العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

س: مَنْ مِنَ الأئمة -رحمة الله عليه- كان يرى أن صلاة التراويح في البيت أفضل من أدائها جماعة في المسجد؟

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,141
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
سؤال للاستفادة: مَنْ مِنَ الأئمة -رحمة الله عليه- كان يرى أن صلاة التراويح في البيت أفضل من أدائها جماعة في المسجد؟
 
التعديل الأخير:
إنضم
31 مارس 2009
المشاركات
1,277
الإقامة
عدن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
لغة فرنسية دبلوم فني مختبر
الدولة
اليمن
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: س: مَنْ مِنَ الأئمة -رحمة الله عليه- كان يرى أن صلاة التراويح في البيت أفضل من أدائها جماعة في المسجد؟

الإمام الشافعي يرجح أن صلاتها منفرداً أفضل من صلاتها جماعة، لكن المعتمد في المذهب خلافه.
 
إنضم
12 يناير 2010
المشاركات
863
الجنس
ذكر
الكنية
أبو مُـعـاذ
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
خميس مشيط
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: س: مَنْ مِنَ الأئمة -رحمة الله عليه- كان يرى أن صلاة التراويح في البيت أفضل من أدائها جماعة في المسجد؟

قال ابن عبدالبر في الاستذكار 2/70
واختلفوا في الأفضل من القيام مع الناس والانفراد في شهر رمضان فقال مالك والشافعي صلاة المنفرد في بيته في رمضان أفضل , قال مالك وكان ربيعة وغير واحد من علمائنا ينصرفون ولا يقومون مع الناس , قال مالك وأنا أفعل ذلك وما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا في بيته , واحتج الشافعي بحديث زيد بن ثابت أن النبي عليه السلام قال في قيام رمضان أيها الناس صلوا في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة , قال الشافعي ولا سيما مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجده على ما في ذلك من الفضل , وقد ذكرنا حديث زيد بن ثابت بإسناده هذا في التمهيد , وروينا عن بن عمر وسالم والقاسم وإبراهيم ونافع أنهم كانوا ينصرفون ولا يقومون مع الناس , وجاء عن عمر وعلي أنهما كانا يأمران من يقوم للناس في المسجد ولم يجئ عنهما أنهما كانا يقومان معهم , وأما الليث بن سعد فقال لو أن الناس كلهم قاموا في رمضان لأنفسهم وأهليهم حتى يترك المسجد لا يقوم فيه لكان ينبغي أن يخرجوا إلى المسجد حتى يقوموا فيه في رمضان لأن قيام رمضان من الأمر الذي لا ينبغي للناس تركه وهو مما سن عمر للمسلمين وجمعهم عليه , قال الليث وأما إذا كانت الجماعة قد قامت في المسجد فلا بأس أن يقوم الرجل لنفسه في بيته وأهل بيته , قال أبو عمر وحجة الليث ومن قال بقوله قول رسول الله عليه السلام عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي رواه العرباض بن سارية عن النبي عليه السلام , وقال عليه السلام اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رواه حذيفة عن النبي عليه السلام , وقال يقول الليث في هذه المسألة جماعة من المتأخرين من أصحاب أبي حنيفة والشافعي , فمن أصحاب أبي حنيفة عيسى بن أبان وبكار بن قتيبة وأحمد بن أبي عمران والطحاوي , ومن أصحاب الشافعي إسماعيل بن يحيى المزني وبن عبد الحكم كلهم قال الجماعة في المسجد في قيام رمضان أحب إلينا وأفضل عندنا من صلاة المرء في بيته , واحتجوا بحديث أبي ذر عن النبي عليه السلام إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة , وقد ذكرنا هذا الحديث بإسناده في التمهيد , وإلى هذا ذهب بن حنبل , قال الأثرم كان بن حنبل يصلي مع الناس التراويح كلها يعني الأشفاع عندنا إلى آخرها ويوتر معهم ويحتج بحديث أبي ذر , قال أحمد بن حنبل كان جابر يصليها في جماعة وروي عن علي وبن مسعود مثل ذلك , وقد احتج أهل الظاهر في ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة ويروى سبع وعشرين درجة , وهذا عند أكثر أهل العلم في الفريضة والحجة لهم قوله عليه السلام في حديث زيد بن ثابت صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة , وهذا الحديث وإن كان موقوفا في الموطأ على زيد فإنه قد رفعه جماعة ثقات وقد ذكرنا ذلك في موضعه وبالله التوفيق . ا.هـ
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,141
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: س: مَنْ مِنَ الأئمة -رحمة الله عليه- كان يرى أن صلاة التراويح في البيت أفضل من أدائها جماعة في المسجد؟

