فعالية المجتمع المدني في ضوء مبادئ الشريعة الإسلامية:
المؤسسات الاجتماعية في دولة قطر نموذجاً
ملخص رسالة الماجستير
موضوع هذه الدراسة هو: " فعالية المجتمع المدني في ضوء مبادئ الشريعة الإسلامية: المؤسسات الاجتماعية في دولة قطر نموذجاً ". وهدفها انصب على تناول أبعاد وعناصر الفعالية في واقع المجتمع المدني القطري من وجهة نظر إسلامية، وذلك بالتعرف على شروط قيام مؤسسات المجتمع المدني بشكل عام، ومراجعة هذه الشروط من حيث مدى تواؤمها مع الواقع القطري، وتقديم نماذج تطبيقية حول فعالية مؤسسات المجتمع المدني العربية في أداء أدوارها وتحقيق أهداف وجودها.
وكان السؤال البحثي الرئيسي هو: ما مدى توفر عناصر الفعـالية في المؤسسات الاجتماعية في المجتمع المدني القطري؟ وإلـى أي مدى تتوافق تلك العناصر مع مبادئ الشريعة الإسلامية؟ وتفرع عن هذا السؤال مجموعة من الأسئلة الثانوية والتي حاولت الدراسة الإجابة عنها وتدور حول:
تعريف مفهوم المجتمع المدني وشروط فعاليته في الفكر الغربي، وتناول الفكر الإسلامي للعمل المدني والاجتماعي، وانعكاس ذلك في واقع الممارسة الحضارية الإسلامية وكذلك في حاضر الوطن العربي، ثم استعراض ملامح خريطة المجتمع المدني في دولة قطر مع التركيز على أبرز المؤسسات العاملة في المجال الاجتماعي، وحاولت الدراسة توضيح إلى أي مدى تتسم تلك المؤسسات القطرية بالفعالية من منظور الشريعة الإسلامية وأبرز ما يواجهها من تحديات في سبيل تفعيل أدوارها.
و تنبع أهمية هذه الدراسة من ناحيتين:-
الأولى: الأهمية النظرية وهي محاولة دراسة العلاقة بين الدولة والمجتمع كمدخل من مداخل فهم وتحليل السياسات العامة من خلال تأسيس مفهوم مجتمع مدني مرتبط بالخبرة التاريخية وبالواقع العربي، وبالمفاهيم الإسلامية، التي تشكل مكون رئيس من مكونات الثقافة السياسية للدول المجتمعات العربية وبما يسهم في تحويل عملية صنع السياسات العامة إلى عملية مفتوحة للمشاركة والتفاعل البناء بين الدولة والمجتمع وبما يتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها.
الثانية: الأهمية العملية وتتمثل في تقديم نماذج تطبيقية لبعض المؤسسات الاجتماعية في المجتمع القطري، وتحديد شروط الفعالية التي يمكن أن تستفيد منها بما يزيد من إسهامها في تنمية المجتمع، ليس في دولة قطر فقط وإنما في العالم العربي والإسلامي على اتساعه.
ولذا، عالجت الدراسة عدداً من هذه المؤسسات، والتي تباينت في تاريخ تأسيسها، وفي أهدافها وبرامجها، وبما يعكس التنوع في تلك الخريطة وهي:
1- جمعية الهلال الأحمر القطري (1978).
2- مؤسسة الشيخ عيد بن محمد الخيرية (1995).
3- دار الإنماء الاجتماعي (1996).
4- المؤسسة القطرية لرعاية الأيتام " دريمة" (2003).
وتم تقسيم معمار الدراسة إلى فصول ثلاثة، حيث تحدث الفصل الأول عن المجتمع المدني في الفكر الغربي بين المفهوم وتطوره والوظائف والشروط، بينما اختص الفصل الثاني بالتعرف على أصول المجتمع المدني في المنظور الإسلامي، فضلا عن التعرف على تلقي هذا المفهوم في خبرة المجتمع المدني العربي المعاصر، واكتملت عناصر المثلث بفصل ثالث ناقشت فيه الدراسة المجتمع المدني والعمل الاجتماعي في قطر موضحة ملامح خريطته ونماذج تطبيقاته.
وفي خاتمة الدراسة اتضح أن المؤسسات الأربع التي تم اختيارها للدراسة، رغم أن جميعها مؤسسات تعمل في مجال مشترك هو المجال الاجتماعي، إلا أنها اتسمت بالتنوع في الاهتمامات والبرامج والأنشطة، كما تباينت في ظروف التأسيس وفي محددات الفعالية.
كما اتضح أن أهم الشروط التي تكفل الفعالية لأداء تلك المؤسسات هي قيام علاقة تفاعل مفتوح وتمكين متبادل وتواصل مستمر بين الدولة والمجتمع، وبما يجعلها تسهم في العملية التنموية كعملية شاملة من موقع الشريك وهو نفس ما تحض عليه مبادئ الشريعة الإسلامية.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.