا هنا وهناك ، ونسمع بين الفينة والاخرى : ان مذهب السادة الاحناف يميلون نحو الأخذ بالرأي وهم أبعد المدارس الفقهية عن الحديث والاثر .
وأنا أدعو المطبلون والمزمرون بهذا إلى النظر بعين الرعاية الى هذه الاسطر وان كانت قليلة ـ وهو غيظ من فيض ـ الا أنها تشير إلى معاني جليلة تفتح لقارئها أبوابا عظيمة ولو أراد الاستزادة فعليه بكتب الاصول والفروع لمذهب السادة الحنفية ، فأقول وبالله التوفيق :
1.إذا تعارض الحديث الضعيف ـ النوع المنجبرمنه ـ مع القياس ، فإن الحنفية يقدمون الضعيف على القياس . وليس أدلّ على ذلك من حديث القهقهة فإنه مع ضعفه فأن السادة الاحناف يقدمونه على القياس فقالوا بنقض الوضوء وبطلان الصلاة جميعا اذا ضحك المصلي قهقهة فيها ، مع ان القياس يقضي ببطلان الصلاة دون الوضوء.
2.قول الصحابي المجتهد اذا لم يعرف له مخالف حجة عند الحنفية وبمثله يترك القياس.
فأين هذا مما يشاع ويقال هنا وهناك .
أليس فيما تقدم بيان وأيما بيان ان السادة الاحناف يتتبعون الاحاديث وان ضعفت ويقدمونها على القياس .
ويتتبعون الاثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم فان أفتى منهم أحد ولم يعرف له مخالف كان حجة ولا يعارضه قياس ، وان اختلفوا تخيروا ولا يجاوزونهم ، أضف الى ذلك : احتجاجهم بمراسيل كبار التابعين ومن دونهم من أمثال النخعي ، ألا يدلك هذا على أن الحنفية هم أشد الناس إتباعا للسلف ؟!



 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
وأنا أدعو المطبلون والمزمرون بهذا

من المستحسن إعادة النظر في العبارة : 1- نحوا 2- ومعنى .

ولعلكم تمدونني ببحث موسع في الموضوع ينسف ما اعتقده ما لايحصى من أهل العلم على مدى 1400 سنة.
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الشيخ الكريم أحمد وفقه الله
لا شك أن الحنفية لهم حظ كبير من علم المنقول من الكتاب والسنة والأثر وقد أشار إلى ما ذكرتم السرخسي حيث يقول : " وأصحابنا هم المتمسكون بالسنة والرأي في الحقيقة ، فقد ظهر منهم من تعظيم السنة ما لم يظهر من غيرهم ممن يدعي أنه صاحب الحديث ، لانهم جوزوا نسخ الكتاب بالسنة لقوة درجتها ، وجوزوا العمل بالمراسيل ، وقدموا خبر المجهول على القياس ، وقدموا قول الصحابي على القياس ، لأن فيه شبهة السماع من الوجه الذي قررنا، ثم بعد ذلك كله عملوا بالقياس الصحيح وهو المعنى الذي ظهر أثره بقوته " أصول السرخسي ( 2 / 113 )
ونحن لو نظرنا إلى كتب الحنفية لوجدناها مليئة بالأحاديث والآثار لكن النزاع يبقى في مسائل :
المسألة الأولى : هل الحديث الضعيف كالمرسل وما يرويه المجهول هو من قبيل السنة المحتج بها أو لا حتى يقال إنهم قدموا السنة والأثر على غيرهما ؟
المسألة الثانية : الحنفية ردوا خبر الآحاد فيما تعم به البلوى
المسألة الثالثة : الحنفية ردوا خبر الآحاد إذا كان راويه غير فقيه وخالف مرويه الأصول .
المسألة الرابعة : الحنفية ردوا خبر الآحاد إذا خالف الراوي له المروي .
المسألة الخامسة : الحنفية بالغوا في الرأي والقياس حتى أصبح جل الفقه عندهم مبنياً على الرأي ولذا نجدهم يعتمدون كثيراً على الأدلة العقلية كالقياس والاستحسان والعرف .
المسألة السادسة : الحنفية يقولون : الزيادة على النص تعتبر نسخاً وبالتالي فما كان من قبيل الزيادة على القرآن مما ورد عن طريق أخبار الآحاد لا يعتد به عندهم ويلتحق بهذا عندهم تخصيص العام وتقييد المطلق لأنه كالنسخ .
وبعد :
فنحن إذا نظرنا إلى المذاهب الأخرى وجدنا أئمتها من كبار علماء الحديث فمالك والشافعي وأحمد هم من أئمة الحديث والأثر وهذا أمر مشهور لا ينكر ولا يمكن أن يقارن علماء الحنفية وأئمتهم بهؤلاء .
والمقصود أن كل مذهب من المذاهب الأربعة له نصيب من علم الحديث والأثر ، وإن كانوا يتفاوتون في ذلك ، وكل يدعى أنه الأكثر أخذاً بالحديث والأثر ، فالحنابلة يقولون : أحمد إمام أهل الحديث والأثر ، والقياس عنده للضرورة ، وهو يعمل بالحديث الضعيف ( أي الحسن ) ويقدمه على الرأي ، وهو يحفظ ألف الف حديث ، وأفتى بستين ألف مسألة بحدثنا وأخبرنا ، والشافعية يقولون : الشافعي صاحب السنن والمسند وغيرها وتتلمذ على مالك وغيره من أئمة الحديث وجمع بين المنقول والمعقول ، والمالكية يقولون : مالك صاحب الموطا أصح الكتب بعد كتاب الله وقبل ظهور الصحيحين وهو أصل الكتب الستة ، ونشأ في المدينة مهبط الوحي وفيها الصحابة والتابعون حملة السنة والأثر .
وحينما نرجع إلى كتب المذاهب الأربعة الفقهية نجد أن كلاً منها قد وافق المنقول في مواضع وخالفه في مواضع ، وأن كل مذهب قد خفي عليه من السنة والأثر ما ظهر لغيره ، وكل مذهب اعتمد على بعض الأصول العقلية والأدلة الاجتهادية نحو القياس والمصلحة المرسلة والاستحسان وسد الذرائع والعرف والاحتياط والاستصحاب وغيرها .
والله أعلم
وللفائدة ثمة كتاب مفيد حول هذا الموضوع وهو كتاب ( مكانة أبي حنيفة بين المحدثين ) للدكتور محمد قاسم عبده الحارثي ( رسالة دكتوراه )

 
إنضم
21 أغسطس 2009
المشاركات
46
الكنية
أبو تقى البغدادي
التخصص
فقه مقارن
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
حنفي
الأخ الكريم طالب هدى
أود أن أشير إلى قولي المتقدم ( النظر بعين الرعاية الى هذه الاسطر وان كانت قليلة ـ وهو غيظ من فيض ـ الا أنها تشير إلى معاني جليلة تفتح لقارئها أبوابا عظيمة ولو أراد الاستزادة فعليه بكتب الاصول والفروع لمذهب السادة الحنفية ) أريد بهذا أن أفتح بابا لكل من يردد ما يقال دون تحقق وتبصر فنحن لم نسمع ما قيل عن مذهب أبي حنيفة من الائمة المتقدمين من السلف الصالح ما يقال اليوم وبالأمس القريب ، واذا طالعنا قول من عاصر الامام أبي حنيفة وصاحبيه من فقهاء الاسلام لا نقرأ الا كل ثناء على هؤلاء الائمة الاجلاء ولا نكاد نجد من يرميهم بأنهم أبعد الناس عن السنة وأشدد على الجملة التي سبق أن ذكرتها في المقالة ( وهم أبعد المدارس الفقهية عن الحديث والاثر ) فلا أقصد غير هذا المعنى لا أن الحنفية لا يعتمدون على الرأي المحمود في كثير من أبواب الفقه ولكن أريد أن أقول أنهم ليسوا ببعيدين عن الحديث والأثر كما يشاع ويقال فأرجو ممن يطالع ما أكتب أن يدقق النظر ويطيل الفكرة فيما أكتب وأعلق ، وذكرت أن من ( أراد الاستزادة فعليه بكتب الاصول والفروع لمذهب السادة الحنفية ) هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فما أثرته يا أخي الكريم سلمك الله ورعاك وزادك علما وفقها فيحتاج الى وقت ليس بالقليل ومع هذا سأعرج على كل نقطة منها بإيجاز غير مخل أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا .
وأخيرا أريد أن ألفت نظر الشيخ عبد الرحمن الى ما قلته سابقا ليدقق النظر فيه حتى يتجلى مقصدي (( وهم أبعد المدارس الفقهية عن الحديث والاثر )
 
