العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الاجتهاد .. والتجديد .. والاجتهاد الجماعي .. والمجامع الفقهية

إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
أولاً

1- الفقه الإسلامي هو العمل البشري لمحاولة فهم النصوص الدينية –القرآن وصحيح السنة- .. وفي ضوء هذا الفهم وحدوده يتم تطبيق تلك النصوص في الواقع العملي.

2- ومن ثم, فإن هدف الاجتهاد –الذي هو ثمرة الدراسة الفقهية- هو :

أ‌- تطبيق النصوص قطعية الثبوت والدلالة في الزمن الذي يقع فيه الاجتهاد.

ب‌- استنباط أحكام للمسائل التي لم يأت فيها نص قطعي الثبوت والدلالة.

3- وحين يقتضي هذان الهدفان اجتهاداً –في التطبيق أو في الاستنباط- غير مسبوق, أو ترجيحاً لرأي قل مؤيدوه, فإن (خوف الخطأ) لا يجوز أن يوقفنا عن الاجتهاد, و(خشية معارضة الكثرة) لا ينبغي أن تمنعنا من حسن الاختيار الذي يناسب تطبيق الشريعة في عصرنا .. وليس لأحد من أهل الاجتهاد –كما يقول الإمام الشافعي بحق- أن يتبع غيره فيما اختلف فيه رأيهما, بل على كل واحد منهما أن يعمل باجتهاده.

4- والقيد الوحيد الذي يرد على هذا الاجتهاد حين تدعو الحاجة إليه, أو على الاختيار الذي يرجح في النظر الصحيح, هو أن يكون لما نذهب إليه (دليل من أصول الشريعة ونصوصها)؛ أي أن يكون قولنا مما (تقبله تلك الأصول وتحتمله النصوص), لا مما (يأباه) أي منهما أو (يرده).

5- إن واجب كل جيل أن يكون له فقهه الذي يفهم به النصوص –مطبقاً إياها أو مستنبطاً منها-, ويؤدي به واجبه نحو الالتزام بها.

إن أسلافنا الذين أدوا هذا الواجب خير أداء قد برئت منه ذممهم .. ولكن ذمة جيلنا لا تبرأ بالوقوف عند أقوالهم, وإنما تبرأ بأن نصنع مثلما صنعوا.


ثانياً
1- الاجتهاد معناه بذل الجهد العقلي والفكري في التعرف على الحكم الشرعي لما ينطرح من مسائل.

2- والعقول متفاوتة في استخلاص المعاني من النصوص, ومتفاوتة في إدراك المصالح والمفاسد, والمنافع والمضار .. وهي –لذلك- تصل –في الوقت الواحد- إلى نتائج متباينة, مع كونها تنظر في مرجعية واحدة –هي الكتاب والسنة- , وترمي إلى تحقيق هدف واحد –هو تحصيل المصلحة ودرء المفسدة-.

3- ومن ثم, فالخلاف الذي يقع لهذه الأسباب لا ضرر فيه, ولا بأس على الناس منه.

4- وإنما الضرر, كل الضرر, هو في التعصب للآراء والأفكار والمذاهب تعصباً يجعل أصحابها ظانين احتكارهم للحقيقة وحدهم, وامتلاكهم –دون غيرهم- مفاتيح الحكمة؛ فهم المصيبون دائماً, وغيرهم المخطئ على طول الخط .. منكرين على الناس اختلاف الرأي مع كونه فطرة, ومنكرين عليهم حرية التعبير عنه مع أنه حق أزلي, بل ومنكرين عليهم التعاون على بيانه مع كونه أمراً ربانياً.

5- ألا فليعلم الجميع أنه ليس في مذاهب الفكر التي عرفها البشر مذهب غير الإسلام يجعل البيان واجباً -ولو كان خطأ- , ويثيب عليه –ولو لم يصادف الصواب-؛ إذ كاتم العلم –في الإسلام- آثم, ومبينه مأجور أجرين إن أصاب, وأجراً واحداً إن أخطأ ..

ومن ثم, فليس لأحد –في منطق الإسلام- من القادرين على النظر وإعمال العقل حجة عند الله, ولا عند الناس, إن هو قلد وتابع وأهمل عقله وفكره ..

ومن ثم, كان النظر في القرآن والسنة, وفي أصول الفقه وعلوم الحديث –نظراً لا يقوم على تقليد السابقين- هو الطريق الوحيد للوصول إلى (فقه جديد) يُصلح أحوال هذه الأمة ويقيلها من عثراتها.

