العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

طالما كنت أفكر في هذه الشخصية الفذة التي جمعت من العلوم الكثير وأبدعت في أوصاف الأجناس والأعراق والعلوم والمهن والأحداث في مقدمة لم يسبق لها مثيل
حتى قرأت هذا الكتاب

للدكتور: محمود إسماعيل- دار قباء/القاهرة 2000 والذي جاء لينسف كل ما كتبه ابن خلدون ويعده مأخوذا" من طروحات (إخوان الصفا) وانه لم يأت بجديد من عندياته !
وقد اعتمد المؤلف على مقارنة نصوص تعود إلى رسائل إخوان الصفا التي اقتبس منها ابن خلدون الشيء الكثير, وكانت النبع الأول في استقاء معلوماته و أفكاره .


وإذا صح ما أورده د. محمود إسماعيل ,فأن ابن خلدون سيتحول من مبتكر و مجدد و مكتشف لنظريات علم الاجتماع و التاريخ إلى دعي سلب من إخوان الصفا جمرات إبداعهم!

وهنا رابط مباشر للكتاب

https://feqhup.com/uploads/138276749411.pdf

فما رأيكم فيما ذكر ؟
 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

طرح هذا السؤال على الدكتور
علي جميل الطائي
في هذا الموضوع
http://www.feqhweb.com/vb/t17615
بعد المقدمة التي أثنى بها على ابن خلدون وجهده في علم المقاصد

وقال عنه الأستاذ علي جميل الطارش : أعتقد ان المنسي الكبير هو العلامة ابن خلدون رحمه الله تعالى .فقد طبق علم المقاصد وذكر الوسائل واستثمر هذا العلم في المقدمة وافاض في التعليل ، وذكر المصالح ،وسد الذرائع واسرار وحكم التشريع ، ومن شاء رجع وقرأ مقصد الشارع من تنصيب الائمة في المقدمة ، ولماذا جعلهم الشارع من قريش ، وهل ذلك باق الى قيام الساعة ، ام هو متغير؟ وتنصيب القضاة ، ولوتم الامر بدون امام فما الحكم ..وهكذا والتسعير والجهاد والعلة فيه .. كل ذلك وغيره بتطبيق حي لعلم المقاصد.
وكان ذلك بمثابة تأكيد على دور ابن خلدون المميز والمجهول في علم المقاصد
أما رده على مؤلف كتاب إخوان الصفا واقتباس ابن خلدون من رسائلهم فسوف ننقله في المشاركة التالية
 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

يقول الدكتور علي جميل الطائي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...

((تفنيد مزاعم د. محمود اسماعيل في كتابه المعنون ب نهاية اسطورة ))​
ادعى فيها ان العلامة ابن خلدون قد اخذ نظرياته من اخوان الصفا !!! .
اقول للكاتب المذكور :
اوردها سعد وسعد مشتمل ...........ما هكذا يا سعد تورد الابل
واقول حالك .....كناطح صخرة يوما ليوهنها .....فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل .....
وبالمناسبة انا اعرف هذا الكتاب الصغير منذ زمن واطلعت على جله من قبل ، وتركته من دون ان اتم مطالعته لضعف محتواه ، واليوم اعدت النظر فيه لمداخلة اختنا ام طارق رعاها الله.
اقول : ان الرجل ادعى شيئا لم يسبق اليه وكان حليفه الخطأ،وهو لم يفرق بين التشابه في بعض المقولات الفلسفية المسلمة قبل اخوان الصفا وبعدهم ، وبين ان يكون ابن خلدون قد اقتبسها من دون اشارة .
الامر الاخر ان ابن خلدون بين انه ابتكر علما لم يتكلم العلماء بشأنه على سبيل الاستقلال وانما كانت لهم شذرات هنا وهناك ذكروها بالعرض لا بالقصد ،لبعض مسائله لا على سبيل التاصيل والاستدلال والاستقلال،(وساذكر نصه فيما بعد) . بلغ الامر بالكاتب ان اي كلمة استخدمها اخوان الصفا ووقعت في كلام ابن خلدون يعتبرها دليلا على تقليد ابن خلدون لهم كالقول بمصطلح :(الهيولى ، والقوة والفعل ،والعقل الروحاني انظر كتابه :15) !!!
تصور ان هذه المصطلحات وهي المصطلحات الاشهر في شرح فلسفة ارسطو بل لو قلنا ان فلسفته قائمة على القول بالمادة والصورة لما بعدنا ولاقرب الهيولى لكم فاقول ان الهيولى هي الاصل والمادة ،والصورة هي الهيئة التي يتشكل بها الاصل، وقد احتدم الصراع حولها الى عصر ابن تيمية الذي عاش في عصر ابن خلدون ولم يبق عالم الا وتكلم فيها .. فهل يمكن ان يكون البحث مقبولا اذا كان بهذا المستوى من السطحية ، والغلط الفاضح ؟؟ واستمرالمؤلف بلا ادلة الى صحيفة ،:46 حيث بدا بادلة يزعم انها تنهي ابن خلدون وتجعله متشبع بما لم يعط وتنهي اسطورته (هكذا زعم ).
والادلة هي : انه قلد الاخوان ( اي اخوان الصفاكما يسميهم هو )في القول بامور نقلها عنهم !! وقد احصيت هذه المواطن التي ادعى انه نقلها من اخوان الصفا فاذا هي اربعة مواطن على التحقيق زاد فيها وعرض وطول في سردها ليضخم من حجم الكتاب ، مع ان فصول مقدمة ابن خلدون تربو على (المئتين )وتعج بافكار علم الاجتماع ولك ان تتخيل من هو المتشبع بما لم يعط . ولاحظ اننا بالقرب من ثلث الكتاب اي صحيفة 46 وقد مضى ثلث الكتاب بلا دليل يذكر !!
الموطن الاول:​
يقول اخوان الصفا :اعلم يا اخي بان الانسان الواحد لايقدر ان يعيش وحده لاعيشا نكدا لانه محتاج الى طيب العيش في احكام صنائع شتى ، ولايمكن للانسان الواحد ان يبلغها من اجل هذا اجتمع في كل مدينة اناس كثيرون لمعاونة بعضهم بعضا . ويقول ابن خلدون : اذا اجتمعوا _اي الناس _دعت الضرورة الى المعاملة واقتضاء الحاجات ومد كل واحد منهم يده الى حاجة ياخذها من صاحبه لما في الطبيعة الحيوانية من الظلم والعدوان بعظهم على بعض :46 قال صاحب كتاب نهاية اسطورة ابن خلدون فهذا تشابه واقتباس من ابن خلدون !!
ولي تعليقان على ذلك :
اولا:ان هذه المعلومة ليست خاصة باخوان الصفا، بل هي امر مشهور شائع عند الفقهاء وشراح الحديث النبوي كحديث يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار ، وعند شرح الفقهاء لمسائل النهي عن بيع العربان (اوالعربون ) ، وعدم تلقي الجلب لان هناك الذي يصنع وهناك المشتري وكلاهما يفيد من الاخر فاذا توسط بينهما احد غلت الاسواق وارتفعت الاسعار ، وللفقهاء هنا كلام جميل يطالع في مظانه ، يفيضون فيه في تعاون المجتمع يعرفه ابن خلدون فهو فقيه كبير وقاضي مالكي مقاصدي.
الامر الاخر : هب ان ابن خلدون افاد من اخوان الصفا في هذا الموضع فذلك لايقدم ولاياخر لانه قد الف سفرا جليلا جمع فيه شتات مايخص علم الاجتماع طولا وعرضا .
الامر الاهم :ان هذه النظرية تنسب الى الفلاسفة اليونانيين وعلى راسهم افلاطون وتلميذه ارسطو وتسمى ب( نظرية الوحدة العضوية) وافاد منها افلاطون في الجمهورية ، ولابد ان ابن خلدون كان مطلعا على كتب الفيلسوفين وهو الذي ناقشهما في مسائل الفلسفة من المقدمة ، حتى قال الاستاذ عبدالفتاح ابراهيم وهو من علماء الاجتماع في كتابه (مقدمة في الاجتماع ) :وقد عبر ابن خلدون عن هذا الراي _اي عن نظرية الوحدة الموضوعية_ بقوله :(ان الاجتماع الانساني ضروري ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم ان الانسان مدني بالطبع اي لابد من الاجتماع الذي هو المدينة في اصطلاحهم ...) :25 وقدبين الاستاذ عبد الفتاح اجماع المفكرين الاولين على ذلك اي فكرة الوحدة العضوية . فبالطبع سيشابه كلام ابن خلدون بعض كلام اخوان الصفا لانها مسالة محل اجماع . فسقط استدلاله الركيك .


اما الموطن الثاني
الذي زعم فيه اقتباس ابن خلدون من اخوان الصفا فهو صحيفة 60 فقد زعم ان تقسيم العالم الى اقاليم وان هذه الاقاليم ذات تاثير على بنية الانسان (روحا وجسما ) هو من بنات افكار اخوان الصفا اقول : لقد نادى الكاتب على نفسه بعدم الاطلاع ، فكيف يكتب في فلسفة التاريخ وعلم الاجتماع وهو لايعرف كتاب ابقراط (الأهوية والمياه والاماكن ) الذي كان يذكره ارسطو في كتبه فقد نوه في كتابه بالمقارنة بين الاسيويين والاوربيين ،وتاثرهم بالعوامل الطبيعية والجغرافية في تكوين الشعوب والمجتمعات ، ومن المعلوم لدى الباحثين في الاجتماع تأييد (ارسطو) لراي (ابقراط) في ان للاقاليم اثر في تكوين المجتمعات ... ولم تكن هذه الاراء غريبة على مفكري الاغريق الاخرين ،فقد جاء في اساطيرهم ان الشمس بحرارتهاالكاوية ، هي التي اعطت الاحباش لونهم ، وهي التي اوجدت الصحارى الشاسعة ، وارجع (هيرودوت) حضارة المصريين الى تاثير العوامل الجغرافية وكذلك فعل المؤرخ الاغريقي (ثوسيديدس) الشهير في وصفه لهذه التغيرات . ونحن نعرف اطلاع ابن خلدون فكان ولابد انه اطلع على ذلك يشهد له معرفته بفكر الاغريق ونقده الحاد له في المقدمة .

الموطن الثالث:
قولهم اي ابن خلدون واخوان الصفا بان الصنائع منها ماهي تدعو اليه الضرورة ، وماهو جمال وزينة :62 وهذا بدهي لم يسبق اليه اخوان الصفا ولا الفلاسفة بل كثير من المفسرين قد بينوا ان قوله تعالى :(ولكم فيه جمال حين تروحون وحين تسرحون ) النحل 16:6 بين فيه الشرع الاعمال الضرورية ، والجمالية واسهبوا في ذلك ، ثم ان هذا من البدهيات الذي يدل عليه العقل السليم ولا يحتاج ابن خلدون الى التقليد فيه . ثم انهى الكاتب كلامه الذي يجتره اجترارا في صحيفة :78 بالمسالة عينها . ثم عاد ليجتر المسالة التي ذكرهااولا وهي ان الانسان مدني بطبعه الى صحيفة 108 .

الموطن الرابع:
اهمية وجود رئيس 108. فقد نسب لابن خلدون انه قلد اخوان الصفا في انه ينبغي وجود رئيس وحاكم للامة ، واترك الحكم لكم على هذا الكلام . الم يسمع بالخلاف الذي جرى بين جمهور المعتزلة الذين قالوا بعدم وجوب الامام اذ يستطيع الناس بعقولهم ان يكفوا انفسهم عن داعية الهوى وتسيير امورهم بمقتضاه ، وطبيعي جدا ان يتبنى ابن خلدون راي الاشاعرة فهو سني اشعري . ثم اخذ الكاتب يقارن بين ما ذكره ابن خلدون في وصف العلوم وبعض ما ذكره اخوان الصفا الى اخر الكتاب صحيفة : 160تقريبا ، وهذا مسلك عقيم فكيف يصف امرا يشترك في وصفه وبيانه الجميع ولايختلفون فيه ، وقد عجبت له يقارن اقواله في تقسيمات علم المنطق مع تقسيمات اخوان الصفا ، وهو علم لايختلف فيه اثنان من القائلين به في وصفه فلا يمكن ان يزيد ابن خلدون ولا اخوان الصفا شيأ فيه .ولم يات بطائل يمكن التعويل عليه البتة .

كلمة اخيرة :وجدت هذا الكاتب يكره ابن خلدون ويصفه بالنصاب والمحتال (صحيفة36 ،37 ) واللااخلاقي وغير ذلك وعندما كان يسجن الظلمة ابن خلدون فانهم يسجنونه لاطماعه وحيله (ص 54، وفي الجانب الاخر يصف اخوان الصفا بانهم مفكرون تنويريون وليسوا بسياسيين ((ويشدد على ذلك ))ومعهم المعري وابن الراوندي وابن سينا ، واخوان الصفا قد مورس عليهم الاضطهاد من العباسيين والمتوكل خاصة !!! (وسبحان الله يمدح من رمي بالزندقة كابن الراوندي والمعري ويذم القاضي ابن خلدون )وهذا ظلم وافتراء فكل من ارخ للعلامة ابن خلدون بين علمه وزهده وتربيته العلمية والدينية ، والظلم الذي وقع عليه من حاسديه ،واعجاب كل من لقيه بعلمه .
هذا الكلام والافتراء غير المسبوقين يجعلني افهم دوافع هذا الكاتب التي اجملها بحقد قد يكون غير موضوعي ولايبنى على حقائق علمية بحثية .
للاسباب الاتية :
1/عدم بيانه ان اخوان الصفا حركة سياسية اسماعيلية كانت تناصب العباسيين العداء ، وعملت على محاربتهم من الداخل وبتخفي ،وصبغت نفسها بصبغة فكرية مع انها حركة سياسية تناصب العباسيين العداء . اجمع على ذلك كل المحققين الذين كتبوا في تاريخ الفلسفة . بل اكد الكاتب مرارا انهم ليسوا بسياسيين !! وهذا ما لا اجد له تبريرا .
2/لم يبين الكاتب مخالفة ابن خلدون لاخوان الصفا في عقائدهم كنظرية الفيض الافلاطونية ، وايمانهم بالفلسفة (مع عقد ابن خلدون فصولا لدحض العقيدتين ) ،وقولهم بالتناسخ وعدم ايمانهم باهمية العبادات ، واهتمامهم بطقوس غريبة عن الاسلام ولذلك هم حركة باطنية تعلن خلاف ماتبطن ،كما بين المؤرخون لتاريخ الفلسفة.وهي حركة فيثاغورية تؤمن بالعدد ،وابن خلدون اقام الادلة على بدعية ذلك .كل ذلك يجعلنا نرفض اخذ ابن خلدون منهم .
3/الطعن بابن خلدون جاء من بعض المتطرفين الشيعة ,(وليس المعتدلين المحققين ) لمدحه هارون الرشيد والدولة العباسية وانه بين ان هذا الخليفة قد ظلم ودافع عنه ونصره وكذلك مايخص خلافة العباسيين ، فانه مدحهم في مقدمته والامامية تعتقد ان العباسيين ظلموا اهل بيت النبي الاطهار صلى الله على نبينا وعلى اله وسلم ،والشيعة تنقسم الى فريقين في ابن خلدون لبعض الروايات التي لا يقبلها اهل السنة في الطعن في الرشيد ، وهم لا يميلون الى ابن خلدون لموقفه هذا ، والقليل يحترمه .
ولا ادري هل من باب المصادفة اني وجدت الكاتب الذي يتهم ابن خلدون قد كتب كتابا في فرق الشيعة !! فليكن واضحا ولنحترم رايه اذا كان يميل الى اختيار الامامية بدلا من التشكيك في المقدمة فمن الحق ان يصرح انسان بميوله العقدية سنيا او شيعيا او معتزليا ... وربما لايحبذ الكاتب ذلك وهو في بلد سني ، ولكن ماهوذنب ابن خلدون والحقيقة العلمية .

4/وكاتب الكتاب محمود اسماعيل كان يرفض في كتابه مدح الغرب وعلماء الاجتماع لابن خلدون . وكان ينبغي ان يفخر بذلك ،وهذا حقد اسود . واخيرا لقد عاب على ابن خلدون زعمه انه ابتكر هذا العلم وقال ان اخوان الصفا سبقوه . فاقول انك لم تذكر سوى اربعة مواطن فيها افكار ادعيت ان بن خلدون اخذها من اخوان الصفا !! فهل تعرف ان المقدمة فيها اكثر من ((مئتي)) 200فصل ،في كل فصل افكارا اجتماعية ومساهمات في علم العمران الذي ابتكره ابن خلدون بلا مراء ولا مرية .ما لو بقي اخوان الصفا الف سنة لما استطاعوا ان يكتبوا مثله . لما الف ابن خلدون المقدمة لم يزعم انه ابتكر كل حرف فيها بل ادعى انه ابتكر علما قد سبقه البعض الى بعض مفرداته ولكنه لم يخطر ببالهم ان يكون هناك علم يسمى بعلم الاجتماع والعمران وفلسفة التاريخ . قال :((وهذا الفن الذي لاح لنا النظر فيه نجد منه مسائل تجري بالعرض لاهل العلوم في براهين علومهم ،وهي من جنس مسائله بالموضوع .. مثل ما يذكره الحكماء والعلماء في اثبات النبوة من ان البشر متعاونون في وجودهم فيحتاجون فيه الى الحاكم والوازع ،ومثل ما يذكر في اصول الفقه ،في باب اثبات اللغات ان الناس محتاجون الى العبارة عن المقاصد بطبيعة التعاون والاجتماع وتبيان العبارات اخف ،ومثل ما يذكره الفقهاء من تعليل الاحكام الشرعيةبالمقاصد في ان الزنا مخلط للانساب مفسد للنوع ،وان القتل ايضا مفسد للنوع ، وان الظلم مؤذن بخراب العمران المفضي لفساد النوع ،وغير ذلك من سائر المقاصد الشرعية في الاحكام فانهاكلها مبنية على المحافظة على العمران فكان لها النظر فيما يعرض له وهو ظاهر من كلامناهذا في هذه المسائل الممثلة . وكذلك ايضا يقع الينا القليل من مسائله في كلمات متفرقة لحكماء الخليقة لكنهم لم يستوفوه . فمن كلام الموبذان ( اي عالم زرادشتي ) بهرام بن بهرام :في حكاية البوم التي نقلها المسعودي : ايها الملك ، ان الملك لايتم عزه الا بالشريعة ..ولا قيام للشريعة الابالملك ولا عز للملك الا بالرجال ولاقوام للرجال الابالمال ولاسبيل للمال الا بالعمارة ، ولاسبيل للعمارة الابالعدل ، والعدل الميزان المنصوب بين الخليقة نصبه الرب وجعل له قيما وهو الملك )) . ثم ذكر ابن خلدون بعض الامثلة لمفردات علم الاجتماع التي يبثها العلماء هنا وهناك ، لا على انها علم بل هي مسائل بالعرض لابالذات .وبين ان القاضي ابو بكر الطرطوشي كتب كتاباعنونه ب(سراج الملوك ) كاد ان يماثل كتاب المقدمة ، الاانه ((لم يصادف فيه الرمية ،ولا اصاب الشاكلة ولا استوفى المسائل ، ولا اوضح الادلة ...)) ثم قال :((ونحن الهمنا الله الى ذلك الهاما واعثرنا على علم جعلنا بين نكرة وجهينة خبره، فان كنت قد استوفيت مسائله وميزت عن سائر الصنائع انظاره وانحائه فتوفيق من الله وهداية وان فاتني شيئ في احصائه واشتبهت بغيره فاللناظر المحقق اصلاحه ولي الفضل لاني نهجت له السبيل واوضحت له الطريق والله يهدي بنوره من يشاء )).

والذي يجدر ذكره ان ابن خلدون بحث في هذا العلم على سبيل الذات وقبله كان من يتكلم فيه انما يتكلم عرضا ولم يخطر بباله ان يكون علما وهو علم العمران والاجتماع . كما قد كتب ابو يوسف في اصول الفقه شذرات ، وواصل ابن عطاء كما في كتاب الاوائل شذرات مهمة ، لكن ان يفرد ذلك بتصنيف ومسائل ومباحث لم يتم ذلك الا للشافعي ، وكذلك الشاطبي قد سبقه في بيان المقاصد ابو المعالي الجويني والامام الغزالي والعز بن عبد السلام بملاحظات معروفة رحمهم الله جميعا ، لكن كان له الفضل في جعل المقاصد علما مستقلا لا نتف اصولية هنا وهناك ،وكذلك ابن خلدون كتب قبله شذرات فجمعها وزاد عليها الكثير الكثير وانتقد وميز الغث من السمين واتى بالادلة ، العقلية والنقلية لكل باب وفصل ، وذكر مواطن الاجماع والمنازعات بما لاتجد مثله في بابه كما بين هو ورأيناه في المقدمة فلا ينبغي بعد هذا البيان ان نبخس حق الرجل في التاليف المنفرد كعلم قائم بنفسه كما ذكر ((كل حقيقة يمكن ان يكون لها علم خاص بها )) .ولا ننسى قول الله تعالى :((ولاتبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين )) هود. فقرن البخس بالافساد. وكل الذي فعل الرجل رحمه الله تعالى ان افرد العمران بتصنيف وجعله علما له موضوع . وموضوع كل علم ((مايبحث فيه عن عوارضه الذاتية )) فبحث مايعرض للعمران بحثا مطلوبا بالذات وهذا هو العلم المستقل .
والله الهادي الى سواء السبيل
(وكتبه الدكتور علي جميل طارش )).
 
إنضم
24 يناير 2012
المشاركات
1,294
الجنس
ذكر
الدولة
سريلانكا
المدينة
كولومبو
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

ابن خلدون رائد العلوم الاجتماعية والإنسانية ؟ للدكتور فؤاد البعلي
Pages from ابن خلدون رائ&#1583.jpg
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
24 يناير 2012
المشاركات
1,294
الجنس
ذكر
الدولة
سريلانكا
المدينة
كولومبو
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

من آثار التخطيطات الاستراتيجية :

يقول الدكتور عبيد حسنة في تقديمه بكتاب "التأصيل الإسلامي لنظريات ابن خلدون" :

وفي العشرينيات - أيضا - قدم الطالب طه حسين رسالته في باريس أيضا عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية وتوجيه من أستاذه "بول كازنوفات" كال طه حسين التهم للعلامة ابن خلدون وحال تجريده من ريادته في مجال تأسيس علم الاجتماع وسفه آراء العرب والأوروبيين الذين يعطون ابن خلدون هذا الفضل وحصر عبقرية ابن خلدون في أنه فصل السياسة عن الأخلاق والقانون والاعتبارات الدينية وهو إسقاط علماني لا رصيد له في فكر ابن خلدون العالم المسلم الملتزم!!.
....
وفي باريس – كذلك – (!!) نوقشت رسالة دكتوراه خلال فبراير 1977 م ، نشرها صاحبها الدكتور (على أومليل) بالعربية تحت عنوان "الخطاب التاريخي - دراسة لمنهجية ابن خلدون" ، حوال فيها - بكل ما يستطيع من تحليل وإسقاط فكري - تجريد ابن خلدون من كل أشكال الريادة ففي رأيه أن جميع الأحاديث المتصلة بفلسفة التاريخ عند ابن خلدون هي أحاديث في غير موضعها "وكثيرا ما حاول بعضهم التقريب بين فلسفة التاريخ في المقدمة وبين الفلسفات التي ظهرت بعدها في الفكر الغربي ليخلصوا من ذلك إلى أن ابن خلدون كان رائدا في هذا المجال كما كان رائدا في مجال علم الاجتماع إلا أن قيام فلسفة التاريخ بمعناها الدقيق اي الطريقة القصدية في التاريخ بصفته معطى موضوعيا وعنصرا فاعلا وفي التفكير في مبادئه المحركة وغائيته ، هي مسألة مرتبطة تاريخيا بتطور الفكر الغربي وخاصة منذ القرن الثامن عشر"... فالكاتب ينفي ريادة ابن خلدون لفلسفة التاريخ !!.
ولا يكتفي الكاتب بهذا بل يلاحق ابن خلدون في علم الاجتماع ... قائلا : "وهناك من يؤكد تأكيدا جازما أن ابن خلدون هو مؤسس العلوم الإنسانية والاجتماعية وخالق التاريخ العلمي وعلم الاجتماع، كذلك من الرائج القول بأن علم العمران الخلدوني هو نفسه السوسيولوجيا (علم الاجتماع)وهنا أيضا ينبغي أن نذكر بالعلاقة بين ميلاد السوسيولوجيا بالمعنى المحدد لهذا العلم في القرن الماضي وبين الثورة الاجتماعية - التاريخية التي قامت بها الطبقة الوسطى في الغرب" !!
فالكاتب يتمادى في ملاحقته لابن خلدون فينفي عنه ريادته المعترف بها عالميا في تأسيس علم الاجتماع (السوسيولوجيا) ... وذلك -أيضا- لحساب الحضارة الأوروبية.
وبينما نجد الطلاب العرب، يطعنون في ريادة ابن خلدون لعلمي تفسير التاريخ والاجتماع على النحو الذي ألمحنا إليه نجد في الوقت نفسه مؤرخا عملاقا يعتبر بحق من أكبر مؤرخي القرن العشرين وهو أرنولدتوينبي يقرر في موسوعته الرائعة "دراسة للتاريخ " أن ابن خلدون قد وضع فلسفته للتاريخ وهي بلا مراء أعظم عمل من نوعه وابتدعه عقل في أي مكان أو زمان ويقرر - كذلك - أن ابن خلدن "لم يستلهم أحدا من السابقين ولا لم يدانيه أحد من معاصريه بل لم يثر قبس الإلهام لدى تابعيه مع أنه في مقدمته للتاريخ العالمي قد تصور وصاغ فلسفة للتاريخ تعد بلا شك أعظم نوع من نوعه".
وأما المؤرخ العالمي المعروف (روبرت فلنت ) فيقول عن ابن خلدون : إنه العالم الكلاسيكي ولا المسيحي الوسيط، قد أجنب مثيلا في فلسفة التاريه وليسس له كباحث نظري مثيل في أي عصر أو قطر حتى ظهر (فيكو) بعده بثلاثة قرون .... لم يكن أفلاطون أو أرسطو أو سان أو غسطين أندادا له ولا يستحق غيرهم أن يذكر إلى جانبه "... فمن يصدق ؟ يا ترى!
أ نصدق كبار الفلاسفة والمؤرخين وأساتذة الاجتماع وفلسفة التاريخ والحضارة؟ .... أم نصدق طلاب الدراسات العليا الموجهين من أساتذتهم في الجامعات الفرنسية والخاضعين لظروف غير موضوعية ؟!!
 
إنضم
24 يناير 2012
المشاركات
1,294
الجنس
ذكر
الدولة
سريلانكا
المدينة
كولومبو
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

من أسس هذا التخطيط العدواني

يقول الدكتور عبد الحليم عويس :
والحقيقة أننا ونحن بصدد الحديث عن ابن خلدون ، نجد أنفسنا أمام منحدر آخر ، سقط فيه الباحثون الخاضعون للمناهج الأوروبية إما تحت ضغوط أو تقليد أعمى ... ذلك أنهم لا يتصورون أن الإبداع يمكن أن يقع من داخل الخندق الإسلامي والثوابت الإسلامية ... إن التجربة الأوروبية الإلحادية القائمة على الصراع ضد الكنيسة وعلى التصور اللاهوتي الانعزالي للدين ضاغطة عليهم وهم بالتالي لا يتصورون أن طبيعة ديننا ونسقنا الحضاري مختلفان جذريان عن النمط الحضاري المادي والعقيدة اللاهوتية ... وأن الوحي يتكامل مع العقل في حضارتنا .. ومن هنا فإن كل أطبائنا وفلكيينا ومهندسينا وفلاسفتنا المبدعين ومختصرعينا ومنظرينا ، كانوا ممثلين حقيقيين لثوابتنا ولتصورنا للكون والإنسان والحياة ... إنهم حملوا المعالم وانطلقوا فأعطوا وأبدعوا ... وتجاوبت معهم الأمة .. وبقيت بصماتهم قوية في الحضارتين الإسلامية والإنسانية.

يقول الدكتور عويس :
على الرغم من الجهود الهائلة التي يبذلها وبذلها بسخاء وإسراف شديدين - الشيوعيون المندثرون والعلمانيون الملحدون والقوميون غير الإسلاميين
فإن نسيج المقدمة كلها ألفاظا ومصطلحات ولغة واستشهادات وأفكارا ومضامين هو نسيج إسلامي ينبع من مصادر الإسلام الأساس ومن الفكر المعتمد والموثق في التراث الإسلامي.
كل المحاولات غير العلمية بل والسوقية أحيانا التي حاولت توجيه ابن خلدون توجيها ماديا أو علمانيا عقليا لا صلة له بالوحي هي محاولات تتحدث عن شخص آخر غير ابن خلدون وعن مقدمة غير مقدمة ابن خلدون بل إنها تتحدث عن كاتبها المادي وفكره غير الديني.

كتاب " التأصيل الإسلامي لنظريات ابن خلدون "
للدكتور عبد الحليم عويس
مفهرسا ومنسقا
Pages from التأصيل الإسل.jpghttps://feqhup.com/uploads/1382890151731.pdf

 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

مقارنة بين افكار ابن خلدون واخوان الصفاء ؟
د.إبراهيم الحيدري
http://www.langue-arabe.fr/spip.php?article1115


قدم الأستاذ الدكتور فؤاد البعلي في كتابه "إخوان الصفاء وابن خلدون" الصادر عن مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية، بغداد 2011 دراسة مقارنة قيمة ناقش فيها الجوانب الاجتماعية لأفكار ابن خلدون وآراء أخوان الصفاء، التي تتعلق بالمؤسسة الدينية ومؤسسات الأسرة والتربية والتعليم وسياسة الدولة والمجتمع، منقبا وجامعا ومنسقا لتلك الآراء المبعثرة في طيات الكتب القديمة، مقارنا آراء أخوان الصفاء بآراء ابن خلدون ومن سبقهما وجاء بعدهما من مفكرين وفلاسفة عرب ومسلمين وغيرهم من المستشرقين.


من هم اخوان الصفاء ؟

اخوان الصفاء وخلان الوفاء جماعة من الفلاسفة المسلمين تكونت في البصرة في القرن العاشر الميلادي، الذين اتفقوا على التوفيق بين العقيدة الاسلامية والحقائق الفلسفية وخاصة الفلسفة اليونانية التي تأثروا بها، مثلما تأثروا بالفلسفة الهندية والفارسية. وكانت لهم اهتمامات متنوعة في العلم والفلسفة والرياضيات والفلك والسياسة والمجتمع وتوجت افكارهم الفلسفية في 52 رسالة عرفت بـ"رسائل اخوان الصفاء"، التي تعد بمثابة موسوعة للعلوم الفلسفية، ساعين فيها الى "اسعاد النفس عن طريق العلوم التي تطهر النفس"، خاصة في مرحلة ما بعد تفكك الدولة العباسية وصعود البويهيين الى الحكم، وفي محاولة للتقريب بين الدين والفلسفة، بعد تحجر الفكر اللاهوتي وانتشار مقولة السيوطي "من تمنطق فقد تزندق". -(ولم يكن الحافظ السيوطي ولد آنذاك)-
لقد كانت حركة اخوان الصفاء انعطافة انسانية عظيمة سارت على نهج فلاسفة اليونان في تثبيت الفكر الحر حيث قالوا :"انه متى انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة الاسلامية فقد حصل الكمال". وبالرغم من ان اخوان الصفاء كتبوا رسائلهم للعامة من الناس، إلا ان الكثير من الفلاسفة والمفكرين تأثروا بها وخاصة الغزالي.

مقدمة ابن خلدون

بحث ابن خلدون في مقدمته موضوع العمران البشري والاجتماع الانساني(علم الاجتماع بالمفهوم الحديث) ، مؤكدا على ما يلحق العمران البشري والاجتماع الانساني من أحوال اجتماعية واقتصادية وسياسية، مستخدما الطريقة الاستقرائية التي تعتمد على الملاحظة المباشرة والخبرة والتجربة.
ان علم العمران البشري الخلدوني يبحث فيما يعرض للبشر في اجتماعهم من أحوال العمران، لأن موضوعه هم البشر في وجودهم الذي يقوم على الاعتماد المتبادل والتعاون الانساني وتشكيل الجماعات وبناء المدن والحضارة وما يرتبط بها من شؤون الحكم والادارة والانتاج والتوزيع وكل ما يرتبط بشؤون المجتمع والعمل والأسرة والتربية وغيرها. والعمران البشري والاجتماع الانساني ضروري للبشر ، بدويا و حضريا ، ، لان الانسان مدني بالطبع وهدفه تكوين الحياة الاجتماعية التي تقوم على التعاون والتضامن والدفاع التي تقتضيها المصلحة العامة. ولذلك اصبح وجود السلطة ضروريا لدرء العدوان والدفاع وتنظيم المجتمع، وهذا معنى التملك(الدولة). واخيرا ضرورة التطور والتغير للنظم والدول والحضارات وذلك بسبب تطور وتغير العوامل الاقتصادية والدينية والسياسية.
أما بالنسبة للدين، فيرى ابن خلدون بان الفرد يكتسب دينه من أسرته:" فكل مولود يُولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه"، وان الله خلق العالم وتركه يجري حسب القوانين الاجتماعية دون تدخل منه. فالدين وسيلة للضبط الاجتماعي، وان الانسان اقرب الى قيم الخير من قيم الشر، وبواسطة الدين يسهل انقياد الافراد واجتماعهم. مؤكدا على ان الدعوة الدينية لا تتم من غير عصبية.

وتقترب آراء اخوان الصفاء من آراء ابن خلدون في أهمية الاسرة في اكتساب المعرفة والتمييز بين المحمود والمذموم. غير ان اخوان الصفاء وصفوا المرأة باوصاف سلبية، في حين اكد ابن خلدون على أهمية الأسرة وميز بين العلاقات الاجتماعية الأولية والثانوية وخاصة العلاقات القرابية
.

وفي أهمية وتأثير البيئة الاجتماعية في التربية والتعليم والتطبع بالاخلاق، كل حسب نشأته وبيئته، أكد اخوان الصفاء على التقليد والمحاكاة في نقل العادات والتقاليد الاجتماعية. كما وضعوا أهمية كبيرة على دور الموسيقى وتأثيرها في النفوس، وخاصة على طرق التربية والتنشئة الاجتماعية. فالموسيقى دواء للنفس. فهي تبعث شعورا بالخشوع فتزيد من رقة القلوب والعواطف، مما يؤدي ذلك الى تمتع الانسان باخلاق هادئة وعلاقات اجتماعية طيبة.

اما ابن خلدون فقد أكد على أهمية التنشئة الاجتماعية باعتبارها عملية اكتساب المعرفة والاخلاق وانتحال المذاهب والفضائل. وهي عملية تبدأ من الولادة وتستمر في اكتساب طرائق التفكير والعمل والسلوك وخاصة عن طريق اللغة التي تمكن الفرد من التعبير عن المشاعر والاغراض. واعتبر تعليم العلم "صناعة"، لان باستطاعة العقل البشري اكتساب المعارف، مؤكدا على الطرق الفعالة في التعليم، مقترحا الابتعاد عن طريقة الحفظ على ظهر قلب، واستخدام المناظرة والمحاورة والابتعاد عن استعمال الشدة. وبهذا يقترب ابن خلدون في آرائه في التربية والتعليم من آراء المفكرين المعاصرين
.
اما بالنسبة للطبقات فقد صنف اخوان الصفاء الناس الى مراتب، كل حسب مولده، ومرتبة والديه، مما يبقى الاغنياء والفقراء على حالهم. ونتيجة لذلك جاءوا بفكرة التعاون لاسعاد الناس ودعوا الى مجتمع فاضل يكون فيه الافراد خيرين وفضلاء. وهي فكرة مثالية تأثروا فيها بمدينة افلاطون الفاضلة. كما راى اخوان الصفاء بان لكل دولة بداية ونهاية، فاذا بلغت اقصى غاياتها اخذت بالانحطاط وتتبع فيها الدولة الرئيس وتتغير بتغير نفسيته، ومصيرها يتوقف على التنازع بين طالبي الملك.
واذا كانت افكار اخوان الصفاء الاجتماعية بسيطة وغير عميقة، فان افكار ابن خلدون الاجتماعية اكثر عمقا ومنهجية، حيث راى بان الانسان "مدني بالطبع" وقال بضرورة الاجتماع الانساني للحصول على المعيشة والحفاظ على الحياة وتنظيمها ووضع قوانين تتحكم بمسيرة المجتمع الانساني. وقسم المجتمع الى بدوي وحضري وكلاهما يعملان من خلال التعاون لتكوين العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وقد وضع ابن خلدون نظرية متكاملة للدولة التي اعتبرها اكثر من مجرد رئاسة. فهي تعني التغلب والحكم والقهر، وانها تقوم على العصبية التي تستند على صلة الدم والقربى. والدولة عنده مؤسسة اجتماعية طبيعية تقوم على التعاون بين افرادها، وان لها "دورة اجتماعية" تنمو وتزدهر ثم تأفل وتنحط فتموت مثل الانسان.

هل سطى ابن خلدون على افكار اخوان الصفاء الاجتماعية ؟!
يجيب على هذا السؤال الاستاذ فؤاد البعلي في الفصل الاخير من كتابه، وهو بمثابة رد ونقد وتفنيد لاراء محمود اسماعيل الذي اتهم ابن خلدون في كتابيه "اخوان الصفاء رواد التنوير في الفكر العربي" القاهرة 1998و" نهاية أسطورة ابن خلدون" القاهرة 2000 ، بانتحال افكار واراء اخوان الصفاء، معتبرا ان سائر النظريات التي نسبت الى ابن خلدون منقولة عن رسائل اخوان الصفاء، اذ ان ابن خلدون كان قد اقتبس عناوين الفصول من الرسائل. كما ان اخوان الصفاء اعتقدوا قبل ابن خلدون بان “النظام الاجتماعي الجائر يحمل في طياته بذور الانهيار والسقوط. وقد انتهى الى القول بان كتابات المفكرين عن ابن خلدون هي محض ترويج واخفاء جريمة السطو التي اقدم عليها ابن خلدون، وهي الهالة الزائفة التي نسجها هؤلاء الدارسون وتوجوا بها المعجزة الخلدونية.
ان هجوم محمود اسماعيل وقسوته على ابن خلدون، حسب البعلي، ليس له مبرر، بل هو تجن على الحقيقة، حيث يشهد العشرات من المفكرين والمستشرقين الكبار بانجازات العلامة ابن خلدون في علم التاريخ والعمران البشري والاقتصاد والسياسة وغيرها.
واذا كان هناك تشابه في بعض الافكار الاجتماعية بين اخوان الصفاء وابن خلدون فمرد ذلك الى ان كل نظرية جديدة لا تنبثق من عدم، لأن المعرفة البشرية هي تراكم خبر وتجارب انسانية وكل فرد يضيف اليها شيئا جديدا حتى تتكامل، وما المخترعات العلمية سوى تركيب وتطوير واضافة على مخترعات سابقة.

المصدر
(من مشاركة سابقة لأخينيا محمد أنيفر)
 
التعديل الأخير:
إنضم
24 يناير 2012
المشاركات
1,294
الجنس
ذكر
الدولة
سريلانكا
المدينة
كولومبو
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

يقول الدكتور مصطفى محمد الشكعة في كتابه " الأسس الإسلامية في فكر ابن خلدون ونظرياته " :
مجمل الرأي أن أكثر نظريات ابن خلدون السياسية والاجتماعية والتاريخية انبثقت عن فكر إسلامي خالص ومبادئ إسلامية سليمة ولم يكن ذلك بمستغرب من ابن خلدون العالم الفقيه المسلم ، شأنه في ذلك شأن من سبقوه من العلماء المسلمين المبدعين وهم من الكثرة مكان ومن الوفة بمقدار.

كتاب الأسس الإسلامية في فكر ابن خلدون ونظرياته مفهرسا

Pages from الأسس الإسلام.jpg
https://feqhup.com/uploads/1382959618191.pdf

 
إنضم
24 يناير 2012
المشاركات
1,294
الجنس
ذكر
الدولة
سريلانكا
المدينة
كولومبو
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: كتاب نهاية أسطورة: نظريات ابن خلدون مقتبسة من رسائل اخوان الصفا

يقول الدكتور عماد الدين خليل في كتابه "ابن خلدون إسلاميا":

لم تنل المسألة الدينية أي اهتمام يذكر على عمقها واتساعها في المقدمة وعلى ارتباطها بهذه الجوانب آنفة الذكر جميعا.

أكثر من ذلك، أن أحد الباحثين الغربيين وهو دي بوير (T.J.De Boer) يذكر " أن الدين لم يؤثر في آراء - ابن خلدون - العلمية بقدر ما أثرت الأرسطوطاليسية الأفلاطونية". ويشير باحث آخر و ناتانيل شميت (N.Schmidt) الأستاذ في جامعة كورنل بأمريكا أن ابن خلدون "إذا كان يذكر خلال بحثه كثيرا من آيات القرآن فليس لذكرها علاقة جوهرية بتدليله ولعله يذكرها فقط ليحمل قارئه على الاعتقاد بأنه في بحثه متفق مع نصوص القرآن" !! وثمة مستشرق ألماني هو فون فيسندنك (Wesendonk) يقول : إن ابن خلدون "تحرر من أصفاد التقاليد الإسلامية في درس شؤون الدولة والإدارة وغيرهما وأنه حرر ذهنه - كذلك - من القيود الفكرية التي ارتبطت في عصره بالعقائد العربية الصحيحة".

يقول الدكتور عماد : .... عدت إلى المقدمة مرة ومرتين وثلاثا وكننت قد مارست تدريسها لطلبة قسم التارخ في كلية الآداب سنوات عديدة ضمن موضوع "مناهج البحث وفلسفة التاريخ" وأخذت تتكشف لي يوما بعد يوم المادة البنائية الغنية التي تعطي الدليل العلمي القاطع على أن ابن خلدون لم يكن البتة كما قال دي بوير "غير متأثر بالدين في آرائه العلمية" فسنرى بعد قليل حكم التأثير الديني في مقدمته ، كما أنه لم يكن البتة كما قال ناتانيل شممت "يذكر خلال بحثه كثيرا من آيات القرآن دون أن يكون لذكرها علاقة جوهرية بتدليله وإنها ليحمل القارئه على أنه في بحثه متفق مع نصوص القرآن" وسنرى عما قريب مدى الارتباط العضوي بين الآيات التي يستشهد بها وبين صيرورة الوقائع التاريخية .. كما أنه لا يأتي بالنص القرآنية تملقا لقرائه وإنما انبثاقا عن رؤية عقيدة عميقة الجذور في فكره ونفسه .. كما أننا سنضع أيدينا على أكثر من دليل يقف في تضاد كامل مع ما قاله فيسيدنك من أن ابن خلدون "تحرر من التقاليد الإسلامية في درسس شؤون الدولة والإدارة وغيرهما" وسنجد ابن خلدون ينطلق من هذه التقاليد المرنة الحرة في أساس تركيبها لمعالجة شؤون الدولة والإدارة وغيرهما وأن ليس التيبس المزعوم في هذه التقاليد سوى إفراز مرضي يقذف به أناس لوعتهم المذهبية النصرانية أولا والوضعية بأنماطها المختلفة ثانيا ..


موقف المؤلف تجاه ابن خلدون :
إن مقالة توينبي عن سلفه المسلم في دراسته للتاريخ أمر جدير بأن يبعث الاحترام في نفوسنا للرجلين معا " إن ابن خلدون - يقول تويني - قد ألهم وصاغ فلسلفة للتاريخ هي بلا ريب أعظم عمل من نوعه ، ابتكره أي عقل في أي عصر وفي أي بلد " .. ولكن لا توينبي ولا ابن خلدون قد خطر في باله يوما ما أن بمقدور عقل زبشري تقديم ( إنجاز ) كامل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. ذلك شأن معطيات الله سبحانه لا معطيات خلقه.

.... إن رؤية ابن خلدون الدينية لا تمثل انعكاسا كاملا وأمينا للمعطيات القرآنية وأن هذه المعطيات المعجزة ليست بمسؤولة عما قد نجده في المقدمة من فجاجة أحيانا وقصور في الرؤية أحيانا أخرى ....

إلا أن القول بخطأ ابن خلدون وبعدم التطالبق الكلي بين رؤيته الدينية ومعطيات القرآن ، شيء واعتبار أن الرجل لم يتأثر بالدين ولم يكن لاستشهاداته القرآنية علاقة جوهرية بتدليله وإنما لمجرد تملق القراء وأن ذهنه تحرر من القيود الفكرية العقدية كما ادعى بوير وفنسدنك وشمت ، شيء آخر.

كتاب ابن خلدون إسلاميا
Pages from ابن خلدون إسل&#1575.jpghttps://feqhup.com/uploads/1382966851551.pdf
 
أعلى