الإمام الشافعي يرجح أن صلاتها منفرداً أفضل من صلاتها جماعة، لكن المعتمد في المذهب خلافه.
أحسن الله إليكم شيخنا الموفق وضاح على إثراء المشاركة، وهو أيضاً مذهب شيخه الإمام مالك -رحمه الله- كما نقله الشيخ المسدد فهد.
قال ابن عبدالبر في الاستذكار 2/70
واختلفوا في الأفضل من القيام مع الناس والانفراد في شهر رمضان فقال مالك والشافعي صلاة المنفرد في بيته في رمضان أفضل , قال مالك وكان ربيعة وغير واحد من علمائنا ينصرفون ولا يقومون مع الناس , قال مالك وأنا أفعل ذلك وما قام رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا في بيته

وسأعيد صياغة المسألة باختصار على هذا النحو:
مسألة: أيهما أفضل صلاة التراويح في جماعة أو منفردا؟
اختلفوا على قولين:
- القول الأول: صلاة المنفرد في بيته في رمضان أفضل.

ذهب إليه الإمام مالك والشافعي، وظاهر فعل ربيعة.

أدلتهم:

1. فعل النبي صلى الله عليه وسلم من قيامه في بيته.
2. حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قيام رمضان: أيها الناس صلوا في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة.
3. اقتصار رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة في بيته على مسجده على ما في مسجده من الفضل.
4. ظاهر فعل خلفاء الصحابة؛ إذ كان عمر وعلي –رضي الله عنهما- يأمران من يقوم للناس في المسجد ولم يجئ عنهما أنهما كانا يقومان مع الناس.
5. فعل جماعة من السلف بانصرافهم وعدم قيامهم مع الناس، منهم ابن عمر وسالم والقاسم وإبراهيم ونافع.

- القول الثاني: صلاة الجماعة في المسجد في قيام رمضان أفضل من صلاة المرء في بيته.

وهو سنة الخلفاء الراشدين المهديين أبي بكر وعمر، ومذهب جماهير العلماء من المتأخرين من أصحاب أبي حنيفة والشافعي، وهو مذهب الإمام أحمد والظاهرية, أما من أصحاب أبي حنيفة فمنهم: عيسى بن أبان، وبكار بن قتيبة، وأحمد بن أبي عمران، والطحاوي, ومن أصحاب الشافعي: إسماعيل بن يحيى المزني، وابن عبد الحكم، وهو ما مال إليه الليث بن سعد.
أدلتهم:
1. حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة.
2. قول رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة، ويروى سبع وعشرين درجة.
3. قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي.
4. أنها سنة عمر رضي الله عنه للمسلمين وقد جمعهم عليها.
5. فعل جماعة من الصحابة، منهم: جابر بن عبدالله رضي الله عنه فقد كان يصليها في جماعة، وروي ذلك أيضاً عن علي وابن مسعود –رضي الله عنهم- مثل ذلك.
6. لو أن الناس كلهم قاموا في رمضان لأنفسهم وأهليهم لترك المسجد؛ وقيام رمضان من الأمر الذي لا ينبغي للناس تركه.

 
التعديل الأخير:
أعلى