ملخص الرسالة
يختصّ هذا البحث بدراسة القواعد الأصولية المتعلقة بالمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والظاهر والمؤول، والمنطوق والمفهوم، ممهدًا كل ذلك بترسيخ مبدأ الإيمان باعتلاء كل من شهد له بالفقه قبل الإمام الشافعي عرش علم الأصول، وبيان الأسباب الداعية إلى عزوف من سبق الإمام الشافعي عن التصنيف في علم الأصول.
وقد اهتم البحث بالتقعيد الأصولي عند المالكية، أخذًا بعصر الإمام المالكي وما تلاه من عصور التلاميذ والأتباع، مجليًا ذلك بأمثلةٍ بيانية، مشيرًا إلى مصادرها، مع عدم إغفاله تصحيح القول بتابعية المالكية في الدراسات الأصولية.
وحرص البحث على التعريف بالمذهب المالكي، مختارًا رجاحة القول بأن كل ما جرى على قواعد الإمام مالك وأصوله مذهب له، وحُقَّ حينئذٍ أن ينسب إلى المذهب المالكي، كما أن البحث لم يغفل ذم رد الأحاديث إلى المذاهب، مع نقل الإجماع على وجوب طلب الدليل والحجة في المختَلَفات بين المذاهب.
وأبان البحث عن ثروة أصولية مخبأة في جنبات كتب الخلاف وشروحات الأحاديث، والكتب المؤلفة في نصرة اتجاهات المذاهب، وبعض الأمثلة الفروعية للقواعد برهان تلك الثروة المخبأة ودليل ثبوتها.
يقدم البحث بيانًا للقواعد غير مطنب في ذلك، كما حرص على معرفة دليل القاعدة، وضرب أمثلة فروعية من كتابات المالكية توضحها وتسهل إدراكها، كما البحث اعتنى كذلك إلى درجة كبيرة بذكر دليل المسألة، استنادًا إلى ما ذكرته مصنفات علماء المذهب المالكي.
ولم ينتهج البحث مجرد حشد الأقوال وجمعها دونما تمحيص وتنقيح، وإنما اعتنى إلى درجة كبيرة بالتهذيب والترجيح في الاختيار بين المسائل المختلف فيها، مؤيدًا المختار بالدليل الذي يظهر له ويغلب عليه رأيه، معتمدًا في ذلك القواعد المرسومة في الترجيح.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.