لقد عني الإسلام بالأسرة التي هي أساس ونواة المجتمع ومادته الأولى ، لذا اهتم بها ووضع لها الجوانب التي تحافظ عليها وأبان مكانتها في بناء المجتمع وحث على بناء الأسرة ودعا الناس أن يعيشوا في ظلالها ؛إذ تكون الأسرة هي الصورة الصحيحة والحياة والمطمئنة التي تلبي رغائب الناس وتفي بحاجات وجوده قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ
ــــــــــــــــ
3
وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّة وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَاب)
(سورة الرعد : 38)
ومن خلال نصوص القرآن الكريم تتضح أن( الزوجية ) هي طبيعة المخلوقات في الكون ،ولقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام ثم خلق منه حواء ليبدأ الازدواج من بدء الكون .
قال الله تعالى :( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (سورة الذاريات : 49)
وقال الله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) (سورة النساء : 1)
وحتى تقوم الأسرة بواجبها ويقوم كل فرد بواجبه فقد اهتم الإسلام كثيراً بأن يلتزم كل فرد من أفراد الأسرة واجباته ، قال الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (سورة البقرة :228)
وحدد الله تبارك وتعالى نوع العلاقة بين الزوجين فقال:( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنـُوا إِلَيْهـَا وَجَعَـلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
(سورة الروم:21)
فالعلاقة بين الزوجين علاقة سكن ومودة وطمأنينة واستقرار ومحبة ورحمة تجمع بينهما بالحب والتسامح .
ومنة أهم التبعات الملقاة على عاتق الأسرة (تربيت النشء ) تربية صالحة خيِّرة تقوم على المبادئ الإيمانية والقيم الخلقية ، لذلك تعتبر المسؤولة عن صلاح الأمة .
ولقد اهتم القرآن الكريم بالأسرة وانزل الله من الآيات في بعض سور القرآن الكريم ما يدل على أنها حظيت بالاهتمام ، ومن الآيات ما ورد في ( سورة النساء ) والتي أحاطت ببعض جوانب الأحكام بدءً من لحظة التفكير بإنشاء الأسرة ومروراً بإقامتها وبنائها وانتهائها إن كان لابد لها من نهاية بالطلاق أو الوفاة وتوزيع الميراث .
"و لأن الأسرة في الإسلام ليست مجرد علاقة بالمرأة وما يرتبط بهذه العلاقة من حقوق وواجبات لأحدهما أو لهما معاً ،أو لمن يأتي من أولادهما بل إن الأسرة هي جزء من نظام الإسلام للخلق والكون لأن الإنسان مركز الكون " ( صالح ، 1404هـ، ص9)
ومن ذلك تتضح أهمية الجوانب الأسرية التي بينتها سورة النساء ،وبالتالي حتمية الأخذ بهذه الجوانب باعتبارها قواعد تربوية ـ أصيلة مستمدة من المصدر الأساسي لهذا الدين ألا وهو القرآن الكريم ـ من أجل تكامل البناء الأسري في المجتمع الإسلامي .
موضوع أطروحة الدكتوراه
تزكية النفس في ا"؟لإسلام وفي الفلسفات ا؟لأخرى
ملخص أطروحة الدكتوراه
فالله خلق الإنسان، ونفخ فيه من روحه، فكرمه بهذه النفخة، وفرض عليه فرائض حتى يزكي نفسه؛ إذ تزكية النفس هي دعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام أن يرسل رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم.
ولتزكية الإنسان في الإسلام فرض الله سبحانه وتعالى أن يعبده ويصبح لله عبداً طائعاً .
والإنسان عندما يصاب بالغفلة عن طاعة الله خالقه وواجده فيحصل منه التهاون في تأديته لهذه الطاعات ، وبذلك لا يتحصل إلا على القدر اليسير من الأجر والثواب .
وقد يصاب الإنسان بشيء من الهوى فيرغب أن يمدح ويشكر من الآخرين جزاء عمله ، وبهذا لن يحصل للإنسان تزكية لنفسه، لأن تزكية أنفسنا من الأمور المذمومة؛ لذا فإن التزكية من أعظم أمور الدين ، ومن أجل الخصال ،وأرفعها عند المليك ،فهي علم يعرف به أحوال النفوس عند الناس،وتحليتها بالاتصاف بمحمودها وتخليتها مذموم الصفات، وكيفية تطهيرها ، وكيفية السلوك والسير إلى الله تعالى، والفرار إليه .
والإنسان يحتاج إلى تزكية نفسه حتى يبقى محافظا ً عليها بعيداً عن المهلكات
ومن خلال تفسير الآية يظهر أنهم" يفعلون ما أمرهم الله به من الواجبات، التي يكون تركها من كبائر الذنوب ، ويتركون المحرمات الكبار ، كالزنا ، شرب الخمر ، وأكل الربا ، والقتل ، ونحو ذلك من الذنوب العظيمة، وهي الذنوب الصغار التي لا يصر صاحبها عليها أو التي يلم بها العبد المرة بعد المرة على وجه الندرة، فهذه ليس مجرد الإقدام عليها مخرجاً للعبد من أن يكون من المحسنين ، فإن هذه مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات ، تدخل تحت مغفرة الله التي وسعت كل شيء. " (1)
إن قيام الإنسان بالأعمال التي تزكي نفسه، هي عملية تربوية ينبض بها قلب المسلم لكي ينال الفلاح؛ إذ بدونها يصاب الإنسان بالخيبة و التدسية.
وتزكية النفس من أعظم أمور الدين ؛ لذا اهتم بها السلف الصالح بالسلوك الشرعي علماً و عملاً ؛ إذ هي سبب الفوز بالدرجات
ولقد جاءت السنة النبوية تحث علي فعل الأوامر التي تزكي النفس كأمر بالصلاة والزكاة، وذكر وتلاوة للقرآن، وعلى ترك المنهيات التي يصاب بها الإنسان بالخيبة كإتباع السفـهاء، وأكل المال الحرام
فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأن أو تملأ الميزان مابين السموات والأرض ،والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس تغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا كعب بن
عجرة "أعيذك بالله من إمارة السوء.قال:وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أمراء سيكونون من
بعدي من دخل عليهم فصدقهم بحديثهم وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني، ولست منهم
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.