6/1/1- أما أن نقيد أنقسنا بكتابات الأقدمين؛ ننقل منها, ونصدر عنها, ونجعلها أصولاً يقاس عليها ويعتبر بها, مكتفين بالإحالة إليها وكأنها هي الوحي المعصوم, تنزيل من حكيم عليم؛ فنجمد على آرائهم دون نظر في صجتها أو خطئها, ودون بحث في مدى قوة دليلها أو ضعفه .. كل ذلك غير جائز؛ لأن هذه الكتابات إنما تعبر عن واقع عصور من كتبوها, فتصف هذا الواقع بما فهموه من حقيقته, وتحكم عليه بمقدار ما اجتهدوا في فهم أصول الإسلام –إن كانوا مؤهلين للاجتهاد-, أو بمقدار كا فهموا من اجتهادات أسلافهم في فهم هذه الأصول –إن كانوا مقلدين-.

6/1/2- .. وهل يعقل –على سبيل المثال- أن يظل المسلمون يحتكمون ويرجعون –في علاقاتهم بغير المسلمين من مواطنيهم- إلى أفكار وأراء صيغت –بمقدار ما فهم أصحابها من أصول الإسلام- لتناسب (حال الحرب) التي كانت سائدة في وقت ما, بعد أن مضت على (الحياة المتآخية) و(العيش الواحد) بين الفريقين قرون ؟!

6/1/3- .. وهل يعقل كذلك أن يظل المسلمون أسرى ما قاله سلافهم في وصف نظم الحكم التي كانت سائدة لديهم؛ وهي كلها نظم فردية محورها هو الحاكم : الذي تدين له بالطاعة, وتستمد منه القوة, سائر السلطات والهيئات والأفراد ؟!

6/2- إن إبداء الرأي في مسائل شديدة الخطورة والحساسية -في حياتنا الثقافية والسياسية والدينية- بمجرد نقل ما قرره الأقدمون من أحكام اجتهدوا فيها أو قلدوا من سبقهم في تقريرها : لهو سوأة فكرية وعقلية تسود لها الوجوه؛ إذ كثير من هذه الأحكام مبني –كما نوهنا سابقاً- على واقع العصر الذي تقرر فيه, أو مبني على عرف بلد و قوم بعينهم, أو على تعميم نص خاص, أو على إطلاق حكم مقيد, أو غير ذلك مما ينبغي النظر فيه نظراً جديداً متحرراً من رِبقة التقليد وسلطان النقل .. مع النظر في القرآن والسنة نظرة الاجتهاد الذي يحقق مصالح الناس ويحفظها .. عاقدين القِران بين (حقائق الدين) و(واقع الناس الذي لا يستقر على حال) على النحو الذي يزاوج بين (ثوابت الشرع) و(متغيرات الزمان والمكان), لا على النحو الذي نُصدر به (طبعة جديدة من الإسلام) كما هو غرض الحداثيين؛ متخذين من شعار (تطوير الفقه) مطية لجعله (فقهاً تبريرياً) يسوغ الواقع الفاسد والعادات المستوردة, مبقياً الناس على ما هم عليه من فساد عمل, أو سوء سلوك, أو مخالفة صريحة أو خفية لنصوص الشريعة وصحيح الفقه؛ بحيث لا يغير التزامهم الإسلامي المزعوم شيئاً من الأوضاع التي ألفوها أو الوسائل التي تعودوا عليها, بدلاً من العودة بالفقه إلى سابق عهده –أيام عهود الإسلام الزاهرة- : هادياً للناس إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة, ومقرباً الشرع من الخلق, وميسراً حياتهم في ظلاله.

7- وجماع الأمر كله أن الاجتهاد باقٍ ما بقي الإسلام نفسه .. ولا يملك أحد منع من استكمل التأهل له من ممارسته .. والشرط في ذلك أن يكون (الدليل الرائد) للمجتهد هي القرآن والسنة بمقاصدهما وقواعدهما, أما غير ذلك فهو (تَبَع) لهما, لا (مقابل) ولا (نظير) ولا (قسيم)؛ ليبقى الإطار الإسلامي التشريعي حاكماً لحركة المسلمين, وليعود الفقه قائداً هادياً بانياً لحياتهم وفق أحكام الشريعة المنصوصة والمستنبطة.

