من درس مذهبين من أعضاء المنتدى!

[إبراهيم بن صالح المسعود]

الشيخ محمد رشيد درس الشافعي ثم انتقل إلى الحنفي، فهو درس المذهبين.
والشيخ محمد أيمن الجمال بدأ حنفيا وما زال، ثم درس المذهب المالكي، فهو متمذهب دراسة وتدريسا وفتيا بالمذهبين كما ذكر وفقه الله.
وأحسب هذه التجربة مما تتوق النفس إلى الاستفادة من أصحابها!
فالشائع عند المتمذهبين أنهم إن درسوا المذهب وتقدموا فيه، انتقلوا إلى دراسة الخلاف العالي عبر كتبه المعروفة.
ولكن بعض الإخوة يفضلون دراسة المذاهب كلا على حدة، بالتدرج في كل مذهب تِباعا؛ لأن ذلك أدعى إلى معرفة دقائق المسائل والمصطلحات ومراتب الفقهاء ومنازل المتون والشروح ...إلخ بشكل أدق؛ وهذا يجعلهم أكثر تأهلا للنظر في مطولات هذه المذاهب.
وقد أحببت الاستفادة ممن له تجربة مع أكثر من مذهب، في بيان جدوى هذه الطريقة من مجرب لا متأمل! وما أضرارها وصعوباتها وعوائق الطلب فيها، وهل يلزم المبتدئ في مذهب، وهو متقدم في علم الفقه على مذهب آخر، البدء بما يبدأ به المبتدئ الخالص أو يبدأ بالمتون المتوسطة أو المتقدمة، وكيف يميز الطالب ما يسوغ له الاختصار في دراسته مما يلزمه الوقوف عنده و... ما شاء الإخوة من الاستفسارات، وما شاء من له تجربة -أعني الشيخين وغيرهما ممن له نفس التجربة- من الفوائد.
ونفع الله لكم!
​

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

أنا درست المذهب الحنبلي، وبدأت بحمد الله الآن بدراسة المذهب الحنفي، والخطوة الثالثة المذهب المالكي بإذن الله.
أما الشافعي فلا أجد في نفسي همة لذلك، بسبب القرب الكبير بين مدرستي الحنبلية، وبسبب كثرة رجوعي إلى كتب المذهب الشافعي، ثم وفرة كتبها المطولة في السوق.
وما أطمع إليه هو معرفة مظان المسألة لديهم، والوقوف على الدقائق والنكات، وسبب تحمسي لذلك هو أن أكثر من تأثرت به هو ابن تيمية الحنبلي، وجدت أن اختياراته الفقهية هي عبارة عن انتخابات من درر المذاهب، فهو لم يكن يبتكر الأقوال ويختلقها، وإنما الراجح في هذه المسألة مذهب أبي حنيفة وهي رواية عن أحمد، وهكذا.
ومقتضى الدراسة المنهجية على الشيخ رجمه الله أن أسلك مسالكه في الاطلاع على المذاهب الأخرى.
ومن أسباب اختياري لمذهب الحنفية خاصة، أن هذا المذهب هو أثرى المذاهب الفقهية تفريعاً، وإن كانت المسافة بينه وبين المذهب الشافعية قريبة.
ولأن مذهب الحنفية يمثل لوحده مدرسة متكاملة من الفقه المقارن فإذا اختلف الثلاثة عندهم فتجد الأدلة والردود والترجيح، وهذا ما لا تجده في كل المذاهب الفقهية، الأمر الثاني، أن أصول الفقه لديهم مستمدة من الفروع، ولذا تجد في كتب الفروع من القواعد الأصولية الدقيقة ما لا تجده في المذاهب الأخرى، سببه هذا الاشتباك القوي بين هذين العلمين، والأمر الثالث: تأكد لدي أن الجمهور يحاكمون الحنفية بحسب أصولهم في كثير من المسائل، وهذا لا ينبغي، والمفترض أن تحال مسائل الاصول إلى كتب الأصول، ولذا تجد الحنفية يكثرون من القول إنهم لا يخالفون النصوص، ولكن خالفوا في فهم النصوص، وهذا هو سبب تأليف الطحاوي لكتابيه : شرح معاني الآثار والجمع بين مشكل الآثار، ثم أراد التهانوي أن يكرر طريقته في إعلاء السنن.
أخي إبراهيم، أتمنى أن أكون قد وفقت إلى إضافة شيء في موضوعك النفيس في بابه، وكل ما كان الإنسان أكثر اطلاعا كلما كان أكثر إعذارا، وكلما كان أكثر إبداعا، وكلما كان أخبر بمناجم الذهب وبنفيس الياقوت وجميل الدرر.