إنضم
21 أغسطس 2009
المشاركات
46
الكنية
أبو تقى البغدادي
التخصص
فقه مقارن
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
حنفي
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد أشار الاخ المفضال طالب هدى الى عدة مسائل تتلعق ببعض أصول الحنفية مما يتعلق بمباحث السنة وأود أن أوجز لما أثار البيان ، فأقول وبالله التوفيق.
أما بالنسبة لما ذكرت في المسألة الاولى من أعتبار المرسل ورواية المجهول من السنة أو الاثر ؟ فاعلم أخي الكريم وفقك الله ورعاك :
أن المراد بالمرسل هو ما إرسله أهل القرون الثلاثة التي وصفها خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم بإنها خير القرون وأن الكذب سيفشوا من بعدها ، ولذا فإن التابعي إذا أرسل فإما ان يرسل عن صحابي ولا يضر إبهامه ، فالصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول أو ان يرسل عن تابعي مثله وهم من خير القرون ايضا وإبهامه في هذه الحالة لا يضر إن كان التابعي لا يروي الا عن ثقة وقد قبل المحدثون مراسيل الشعبي والنخعي وابن المسيب وغيرهم لانهم لا يروون الا عن الثقات فإرسالهم في هذه الحالة لا يضر وهذا القدر عليه الجمهور ، وزاد الحنفية قبول مراسيل التابعين مطلقا من غير تفصيل لانهم من خير القرون كما أشرنا فيما تقدم الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ومن أراد الاستزادة فليراجع كتب أصول الحنفية ففيها ما يشفي الصدور.
 

سامي الوائلي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
5 نوفمبر 2009
المشاركات
4
التخصص
فقه
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
لعل مسألة بعد مذهب ما من الحديث أو قربه مسألة نسبية فهو بعيد بالنسبة لمن هو أقرب من وهكذا..
كما أن ضعف المذهب في هذا الجانب لا يعني إهمال الحديث عندهم وعدم إعطائه منزلته التي يستحقها بل ربما كان ضعف العلم بالحديث رواية هو المقصود..
ونحن نجد الحنفية يهتمون بالحديث دراية متى ما وصلهم ويفرعون عليه ما يسبقون به غيرهم لكن الضعف بادٍ في مجال الرواية فتراهم ربما استدلوا بالضعيف جدا والموضوع وربما وجدت في كتب بعضهم ماليس له وجود في كتب أهل الحديث.
حتى قال العلامة ابن الهمام في شرح فتح القدير 7/86 :
والظاهر أنهم -يعني الشافعبة- لا يستدلون به لأنهم أهل حديث وهذا لايثبت إلا من كلام الفقهاء... إلخ.
قال هذا لما ذكر استدلال الشافعية بحديث: " ورخص في السلم" في مسألة السلم الحال.
والمقصود أن الأمر نسبي ولكل فضله ومقامه
ورحم الله جميع أئمة الإسلام ورضي عنهم
 
إنضم
21 أغسطس 2009
المشاركات
46
الكنية
أبو تقى البغدادي
التخصص
فقه مقارن
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
حنفي
رد: مذهب الحنفية أتبع الناس للحديث والأثر

