الاجتهاد المعاصر في ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها الكلية – دراسة تأصيلية تطبيقية
ملخص رسالة الماجستير
لطالما استوقفني الحديث الشريف الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه و سلم : (( إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبقِ عالماً اتخذ الناس رءوساً جهّالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا و أضلّوا )) ، فكنت حينها أدندن مع نفسي وأقول : يا ترى كيف سيكون حال الأمة إذا ما قبض الله أرواح العلماء ، فجاء من بعدهم خلف لبسوا لبوس العلماء و تسموا باسمهم ، و هم ليسوا منهم ؟ .
و هذا الذي حذر منه النبي صلى الله عليه و سلم ، قد حدث فعلاً اليوم في واقعنا الذي نعيش فيه ، فكثير من العلماء مضوا إلى ربهم ، و آخرون لا زالوا ينيرون الطريق للمسلمين بعلمهم واجتهاداتهم ، وهم بفضل الله كثير ، و لكن ظهر كثير ممن تصدر للفتوى والاجتهاد ، و هو لم يتأهل بعد لتلك المرتبة ، و لم تحصل له ملكة الاجتهاد و النظر ، فراح يفتي في مسائل لم يحط بها علماً ، فضلّ و أضلّ ، و وقع و أوقع الناس معه في الحرج ، و تحقق فيه قول النبي صلى الله
عليه وسلم .
فكان لابد من وضع الضوابط التي تضبط الاجتهاد ، والشروط التي لابد من توافرها في من يريد الوصول إلى رتبة الاجتهاد ، حتى لا يلج باب الاجتهاد كل من هبّ و دبّ .
والأمر الآخر ظهور مستجدات و نوازل معاصرة ، تستدعي من المجتهد المعاصر أن يستنبط الحكم الشرعي المناسب لها ، وذلك باستثمار علم مقاصد الشريعة وقواعدها الكلية والعمل بهما في عملية الاستنباط .
و لهذين الأمرين أردت أن أكتب رسالة علمية تؤصّل لفكرة العمل بالمقاصد الشرعية و القواعد الفقهية الكلية في الاجتهاد المعاصر ، ومدى الإفادة من ذلك في استنباط أحكام النوازل و القضايا المعاصرة ، مع وضع الضوابط التي تضبط الاجتهاد ، و الشروط المؤهّلة للوصول إلى درجة الاجتهاد ، لتمنع مدّعي الاجتهاد عن طرق باب الاجتهاد فضلاّ عن ولوجه ، و لئلاّ يُحرَم غيرُهم ممن نال ملكة الاجتهاد النظر
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.