 

[أحمد سمير حنفي حامد]

شيخنا الكريم فؤاد اسال الله ان تكون بصحة جيدة

شيخنا الكريم(الأمر الثاني، أن أصول الفقه لديه مستمد من الفروع،) هذا الكلام فية نظر ويكون حجة على الحنفية وعما قريب سنوضح الامر ان شاء الله
وارجو ان تبلغ سلامى لشيخنا عبد الحميد الكرانى
ودمتم بخير وعافية

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

شيخنا الكريم فؤاد اسال الله ان تكون بصحة جيدة

شيخنا الكريم(الأمر الثاني، أن أصول الفقه لديه مستمد من الفروع،) هذا الكلام فية نظر ويكون حجة على الحنفية وعما قريب سنوضح الامر ان شاء الله
وارجو ان تبلغ سلامى لشيخنا عبد الحميد الكرانى
ودمتم بخير وعافية

حياكم الله وبياكم
إن صح كلامكم، فهذا من فوائد دراسة الحنفية من خلال كتبهم، وإلا فهذا شائع لدينا، وهو أحد الفروق الكبار بين مدرسة الجمهور (المتكلمين، أو الشافعية)، وبين مدرسة الحفنية.
فمدرسة الجمهور تجرد النظر في الأصول، وكان من سلبيات هذا التجريد إعواز "المثال الفقهي"، فكتبهم مقفرة من الفروع الفقهية، وهذا يختلف تماماً عن كتب أصول الفقه الحنفية.

 

[منيب العباسي]

بالنسبة لكلام الشيخ أبي فراس زاده الله علما وسدادا ..لدي تعليق يسير:-
-لا يخرج الحق في في الغالب في جمهور المسائل عن جمهور الأئمة الأربعة..وقد شاء الله تعالى بحكمته
أن تفشو هذه المذاهب لأجل هذا-والله أعلم-..ولهذا لا أراه دقيقاً أن يقال إن ابن تيمية لم يكن إلا مختاراً لقول دون ابتكار
إلا أن يطالب باختراع قول جديد لم يسبق إليه ومع هذا فقد اتهموه بذلك بسبب خروجه عن أقوال الأئمة الأربعة في مسائل استبان له فيها الحق فنصره دون أن يعبأ بالكثرة
فهو حين يرجح قولاً ,ينصره بالأدلة النقلية والعقلية ويشرع في تجييش كل أسلحته في سبيل ذلك وربما استدل بدليل لا يكون من مظان المسألة بادي الرأي فيطوعه حجة له
أخيرا: لعلك أيها الفقيه الحبيب النسيب أبا فراس قصدت معنى معيناً فقصرت عنه عبارتك..وإلا فقد أردت بالتعليق من قد يخطيء الفهم..والله أعلم

 

[محمد زيد الجروان]

جزاكم الله خيرا

 

[أبو يوسف محمد يوسف رشيد]

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم​

موضوع منمق من شيخ موفق​

تصحيح أو إضافة لما ذكره الشيخ إبراهيم.. : فقد بدأت أولا بالمذهب الحنبلي، وكان زميلي في الطلب الشيخ الصاحب الحبيب المتعمق محمد بن عبد الواحد (ابن مفلح كما يشتهر حظفه الله وأكرمه بجليل نعمه) ​