أشكر لكم حسن إطلاعم وأدعوكم الى قراءة موضوعي في الملتقى الاصولي للحنفية بعنوان ( معتمد رأي الامام أبي حنيفة وأصحابه رحمهم الله تعالى تقديم الحديث الضعيف على القياس )
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: مذهب الحنفية أتبع الناس للحديث والأثر

ما ذكره الشيخ الفاضل أبو حازم صواب وحق، وادعاء أن مذهب الحنفية هو مذهب الرأي وحده ولا علاقة له بالسنة تجنٍّ وتسرع، والحقيقة أن مذهب الحنفية من مذاهب الاتباع إلا أن مذاهب الثلاثة -في الجملة- أكثر لصوقاً بالحديث منه، ولكننا مع ذلك نعتقد أن الإمام أبا حنيفة معذور في غالب ما ذهب إليه مما تظهر مخالفته للحديث، وتفصيل هذه الأعذار.. حوته عدة أسفار، منها : "رفع الملام".. لابن تيميةَ شيخ الإسلام.
 

مها الدالاتي

:: متابع ::
إنضم
19 مارس 2014
المشاركات
16
الكنية
أم الأدهم
التخصص
أدبي
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: مذهب الحنفية أتبع الناس للحديث والأثر

بسم الله الرحمن الرحيم
لعل من الواجب علينا - ونحن في هذا العجالة - أن ننبه جميع الأخوة إلى حقيقية هامة قد غابت عن أذهان الكثير من عامة الناس بل حتى المهتمين بالعلم وشؤونه
وهي تتعلق بما تعارف عليه بعض علماء الأمة
- فيما بينهم - من وصفهم لمنهج علماء العراق وخصوصا الحنفية منهم أتباع الإمام العظيم أبي حنيفة النعمان بأنه منهج رأي
وأن مدرستهم مدرسة رأي ؛ وذلك إشارة وتقديرا ومدحا منهم إلى أن هذا الإمام العظيم وتلامذته النجباء كانوا لا يقبلون حديث كل من هب ودب لعدة أسباب لعل من أبرزها
كثرة أصحاب الفرق والنحل والأهواء وفشو الكذب . . . الذي ساد العراق آنذاك وهي حالة ألجأت الحنفية إلى إعمال الفكر الثاقب والعقل الراجح والنظر الدقيق في كل ما
يصلهم من الحديث سندا ومتنا ليميزوا الصحيح من السقيم بل الخبيث أيضا . ولهذا يعد هذا المنهج مكرمة لهم يحسب لهم لا عليهم كما أقر بذلك العلماء المنصفون .
وكما أسلفت فقد بقي هذا الاصطلاح - مدرسة الرأي - ضمن إطار ثلة من العلماء المتقدمين لا يتعداهم وهم الأعلم والأدرى بمفهومه وحقيقته إلى أن جاء حين انتشر
فيه بين دهماء الناس وتناقله عامتهم وغدا على ألسنتهم بعد أن غابت حقيقته عن عقولهم القاصرة ورأوا فيه المذمة والعيبة جهلا منهم وقصر نظر . . .
وليت الأمر اقتصر على أولئك الجهلة فقط إذن لهان الخطب ولكن تعداهم إلى من يصفون أنفسهم بالعلم أو طلاب علم - إن تواضعوا - فكان الخطب أكبر وأعظم ؟ !
وكثيرا ما يتملكني العجب والأسف والأسى حين يطرق سمعي همس هؤلاء - ممن تسموا بالعلم أو طلبه بعد أن غابت عنهم الحقيقة أو غيبوها - وهم يحكمون على
المذهب الحنفي بأنه مذهب ومدرسة رأي لا مذهب ومدرسة حديث غمزا منهم ولمزا ؟ ! فأسارع عندئذ حثيثا إلى تصحيح المفاهيم وبيان الحقيقة . . . ولكن واقع حالهم
غالبا ما يصدق عليه قول القائل : ( أسمعت إن خاطبت حيا . . . ) .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
 
أعلى