قواعد اصولی اختلافی ناظر بر وضع لفظ بر استنباط فروع فقهی از دیدگاه مذاهب خمسه
موضوع أطروحة الدكتوراه
الوقف ودوره في تمويل عمل الإغاثة الإنسانية
ملخص أطروحة الدكتوراه
المقدمة
تعتبر مسألة تفعيل دور الوقف وتوسيع دائرة إسهاماته في إشباع المزيد من الحاجات الإنسانية في الوقت الحاضر من أهم المسائل التي أصبحت تشغل بال القائمين على شؤون العمل الوقفي والمهتمين به.
ولعل من أهم الحاجات الإنسانية التي أصبحت تطفو على سطح ميدان العمل الاجتماعي موضوع الإغاثة الإنسانية، وذلك نظراً لما تمر به البشرية اليوم من صور كثيرة من أزمات ونكبات خلّفت الملايين من بني البشر هم بأمس الحاجة إلى من يمد لهم يد العون والمساعدة وتقديم مقومات الحياة التي حرموا منها وتركوا عرضة للتشرد والضياع والأمراض.
وبالنظر إلى إنسانية الإنسان، ومراعاة لمقاصد الشريعة الغراء في تكريم هذا المخلوق، وتأكيد مبدأ المواساة بين بني البشر التي تعتبر أحد أصول نظام الإسلام الاجتماعي ومن أهم أولوياته التي دعا إليها ومن أوائل ما نزل به القرآن الكريم قوله تعالى: ]وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ[[البلد: ١٢ – ١٧] وما تقتضيه من كفاية حاجة المحتاج عند الشعور بأنه محتاج؛ إذ أن دواعي الفطرة الإنسانية السليمة انفعال نفس صاحبها برقة ورحمة عند مشاهدة الضعف والحاجة لاستشعار تألم المحتاج ثم اندفاع بذلك الانفعال إلى السعي إلى تخليصه من آلم تلك الحاجة1.
ولا شك أن الإسلام العظيم الذي جاء رحمة للعالمين قد قدم العديد من القنوات التي تصب في تحقيق هذا المقصد العظيم: كالزكاة، والوقف، والهبة، والإسلاف، والعاريّة، والعتق ...الخ فكان الوقف أحد أهم الروافد المتميزة التي تنساب في أوصال المجتمع لتسهم مع غيرها في مد يد العون لمواساة المحتاجين، وبادر أبناء المجتمع الإسلامي إلى التعبير عن مبادراتهم الخيّرة وطاعتهم الصادقة في إنفاق أموالهم ووقفها على مختلف جهات البر والخير في مجتمعاتهم، وتشهد الوثائق التاريخية كم غطت مساحة العمل الوقفي من بؤر الحاجة والعوز في المجتمع حيث انطلقت تلك المبادرات من المساجد ودور التعليم وامتدت حتى وصلت إلى رعاية الطيور والجمادات2.
واليوم وقد أفرزت الحياة المعاصرة العديد من المستجدات وكشفت عن صور مستحدثة من العوز والحاجة كانت ثماراً مرةً لأوزار الحروب والكوارث والأزمات حتى أنها فاقت قدرات الدول عن التصدي لها، والوقوف أمام موجات تأثيرها على الحياة الاجتماعية3، تبرز الحاجة ماسّةً إلى دعوة الوقف من جديد للإسهام في التصدي لأثر تلك الأزمات.
وتأتي هذه الورقة البحثية لتبين مدى مساهمة الوقف في العمل الاغاثي وتقدم تصوراً استشرافياً للنهوض بدوره وتفعيله في هذا المجال.
مشكلة الدراسة:
تقتضي طبيعة الدراسة التي نحن بصددها والأهداف المرجو تحقيقها من ورائها إلى الإجابة على الأسئلة الآتية:
1- كيف يبدو واقع العمل الاغاثي في ضوء الآثار الخطيرة والمدمرة التي تسببها النكبات في المجتمع الإنساني المعاصر؟ وما مدى الحاجة إلى توفير مصادر لتمويل جهود العمل الاغاثي؟
2- ما مدى مساهمة القطاع الوقفي في الجهود التمويلية للعمل الاغاثي؟
3- ما ابرز السمات التمويلية التي يتميز بها الوقف، وما اثر تلك السمات على تفعيل دور الوقف في مجال تمويل العمل الاغاثي؟
4- ما أهم المرتكزات التي يمكن الاستناد عليها لتفعيل دور الوقف في تمويل العمل الاغاثي؟
محددات الدراسة:
ليس من هدف الدراسة أن تتصدى للمجالات التي يمكن للوقف أن يسهم في تمويلها والإنفاق عليها، كما أنها لن تتصدى لمختلف الموارد التي تسهم في تمويل جهود العمل الاغاثي، وإنما ستتصدى لتقديم تفسير للأسباب الكامنة وراء شكل وحجم الممارسات الوقفية التي تستهدف العمل الاغاثي: من حيث بنيتها المادية، ومجالاتها الاغاثية، كما أنها ستقدم تصوراً ينهض في تفعيل دور الجهود الوقفية في مجال العمل الاغاثي.
خطة الدراسة:
اقتضت طبيعة الإشكالية التي تدور حولها الدراسة إلى تقسيمها إلى مقدمة ومبحثين وخاتمة على النحو الآتي:
المقدمة.
المبحث الأول: واقع العمل الاغاثي.
المطلب الأول: تعريف العمل الاغاثي.
المطلب الثاني: المشكلات التي يتصدى لها العمل الاغاثي.
المطلب الثالث: معوقات العمل الاغاثي.
المطلب الرابع: مصادر تمويل العمل الاغاثي.
المبحث الثاني: السمات التمويلية للوقف وأثرها في تفعيل دوره في العمل الاغاثي.
المطلب الأول: تعريف الوقف وبيان حقيقته الفقهية.
المطلب الثاني: مشروعية الوقف على العمل الاغاثي.
المطلب الثالث: السمات التمويلية للوقف.
المطلب الرابع: واقع الأداء الوقفي في تمويل جهود الإغاثة الإنسانية.
المطلب الخامس: آليات النهوض بأداء القطاع الوقفي في تمويل عمليات الإغاثة الإنسانية.
الخاتمة.
ملخص الدراسة
تتناول هذه الدراسة دور الوقف في تمويل عمل الإغاثة الإنسانية، حيث تتصدى لبيان مدى الحاجة إلى توفير روافد تمويل للعمل الاغاثي بالنظر إلى أثر الأزمات والنكبات والحروب في واقع المجتمعات المعاصرة، ومستوى العمل الاغاثي في تخفيف حدة تلك الأزمات التي أخذت في ازدياد في الآونة الأخيرة، وباتت تهدد السلم والأمن الاجتماعي، كما تبرز مدى مساهمة القطاع الوقفي في تمويل الجهود الاغاثية، والأسباب الكامنة وراء شكل وحجم تلك المساهمة، وتعرض للسمات الخاصة التي تنطوي عليها الصيغة التمويلية للوقف وبيان أثرها في تفعيل دوره في تمويل العمل الاغاثي، وأخيراً تنبه الدراسة إلى العديد من الرؤى الاستشرافية التي يمكن الارتكاز عليها لإحداث نقلة نوعية في إسهام الوقف في تمويل جهود الإغاثة الإنسانية في الواقع المعاصر.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.