وقد درسنا سويا في هذه الفترة كتاب (الروض المربع شرح زاد المستقنع) للبهوتي. وانتهينا منه، وقرأته مرورا مرة ثانية فيما أذكر، واستخرجت منه حينها القواعد والضوابط ومسائل الإجماع. وإن من يرى نسختي من الروض المربع ليسره ما عليها وما أصيبت به والحمد لله رب العالمين. وفي تلك الدراسة حفظت العبادات كاملة من متن زاد المستقنع وجزءا من البيوع. ​

ثم انتقلت للدراسة على مذهب الإمام الشافعي، متعللا بتوفر شيوخه أكثر من غيره، وفي تلك الفترة حفظت متن أبي شجاع المنثور، وحفظت جزءا من منظومة نهاية التدريب للعمريطي والتي نظم فيها متن أبي شجاع. ودرست جزءا من حاشية البيجوري على الشيخ عماد عفت الشافعي في رواق الأتراك بالجامع الأزهر. ​

ثم التحقت بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، واستكملت دراسة مذهبي الأصلي (الحنفي) والذي كنت قد درسته من قبل لمدة ثمان سنوات في المرحلة الإعدادية، وتوادر عليه فيه الأساتذة، وكانت أفضل اللحظات هي التي تقضى في حصة الفقه في المعهد، وكان أساتذتها - ولازالوا - هم الأحب إلى قلبي ممن التقيت بهم خلال المراحل المعهدية. فكان أن استقررت في المذهب الحنفي، وغصت فيه أصولا وفروعا. ​

أما ما يبغاه الشيخ إبراهيم من الفائدة المستخرجة من تلك التجربة، فأقول وبالله تعالى التوفيق :​

إن تعدد معارفي بالمذاهب حيث أكون عالما بالقول المقابل أو الموافق للحنفية في المذهبين الشافعي والحنبلي، ليس هو الفائدة العظيمة، مع كونه فائدة ولا شك. خاصة أنني أجد نفسي صفر اليدين من المذهب المالكي، وأجدني أجهل ما يكون بمسائل مذهب مالك رحمه الله ورضي عنه. فتظهر فائدة الدراسة السابقة للمذاهب غير ما استقررت به. إلا أن تلك ليست هي الفائدة العظيمة.​

الفائدة العظيمة حقا هي أنني تعلمت أن مذاهب الأئمة جميعا هي مذهب واحد !! نعم.. ما وجدت اختلافا كبيرا كذلك الذي يصوره من يكتفون بالعناوين من الخارج ولا يكلفون أنفسهم عناء المراس والدراسة، بل يقفون في الخارج ويخطون بأيديهم في الهواء فروقات بين المذاهب فيصورونها للناس أنها أديان مختلفة. ​

لقد درست الروض المربع الحنبلي دراسة تحقيق لا قراءة سرد، ودرست شرح الغزي الشافعي ومواطن من البيجوري دراسة مثلها، واستقررت في مصنفات المذهب الحنفي مثل ذلك. فالفيت هذه الكتاب تعد كتبا زميلة في مكتبة واحدة هي فقه السلف الصالح، وابتاع السنة، ونقل الدين جيلا عن جيل، وما الكتب في المذاهب إلا كأئمة تختلف اجتهاداتهم مع وحدة ديانتهم، واتحاد مقصدهم، بل واتفاق سلوكهم وخلقهم. فالكتب في المذاهب هي في عمومها وتفصيلها كتب في الفقه، لمؤلفين عدة، يطلق عليهم (فقهاء السنّة) الذين يتلقون عن كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويبينوها للناس باقلامهم، ويجتهدون في استخراج الأحكام، مع ما نلمسه فيهم جميعا من روح الديانة، والقوة في الحق، والغيرة على الدين والحرص على الاتباع. ​

