العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
الموضوع الأول :


منهج الاستدراك: مسودة نفي التلازم بين تدوين النقد و اعتباره:

إنه من التجني على الفكر تعليقه بالمرقوم، و من التألي على الذكر وصف المكلف بالوقوع في المحظور...
لا يغيب على المنصف الخبير ضعف دلالات الأقوال إلا بتأييد من وحي السماء، بله مجانبة الصواب؛ فلعل الله اطلع على القلوب التي عزمت فعاقب الاقلام التي جنت، و من مقررات البديهة:
ـ جبران خطإ العفو، و الحجر على من أدان.
و في معالجة التراث محطات تهتز لها الجبال، و تستدعي نظرا نعومة ربات الحجال...فيها: محاكمات بما يحتمل وجوها، و إدانات بمعاول الأوهام و التخيلات.من ذلك: نسبة أقوال إلى مذاهب أهل الاعتزال.
فإن قيل: لا ضرر في الموافقة إن كانت حقا
قلت: و هل في الإلحاق نفع ضروري أو حاجي للتشريع؛ فالحق ينسب لصاحبه لا لمن وافقه،و إلا وصف المدرك المجهود بملل كفرية إذا ما تبنى معنى من المعاني الحقيقية التي لا تختلف باختلاف الزمان
و المكان...

و لا يخرج موقف المذاهب مع الطوفي عن هذا القيل قيد أنملة...
ـ و من المقررات: أن لازم المذهب ليس مذهبا، و ناقل الكفر لا يعد كافرا.
و عليه: فإن تدوين النقد قد يكون لتبني منهجه أو لاعتباره.و حظي من المستدركات اقتناص عقيدة النقد و التمحيص.
هذه مسودة متواضعة نقدم بها بين يدي حوار حول نفي التلازم بين تدوين النقد و اعتباره.
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

مما تعلق به النقد في إدانة الإمام الطوفي : تقديمه المصلحة على النص القطعي...و الحقيقة بخلاف ذلك لاعتبارات :
ـ حديثه يحمل على الجواز العقلي : لأن العقل لا يحيل تقديم المصالح على النصوص..أقسام حكم العقل لا محالة ، هي الوجوب ثم الاستحالة ، ثم الإمكان ثالث الأقسام ، فافهم منحت لذة الإفهام..
لم يقصد الإمام المفترى عليه : الوقوع الفعلي ؛ لانّه لم يقدم مثالا لتقديم المصلحة على النص القطعي..
ـ ثمّ إنّ البلبل في اأصول الفقه حافل بدفع التهمة عن حبيبنا الذي نجله...بل إنّ ثمة تشابها بينه و مستصفى الإمام الغزالي..
ـ و قد أشار إلى أن منظومة المصلحة تقرر حصرا في باب المعاملات حيث التعويل على حظوظ المكلفين و علل الأحكام..
ـ هل في قوله : تقدم المصلحة على النص الظني بيانا ، إثم ؟
ـ ولم يكن في سوق نظريته مبتدعا ؛ لأن له سلفا في هذه الأمة..
لله درك يا إمام أبت الديار أن تحملك ، و هجرتك الملل و الأمصار...أخرجك السذج من حياض مذاهبكم ، و ألبسوك ثياب التشيع..و قامت قيامة من تشيع ليدفع بك بين المنازل ..
ستنصفك الأرحام لا محالة...للحديث بقية
 

الزهراء

:: مطـًـلع ::
إنضم
4 يوليو 2010
المشاركات
143
الإقامة
الرياض
الجنس
أنثى
الكنية
أم عبدالرحمن
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
من أهل السنة والجماعة
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

نص الطوفي يرحمه الله :" وهذه الأدلة التسعة عشر أقواها النص والإجماع ، ثم هما إما أن يوافقا رعاية المصلحة أو يخالفاها ، فإن وافقاها فبها ونعمت ، ولا نزاع إذا اتفقت الأدلّة ، وهي النص والإجماع ورعاية المصلحة المستفادة من قوله صلى الله عليه وسلم :( لا ضرر ولا ضرار) وإن خالفاها وجب تقديم رعاية المصلحة عليهما بطريق التخصيص والبيان لهما ، لا بطريق الافتئات عليهما والتعطيل لهما " التعيين في شرح الأربعين (ص 238) - منقول من كتاب القول الشاذ وأثره في الفتيا -
ماتعليقكم أحسن الله اليكم على هذا النص ؟
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

