العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الاحتفال بأعياد الميلاد

إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
165
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
نجران
المذهب الفقهي
حنبلي
في البداية لابد أن نفرق بين لفظين يكثر الخلط بينهما، وهما: التشبه والمشابهة، فالتشبه يقتضي إرادة وقصد مماثلة الغير رضاء بما يصنع، أما المشابهة فلا تعدو أن تكون تشابهًا بين أمرين أو شيئين دون قصد، فإذا وجد القصد والإرادة صارت تشبهًا.
والنية لها شأن كبير في العبادات والمعاملات، فرب عمل واجب ينقلب بنية إلى محرم، والعكس.
والقول بتبديع الاحتفال بأعياد الميلاد لمجرد أن غير المسلمين يفعلونه قول بعيد، والأصل في كل ذلك الإباحة، وما المانع أن يحتفل المرء بيوم ميلاده وإنعام الله عليه بنعمة الوجود بعد العدم بإعداد حفل وتقديم الحلوى للأهل والأصدقاء؟!
فإن قيل: إن هذه الحفلات تشتمل في كثير من الأحيان على مخالفات شرعية كحضور نساء لسن من المحارم واختلاطهن اختلاطا غير مقبول برجال أجانب، مع عدم التزام الكثيرات منهن بالحجاب والحشمة؛ قلنا: هذه أمور خارجة عن أصل الاحتفال، والكلام هنا عن الاحتفال في ذاته، دون النظر إلى ما قد يمكن أن يكتنفه من محرمات، وهذه تمنع لذاتها، سواء اقترنت بحفلات أعياد الميلاد أم لا، والمخالف لا يسلم بجوازها عند خلوها بتلك المخالفات؛ فسقط هذا الاعتراض.
نخلص من ذلك إلى أنه لا يوجد دليل على المنع من تلك الحفلات، والأصل في كل ذلك الإباحة والجواز.
[هذا المقال كتب تعليقًا على فتوى نشرت بأحد المواقع المتخصصة في الفقه الإسلامي بتحريم الاحتفال بأعياد الميلاد].
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم ونفع بكم
نتمنى من الإخوة الكرام عند مناقشة الموضوع الالتزام بالموضوعية، وعدم نقل المطولات من المواقع الأخرى، أو الفتاوى.
 
التعديل الأخير:
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الشيخ الكريم هشام بارك الله فيكم
كلامكم بلا شك فيه قوة لأن الاحتفال بعيد الميلاد هو من قبيل العادات وهذا النوع يشترط في المنع من التشبه فيه شروط وهي:
1 - النية والقصد لحديث " إنما الأعمال بالنيات "
2 - أن يكون الفعل مما اختصوا به .
أما إن كان الفعل :
1 - ليس خاصاً بهم .
2 - أولم يقصد التشبه بهم .
3 - أو فعله سلف الأمة فلا عبرة بفعل الكفار له بعد ذلك .
فإنه في هذه الصور لا يمنع بشرط أن لا يكون الفعل محرماً بعينه .
وينبغي أن يعلم أن ذلك فيما يخص العادات أما العبادات فيمنع منها قصد أو لم يقصد أما إن قصد فظاهر ، وأما إن لم يقصد فسداً للذريعة كما نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ( 1 / 192 ) وابن القيم في أحكام أهل الذمة ( 2 / 747 )
ثم ينبغي أن يعلم أن التشبه قد يكون كفراً ، وقد يكون محرماً ، وقد يكون مكروهاً فلا ينبغي إطلاق التحريم في كل تشبه كما ينبغي مراعاة قاعدة مهمة في التشبه وهي النظر إلى قوة المسلمين وضعفهم وقوة الكفار وضعفهم وقد نص على اعتبارها في قضية التشبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
 
إنضم
18 نوفمبر 2009
المشاركات
203
الجنس
ذكر
التخصص
شريعة
الدولة
سورية
المدينة
معرة النعمان
المذهب الفقهي
شافعي
خلاصة كلام العلماء في هذا الموضوع:

أن الاحتفال بأعياد الميلاد، مع تسميتها أعياداً أي: هذا احتفال بعيد ميلاد فلان؛ ممنوع شرعا وغير جائز.
والاحتفال فيها مع التسمية أياما، أي: هذا احتفال بيوم ميلاد فلان، فيه خلاف بين العلماء.
والأولى عدم هذا وذاك.
وعندنا من المناسبات الكثير الذي نستطيع أن نقيم فيه احتفالات لنا ولأبنائنا ولبناتنا.
مثل:
المناسبات الإسلامية
عيد النحر
عيد الفطر
يوم عرفة
يوم الهجرة
يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
وكذلك مناسبات خاصة بأبنائنا:
يوم نجاح ولدي أو ابنتي
يوم بلوغه سن التمييز
يوم بلوغ العاشرة
يوم وجوب الصلاة عليهم
وهكذا ونربط جميع هذه الاحتفالات، بروابط دينية ونهضوية، وشرعية.
 

ابنة أحمد

:: متخصص ::
إنضم
11 ديسمبر 2008
المشاركات
76
التخصص
فــقه وأصـوله
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (إن الله قد أبدلكم يومين خيرًا منهما؛ يوم الفطر والأضحى).
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
أحمد الله إليكم، وأصلي وأسلم على رسوله، وبعد :

فإن تفريقكم بين التشبه والمشابهة ابتداءً كلام جيد، لا ننازعكم فيه ..

وإنما ننازعكم بما يلي :

هل المحظور الشرعيُّ مقصورٌ على التشبه ؟ أم أن المطلوب الشرعيّ : "المخالفة" ؟

ولا شك أن ثمة فرقاً بين المقامين :

مقام التشبه، وهو ما نبّهتم إليه - حفظكم الله - في مبدأ كلامكم، ومقام المخالفة .

أما المخالفة فهي أوسع ولا شك، إذ لا يُقتصر فيها على القصد إلى المشابهة، بل العكس، بحيث يُقصد إلى النظر فيما هم عليه؛ ثم يُعمد إلى مخالفتها .

أقول :

فأيُّ المقامين هو المطلوب الشرعي ؟
فإن كان الأول سلَّمنا لك فيما ذكرته، وإن كان الثاني، وجب إعادة ترتيب الكلام، وإنتاج الحكم بناء عليه .

أرجو أن نتحادث فيه ونتحاور، والله الموفِّق .
 
أعلى