العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خمسةٌ وأربعةٌ وثلاثةٌ واثنان!

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
خمسة، وما أدراك ما الخمسة؟ سأعدّها ثم إياك أن تنسى:
ثرثارٌ، وحاسدٌ، وغامضٌ، وحقود، وجحود، إذا ابتُليت
بأحدهم فالجأ لرب الوجود، وإذا ابتليت بهم جميعاً
فاقرأعلى نفسك آية الكرسي، فإني أخشى عليك من الهمّ
أن تصبح ولا تمسي!

أما الثرثار فعلّته اللسان، يطلقه على كل إنسان، ما أجرأه
على الغيبة والنميمة، لكلٍّ عنده نقيصة وذميمة، علاجه
الوحيد تقطيبٌ للفم، وبالتأكيد لن تندم، وإن عجزتَ عن
إسكاته، وسئمتَ من أقواله، فصمُّ الآذان أنجع، وإلا
اضطررتَ إلى طريقة أشنع، ألا وهي أن تولي هارباً،
وتتركه وراءك خائبا.

والحاسد نفسه مريضة، الحسد عنده واجب وفريضة،
يضيق صدره حين يرى على غيره النِّعم، ويغلي كما تغلي
الحمم، وإن كانت حاله ميسورة، يكره النعماء على أفقر
المعمورة، علاجه رقية من العين، وتسليم الأمر لرب
الثَّقليْن!

أما الغامض فأجهل تعريفه، فهو منطوٍ على الذات، أحسبه
من كثرة الصمت مات، لا أعرف له علاجاً، لأني لا أفهمه
طبعاً ولا مزاجاً، فاعذروني على جهلي بهذه الفئة، التي أن
أدركها حتى لو بلغتُ المئة!

أما الحقود فقلبه رهن الضغينة، لا أمنَ يغشاه ولا سكينة،
يرصد العثرات والزلات، وإن كان من أقرب القربات،
يذكر الأخطاء من سنة لأخرى، ويُكبِّل حلو المشاعر في
الصدر أسرى، علاجه مفقود، إلا من رحمة الله الودود،
عسى الله أن يهديه لنزع الغلّ، ويغدوَ للناس أفضلَ خِلّ!

أما الجحود فبالنعمة كافر، ولسانه بعبارات الذم ماطر،
يقابل الإحسان بالنكران، وينسى الشكر والامتنان،
علاجه أحسِنْ إليه وابتعدْ، لأنه منك سيرتعد،
فيحاول إليك الإساءة، وسينسى أنك قد ملأتَ إناءه!

هذه خمسةٌ عرّفتُها لتحذر، ولْتتّبِعْ علاجها وإلا ستخسر،
واستعِذْ منها بعد الشيطان الرجيم، لئلا يصِبْك من شرِّها
صغيرٌ أو عظيم!!

يتبع إن شاء الله..
 

أحلام

:: متميز ::
إنضم
23 ديسمبر 2009
المشاركات
1,046
التخصص
أصول فقه
المدينة
........
المذهب الفقهي
.......
أما الغامض فأجهل تعريفه، فهو منطوٍ على الذات، أحسبه
من كثرة الصمت مات، لا أعرف له علاجاً، لأني لا أفهمه
طبعاً ولا مزاجاً، فاعذروني على جهلي بهذه الفئة، التي أن
أدركها حتى لو بلغتُ المئة!
أمَّا هذه فقد صدقت والله
بالإضافة إلى ما ذكرت
فإن الناظر إليهم من أول وهلة يحسبهم اضعف خلق لله إنسانا وهم خلاف ذلك
يأخذون ما عندك بأسلوب الحيلة الغير مرئية , وأنت مهما فعلت فلن تأخذي منهم شيئا !!!
الله المستعان
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
 
إنضم
16 نوفمبر 2008
المشاركات
142
التخصص
هندسة كهرباء
المدينة
غريان
المذهب الفقهي
مالكي
مشاء الله تبارك الله


اختي هل تسمحين لي بنقل هذه السطور الجميلة في إحدى صفحاتي الخاصة .
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
أمَّا هذه فقد صدقت والله