ثالثاً

يظن البعض أن "وجود (مجامع للفقه) يمنع المجتهدين الأفراد من إبداء آرائهم الاجتهادية, وأن كل مسالة تحتاج إلى اجتهاد فيها يجب أن تحال إلى مجمع من هذه المجامع لكي يبحثها أعضاؤه, يبدوا رأيهم فيها, وبه –لا بغيره- يكون الإفتاء بعد ذلك " .. فأقول وبالله التوفيق :

1/1- أما وجود المجامع فهو ضرورة؛ لأنها تطور (الفقه الإسلامي)؛ فتجعله (نهراً فكرياً) يصب فيه عشرات العقول, بدلاً من فكر عقل واحد .. ووجود هذا (الفقه الجماعي) من شأنه أن يقرب الآراء, وأن يزيد الثقة بما يصدر عن مجموعها .. وهذا لا يجحد فائدته عقل سوي.

1/2- ولكن هذا لا يمنع أن يكون كل واحد من أعضاء هذه المجامع عقلاً مستقلاً, وفقيهاً مستقلاً .. بل لا يصح أن يوجد في هذه المجامع إلا القادر على البحث العلمي, ومن ثم : الاجتهاد, ومن ثم : الإفتاء وإبداء الرأي.

2- وهذا لا يمنع, بل ولا يجوز له أن يمنع, الفقيه الفرد القادر على الاجتهاد من إبداء رأيه؛ إذ المنع -عندي- خطأ وخطر :

1/1- خطأ؛ لأن الاجتهاد الذي أمر به الإسلام (واجب) على القادر عليه, المؤهل له, وليس مجرد (حق) له يمارسه إن شاء, أو ينزل عنه إن أراد, أو يُمنَع منه إن قرر الناس ذلك.

إن المجتهد لا يحل له أن يكتم علمه, ولا أن يمنع من إبدائه, ولا أن يقلد غيره .. والأمر بالاجتهاد أمر يعمل بعمل مضمون الأجر –مرتين لمن أصاب, ومرة لمن أخطأ-.. ولم يكن ذلك –والله أعلم- إلا لتشجيع العلماء على البيان .. وفي مقابل ذلك كان الآيات والأحاديث المخوفة من كتمان العلم؛ للترهيب من سكوت العلماء عند الحاجة إلى الجهر بالرأي أو الصدع بالحق.

1/2- وخطأ –أيضاً-؛ لأنه يحرم الأمة من ثمرات قرائح علماء مجتهدين ليسوا بأعضاء في هذه المجامع –دون خوض في بيان كيفية الحصول على هذه العضوية- .. ولا أحد ينكر, بل ولا يمكن له أن ينكر, وجود علماء فطاحل, بل ومجتهدين, خارج هذه المجامع .. فكيف يجوز حرمان هؤلاء من أداء واجب البيان والتبليغ, وحرمان الأمة من الاستفادة من علمهم وعملهم ؟!

2- وخطر؛ لأن الحظر على العلماء المجتهدين –خارج هذه المجامع-, والقول بأن لدينا مرجعية واحدة –هي ما يصدر عن هذه المجامع- من شأنه أن يحول الإسلام إلى كهنوت .. والإسلام لا كهنوت فيه, ولا يجوز أن نسمح بتحويله إلى كهنوت.

3- والخلاصة أني مع وجود المجامع الفقهية .. ولكني ضد تحويلها إلى, بل وضد إيجاد, مرجعية واحدة ووحيدة للفتوى –أياً كانت تلك المرجعية- .. ومع الذين بسمحون بالاجتهاد والإفتاء لكل عالم مؤهل التأهيل الصحيح؛ أعني: عالماً بالقرآن والسنة, ومطلعاً اطلاعاً واسعاً على أقوال القدماء والمعاصرين, وقادراً على فهم الواقع فهماً دقيقاً –بمعنى تمتعه بالذكاء والفطنة .. وهي هبة يعطيها الله لمن يشاء- .. فهذا العالم –بهذه المواصفات- إذا أوتي الإنصاف والإخلاص, لا يجوز لأحد قط أن يمنعه من الاجتهاد والإفتاء.


