العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تطبيقات الأندرويد .. وتطبيقاتنا ! .

إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
350
التخصص
أصول فقه
المدينة
قرن المنازل
المذهب الفقهي
الدليل

تطبيقات الأندرويد .. وتطبيقاتنا ! .
الروبوت أو الرجل الآلي الذي يظهر في الهواتف الذكية ، ترميز لنظام الأندرويد الذي إبتكرته الشركة الأمريكية جوجل ، وقد بات يستخدم في خمسمئة مليون جهاز في العالم ، وبلغ مجموع ما تم تحميله عليه خمسة وعشرين ملياراً من المرات ! .

من الناس من يشتم الغرب ودول العالم الأول لفسادهم وفسقهم واستعمارهم للمسلمين ردحاً من الزمن . ومنهم من يمدحهم ويثني عليهم لاختراعاتهم وابتكاراتهم العظيمة التي أصلحوا بها كثيراً من أحوال الناس بفضل الله وتسخيره .

يحار العقل في جَلَد الغرب وتفانيهم لاستثمار الغالي والنفيس لإعمار الأرض وتشيِّيدها بلا كلل أو ملل .

ومن الطرائف أن الأوروبيين عندما استعمروا الأمريكيين في القرن الخامس عشر الميلادي واستولوا على أراضيهم ، أدخلوا إليهم فيروسات الحصبة والجدري والطاعون فأبادت الآلاف منهم ! .
لكن الأمريكيين لم يخلدوا إلى الحسرة والندامة والاحباط ، بل درسوا وسهروا وعملوا وسابقوا حتى سبقوا العالم في الحضارة والتقدم الصناعي والتقني .

وأول برآءة اختراع تُسجَّل في التاريخ كانت للعالم الأمريكي جون ربنشو كارسون ، سنة 1333ه ، قبل الحرب العالمية الأولى .

والأمريكيون لم يكتشفوا النفط صدفة ، بل بعد التعب والنصب وحرث الأرض ، فقد كانوا يبحثون عن الملح في باطن الأرض سنة 1261ه ، فدلَّهم ذلك على النفط ، فكان سواد النفط مع بياض الملح يدعو للتجربة والفحص ، فحينئذ عرفوا قيمته وتم تكريره والافادة منه .

ويقاس عليه كثير من الاختراعات والاكتشافات العالمية ، كالكهرباء والادوية والانترنت وغيرها ، كلها ظهرت بعد الدراسة والتمحيص والتجارب .

فالواجب على المسلم أن يتفكر في هذه الطاقات البشرية وكيف تولدت وأنتجت هذا المجد الشامخ ، ولا يضرنا كفرهم وإلحادهم ، فهو على أنفسهم ولا يعنينا في شي . والعدل والانصاف يُحتِّمان علينا الاعتراف بجدِّهم وجَلَدهم وتفوقهم واستثمارهم لأوقاتهم ومحبتهم للعلم والعمل .
والحيره والتردُّد في إنصافهم أمارة على الهوى وظلم النفس ، وقد قال الشاعر :

إذا حــار أمـرك فى معنييـــن ... و لم تـدر حيث الخطـأ و الصــواب
فخــالف هــواك فـإن الهــــوى ... يقـــود النفــوس إلى مـا يعــــاب

أتذكر حين كُنَّا في المدارس الابتدائية في حصة القراءة ، نتمنى من المعلِّم أن يشرح لنا حياة أديسون ونيوتن وجراهام بل ، وغيرهم من مشاهير العلماء في الاختراعات التقنية ، ليس إعجابا بذواتهم، وإنما تقديرا لشغفهم بالعلم والتحدِّي والصبر على مرارة وقسوة الحياة في ذلك الوقت .
من روائع أديسون قوله : ""والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه " . وكان يقول :" أنا لم أفعل أيَّ شيء صُدفة ولم أخترع أيَّا من اختراعاتى بالصدفة ، بل بالعمل الشاق " .

وقال أيضا : " اكتشفت مليون طريقة لا تُؤدِّي لاختراع البطارية ، وحاولت تسعة وتسعين مرة لصناعة المصباح الكهربائي" ! .

وقد أنصف عمرو بن العاص (ت: 43هـ ) رضي الله عنه الأوروبيين وشهد بفضائلهم العقلية والحسية ، مع البغض القلبي لانحرافهم عن الحق ، فقد ثبت عنه قوله عنهم:" إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرَّة بعد فرَّة، وخيرهم لمسكينٍ ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة، وأمنعهم من ظلم الملوك" . أخرجه مسلم .

حدثني أحد الأخوة ممن عاش في أوروبا أنهم عنصريون وفيهم أنفة ، لاختلاف أعراق بعضهم عن بعض ، لكنهم في أعمالهم يكدحون بروح الفريق الواحد، ويعين بعضهم بعضاً بلا كلل أو ملل .
إن تطبيقات المسلمين اليوم في الحياة العامة بأنواعها المختلفة ضعيفة وهزيلة ،مع استفاضة النصوص المحكمة في الحث على العمل والصبر على آلآمه . والقاعدة الفقهية نصَّت على أن كسر العظم يوجب الحكومة ، وقد اتسع الكسر ، فإلى الله المشتكى .

