حياة
:: متابع ::
- إنضم
- 19 ديسمبر 2010
- المشاركات
- 12
- التخصص
- أدب
- المدينة
- مصر
- المذهب الفقهي
- مذهبي ما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الله وسنة رسوله
رفضت دار الإفتاء المصرية إزالة أي ضريح داخل المساجد بدعوى أن
الأضرحة مخالفة للشريعة أو بحجة توسعة المسجد، كما أهابت بعموم المسلمين التصدي
لدعوات هدم الأضرحة التي تقول بأن الحفاظ عليها شرك بالله.
وأكدت في بيان وصل لمشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية وحصلت شبكة «أون إسلام»
على نسخة منه- أن "حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا، فإذا كان صاحب القبر من أولياء
الله تعالى الصالحين فإن الاعتداء عليه بنبش قبره أو إزالته تكون أشد حرمة وأعظم
جرمًا".
جرمًا".
وتأتى هذه الفتوى التي طلبتها مشيخة الطرق
الصوفية بالإسكندرية (شمال مصر)؛ على خلفية قيام بعض المجهولين بالتعدي على الأضرحة
في بعض محافظات مصر، خاصة بعد رصد هذه الحوادث في الإسكندرية، كما شهدت محافظات
دلتا مصر، مثل البحيرة، حوادث مماثلة قبل عامين.
وبحسب
وبحسب
وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية الشيخ جابر قاسم، فإن آخر هذه التعديات كان
عند قيام مقاول وعمال بالتعدي على ضريح الشيخ محمد شرف بشارع رأس التين في الثالثة
فجرا، وألقت قوات الأمن الأسبوع الماضي القبض على الجناة وأحالتهم للنيابة العامة،
بحسب ما نقلت صحيفة "الشروق" المصرية.
وكشف لأون إسلام
مصدر مسئول بدار الإفتاء المصرية بأنه قد ورد إلى الدار أكثر من استفسار حول
الاعتداء على الأضرحة أو محاولة أزالتها وأصدرت الدار في هذا الشأن ثلاث فتاوى؛
الأولى للطريقة العزمية بناءً على سؤالها حول توضيح الحكم الشرعي في إزالة الضريح،
خاصة مع تزايد محاولات هدمها من قبل منتسبين للتيار السلفي لكونها -حسب فتاويهم-
شركا بالله.
وأضاف أن الفتوى الثانية جاءت ردا على
استفسار من مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية حول إزالة الأضرحة - أو جزء منها -
داخل المساجد بدعوى توسعة المسجد، والثالثة صدرت ردا على خطاب وارد من مجمع البحوث
الإسلامية التابع للأزهر لبحث مسالة الأضرحة، وتوضيح الرؤية الشرعية في الصلاة
بمساجد بها ضريح، وحكم إزالة الأضرحة.
للقبور حرمة
وقد أكدت دار الإفتاء
التي يرئسها الدكتور علي جمعة في فتواها حول الأضرحة وحكم الصلاة بالمساجد التي بها
ضريح، والتي حصلت أون إسلام على نسخة منها: "أنه من المقرر شرعًا
أن مكان القبر إما أن يكون مملوكًا لصاحبه قبل موته، أو موقوفًا عليه بعده، وشرط
الواقف كنصِّ الشارع؛ فلا يجوز أن يتخذ هذا المكان لأي غرض آخر" بما في ذلك
الصلاة.
وأكدت الفتوى أن الإسلام حرم "انتهاك
حرمة الأموات؛ فلا يجوز التعرض لقبورهم بالنبش؛ لأن حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيا،
فإذا كان صاحب القبر من أولياء الله تعالي الصالحين فإن الاعتداء عليه بنبش قبره أو
إزالته تكون أشد حرمة وأعظم جرمًا".
وأوضحت الفتوى أن "إكرام أولياء الله تعالي ومعرفة حقهم أحياءً
وأمواتًا من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولاً عند رب البريات، وقبورهم روضات من
رياض الجنة، ويجب علي المسلمين أن يأخذوا على يد من تسول له نفسه انتهاك حرمة
الأموات، خاصة أولياء الله الصالحين من أهل البيت وغيرهم، فإنهم موضع نظر الله
تعالى، ومن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء في الحديث
القدسي: (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)".
وبحسب الفتوى التي تناقلتها الطرق الصوفية، فإن "ما يثار من أن الصلاة في
المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين هي صلاة باطلة فقول مبتدع لا سند له، بل
الصلاة في هذه المساجد صحيحة ومشروعة، بل إنها تصل إلي درجة الاستحباب، وذلك
بالأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة وفعل المسلمين سلفًا
وخلفًا".
وخلصت إلى أنه بناء علي ذلك فإن "إزالة
الأضرحة من المساجد أو نقل رفاتها إلى أماكن أخرى- تحت أي دعوى، حتى لو كانت توسعة
المسجد وتجديده- هو أمر محرم شرعًا؛ لما فيه من الاعتداء السافر على حرمة الأموات،
وسوء الأدب مع أولياء الله الصالحين، وهم الذين توعد الله من آذاهم بأنه قد آذنهم
بالحرب، وقد أمرنا بتوقيرهم وإجلالهم أحياء وأمواتًا، ولا يجوز التوصل إلى فعل
الخير بالباطل".
من جهة أخرى، شددت
الفتوى على أن من أراد توسعة مسجد أو تجديده فيجب عليه شرعًا أن يبْقِي الضريح الذي
فيه في مكانه حتى لو أصبح وسط المسجد، أو يتْرَك المسجد كما هو حتى يقيض
الله تعالى له من يتولى توسعته من عباده المخلصين الذين يعرفون لأوليائه قدرهم
وحرمتهم، وينأون بأنفسهم عن التعدي على أضرحة الصالحين، لتتحقق إقامة المساجد على
تقوى من الله تعالى ورضوان.
وأهابت دار
الإفتاء في الفتوى بعموم المسلمين إلي التصدي لهذه الدعوات الهدامة التي تظهر بين
الحين والآخر زاعمة أن قبور الصالحين التي بنى المسلمون المساجد عليها شرقًا وغربًا
سلفًا وخلفًا (....) هي من شعائر الشرك وأعمال المشركين، مدعين أن المسلمين
إذ فعلوا ذلك فقد صاروا مشركين بربهم سبحانه، ويجعلون التوسل بالأنبياء والصالحين
وتعظيم أماكنهم وزيارة أضرحتهم -مما أطبقت عليه الأمة وعلماؤها جيلاً إثر جيل-
ضربًا من ضروب الوثنية والشرك، غير عابئين بتراث الأمة ومجدها
وحضارتها".
واعتبرت أن "كل تلك الدعوات
هي دعاوى الخوارج؛ يعمدون إلى الآيات التي نزلت في المشركين فيجعلونها في
المسلمين، كما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر في وصف
الخوارج تعليقًا، ومن ثم علي المسلمين أن يأخذوا علي تلك الأيدي
الآثمة التي لا تريد أن تعرف لقبور الصالحين حرمة، ولا أن ترقب في أولياء الأمة
إلاَّ ولا ذمة".
تعليق: يجوز بشروط
تعليق: يجوز بشروط
وتعليقا على هذه الفتوى، قال الدكتور عبد المعطي
بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية وأستاذ العقيدة والفلسفة في تصريح
خاص لـ«أون إسلام»: "إن هدم الأضرحة لا يجوز شرعا إلا إذا مضت مدة كبيرة
تأكد منها أنه ليس فيه أثر من آثار المتوفى، بعد سنوات طويلة".
غير أنه استدرك قائلا: "أضرحة الأولياء ينطبق عليها نفس الحكم الشرعي إلا
إذا كان الهدم بقصد الاستخفاف بمكانة الولي، فيكون التحريم هنا بسبب الاستخفاف،
وبناء على ذلك فإن هدم الضريح بالشروط السابقة لتوسعة المسجد جائزة وبشرط إذا كان
المسجد بحاجة لتوسعة بالفعل، وتأكد أن أثر الميت لم يعد
موجودًا".
وعن الصلاة في مسجد به ضريح
أوضح أنها صلاة جائزة إذا كان الإنسان لا يصلي متبركا بصاحب الضريح في صلاته، فإذا
كان يصلي لله تعالى مخلصا فصلاته جائزة".أ.هــ
وجزى الله أهل الملتقى خير الجزاء
المصدر
http://onislam.net/arabic/newsanalys...-11-57-38