بالإضافة إلى ما ذكرت
فإن الناظر إليهم من أول وهلة يحسبهم اضعف خلق لله إنسانا وهم خلاف ذلك
يأخذون ما عندك بأسلوب الحيلة الغير مرئية , وأنت مهما فعلت فلن تأخذي منهم شيئا !!!
الله المستعان

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بوركت يمينك أختي الفاضلة، تعقيب نافع، وفي محلّه!
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
خمسة، وما أدراك ما الخمسة؟ سأعدّها ثم إياك أن تنسى:

ثرثارٌ، وحاسدٌ، وغامضٌ، وحقود، وجحود،

الأول والأخير: التعامل معهم مقدور.
وأما البقية فكن منهم على حذر شديد!
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
سأحدّثكم الآن عن الأربعة، إياك أن تخالطهم فتأخذك الزوبعة: بخيلٌ، وكذابٌ، ومتكبّر، وخائن، لكلٍّ وصفٌ دقيقٌ شائن، سأفصّله ولن أغالي، فإني أخاف الله ربي ذي الجلالِ.
أما البخيل فيُمرضه العطاء، ينصب الاقتصاد له رداء، فيخدعك بقوله أنه للمال حافظ، وينفي ما يصفه به الجاحظ، يموت وأهله جوعاً، ولا يذوقون اللحم أسبوعاً فأسبوعاً، مع أن الوسائد محشوّة بالمال، يترك أطفاله يلجؤون إلى السؤال، يحرم نفسه وأهله ويحرم السائل، وليس يبنه وبين البذل حائل، عدا الشحّ والتقتير، وتناسى أن الله القدير، يمقت البخل ويذمّ صاحبه، ويأمر بالإنفاق والهبة، كما أنه جلّ جلاله، يحب أن يرى أثر نعمته على عباده.

أما الكذوب فكلامه يخلو من الصدق، ويهفو إلى كثير من الحق، يتحرّى الكذب في كل المواضع، ليس ينفعه وازع أو رادع، فقد تفشى المرض في كل الأعضاء، وبدتْ تظهر على الوجه عوارضُ شنعاء، وخلع الوجه قناع الهيبة، وتخلّل حديثه شكٌّ وريبة، ما زال يكذب حتى يُكتب عند الله كذابا، فيُلقى في النار لا ملجأ منها ولا ذهابا.

أما المتكبر فنافخٌ ريشه، كالديك واقف على العريشة، يحتقر الناس أشدّ احتقار، وهو على الدوام يرجو الوقار، يهوى الثناء والإطراء، ليزداد تكبراً واستعلاء، ألم يحذره الله من تصعير الخدّ، والميل والترفع والمجد، ولام كل مختال فخور، يحبّ الزهو والسمعة والظهور،نسي أن أصله من تراب، وأن أمره سيؤول إلى تباب، يوم يُحشر كمثل النمل، يدوسه الناس فيغشاه الذلّ، ويظلَّ على حاله آلاف السنين، حتى يطلقِهم بعفوٍ ربُّ العالمين.
والخائن هوايته الغدر، ليس لأحد عنده قيمة أو قدر، أكان المغدور صاحبَه أو يمتُّ له بصلة، يطعنه ولا يلقي على نفسه الأسئلة، لمَ الخيانة وما السبب، إذا عرفتَ فقد بطل العجب، إما لغيرة أو حقد أو حسد، أو لأسباب تافهة لا أٌحصي لها عدد، يتحيّن الفرص للنيل من الغريم، وفوقه ربٌّ بكل شيء عليم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وسيجزي كلاًّ بنيّته إما خيراً وإما شرور.

هذه الأربعة خُذها كعِبرة، ما تنفع المؤمنين مثلُ الذكرى، وإياك أن تتّصف بصفاتهم تلك، فيغضب عليك مالك الملك!
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
وثلاثةٌ عجبتُ من أمرها، أوَّلها مزعج وآخرها، خجول، ومراءٍ، واتكاليّ، قد لا يشكّلون خطراً على حيّ، إنما يعود عليهم الضرّ والإفساد، وإن كان أوّلُهم مسالماً والثالثُ قليلَ الاجتهاد، فإنّ أوسطهم شرُّه خفيّ، وسرّه في قلبه طويّ.