وقد قيل في التاريخ : إن الضعف السياسي والعسكري سببه التخلُّف الصناعي . والدول الكبرى التي تستقوي على العالم اليوم ، تريد المجتمعات المسلمة لا تعرف إلا الزراعه فحسب ! .
والزراعة بالنسبة للمسلمين أهم من الصناعة وأوفر حظاً ، لكن الغرب احتكر كل ما يتعلق بها من مواد وتصدير، ليضمن الهيمنة على العالم الاسلامي ، وقد قيل قديما : ويل لأمة لا تزرع ما تأكل ! . وأخشى ما نخشاه أن يُضيِّع العالم الاسلامي الزراعة والصناعة ، فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ! .
إن التربية على التفكير والتصحيح والبحث الدؤوب ، مما عزَّ وجوده في مناهجنا ومدارسنا، وأضحى التقليد صفة لازمة لتعليمنا ومهاراتنا . وهذه فجوة في التعليم يجب ردمها وتسويتها ، فالصناعات شحيحة والابداع نادر ! .

مما أعجبني في النضال السوري للعصابة النصيرية _ شتَّت الله شملهم - ظهور بعض الاختراعات والطرق الدقيقة لتوليد الطاقة وتعويض النقص فيها ، وعدم الاستسلام للوهن والجزع ، فقد ألهب هذا النضال الطاقات الذهنية للشباب والشيوخ فأفادوا مجتمعهم وأهلهم بما يحتاجونه في حياتهم اليومية مما تعمَّد النصيريون حرمانهم منه .

كثير من الشيوخ وكبار السِّن اليوم ينصحون بإتقان حرفة أو مهنة يدوية ، حتى ولو كانت حقيرة ،لأن المسلم يعلم أن دولاب الحياة لا يستقر على حال ، فكثير من الناس اليوم لا يحسنون إلا الأكل والشرب ، وبعضهم يودُّ لو أن غيره كفاه مؤونة ذلك ! .

وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه لما أرسل معاذاً ابن جبل إلى اليمن قال له :" إياك والتنُّعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعِّمين" . أخرجه الامام أحمد وصححه الألباني.
ونقل عن بعض السلف قوله :" اخشوشنوا فإن النِّعم لا تدوم " .

وختاماً فإن الأصول المطِّردة تُحتِّم علينا النظر والاعتبار بمن حولنا ، وأن نجدَّ في العمل ، فمن العيب أن يقال عن المسلمين إنهم يسيرون خلف القافلة ! .
هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: تطبيقات الأندرويد .. وتطبيقاتنا ! .

إن تطبيقات المسلمين اليوم في الحياة العامة بأنواعها المختلفة ضعيفة وهزيلة ،مع استفاضة النصوص المحكمة في الحث على العمل والصبر على آلآمه . والقاعدة الفقهية نصَّت على أن كسر العظم يوجب الحكومة ، وقد اتسع الكسر ، فإلى الله المشتكى .

فما السبب؟
هل السبب فردي فلا يوجد مبدعين بيننا وعباقرة؟
أم السبب أنهم لا يجدون الدعم من بني جلدتهم وإن وجدوا دعما فإنه يشترى من الدول الغربية أو يُطلب منهم الولاء لهم مع تسخير كل الطاقات التي يريد؟!
فإن لم يكن عندهم ولاء للغرب، يتم تصفيتهم ونسيان أبحاثهم أو سرقتها ثم تطويرها ونسبتها لهم!

الأستاذ الفاضل جزاكم الله خيرا على هذه المقالة الموجعة التي تصف الحقيقة المرّة
نحن لا نحتاج مبدعين بل بيننا آلاف المبدعين، نحتاج من يتبنّاهم .. ويدعمهم ..
نحتاج نفس الأنظمة أن تصرف جهودها لتلك المشاريع الإبداعية لا أن تستورد الطاقات الغربية لتكون المشرفة على مشروع بترولي أو كيماوي أو غيره!

هل سمعتم بالمبدع مخترع الغواصة: مهند أبو دية؟ .. أصيب بعد انتشار اختراعه بحادث سيارة مما أفقده بصره، ثم قُيِّد الحادث ضد مجهول!
وغير ذلك من المخترعين الشباب الذين برزوا على الساحة حديثا ...أسأل الله أن يحفظهم

قال مهند أبو دية: أعطوني فقط 1000 مخترع مسلم وسترون كيف سنتقدم!


طيب لنترك جيل الشباب الحالي، ننظر جيل القرن الماضي من مبدعي المسلمين الذين لا نعلم عنهم أي شيء ولا نحفظ مخترعاتهم لأن هناك
من يريدنا أن نركز على الخارج فقط! أن ننبهر بهم ونحتقر إمكانياتنا!

