د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
علة خفية في العلل الخفية!
ألاحظ – بكثرة - على بعض من يتكلمون في تعليل الأحاديث ونقدها أنهم إذا اعترضهم حديث أشاروا إلى علة خفية فيه، فنبشوا رجال الإسناد، وأخرجوا من رجاله من استغربوا عنه أحرفاً من أحاديثه، أو أنه يغرب أحيانا، أو أن له أحرفاً يسيرة غلط فيها، ثم يضعون احتمالاً أن هذا يمكن أن يكون منها!.
وبهذه الطريقة أمكن هؤلاء الجهابذة المتأخرون أن يستعملوا أدوات أحمد والبخاري وأبي حاتم والدارقطني في نقد الأحاديث التي ظاهرها الصحة.
وفات هؤلاء أنهم بطريقتهم هذه يمهدون للطعن في عامة النصوص والأحاديث، فكم هي الأحاديث التي رويت بسلاسل الذهب، ومَنْ مِن الناس سَلِم له شيء؟ حتى هؤلاء المذهَّبون!
إن الكلام في الرجال في فرز ما أخطؤوا فيه مما أصابوا مسلكٌ صعب ووعر، تقحمه الكبار الأوائل، وتنازعوا في بعض ذلك، وما سلِّم لهم كل شيء.
فما على المتأخر إلا التقليد أو السكوت، أو الكلام بعلم خاص، من غير التعويل على أن فلاناً قيل فيه، أو أنه ربما، فإن الكلام بالظن والخرص ضربٌ من الكلام بغير علم.
وأعجب من كل عجيب أن النص إذا وافق مشربهم لم يرتضوا هذه الإثارات إما لأن الأصل الصحة أو أن هذه الاحتمالات لا تقاوم المعروف عنه والغالب.
وكما ترى فإن "إعلال" الرجال الثقات، ببعض ما قيل فيهم، أو"التمسك" بأصل صحة أحاديثهم، مطايا تمتطى بالحق تارة وبالباطل تارات!.