هذا النص حجة قوية لما ذكرت..للأسباب التالية :
ـ أن أقوى الأدلة النص و الإجماع باعتبار تحقق المصلحة عند الاستدلال بهما..و لا يتصور أن يورثا فسادا..فإن تحقق ذلك ، فرعاية المصلحة أولى..علينا أن نتبه : لم يقل نقدم المصلحة ، بل نراعي المصلحة ..
و فرق بينهما..لأن مقصود الشرع من النصوص مراعاة المصلحة ، فإن ورثت فسادا من حيث التنزيل ، فهذا إغراق يخالف السنة ..و هو عين ما ذهب إليه مالك عندما قال : المغرق في القياس يكاد صاحبه أن يفارق السنة..إياك أن تعتقد ها هنا القياس الأصولي.. إنما قصده الدليل العام..و هو قول المذاهب في القول بالتخصيص و التقييد..
ـ كونه لم يتحدث عن تقديم المصلحة على القواطع ، و إنما على الظنون بيانا ؛ و البيان هو التخصيص و التقييد..و هو عين ما ذهبت إليه المدونات الأصولية..بل هناك شواهد من المدرسة العمرية ..وأحذرك أن تقول : صنيع عمرـ رضي الله عنه ـ من السياسة الشرعية ، كما قال صاحب ضوابط المصلحة لسبب بسيط هو أن السياسة الشرعية من الشرع..
ـ كونه قال ـ رحمه الله ـ رعاية المصلحة المستفادة من حديث : لا ضرر و لا ضرار..فهي رعاية شرعية للمصلحة ، سماها بعضهم : تقديم حيث على نص بيانا ، و سماها الطوفي : رعاية المصلحة..
و الحاصل : أن النص لا يدين الطوفي أبدا..و الله أعلم
 

توبة

:: متابع ::
إنضم
20 يونيو 2008
المشاركات
86
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
-------
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

ـ كونه لم يتحدث عن تقديم المصلحة على القواطع ، و إنما على الظنون بيانا ؛ و البيان هو التخصيص و التقييد..و هو عين ما ذهبت إليه المدونات الأصولية..بل هناك شواهد من المدرسة العمرية ..و أحذرك أن تقول : صنيع عمرـ رضي الله عنه ـ من السياسة الشرعية ، كما قال صاحب ضوابط المصلحة لسبب بسيط هو أن السياسة الشرعية من الشرع..
ـ كونه قال ـ رحمه الله ـ رعاية المصلحة المستفادة من حديث : لا ضرر و لا ضرار..فهي رعاية شرعية للمصلحة ، سماها بعضهم : تقديم حيث على نص بيانا ، و سماها الطوفي : رعاية المصلحة..
و الحاصل : أن النص لا يدين الطوفي أبدا..و الله أعلم
بارك الله فيكم
لو تتفضلون بمزيد بيان لما هو معلم بالأحمر لئلا يفوتني شيء مما سقتموه من فوائد في مشاركتكم هذه .
و أرى -و أنتم أدرى- أن تنقل المشاركات إلى مظنتها في الموضوع الأصلي.
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

إلى الدكتورة توبة :
ـ أشكركم على الثناء الجميل...أما تفصيل مااستشكل : فهو أن صاحب الضوابط أنكر أن ينسب للمالكية تخصيص النص بالمصلحة ، و تأول الأمثلة التي ساقها علماء المالكية في هذا الشأن بقوله : إن تلك المثل من باب السياسة الشرعية ، و لا يمكن أن تكون شاهدة لتقدم المصالح على النصوص بيانا.
و الثانية : أن كل فقيه أخذ بفلسفة التخصيص بالمصالح و رعيها في الاستنباط ، و لكن الخلاف في التسمية..يسميها بعضهم : تقديم حديث خاص على ما كان عاما..
 

توبة

:: متابع ::
إنضم
20 يونيو 2008
المشاركات
86
التخصص
فقه و أصوله
المدينة
-------
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

الشيخ الكريم الأخضري
جزاكم الله خيرا
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

ألمح الإمام الطوفي إلى منهج جديد في تقسيم المصادر و الأدلة أسوة بما هو معهود في المدونات الأصولية..إذ تعلق تراثنا بما هو في مظنة التحصيل..
على معنى : أن المصادر الاستدلالية ذرائع الحق المقصود ، و الغايات مئنات التكليف..مما يجعل النص مطية العابر إلى مراد الشرع ، و مراده جلب النفع مطلقا..
و عليه :فإنّ مقام التجويز يقتضي تقديم ما سيقت لأجله الذرائع حال التعارض ، و أما من حيث الوقوع الفعلي : فإنّ العبرة بالوسائل لكونها مظنات منضبطة..عندها قال الشاطبي : أقام الشرع المظنة مقام المئنة ضبطا للقوانين الشرعية..
و إني لأجزم بأحقية رفع هذا التحقيق إلى مقصود الإمام الحاذق..

