أبو عبد الله المصلحي
:: متخصص ::
- إنضم
- 4 فبراير 2010
- المشاركات
- 785
- التخصص
- شريعة
- المدينة
- ------
- المذهب الفقهي
- اهل الحديث
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ))
[الأنبياء : 92]
(( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ))
[الأنبياء : 92]
وقال الرسول الكريم (عليه الصلاة والسلام):
(إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا و يكره لكم ثلاثا.
فيرضى لكم : أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا، و أن تناصحوا من ولاه الله أمركم.
و يكره لكم : قيل و قال و كثرة السؤال و إضاعة المال). رواه مسلم
وبعد:
فان الشرع أمر بالجماعة والائتلاف، ونهى عن الفرقة والاختلاف، في غير ما موضع من القران الحكيم، والسنة المشرفة طافحة بهذا الأمر الجليل.
لذا يأتي هنا دور هذا الملتقى الجيد بإدارته وأعضائه الكرام، ليكون لبنة في هذا المضمار، وخطوة على المسار الصحيح في التقارب بين المذاهب الإسلامية الفقهية.
لقد مرت سنون عجاف حصل فيها بين المذاهب الفقهية ما لا داعي الى ذكره في هذا السياق، ووصل الأمر الى ما يعرفه القراء الكرام.
لذا نجد بين الفينة والفينة من أهل العلم من كان عاملا من عوامل التقريب وتقليل الحدة والتوتر بين مختلف الاتجاهات الفقهية المتنازعة، حتى عند وفاتهم يشهد له بمواقفه موافقه ومخالفه ، وإنما الرجال بالمواقف.
وإذا كان الأمر على هذه الشاكلة فأرى أن اذكّر نفسي المقصرة أولا وإخواني ثانيا بالاتي:
1. إن كثيرا ممن ينبذ الرجوع الى كتب المذاهب يحتج بان ذلك يورث التعصب، ويزرع الفتنة والشقاق، ويثير الحسد والشحناء بين طلاب العلم. والحق انه عندما اقرأ بعض المشاركات هنا وهناك أرى أصحابها يعطون مبررات لأصحاب هذا الكلام بسبب ما تشتمل عليه مشاركاتهم.
2. على المسلم ان يكون مفتاحا للتقارب لا التنافر والتشرذم، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه).
3. كذلك ينبغي ترك لغة الإقصاء للآخر او التهميش للاتجاهات الأخرى، فان الإسلام دين عظيم لا تحده البحار، فضلا عن ساقية منسوبة الى شخص يخطئ ويصيب.
4. أرى ان مراعاة لغة التخاطب هنا، والانتباه الى أسلوب العرض، وطريقة الحوار مهمة جداً سيما في الأمور التي فيها نوع من الحساسية كالتي يحتد الكلام فيها بين المصنفين والمؤلفين من أتباع المذاهب.
5. وربما كثير من الانفعالات لم تحصل لو حصل تريث من الكاتب او أناة وتروي، لذا فإحياء صفة الاناة والصبر وحبس النفس من الاندفاع الى الكيبورد والتروي والتريث وان بعض الكلام قد يكون جوابه السكوت - يكون أمراً ملحا.
6. بعضنا وأولهم كاتب هذه الحروف يصعب عليه الالتزام بذلك ويقع منه الخطأ، لكن الأمر كما جاء في الحديث: (إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتق الشر يوقه).
7. التركيز على أدب الخلاف ولست اقصد تعلمه، فالاغلب يعرفه، لكن اقصد استحضاره، فقد يعرف الشخص المعلومة لكن لايستحضرها أثناء المشاركة ويذهل عنها.
8. التذكير بوحدة الأصول فهي تقلل من حدة التوتر.
إن هذا الملتقى الجيد قد خطى خطوة مباركة في تقريب وجهات والنظر وتوحيد الجهود وإشاعة جو من التفاهم وروح المودة والاحترام المتبادل بين اتباع مختلف المذاهب الفقهية، فعندما تدخل الى هذا الموقع تجد مختلف المقالات وشتى التخصصات والاتجاهات والميولات والمذاهب، وكل واحد منهم منشغل بما ينفعه وينفع الآخرين.
ان هذه الصورة بحد ذاتها صورة يتمناها كل مسلم حريص غيور على ابناء دينه.
وليس من نافلة القول إذا قلنا ان الإغراق في الجزئيات وكثرة المناقشات والمداخلات يجب ان لايطغى على الكليات، والانسياق وراء الفروع يجب ان لايذهلنا عن الأصول، التي هي القاسم المشترك بين جميع الأعضاء هنا. فاذا أوصل النقاش المختلفين في قضية الى محذور فلنتذكر ان بيننا قواسم مشتركة هي الأصول. فذاك ادعى لعدم صدع الصف.
واختم كلامي بهذا المثال الرائع:
قال يونس الصدفي : ما رأيتُ أعقلَ من الشافعي، ناظرتُه يوماً في مسألة، ثم افترقناولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في المسألة ؟! .
قلت: هذا هو الذي ننشده، ونصبو اليه.
هذا ما يحضرني الآن في هذا الموضوع.
وأسعدُ جدا بآراء وتعليقات الإخوة لإثراء هذا الموضوع.
ومناقشة الأمر الآتي:
ما هي السبل الى التقارب بين أتباع المذاهب الفقهية ؟