***********************

المصادر والمراجع

1- في فقه الاجتهاد والتجديد, يحيى رضا جاد, ط دار السلام بالقاهرة (سوف يتوافر قريباً إن شاء الله)

2- الفقه الإسلامي في طريق التجديد, د/ محمد سليم العوا, ط دار سفير للنشر - القاهرة

3- حوار أجراه موقع إسلام أون لاين مع د/ العوا في عام 2007م

4- عدد من المراجع القديمة والحديثة - في الفقه والأصول والاجتهاد والتجديد- ذات الصلة بالموضوع .. تجدها - إن شاء الله في هوامش كتابي المذكور آنفاً.
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
لا يجوز أن يكون هذا التقصير من متفقهة العصر سبباً لمجاوزة مدرسة الفقهاء المترامية الأطراف بفقهائها ومدوناتها، وإبداعاتها، وقواعدها، وضوابطها، ووجوهها ونظائرها، وشروطها، وتفاصيلها: إلى النص مباشرة.

ومن قال أني أنادي بوجوب - أو حتى استحباب- مجاوزة (بمعنى القطيعة المعرفية مع) ما خطته يمين فقهائنا (رضي الله عنهم جميعاً) ؟!

أنا إنما أنادي بأمرين :

الأول : أن يستوعب المرء منا - قدر طاقته بالطبع- ما كتبه غيره - قديماً وحديثاً قبل أن يخوض غمار أي موضوع يريد أن يطرح فيه طرحاً ؛ إذ لا يجوز أن يبدأ المرء من الصفر؛ وكأنْ لا رصيد معرفي قد سبقه !

الثاني : أن آراء سادتنا الفقهاء غير ملزمة للخلف منهم - أي من الفقهاء المحدثين المؤهلين للاجتهاد والقادرين عليه- وإن كان فائدة الاطلاع عليها أمراً لا يماري في نفعه عاقل.

والقول بخلاف ما قلتُ يجعل من آرائهم واجتهاداتهم سداً منيعاً بيننا وبين المصدرين المقدسين : الكتاب والسنة .. وكأننا قُصَّر لم نبلغ رشدنا بعدُ .
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
إن مدرسة الفقهاء أعظم مدرسة قانونية أنتجها "الجهد البشري"

وهذا لا نماري فيه .. ولكن ذلك لا يمكن أن يرفعها إلى مرتبة القداسة والإلزام الذي به تخضع أعناقنا لها !

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
والعجيب أني قد قلتُ في مقالي :

النظر في القرآن والسنة نظرة الاجتهاد الذي يحقق مصالح الناس ويحفظها .. عاقدين القِران بين (حقائق الدين) و(واقع الناس الذي لا يستقر على حال) على النحو الذي يزاوج بين (ثوابت الشرع) و(متغيرات الزمان والمكان), لا على النحو الذي نُصدر به (طبعة جديدة من الإسلام) كما هو غرض الحداثيين؛ متخذين من شعار (تطوير الفقه) مطية لجعله (فقهاً تبريرياً) يسوغ الواقع الفاسد والعادات المستوردة, مبقياً الناس على ما هم عليه من فساد عمل, أو سوء سلوك, أو مخالفة صريحة أو خفية لنصوص الشريعة وصحيح الفقه؛ بحيث لا يغير التزامهم الإسلامي المزعوم شيئاً من الأوضاع التي ألفوها أو الوسائل التي تعودوا عليها, بدلاً من العودة بالفقه إلى سابق عهده –أيام عهود الإسلام الزاهرة- : هادياً للناس إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة, ومقرباً الشرع من الخلق, وميسراً حياتهم في ظلاله.

العجيب أني قد قلتُ ذلك ولم ينتبه إليه الإخوة المعقبون الأفاضل؛ فكتبوا في تعقيبهم علىَّ ما هو مردود بما نقلتُهُ عن مقالي الآن
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
وأخيرا لا تقتصر ثمرة الفقه على الاجتهاد الذي هو -بحسبكم- جهد عقلي في فهم الوحي على ناحيتين اثنتين:
1- تنزيل القطعي على الزمان والمكان المناسب.
2- استنباط ما لم يقطع به النص.

أنا لم أقصر (أي لم أحصر) ثمرة الفقه في الاجتهاد فقط ؛ لأن الاجتهاد ثمرة من ثمرات التفقه, لا كل ثمراته
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
وأين هم المجتهدون؟ الغالب إما مقلدة على النسج القديم، وإما مقاصدية يحومون حول المبادئ التي يتفق عليها البشر.