هذا أعظم ما وقفت عليه، وما كنت لأعرفه أو لألمسه لولا أن خضت ما أسماه الشيخ إبراهيم - حفظه الله ورعاه - بالتجربة. ​

فأئمة الدين؛ الفقهاء في مدارسنا الأربعة، هم أجدادنا، وهم جسورنا للسنة، لولاهمما علمنا سنة ولا فقهنا فقها، حنفية ومالكية وشافعية وحنابلة، ومن يدع اتصالا بالسنة دونهم فهو مبتور عن السلف؛ فإنهم هم السلف، هم نقلة فقه السلف، فما علم أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد إلا علم عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وزيد بن ثابت وصحابة المدينة. ومن بتر عن هؤلاء فقد بتر عن أؤلئك.​

من هنا فقد أوقفتني تلك الدراسات على حقيقة معنى الشمولية في نقل هدي السلف، وأن التعصب لمذهب واحد من الأربعة هو تقليص من ماهية الشريعة، فمذاهبنا جميعا مذهب واحد اختلف أصحابه، وفهموا فهومات مختلفة في الأصول والفروع، كما يقع ذلك ذاخل المدرسة الواحدة. ​

من هنا ثبت معنى التلقي عن السلف وعن فقهائنا، وقيمة الارتباط بمذاهبهم وعلمهم وفهمهم، وتحقق معه - في ذات الوقت - نبذ التعصب المذهبي الذي حدث متأخرا. فتحققت عناصر في معادلة يظنها البعض لا تجتمع.​

فمن تعصب للحنفية أقول له: لم تقرأ كتب الحنابلة والشافعية، وإلا لعلمت أنهم فقهاء مثلهم لا يقلون عنهم عملا للدين وتدينا للواحد القهار.​

ومن تعصب للشافعية أقول له: إذا لم تقرأ كتب الحنفية والحنابلة، وإلا لعلمت أنهم فقهاء مثلهم لا يقلون عنهم عملا للدين وتدينا للواحد القهار.​

فأئمتنا هم علماؤنا الذين نقلوا لنا الدين، وأفهمونا إياه، ونقلوا لنا أفهم السلف، فزبدة علم ابن مسعود ندركها من فقه أبي حنيفة والنخعي وعلقمة، وتحصلت في فقه أبي حنيفة.. وهكذا كل مذهب سنّي من المذاهب الأربعة الشريفة الرفيعة نقل لنا الزبد من علوم فقهاء الصحابة.​

وأسأله تعالى أن ينفع بتلك الكلمات. والحمد لله رب العالمين.​

 

[أبو يوسف محمد يوسف رشيد]

نأسف لتكرار المشاركة غير المقصود

 

[أبو يوسف محمد يوسف رشيد]

تصحيحات :

ابن مفلح كما يشتهر حظفه الله = حفظه الله

لمدة ثمان سنوات في المرحلة الإعدادية = والثانوية

وتوادر عليه فيه الأساتذة = وتوارد عليّ

فالفيت هذه الكتاب تعد كتبا = فألفيت هذه الكتب

وابتاع السنة، = واتباع السنة

ونقلوا لنا أفهم السلف، = أفهام السلف​

 

[انبثاق]

رد: من درس مذهبين من أعضاء المنتدى!

الفائدة العظيمة حقا هي أنني تعلمت أن مذاهب الأئمة جميعا هي مذهب واحد !! نعم.. ما وجدت اختلافا كبيرا كذلك الذي يصوره من يكتفون بالعناوين من الخارج ولا يكلفون أنفسهم عناء المراس والدراسة، بل يقفون في الخارج ويخطون بأيديهم في الهواء فروقات بين المذاهب فيصورونها للناس أنها أديان مختلفة.

..........................

 

[مبارك بن راشد الحثلان]

رد: من درس مذهبين من أعضاء المنتدى!

أنا ممن درس مذهبين المذهب الأول القول الراجح والثاني المذهب الحنبلي
وعليه فأكون قد بدأت مجتهداً وانتهيت مقلداً