هل سمعتم بارك الله بكم
بالعالمة المصرية "النووية" سميرة موسى، والتي قتلت أيضا بحادث سيارة!
المخترع المتخصص بالأقمار الصناعية: سعيد السيد بدير، الذي عثر عليه مقتولا!
ولمخترع اللبناني: حسن كامل الصباح، الذي لقبوه بـ "أديسون الشرق"، أيضا حادث سيارة!
والدكتورة العبقرية في جراحة الدماغ والأعصاب/ السعودية: سامية ميمني، وُجدت مقتولة!

وغيرهم كثير والله المستعان وهو المنتقم لعباده

أذكر من نفس عائلتي جراح برع في أمريكا .. القرن الماضي وحصل على براءات اختراع لأول مرة في العالم في جراحة القلب وذلك في عهد الستينات تقريبا
فلما قال: أريد أعود لموطني فلسطين وأزاول مهنتي هناك ..هم يحتاجونني أكثر...
نزل من الطائرة جثة هامدة.. ومع التحاليل وجد أنه تناول طعاما مسموما!
ولما يذكرون أول من زرع القلب يذكرون كريستيان برنارد ولا أحد يسمع بـ جراح القلب "السرطاوي" ويشهد له بهذا ألبتة!


من الإنصاف أن نشهد أنهم اخترعوا كذا وكذا.. إن كانوا حقا اخترعوه
ولكنهم في الغالب لم ينصفوا المسلمين ولم يحترموا حقوق الاختراع والملكية، للأسف الشديد!

في جامعاتنا في تخصص علم الاجتماع: يركزون على مصنفات غربية أو حديثة للدراسة والتخصص
في جامعات بعض الدول الغربية: سمعتُ أنهم يركزون على مقدمة ابن خلدون في علم الاجتماع .. مادة إجبارية في التخصص!

هذا الأمر مثلا لا يعني أنهم منصفين وعادلين مائة بالمائة، فالعبرة بالغالب!

هذا والله أعلم بالحق والصواب
وشكر الله لكم ونفع بكم عباده
آمين
 

زياد العراقي

:: مشرف ::
إنضم
21 نوفمبر 2011
المشاركات
3,614
الجنس
ذكر
التخصص
...
الدولة
العراق
المدينة
؟
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: تطبيقات الأندرويد .. وتطبيقاتنا ! .

للأسف هي مؤامرة كبيرة ، عندما تحارب الشركات والمصانع الأهلية ، ويتم استيراد بضاعة أجنبية أقل ثمنا ، حتى لو كانت أقل جودة ، حكوماتنا تفتح أسواقنا للبضائع الأجنبية ، لكن هل يجري هذا مع بضاعتنا في الخارج .
أضف الى ذلك محاربة الدين ، انظر الى الدعم الحكومي ، للرقص والرياضة وإقامة مهرجانات ، للتباهي امام الغرب أننا ندعم الثقافة العربية ، حتى عندما يقام معرضا للكتاب ، يهمش الكتاب بالقياس الى الندوات التي تهتم بشاعر ملحد ، او رواية ماجنة ، أما الدين وحفظة القرآن والسنة فإنها تحارب .
هذا كله من جهة الحكام والمؤسسات الحكومية .
أما ما نشترك فيه نحن كأفراد مع حكوماتنا ، فأختصره بكلمة للدكتور أحمد زويل :
الغرب ليسوا عبآقره ونحن أغبيآء!! ?ٓم فقط يدعمون الفآشل : حتى ينجح! و نحن نحارب الناجح : حتى يفشل !
 
إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
350
التخصص
أصول فقه
المدينة
قرن المنازل
المذهب الفقهي
الدليل
رد: تطبيقات الأندرويد .. وتطبيقاتنا ! .

بارك الله فيكم وسدَّدكم وزادكم علماً وإيمانا .
سألتم عن الأسباب وهي كثيرة : ومن أهمها تقاعس الحكومات عن الدعم والاحتواء للمبدعين ، واحتضانهم لأهل العيون الخضر والزُّرق ! . وهي سياسة يرسمها العلمانيون وخبثاء الطوية من البطانة الفاسدة ، لتقزيم أهل الابداع من بني جلدتنا . ويضاف الى ذلك عدم الثقة في البناء الداخلي من جهة أهل الرئاسة واحتقارهم للهمم الوطنية المكافحة . وأخيرا الاخلاد الى الترف والشهوات من أهل الحل والعقد فيحجب عنهم كل خير ولا ينصح لهم بما فيه صلاح أمتهم . وقد قرأت قديما عن التعليم في الصين وسياسة ربطه بالصناعة واحتضانهم لكل فكرة ناجحة فتألمت كثيرا لحال امتنا مع النابهين بيننا . وما ذكرتم من أمثلة يُعزِّز هذا الرأي . والله المستعان وإليه الشكوى والملجأ .
 
أعلى