العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

منهاج التفقه في علم الأصول (للعلامة فريد الأنصاري رحمه الله)

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
قال العلامة الشيخ الأستاذ عضو مجلس الإفتاء الأعلى التابع للإستشارية الملكية : فريد الأنصاري الخزرجي –تغمده الله بواسع الرحمة- في كتابه : "مفهوم العالمية من الكتاب إلى الربانية" :
الصنف الثاني [من العلوم الشرعية] : علم أصول الفقه.
وإنما هو علم الفقه.
وما ذِكرنا لمصطلح "الأصول" مقرونا به ؛ إلا جريا على عادة الفقهاء في التصنيف , وإلا فلا "فقه" –على الحقيقة- بغير "أصول".
فذكر الأول متضمن للثاني ضرورة . ولذلك قال الباجي [رحمه الله] فيما سبق من وصيته : (ثم يقرأ أصول الفقه فيتفقه في الكتاب والسنة . ثم يقرأ كلام الفقهاء وما نقل من المسائل عن العلماء , ويدرب في طرق النظر , وتصحيح الأدلة والحجج . فهذه الغاية القصوى والدرجة العليا) .
فقوله : {ثم يقرأ أصول الفقه : فيتفقه في الكتاب والسنة} دال على أن أصول الفقه بصورته العلمية الحقيقية –هو عين التفقه في الكتاب والسنة. أي أن الفقه بمعناه المصدري , بما هو حركة ذهنية استنباطية ؛ إنما هو عملية أصولية محضة! وأما الفقه بمعناه الإسمي أي : بما هو أحكام شرعية مستنبطة , فذلك نتيجة الفقه بمعناه الأول . والأول هو "الفقه" على الحقيقة.
وهو لا ينفك عن أصوله , إلا في مناهج المدرسين والمعلمين لقضاياه , لا في نفس الأمر.
وأما ما جرت العادة بتسميته ب "الفقه" من كتب الفروع ؛ فليس بفقه على الحقيقة , وإنما هو "نقول فقهية" .
والعالم بها وحده فقط ليس ب"فقيه" , وإنما هو "ناقل للفقه" . وإنما الفقيه : "من يفقه الأحكام الشرعية عن الله ورسولهr" . ولا يكون كذلك حتى يكون خبيرا بمناهج الإستنباط , قديرا على إيرادها مواردها العلمية , فهما , واستدلالا , وتنزيلا.
وذلك هو أصول الفقه بصورة مطبقة. فالفقه والأصول وجهان لعملة واحدة . وإنما أفسد العلم فصلهما؛ حتى صار من يسمون ب"الفقهاء" ممن لا دراية لهم بالأصول ؛ جامدين على مقتضى المنقول من كتب المتأخرين , والمختصرات والمنظومات الميتة لا يستطيع عنها فكاكا ! فاحتلت هذه في ذهنه منزلة الوحي من حيث لا يدري ! وما بعد ذلك من فساد الفهم عن الله . ومن قصد تجديد الدين بالعلم فأول العَمَل أمامه ؛ إنما هو تجديد مفهوم "الفقه".
وأما الإشتغال بعلم "الأصول" معزولا عن الفقه فهو ضرب من الخوض النظري الذي يجعل صاحبه ك"علماء الكلام" يفنون أعمارهم في بحث قضايا "الإيمان" ولا يحصلون من الإيمان -على مستوى العمل- إلا قليلا! وكفى بذلك مصيبة في الدين والعلم ! .
كالعيس في البيداء يقتلها الظما ... والماء فوق أظهرها محمول!
وإنما الفقه : القدرة المنهجية على استنباط الحكم الشرعيى , بقواعده وضوابطه الإستدلالية ؛ فهما وتنزيلا. وإلا فلا فقه.
وهذا لا يتأتى إلا بمعالجة النصوص الشرعية من آيات الأحكام وأحاديثها , والنظر في النوازل الفقهية وأحوالها , ومعرفة مذاهب الفقهاء المجتهدين , ما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه , وأسباب هذا وذاك , من الأدلة والفهوم , ومعرفة قواعد النظر الفقهيى , مما استنبطه الفقهاء عبر التاريخ.
وإنما القصد من هذا التوجيه هو أن يعي طالب العالمية أن التفقه هو الجمع بين الأمرين . فإذا اضطر إلى دراسة الفقه معزولا عن أدلته ومناهج استنباطه , أو دراسة الأصول بما هي قواعد نظرية مجردة عن حقائقها الفقهية ؛ نظرا لورود كثير من المصنفات على هذه الشاكلة , حتى صارت حقيقة تراثية لا انفكاك عنها ؛ فإنه لا يجةو أن يغيب عن ذهنه أن الغاية إنما هي القدرة على توظيف هذه للوصول إلى تلك , أي التمكن من تخريج الأحكام الشرعية على موارد المناهج الأصولية . وذلك هو الفقه . فلا يجوز إذن , أن يشغله شئ من ذلك عن شئ , أو يتقن صنفا منها على حساب الآخر . وإلا كان كالذي يبصر بعين واحدة : يرى ؛ ولكنه لا يميز المسافات والمقادير !
هذا ؛ وقد نبتت نابتة في هذا العصر العصيب , من اصحاب المذهبيات الحرفانية , تبدع الإشتغال بعلم أصول الفقه , وتستهين بمصنفات الفقه وكتب الفروع , بدعوى الإعتصام بالكتاب والسنة , وأن الغناء إنما هو فيهما ! دون التمييز بين الطبيعة المصدرية والطبيعة المنهجية ! فتجرأت على النصوص الشرعية , بغير الرجوع إلى قواعد الفقه ومناهج الإستدلال الأصولية ؛ فأحدثت بذلك فتنا وفوضى في مجال الدين , فهما وتنزيلا ! .
ولقد كنتُ أنظر إلى مشكلات الحياة الدعوية للحركات الإسلامية والتيارات الدعوية المختلفة –بما هي ضرب من "الفقه" للدين- وما يعتريها من اختلالات وتناقضات ؛ أنها بالأساس قضية منهج . لكن الأخطر في هذا المجال أن التدافع فيه داخليا وخارجيا كان قائما على اسلحة الأحكام الشرعية من إيجاب وتحريم , وما يترتب على ذلك من مواقف خطيرة , قد تصل إلى حد القطيعة والتكفير وسفك الدماء ! ..
فإذن , لا بد من التفكير في أصل القضية وأساس الإشكال.
عمَّ يصدر التحليل والتحريم إذن؟ وكيف يولد الحكم الشرعي ويتحقق مناطه ؟ عند هؤلاء وأولئك.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيك ونفع بما أفدت
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا

طارق موسى محمد

:: متفاعل ::
إنضم
5 أغسطس 2009
المشاركات
411
الإقامة
الاردن
الجنس
ذكر
التخصص
محاسبة
الدولة
الاردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
الحنفي
جزاكم الله خيرا على هذا التوضيح
وبناء عليه إذا طبقنا ما قاله الشيخ رحمه الله
فقد نجد أن الكثير من فقهاء العصر الحالي ليسوا فقهاء!!!!
 
إنضم
21 مايو 2009
المشاركات
116
الجنس
ذكر
الكنية
أبو البراء
التخصص
الفقه وأصوله
الدولة
الأردن
المدينة
عمّان
المذهب الفقهي
الشافعي
شكراً وبارك الله فيك
موفق بإذن الله تعالى
 
إنضم
25 يونيو 2009
المشاركات
10
التخصص
هندسة الحاسبات
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكى
قال العلامة الشيخ الأستاذ عضو مجلس الإفتاء الأعلى التابع للإستشارية الملكية : فريد الأنصاري الخزرجي –تغمده الله بواسع الرحمة- في كتابه : "مفهوم العالمية من الكتاب إلى الربانية" :

ولقد كنتُ أنظر إلى مشكلات الحياة الدعوية للحركات الإسلامية والتيارات الدعوية المختلفة –بما هي ضرب من "الفقه" للدين- وما يعتريها من اختلالات وتناقضات ؛ أنها بالأساس قضية منهج . لكن الأخطر في هذا المجال أن التدافع فيه داخليا وخارجيا كان قائما على اسلحة الأحكام الشرعية من إيجاب وتحريم , وما يترتب على ذلك من مواقف خطيرة , قد تصل إلى حد القطيعة والتكفير وسفك الدماء ! ..
فإذن , لا بد من التفكير في أصل القضية وأساس الإشكال.
عمَّ يصدر التحليل والتحريم إذن؟ وكيف يولد الحكم الشرعي ويتحقق مناطه ؟ عند هؤلاء وأولئك.


