العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
يخطئ كثير منا في فهم الحديث المشهور -إن صح- :" خير الأمور أوسطها" ، ويجعله قاعدة مطردة في جميع شؤون حياته، وعند تأمل ذلك تجده ليس صحيحا دائما، فأحيانا يكون الصواب في أحد الطرفين دون الآخر، ومحاولة التوسط في هذه الحالة تبعدك عن الصواب بمقدار 50% !
وإنما يكون الوسط محمودا إذا كان بين خطأين أو فاسدين شرعا أو عقلا، وقد جاء نص القرآن بمثال واضح في هذا في قوله: "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" ،،
فالإسراف ممقوت، والتقتير ممقوت، لذا وجب البحث عن الفضيلة بينهما ،،
وهكذا في جميع الأمور ،،،
لذا:
ما تراه في كثير من أبحاث المعاصرين في التوسط في اختياراته بعد سرد أقوال الفريقين ليس صحيحا دائما، فلابد أن يكون الطرفان فاسدين ليبحث عن الفضيلة بينهما، وقبل ذلك لابد أن يكون الطرفان معتبرين أصلا، فلا يكون أحدهما شاذا فيتوسط بين الصواب والشذوذ ليأت بقول غريب ،،،
الخلاصة: أن الاحتجاج بقاعدة (أو حديث على فرض صحته): خير الأمور أوسطها في اختياراتك وآرائك =ليس صوابا دائما، فلابد من إثبات فساد الطرفين حتى ترتقب الفضيلة في التوسط بينهما ،،
والله الموفق ،،
بانتظار سماع وجهات النظر ،،،
 

د.محمد جمعة العيسوي

عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
إنضم
12 يونيو 2008
المشاركات
212
الكنية
ابو عبد الله
التخصص
الفقه
المدينة
محافظة كفر الشيخ
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

بارك الله فيكم :
خلطت بين الوسْط الوسَط .
ومعني خير الأمور أوسَطها ؛ أي : أعدلها ، وهذا لا خلاف فيه ، وليس منتصفها .

وفي القرآن قوله تعالى : ( قال أوسطهم ..الآية ) القلم 28 . أي أعدلهم.
وعن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ( أمة وسطا ، قال : عدلا ) .
وضابط الفرق بين وسْط وسَط أن :" كل موضع صلح فيه "بين " فهو وسْط ، وإن لم يصلح فيه بين فهو وسَط بالتحريك "
مثال : "وسْط " أي : بين ، ماجاء في حديث عويمر في سنن أبي داود :" فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم وهو وسْط الناس .." أي بين الناس والناس حوله .
فهل يصلح خير الأمور بينها !!.
فلاشك أن خير الأمور أعدلها .
والحديث أخرجه البيهقي في الشعب مرسلا .
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

بارك الله فيكم د. محمد ،،
بل الوسْط والوسَط من نفس المادة ونفس المعنى، وإنما يختلفان في أن الأول ظرف، والثاني اسم، وإنما قيل أوسطها: أعدلها، لأن العدل يقتضي التوسط والإنصاف (لسان العرب 7/426) ،،
وعليه يبقى الإشكال والتنبيه قائما ،، بانتظار تعليقكم ،،،
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

الشيخ زايد
الشيخ الدكتور محمد
بارك الله فيكما
نعم الوسْط بالسكون ظرف بمعنى بين وبالفتح - وسَط - تأتي في اللغة لمعان :
1 - الاسم أي ما بين طرفي الشيء وهو كقولك جلست وسَط الدار .
2 - صفة بمعنى ( خيار وأفضل وأجود ) .
3 - العدالة فأوسط الشيء أعدله .
4 - الشيء بين الجيد والرديء .
وفي الشرع ورد استعمال الوسط لمعان منها :
1 - العدالة .
2 - الخيرية .
3 - التوسط بين الإفراط والتفريط .
وهذه الثلاثة فسرت بها الآية " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً "
فالتفسير الأول روي مرفوعا في البخاري وموقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما .
وبالخيرية فسرها ابن كثير .
وبالتوسط فسرها ابن جرير .
4 - الشيء بين الجيد والرديء كقوله تعالى في كفارة اليمين : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " .
5 - الوسطية الحسية كقوله تعالى " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى " .
ومنه يظهر أن الخيرية والعدالة سمات مدح مطلقا ، والتوسط بين الطرفين حسيا أو معنويا يحتاج في مدحه إلى الدليل ، وأما التوسط بين الجيد والرديء فواضح .

