العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فائدة من حصائد الألسن

إنضم
25 يناير 2010
المشاركات
28
التخصص
علوم تجارية
المدينة
الجزائر العاصمة
المذهب الفقهي
بصدد دراسة المذهب الحنفي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بينما كنت في احدى المكتبات منذ اسبوعين لاقتناء بعض الكتب استوقفني كتاب لطيف جدا عنوانه " حصائد الألسن" وقد وقفت فيه على فوائد عظيمة عن الألسن التي نطلقها مستهينين بامرها ومما راقني كلام المؤلف الذي وقع في آخر الكتاب والذي انقله لكم سائلة المولى ان يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
يقول حسين العوايشة في كتابه حصائد الألسن:

أقوال طيبة في ذم اللسان، والأمر بحفظه(1):

- المؤمن يقلّ الكلام ويكثر العمل، والمنافق يكثر الكلام ويُقل العمل.

- لا أندم على ما لم اقله، وقد اندم على ما قلته.

- أنا على ردّ ما لم اقل، أقدر مني على ردّ ما قلته.

-العجب ممّن يتكلم بكلمة، ان هي رُفعت ضرّته، وإن لم تُرفع لم تنفعه.

-إن لسان الحكيم من وراء قلبه، فإذا اراد ان يقول، رجع إلى قلبه،فان كان له قال، وإن كان عليه أمسك، وإن الجاهل قلبه على طرف لسانه، لا يرجع إلى قلبه، ما اتى على لسانه تكلم.

- العلم زين والسكـوت سلامة *** فإذا نطقت فلا تكن مكثارا

- ما إن ندمتُ على سكوتي مرّة *** ولقد ندمت على كلامي مرارا

- يموت الفتى من عثرة بلسانه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل

- الصمت عبادة من غير عناء، زينة من غير حليّ، هيبة من غير سلطان، به تستغني عن الاعتذار، وبه تستتر عيوبك.

- ليس في الجسد مضغتان اطيب من القلب واللسان إذا طابا، ولا أخيث منهما إذا خبثا.

- من كثر كلامه، كثر سقطه.

- اجعلوا الكلام كلمتين، كلمة نافعة في امر دنياكم، وكلمة باقية في آخرتكم.

- وقيل لأحدهم: إنّ فلانا قد اغتابك، فبعث إليه طبقا من الرطب وقال: بلغني أنك اهديت إليّ حسناتك، فأردت ان اكافئك بها فاعذرني، فإني لا اقدر ان اكافئك بها على التمام.

- من ترك ذكر الله تعالى، واشتغل بما لا يعني، كان كمن قدر على أخذ جوهرة، فأخذ عوضها مدرة(2) وهذا خسران العمر.

- الغيبة ضيافة الفساق.

- وذكر رجل آخر بسوء أمام صاحبه، فقال له: هل غزوت الروم؟! قال: لا. قال: سلِم منك الروم ولم يسلم منك أخوك المسلم؟!.

- إن ضعُفت عن ثلاث، فعليك بثلاث، إن ضعُفت عن الخير، فأمسك عن الشر، وإن كنت لا تستطيع ان تنفع الناس، فأمسك عنهم ضرك، وإن كنت لا تستطيع ان تصوم، فلا تأكل لحوم الناس.

- قال الشاعر:

متى تطبق على شفتيك تسلم *** وإن تفتحهما، فقل الصوابا
فما أحد يطيل الصمـت إلا *** سيأمن ان يُذل وأن يعـابا

- القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها

- من العجب ان الإنسان يهون عليه التحفظ والأحتراز من أكل الحرام والظلم والسّرقة وشرب الخمر، ومن النظر المحرّم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله، لا يلقي لها بالاً،يزّل بالكلمة الواحدة أبعد مما بين المشرق والمغرب(3).

- لما كانت العثرة عثرتين: عثرة الرجل، وعثرة اللسان، جاءت إحداهما قرينة الأخرى في قوله تعالى: ((وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)) (4)، فوصفهم بالاستقامة في لفظاتهم وخطواتهم(5).

- وفي اللسان فتان عظيمتان، إن خلص من أحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام، وآفة السكوت. وقد تكون كل منهما أعظم إثما من الأخرى في وقتها، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، عاص لله، مراء مداهن، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله (6).

-إذا اردت الكلام ففكر فإن ظهر أنه لا ضرر فتكلّلم، وإن ظهر أن فيه ضررا، أو شككت فيه، فأمسك.

- لا حجّ ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان.

- من عدّ كلامه من عمله، قلّ كلامه إلا فيما يعنيه.

- الصمت يجمع للرجل فضيلتين: (( السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه)).

- يعجبني ان أرى عقل الكريم زائدا على لسانه ، ولا يعجحبني أن أرى لسانه زائدا على عقله.

- قلب الأحمق في فمه، وفم الحكيم في قلبه.



( حصائد الألسن، حسين العوايشة،دار ابن عفان، الطبعة الثانية 2007، من ص 175 إلى ص178)


____________________
(1): أسندت بعض الأقوال لبعض الصحابة(رضي الله عنهم) وغيرهم، وخشيت أن لاّ تصح النسبة، فأوردتها محذوفة الاسناد، غير معزوّة لأحد، إذ الهدف هو الانتفاع بهذه الأقوال الموافقة للكتاب والسنة
(2): في (لسان العرب)، مدر: قطع الطين اليابس، وقيل: الطين العلك الذي لا رمل فيه، واحدته مدرة.
(3) عن إبن القيم رحمه الله في كتابه: الجواب الكافي
(4):الفرقان 63.
(5): نفس المصدر
(6): الجواب الكافي لابن القيم بحذف يسير.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,137
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
بارك الله فيك أختي الفاضلة.
ونفعنا الله بالعلم؛ ورفعنا بالعمل.
شكر الله لك هذا المشاركة المتينة في بابها.
 
إنضم
25 يناير 2010
المشاركات
28
التخصص
علوم تجارية
المدينة
الجزائر العاصمة
المذهب الفقهي
بصدد دراسة المذهب الحنفي
وفيكم بارك الله تعالى وزادكم من فضله شيخنا الكريم

وفقكم الله ونفع بكم
 
أعلى