د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رمضان الواعظ
استهلال:
هلَّ الهلال فكيف ضل الساري؟
وعلامَ تبقى حيرة المحتار؟
يهل رمضان كل عام فـ
مرحبا أهلا وسهلا بالصيام
يا حبيبًا زارنا في كل عام
قد لقيناك بحب مفعم
كل حبفي سوى المولى حرام
فاغفر اللهم منا ذنبنا
ثم زدنا من عطاياك الجسام
لا تعاقبنافقدعاقبنا
قلق أسهرنا جنح الظلام
------------------
رمضان الواعظ
يهش ويبش كل المسلمين لهذا الشهر الكريم، يجدون منه منفذا للهروب من حلقات محكمة من ضغوط الدنيا وأسرها.
يجدون فيه متنفساً من نار الشهوة ولهيب المعصية
يجدون فيه أبوابا من الرحمة، وفرصة للتوبة، ومدخلاً إلى الجنة.
رمضان الواعظ
إذا جاء رمضان أقبل الناس إلى المساجد وازدحموا في الصفوف الأول، وألزموا أنفسهم قراءة القرآن، فما ينتهي الشهر إلا وقد فرغوا من قراءته إن لم تكن مرة فمرتان أو ثلاثة أو أكثر.رمضان الواعظ، يرق فيه القلب حتى يكاد يذبل، وتدمع العين حتى تكاد تجف، بيد أن من الناس يبهت ويكاد يجن، يرى الناس يبكون وهو لا يبكي، وتذرف دموعهم وهو لا يستطيع أن يعصر دمعة، لكن أي شيء يعصر أحجراً جلموداً
فلينتبه لنفسه، من لم يعظه رمضان فماذا يعظه؟
ليصح هذا ويستيقظ، ولينظر في أمره، ما شأنه، وليفتش قبله، أرانٌ عليه، أم أن فيه وقرا وأكنة، وليدرك نفسه قبل أن يطبع على قبله ويختم فيكون من جملة من جملة من قال الله فيهم {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها}
رمضان الواعظ
يجيش في نفس الصائم كل عام حين يهل رمضان، ويبدأ في الصيام والقيام، ذكريات الأعوام المنصرمة، كيف كنا نواعد الله على التوبة والإقلاع، وكيف كنا نعقد العزم على العمل الصالح، ثم ما إن تمضي رمضان إلا والأحوال قد تغيرت، والقلوب ما هي التي نعرفها في رمضان.
فليكن رمضان محطة لا لاستغلال العمل الصالح فيه، ولا لاستفادة من منحه ونفحاته فحسب، ولكن ليكن مع ذلك نقطة تحول تحير في سير العبد إلى ربه، ولتنشأ فيه مدارج الرقي إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
رمضان الواعظ
ليكن رمضان محلاً تستفيد منه طوال العام برقة القلب وهطول العين، ومداومة العمل الصالح، واللهج بالذكر، والاستباق إلى الخيرات.
رمضان الواعظ، قائم بنفسه لكن أين من يسمع؟ أين من يستكثر، أي الناس أعظم غنيمة به.
اللهم أعطنا من رمضان أوفر حظ ونصيب، ولا تجعلنا ممن حظه من صيامه الجوع والعطش، ومن قيامه النصب والتعب.
واجعل رمضان لنا معيناً على أنفسنا، وسببا في مغفرة ذنوبنا، ومدرجاً إلى مرضاتك.
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
------------
كتبت هذه الكلمات على عجل طمعاً في أن تدركنا بعض نفحات رمضان، ولأن رمضان واعظٌ بنفسه، فيكفي فيه الإشارة، ولعلنا في العام القادم نتذكر، فنعيد على هذه الورقات ما سيمليه علينا رمضان في هذا العام، إن أمد الله لنا في العمر، وكان في الأجل فسحة.
التعديل الأخير: