العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نرجو شرح لكلام الامام الشاطبي

حمزة محمد ميسوم

:: متابع ::
إنضم
3 يوليو 2011
المشاركات
66
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
.......................
المدينة
حصن الماء
المذهب الفقهي
اتباع الدليل
نرجو بيان معنى كلام الامام الشاطبي وتوضيحه مع الايضاح والتمثيل بارك الله فيكم

يقول رحمه الله (المصالح المبثوثة في هذه الدار ، ينظر فيها من جهتين ، من جهة مواقع الوجود، ومن جهة تعلق الخطاب الشرعي بها)
 
إنضم
11 يوليو 2012
المشاركات
350
التخصص
أصول فقه
المدينة
قرن المنازل
المذهب الفقهي
الدليل
رد: نرجو شرح لكلام الامام الشاطبي

أحسن الله إليكم
الشاطبي رحمه الله تعالى يشرح أنواع المصالح في الدنيا في حياة الانسان من جهتين :
من ناحية فهم حقيقتها ، فلا يمكن استقامة حالها مع المشاق التي تكتنفها ، مثل مشاق المطاعم والمشارب والسكن والزواج ، وما يخالطها من تعب ونصب . فيتوهَّم المتأمِّل أنها ليست مصالح راجحة مثل مصالح الصيام ومصالح تحريم الزنا ومصالح غضِّ البصر ومصالح اقامة الحدود ، فقد يكون لها مفاسد في نظر المكلَّف ، لكن الغالب فيها المصالح الراجحة التي تحفظ دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله . فيكون النظر إليها على هذا الاعتبار ، فلا يجوز النظر إلى مفاسدها المرجوحة وإهمال مصالحها الراجحة ، من أجل الإنتفاع بوجودها وحكمتها .

ويضاف إلى ذلك ناحية تعلُّق الدليل باعتبارها ومقصود الشارع الذي أراده الله لعباده ، وهذا يكون فيما يتعلق بتقرب العبد إلى ربه وامتثاله لأوامره ونواهيه من غير ضجر ولا تأفف ، وعلى حسب قدرته .

فيجب على المسلم القيام بحقوق الله عليه ، كما جاء في وحي الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا على حسب هواه ومصلحته هو فقط ، التي تبدو لعينيه ، ففي الأحاديث الصِّحاح :" إن الله فرض فرائض فلا تُضيِّعوها وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها " و " عليكم بما تُطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا " . وفي قوله : " إن الله يحب أن تُؤتى رخصه كما يُحب أن تُؤتى عزائمه " ، وغيرها من الأحاديث التي توجب على المسلم التعبُّد لله على مراد الله ، حسب استطاعته .
وهذه المسألة توسَّع في الحديث عنها الإمام ابن تيمية في " فتاويه " عند الحديث عن اختلاط المصالح بالمفاسد ، فلتراجع هناك ( 20/ 48- 61 ) ، وابن القيم في "مفتاح دار السعادة " ( 2/ 14 )، والشنقيطي في " رحلة الحج " ( ص/ 175) .
والله الهادي .

 

د. نعمان مبارك جغيم

:: أستاذ أصول الفقه المشارك ::
إنضم
4 سبتمبر 2010
المشاركات
197
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
الجزائر
المدينة
-
المذهب الفقهي
من بلد يتبع عادة المذهب المالكي
رد: نرجو شرح لكلام الامام الشاطبي

نرجو بيان معنى كلام الامام الشاطبي وتوضيحه مع الايضاح والتمثيل بارك الله فيكم

يقول رحمه الله (المصالح المبثوثة في هذه الدار ، ينظر فيها من جهتين ، من جهة مواقع الوجود، ومن جهة تعلق الخطاب الشرعي بها)
ما يصطلح عليه "مصالح" أو "مفاسد" ينظر إليه من جهتين:
الجهة الأولى: النظر إليها كما هي موجودة في الواقع بجميع تفاصيلها وأبعادها، فإذا نظرنا إليها من هذه الناحية فإنه كثيرا من ما تختلط "المصلحة" بالمشاق أو بشيء من "المفسدة"، وكذلك ما يصطلح عليه "المفسدة" قد يتضمن شيئا من المصالح والمنافع وإن كانت يسيرة ومرجوحة.
الجهة الثانية: الجهة التي نظر إليها الشارع عند الحكم على الشيء بكونه "مصلحة" أو "مفسدة". فما حكم عليه الشارع بأنه "مصلحة" فأوجبه أو ندب إليه أو أباحه، إنما نظر فيه إلى جهة "المصلحة" دون اعتبار لما قد يصاحبها من مفسدة، فجانب المفسدة غير منظور إليه في حكم الشرع وغير داخل فيه. وكذلك الأمر فيما حكم عليه الشارع بكونه "مفسدة" إنما نظر فيه إلى "المفسدة" الراجحة، أما ما قد يصاحب المفسدة من مصالح مرجوحة فهو غير منظور إليه عند الحكم الشرعي وغير داخل في الحكم.
والله الموفق
 
التعديل الأخير:
أعلى