الله على هذا كلام بما انى منشغل كثيرا بالامور السياسية فاجد ان هذا الكلام ينطبق على حركات اسلامية فى عصرنا ...
للأسف يدخلون فى القرأن والسنة بدعاوى التمسك بصورة مخجلة ومعيبة جدا...

هلا لو فهموا من علمائنا واسيادنا الدين بالشكل الصحيح...
وانى اتحدى هذه الحركات ان يكونوا فهموا شيئا فى (الفقه)بشكل صحيح فضلا عن اصول الفقه..
فلما يجدوا ان موضوع التعلم فى اصول الفقه صعبا ويحتاج لسنون من التعلم فلا يجد بدا من بدعيته او عدم اهميته

 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رأي خاص نتيجة تأمل عريض:
سبب اتساع الهوة بين كثير من علماء العصر هو "الضعف الأصولي"، ولم ينشأ تيار "الاحتياط"، وتيار "التيسير" إلا من خلال إغفال القواعد الأصولية الدقيقة التي نبه عليها الأئمة الكبار كالشافعي والجويني وتلميذه الغزالي، والعز وتلميذيه: القرافي وابن دقيق، وابن تيمية وتلميذه ابن القيم، والشاطبي وابن عابدين، وجماعة أخرى من أهل العلم.
ولذا تجد هؤلاء اتهموا بالتيسير واتهموا بالتشديد في نفس الوقت، وهي من إشارات الاعتدال في المتهم.
واليوم تجد أن التصنيف متباعد:
1- الحرفية.
2- المقاصدية.
ومع كراهة التصنيف إلا أنه يكشف واقعاً.
وصاحب المنهج الصواب هو من يستطيع أن يوفق بين دعوى التمسك بالنصوص وبين دعوى إعمال المقاصد بانتظام واتساق.
وتفاصيل هذا الإعمال المزدوج مبثوث في "الدقائق الأصولية" في كتب الأصول، وفي كتب الفقه أيضاً.
وهنا موضوع يصلح أن يسجل كرسالة علمية:
القواعد الأصولية المستعملة عند الفقهاء.
 
التعديل الأخير:
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
6
التخصص
أصول الفقه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
متبع للمذهب المالكي
هذا موضوع مهم ، تتعلق به أصول وفروع ، تظهر إن شاء الله تعالى بالمدارسة والمشاركة ، والمشاركون مشكورون على إسهاماتهم ، غير أنني أنبه على أمر ـ أحسب ـ أنه مهم جدا : وهو أن يؤدي الحرص على الجانب التطبيقي في القواعد الأصولية ـ وهو مهم جدا ـ إلى منحى التفريق بين نظرة الأصوليين والفقهاء للقواعد الأصولية ، وينتج عن هذا أمر خطير وهو عدم الاعتداد بما هو مسطر في كتب الأصول ، والاعتماد على كتب الفقه ؛ فيحصل بذلك مثل ما حصل في مسألة (( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث )) !! فلا يحسن تكرار هذا فينتج عندنا (( القواعد الأصولية بين الأصوليين والفقهاء )) !! وإنما النظر المتوازن ـ حسب علمي ـ إنما هو بالنظر في أقوال الأصوليين في تقرير القواعد والاستدلال عليها وما يتعلق بها من الجهة النظرية ، ثم النظر في تطبيقات الفقهاء لتلك القواعد ، والاستفادة من الشروط وضوابط إعمالها والتعديل في بعض صيغها ونحو ذلك مما هو من نتاج الممارسة العملية لتلك القواعد ، وبهذا يكتمل النظر بدل أن نفتح أبوابا لا ندري إلى أين تؤدي بنا في النهاية .. والله والموفق
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
جزاكم الله خيرا-جميعا- وأخص بالثناء الشيخين الفاضلين : فؤاد الهاشمي ود.عثمان شوشان ..

وهنا تنقدح لي فكرة : لم لا نقرن دراستنا للأصول بالنظر في كتب الفقه التي تشير إلى أسباب الخلاف-وهي قليلة- وتبني الفروع الفقهية على القواعد الأصولية : كبداية المجتهد والتنبيه على مبادئ التوجيه لابن بشير.
فيتخرج الطالب متوازن الفكر سليم البناء ؟
 
التعديل الأخير:
أعلى