أما الخجول فتنقصه الثقة، ومعاملة الخَلْق بطريقة لائقة، فهو يذوب خجلاً حين يرى الناس، كأنه رأى الوسواس الخنّاس، فتحمرّ الوجنتان، وتصطكّ الأسنان، وترتعش اليدان،فلا ينبسُّ ببنت شفة، أو ينطق بكلام كالفلسفة، لا يخالط الناس إلا قليلاً، وقد لا يفارق بيته ميلا.

أما المرائي فخارجه ذهب، وقلبه من حطب، يقول ما لا يفعل، ويفعل غير ما يتقوَّل، يضحك على الذقون، ويخدع بسحره العيون، ما الخير الذي يقوم به إلا هباءٌ منثور، وهو عليه يوم الحساب غيرُ مأجور، لأنه ابتغى به التباهي، وأن يُذكر اسمُه على الشفاهِ، عوضاً عن ابتغاء وجه الله، وتعظيماً لمن تُحنى له الجباه.

والاتكاليّ يرمي عن ظهره الأحمال، لا لعجزه أو عدم الاحتمال، إنما لكسله وخموله، وغيابِ نشاطه وأُفوله، يتذرّع الأعذار في عدم إنجاز العمل، ويُطالب غيره وإن كان أضعف حالاً منه وأمل، المهمّ عنده التخلص من الهموم، وكتْف الرجل فوق الرجل على العموم، ولا يدري أنه بهذا يُهلك العقل والجسم، ويجعلهما عرضة للضعف والهدم.

تلك الثلاثة أنجزتها ليرتاح ضميري، بإزاحة الغمّ عن الصدور، اللهم لا تجعلنا منهم صنفاً، ولا يكن مَن بعدنا لهم خَلْفاً.
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
نعم هي مقامة من المقامات، التي كتبتُها بعد تأملي لبواطن الهامات!
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
واثنان من طبعهما أضحكاني، ومن مصائب طيشهما أفجعاني، قصتي هذه مع زوج وزوجة، طريقتهما في حلّ الأمور معوجّة، أسأل الله لطفاً في القضاء، لئلا يتطاير عقلهما في الهواء!

فالزوج دوماً على سخط، تحسبه من أعالي السماء سقط، من كثرة الغضب والحنق، كأنه مخنوق من العنق، يتشاجر مع زوجه لأتفه سبب، تعال وانظر عن كثب، سترى بيتاً هائجاً مائجاً، يحكمه رجلٌ يملك عقلاً ساذجاً، لا يستحقّ أن يحكم قنّاً للدجاج، فكم أخطأ من أهّله للزواج!

والزوجة لا تقل عنه طيشاً وقلّة دراية، إذ إنها لا تستسلم حتى النهاية، فإن رأت زوجها غاضباً زادته غيظاً، وتُثقل عليه بأسئلة وتُهَم غليظة، بيتها لا يشبه البيوت، تملؤه خيوط العنكبوت، كأنه مهجور من زمن، رائحة يفوح منها العفن، طبعاً فهي مهتمّة بأخبار الجارة، والتنقل من حارة لحارة، تسمع الأنباء، وتنشر الأوباء، من غيبة ونميمة وحسد، وأمراض القلوب بلا عدد، أما في البيت فشغلها يتركّز في استفزاز الزوج، كي تستمتع برؤيته يهدر كالموج!

حديثي وإن طال لا ينتهي، تخيّلْ عنه ما تشتهي، ستراه موجوداً في كثير من العائلات، أزواج مستهترون وزوجات مهملات.. هذان الاثنان لم أستطع إنهاء نقدهما، نظراً لضخامة موضوعهما، لكن سأكتفي هنا، وإلا فكلامي سيملأ الدنا.. نصيحتي لكم أيها الأزواج، لا تُقدموا على الزواج، إلا إذا كنتم كفئاً، ولبعضكما سكناً ودفئاً!!
 
أعلى