ومن منطلق الفهم بأن الوسط هو ما بين الطرفين مطلقا أصبح من اراد أن يبين صحة مسلكه وصواب قوله لا يحتاج إلا أن يذكر طرفين مذمومين أو هو يذمهما في نظره ثم يذكر توسط قوله بينهما ثم إن كل وسط بين طرفين يمكن إيجاد وسط آخر بين قوله وبين أحد الطرفين ثم خذ ما شئت من نقاط الوسطية بهذا المعنى .

وينظر للفائدة : وسطية أهل السنة والجماعة بين الفرق للدكتور محمد باكريم محمد باعبد الله وهي رسالة دكتوراه من مطبوعات دار الراية .
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

بارك الله فيكم..الأولى عندي -والمسألة اصطلاحية-أن يقال:الوسط إذا كان بمعنى الصواب والحق والخير والعدل ..فيوصف به حتى ما يظن أنه على أحد طرفين
مثال ذلك :الحد الأدنى لدرجة النجاح 50..والأعلى 100%..فمن أخذ هذين طرفي نقيض كان الوسط عنده أن يحصل على 75%!
ولكن يجاب مثله بأن يقال إن الوسط هو بذل وسعك في المعالي بلا إفراط على حساب الحقوق الأخرى ولا تفريط ..فمن يحصل على 100% وسط..في حق بعضهم..إذا لم يكن أسرف على نفسه في سبيل ذلك على حساب أمور أخرى أهم..فهذا مثلا طرف ..وهو الإسراف ..والتقاعس طرف وبينهما أن يحصل على 100% أو ما حولها
ولكن الملمح الذي أشرت إليه مهم من أن بعضهم يضع الوسط بمعنى الحصول على "75%" فيقع في اختيار المرجوح أو الشاذ
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

الشيخين الفاضلين أبا حازم ومنيب ،،
أشكركما على الإفادة ،، مع أن الموضوع ليس عن السكون أو التحريك في كلمة الوسط، إنما هو على الملاحظة التي ذكرتها ،،
وقد أصبتما جميعا الملحظ الذي أريد ،،
أما أبو حازم فبقوله:"ثم إن كل وسط بين طرفين يمكن إيجاد وسط آخر بين قوله وبين أحد الطرفين ثم خذ ما شئت من نقاط الوسطية بهذا المعنى"
وأما منيب فبقوله: "ولكن الملمح الذي أشرت إليه مهم من أن بعضهم يضع الوسط بمعنى الحصول على "75%" فيقع في اختيار المرجوح أو الشاذ"
فهل من إضافة ؟؟
 
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
785
التخصص
شريعة
المدينة
------
المذهب الفقهي
اهل الحديث
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

اخي الكريم:
هل تذهب الى تضعيف الحديث ؟
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

جزاكم الله خيرا شيخ زايد وجميع الإخوة المشاركين
صحيح أن الوسط بين الآراء ليس دائما هو الأصح، ولكن مع هذا فالوسط أكثر قربا للصواب غالبا.
وهذا لأن الآراء في المسائل لا تتشكل دفعة واحدة، بل يقول أحد الناس بقول ويحتج له ثم يأتي آخر ويعارضه بقول معاكس ويأتي بأدلة معاكسة، ثم يأتي فيما بعد أناس ينظرون في الرأيين ويوازنون بينهما فيخرجون بمذهب ثالث متوسط بين الرأيين السالفين.
ومنبع القوة في هذا الرأي الأخير ليس هو مجرد توسطه، بل تأخره عن الرأيين السالفين غالبا، ثم نظر أهله في الرأيين المتطرفين لجمع ما فيهما من صواب ورد ما فيهما من خطأ. وعليه، وفي علم الأصول خصوصا، كثيرا ما تجد أن رأي المفصلين في المسائل من المتأخرين أعدل وأقرب إلى مراعاة الأدلة من آراء من تطرف من المتقدمين. وقد أشار إلى نحو من هذا إمام الحرمين في البرهان بكلام بديع فقال في ختام إحدى المسائل التي سلك فيها مسلكا وسطا: "
فلينظر الناظر كيف لَقَطْنا من كل مسلك خياره، وقررنا كل شيء على واجبه في محله. وهذه غاية ينبغي أن ينتبه من يبغي البحث عن المذاهب لها؛ فإنه يبعد أن يصير أقوام كثيرون إلى مذهب لا منشأ له من شيء ومعظم الزلل يأتي أصحاب المذاهب من سبقهم إلى معنى صحيح لكنهم لا يسبرونه حق سبره ليتبينوا بالاستقراء أن موجبه عام شامل أو مفصَّل. ومن نظر عن نحيزة سليمة عن منشأ المذاهب فقد يفضى به نظرة إلى تخير طرف من كل مذهب كدأبنا في المسائل".
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