صدقتم سيدي الكريم .. ولكن ذلك لا يعني خلو الساحة منهم؛ فـ "الغالب" لا يعني "انعدام" الوجود

ولو شئتُ لذكرتُ لك بعضاً من كبار المجتهدين في عصرنا - في رأيي-, ولكنْ : لا أفعل؛ حتى لا يتشقق منا الموضوع.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ومن قال أني أنادي بوجوب - أو حتى استحباب- مجاوزة (بمعنى القطيعة المعرفية مع) ما خطته يمين فقهائنا (رضي الله عنهم جميعاً) ؟!​

أنا إنما أنادي بأمرين :​

الأول : أن يستوعب المرء منا - قدر طاقته بالطبع- ما كتبه غيره - قديماً وحديثاً قبل أن يخوض غمار أي موضوع يريد أن يطرح فيه طرحاً ؛ إذ لا يجوز أن يبدأ المرء من الصفر؛ وكأنْ لا رصيد معرفي قد سبقه !

الثاني : أن آراء سادتنا الفقهاء غير ملزمة للخلف منهم - أي من الفقهاء المحدثين المؤهلين للاجتهاد والقادرين عليه- وإن كان فائدة الاطلاع عليها أمراً لا يماري في نفعه عاقل.​

والقول بخلاف ما قلتُ يجعل من آرائهم واجتهاداتهم سداً منيعاً بيننا وبين المصدرين المقدسين : الكتاب والسنة .. وكأننا قُصَّر لم نبلغ رشدنا بعدُ .​

وهذا التقاء واضح بين المدرسة الظاهرية وبين المدرسة المقاصدية الحديثة، وهو التعويل المباشر على النص، وإقصاء دليل الإجماع عن ترتيب الأدلة، ولهذا صار أهل الظاهر وأهل المقاصد سواء في تسويغ إحداث الأقوال وابتكارها من غير احتشام عن طرائق الأئمة ومسالكهم، ويتعدى الإحداث "الأقوال" إلى "السُبُل"، و"الأدلة"، و"المناهج".

وهذا موضوع له صلة مباشرة:
عمليات استئناف الفقه! فالأمر أُنُف!
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
وإنما هو تراجع في حمل "هَمِّ الإصلاح"، وتراجع في قيمة العلم الذي نحمله مما أسهم في غياب "الوعي" بحقيقة "الفقه" وبحقيقة "تطبيقاته".
بل هو تراجع - قبلَ ذلك- في همة التحصيل والبحث والدرس
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
هل فعلاً مضت قرون على الحياة المتآخية، والعيش الواحد!!
أظن أن البشرية لم تشهد حروباً طاحنة والقتلى بالملايين كما هو الحال في القرن الأخير: حروب عالمية، وقنابل نووية، وتفريغ دوري لمصانع الأسلحة، ومئات الآلاف من مرضى الأسلحة الكيماوية والنفايات النووية ونحوها
جنوب العراق مثلاً، والمرضى بالإشعاعات بمئات الآلاف
وغزة مثلاً، هل قد مر على التاريخ أن اجتمعت الدنيا على حصار بقعة صغيرة ثم تمشيطها بما أنتجته أحدث التكنلوجيا المعاصرة، والعالم يتفرج عجز حتى عن فك الحصار!!
والضرب العشوائي اليومي في أفغانستان، ومجزرة كوسوفا في قلب أوروبا الخضراء، في التسعينات القريبة.

تعقيب صحيح تماماً واللهِ .. ولكنه أخطأ المحل ؛ لأني قلتُ بالنص : "وهل يعقل –على سبيل المثال- أن يظل المسلمون يحتكمون ويرجعون –في علاقاتهم بغير المسلمين من مواطنيهم-" ..فأنا أتحدث عن العلاقة بين المسلمين وغيرهم (في الوطن الواحد والبلد الواحد) ..وتعقيبكم - الصحيح- إنما يتحدث عن موقف المجتمع الدولي - أقصد كبارالمسئولين الغربيين لا الشعوب الغربية المُغَيَّبَة- من المسلمين وقضاياهم
 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
وهذا التقاء واضح بين المدرسة الظاهرية وبين المدرسة المقاصدية الحديثة، وهو التعويل المباشر على النص، وإقصاء دليل الإجماع عن ترتيب الأدلة، ولهذا صار أهل الظاهر وأهل المقاصد سواء في تسويغ إحداث الأقوال وابتكارها من غير احتشام عن طرائق الأئمة ومسالكهم، ويتعدى الإحداث "الأقوال" إلى "السُبُل"، و"الأدلة"، و"المناهج".

لا شأن لي بتلك المدارس (وإن كنتُ قد اطلعتُ عليها جميعاً؛ قديمها وحديثها) .. فأنا - فيما أدعى على نفسي- أستعصي على التصنيف

أما الإجماع فللحديث عنه وفيه مجال آخر؛ [font=&quot]إذ نحن ننازع فيه : فيه إمكانه, وفي وقوعه إذا أمكن, وفي العلم به إذا وقع, وفي حجيته إذا عُلِم.