 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

بارك الله فيكم شيخنا الأخضري
ما أروع الإنصاف إذا احتدم الخلاف.وبتحقيق علمي صارم
فكما قلتم البعض يرفع عقيرته للنيل من إمام جليل بحجم الشيخ الطوفي رحمه الله
بل من شدة الغلو وقلة الفهم الموسوم به البعض ممن يتصفون ببعض صفات الخوارج أنهم يطعنون في فقه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله وتتعالى أصواتهم:كيف يحق له أن يعطل حكم السرقة في بعض الحالات والنص فيها قطعي الدلالة والثبوت ولااجتهاد مع النص ؟
هكذا يقول بعضهم ولا حاجة لذكر الأسماء
وعلى ذكر الإمام الطوفي رحمه الله والدفاع عنه نرى البعض ممن يتحامل على حجة الإسلام (وهو من هو ) رحمه الله وربما لا يعرف عنه إلا القليل
وعند التحقيق تتهافت حججهم
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

أحسن الله إليك شيخنا بوزيان : مشاركتكم ناجحة و متميزة..أسألكم المزيد
 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

شيخناالكريم
والله يخجلني قولك (شيخنا) عنا
يعلم الله صدق ما أقول
أنتم الذين مرت على أياديكم المئات إن لم نقل الآلاف من طلبة العلم
لي اقتراح عندك شيخنا الكريم
لم لا يكون لكم موقع خاص تجمعون فيه أعمالكم العلمية
لا زلت أذكر زاوية (نوازل مازونة) التي كنتم تكتبون فيها في إحدى الجرائد الوهرانية
سعداء بتفاعلكم مع طلبة العلم
ومتأسفون على البداية غير الموفقة
بخصوص الدفاع عن الإمام الكبير الطوفي رحمه الله
بكل صدق لا نملك المزيد
نملك كلاما عاما ربما لا يسمن ولا يغني من جوع
أما كلام علمي محكم فنخشى من التناقض الذي قد نقع فيه بدون شعور
وانتم اعلم بهذه المسألة
لأن الفقهاء يضعون في تعاريفهم من المحترزات ما يجعل طالب العلم وكأنه يمشي على البيض فلا يقول كلمة حتى يعرف موقعها من الجملة لغة وشرعا وعقلا
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

يا شيخ بوزيان : مما تعلمته و أخذته من موائد العلماء : قل ماشئت في مراحل الطلب و إن أخطأت..لأن الصغير لا يكبر إلا إذا تعثر ، و لا تتهيب إلا من المولى عزّ و جل..ليته يرضى و الأنام غضاب..
نحن في موقع لا يدعي أحد فيه العصمة ، نتشوف إلى التعلم و التحصيل و الأدب...و قد تحدثت في هذا الملتقى عن عقدة " كيف نقرأ الموافقات " و قلت بنفي التلازم بين أن أكون ريانا و أن أجهد نفسي في قراءة الموافقات..
أما مدرسة مازونة و أصولها العريقة ، فهي مدرسة أهملها الفكر الأصولي...حاولت جاهدا أن ألفت عناية النظر إلى جواهرها..فقيل : تلك مبالغات علمية ، أسأل الله لها الفرج القريب..
أشكرك على هذا الإتقان شيخنا بوزيان

 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: زاوية الموضوعات التي لم يعلق عليها أحد

ربنا يبارك فيك ياشيخ
كلامكم المبارك يدفعنا دفعا للولوج إلى هذا العالم الذي يجد فيه طالب العلم لذته
ولنا أمل بما حدث لحجة الإسلام أباحامد الغزالي (هذا الفقيه الصوفي العجيب الذي مر بمراحل عديدة أوحت بذكاء متوقد ونفس تواقة )يوم دفع به صديق والده للزاوية فقط للأكل والشرب فكان ما كان فقال الشيخ (طلبنا العلم لغير الله فأبى ان يكون إلا لله )
هل لنا أن نرى معالم هذه المدرسة المازونية عبر هذا الملتقى المبارك والتي تذكرني بنوازل الونشريسي في كتابه الفريد (المعيار المعرب)
وقد لا تكون هناك أي علاقة؟
حفظكم الله شيخنا الكريم
 
أعلى