جزاكم الله خيرا د. أيمن ،،
يظهر لي أن كلام إمام الحرمين لا يؤيد ما ذكرتموه ،،
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

جزاكم الله خيرا د. أيمن ،،
يظهر لي أن كلام إمام الحرمين لا يؤيد ما ذكرتموه ،،
هلا أوضحت وجه التجافي بين القولين: ما ذكرته وما ذكره الإمام
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

هلا أوضحت وجه التجافي بين القولين: ما ذكرته وما ذكره الإمام
الذي فهتمه من قوله نتخير طرف من كل مذهب، وهذا دأبنا في المسائل: هو أنه قد يأخذ من مذهب معين في مسألة معينة لقوة مدركه، ويأخذ من آخر في مسألة أخرى، وهكذا ،،،
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

هلا أوضحت وجه التجافي بين القولين: ما ذكرته وما ذكره الإمام
الذي فهتمه من قوله نتخير طرف من كل مذهب، وهذا دأبنا في المسائل: هو أنه قد يأخذ من مذهب معين في مسألة معينة لقوة مدركه، ويأخذ من آخر في مسألة أخرى، وهكذا ،،،
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

الذي فهتمه من قوله نتخير طرف من كل مذهب، وهذا دأبنا في المسائل: هو أنه قد يأخذ من مذهب معين في مسألة معينة لقوة مدركه، ويأخذ من آخر في مسألة أخرى، وهكذا ،،،

هذا الفهم يضاده أمران:
أحدهما: أن الإمام قال هذا الكلام برمته تعقيبا على اختياره مذهبا وسطا في مسألة بعينها (دلالة الأفعال) لا مسائل متغايرة.
والثاني: صريح قوله: "ومعظم الزلل يأتي أصحاب المذاهب من سبقهم إلى معنى صحيح لكنهم لا يسبرونه حق سبره ليتبينوا بالاستقراء أن موجبه عام شامل أو مفصَّل". فهو يدلل في هذا على أن الخطأ إنما يأتي من يسبقون بالآراء من استعجالهم في تبني الرأي (المتطرف) دون تبين لبعض التفاصيل التي ترد عليه وهي ما يدركه من تأخر وأنعم النظر في سبر المسألة بكل تفاصيلها
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

الأقرب -في نظري- أن يفرق بين ما توارد العلماء فيه على قولين منذ زمن، وعلى ما اجتهد فيه بعضهم على قولين ،،
وذلك حتى لا يكون استحداث الأقوال لا يتنهي ،، كل بحسب ما يراه وسطا ،، وحتى لا نخرج عن إجماعهم الضمني بانحصار الحق في القولين المحكيين ،، فما رأيكم ؟
 

د. أيمن علي صالح

:: متخصص ::
إنضم
13 فبراير 2010
المشاركات
1,023
الكنية
أبو علي
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي - بشكل عام
رد: ليس دائما: خير الأمور أوسطها !

الأقرب -في نظري- أن يفرق بين ما توارد العلماء فيه على قولين منذ زمن، وعلى ما اجتهد فيه بعضهم على قولين ،،
وذلك حتى لا يكون استحداث الأقوال لا يتنهي ،، كل بحسب ما يراه وسطا ،، وحتى لا نخرج عن إجماعهم الضمني بانحصار الحق في القولين المحكيين ،، فما رأيكم ؟
ربما يكون هذا صحيحا في ما وقع فيه الخلاف بين السلف، أما الخلاف الواقع بعد ذلك فهذا ليس موطنا لإجماع صريح أو ضمني. وبالنسبة لي مذاهب المتأخرين من المحققين في علم الأصول أقرب إلى الصواب غالبا من مذاهب المتقدمين، واعتبر هذا في مسائل جمة كمسألة جواز أو عدم جواز تأخر البيان عن وقت الخطاب ومسألة تخصيص العموم بالقياس ومسألة تخصيص العموم بعلته، وتخصيص العلة أو نقضها ودلالة الأمر والنهي وغير ذلك والله أعلم.
 
أعلى