[/font]
[font=&quot]والله أعلم

ملحوظة : نحن نميز بين (الإجماع) و (الثوابت) - أي : الأمور قطعية الثبوت والدلالة- .. فكن من هذا - سيدي الكريم وأخي الحبيب الفاضل فؤاد الهاشمي- على ذكر
[/font]
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وأخيراً فبعد هذا النقاش المثمر معكم لا أخفي استفادتي منكم، وابتهاجي بالاحتكاك مع أمثالكم، وإن المذاكرة مع من تختلف معه أنفع منها مع الموافق إذا محَّضا النصيحة، وجرَّدا الطلب.
أما المتوافقان فقد يزين بعضهم لبعض، وقد يعزف على أحدهما على طبل أخيه، وقد يمرِّران كثيراً من المشكلات المعتاصة حتى يستديم الوفاق والإخاء!! وعلى "العلم" السلام!.
 
التعديل الأخير:
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
شكر الله لكم أخونا الفاضل النابه فؤاد الهاشمي

وسوف يجد الإخوة القراء في الرابط أدناه ما يفيدهم إن شاء الله بالنسبة لما دار بيني وبين الأستاذ فؤاد الهاشمي

https://feqhweb.com/vb/threads/3941-2#post26357

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل

لا شأن لي بتلك المدارس (وإن كنتُ قد اطلعتُ عليها جميعاً؛ قديمها وحديثها) .. فأنا - فيما أدعى على نفسي- أستعصي على التصنيف

أما الإجماع فللحديث عنه وفيه مجال آخر؛ [font=&quot]إذ نحن ننازع فيه : فيه إمكانه, وفي وقوعه إذا أمكن, وفي العلم به إذا وقع, وفي حجيته إذا عُلِم.

[/font]
[font=&quot]والله أعلم

ملحوظة : نحن نميز بين (الإجماع) و (الثوابت) - أي : الأمور قطعية الثبوت والدلالة- .. فكن من هذا - سيدي الكريم وأخي الحبيب الفاضل فؤاد الهاشمي- على ذكر
[/font]

ومما قلتُهُ في أحد موضوعات المنتدى أثناءَ نقاشٍ مع الأستاذ فؤاد :

[ قلتُ - يحيى- : إن كنتَ تقصد الثوابت؛ فقد اتفقنا .. وإن كنتَ تقصد بالإجماعِ الإجماعَ الذي يذكره الأصوليون في كتبهم؛ فهذا مما ننازع فيه

والثوابت - عندي- تشمل (المعلوم من الدين بالضرورة؛ أي الأمور قطعية الثبوت والدلالة التي لا يجهلها العامي المسلم فضلاً عن العالم الفقيه) كما تشمل (الأمور قطعية الثبوت والدلالة التي لا يعلمها إلا من ولج باب الدراسات الإسلامية والشرعية؛ من مثل : تفاصيل أحكام المواريث الواردة بسورة النساء؛ فكل الناس يقرؤها, ولكن لا يقفهها إلا من ولج الباب بالدراسة لها) ]

 
إنضم
17 نوفمبر 2009
المشاركات
439
التخصص
باحث إسلامي
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
مستقل
إنضم
11 أبريل 2010
المشاركات
32
التخصص
أصول الفقه
المدينة
دمشق
المذهب الفقهي
شافغي
رد: الاجتهاد .. والتجديد .. والاجتهاد الجماعي .. والمجامع الفقهية

للعلم ألف الامام السبكي كتاب الابهاج في شرح المنهاج وهو في الخامسة والعشرين من عمره رحمه الله تعالى
 
إنضم
11 يناير 2010
المشاركات
10
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
فاس
المذهب الفقهي
المالكي
رد: الاجتهاد .. والتجديد .. والاجتهاد الجماعي .. والمجامع الفقهية

يظن البعض أن "وجود (مجامع للفقه) يمنع المجتهدين الأفراد من إبداء آرائهم الاجتهادية, وأن كل مسالة تحتاج إلى اجتهاد فيها يجب أن تحال إلى مجمع من هذه المجامع لكي يبحثها أعضاؤه, يبدوا رأيهم فيها, وبه –لا بغيره- يكون الإفتاء بعد ذلك " .. فأقول وبالله التوفيق
 
أعلى