الإطناب في مقام الاستئناس

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

مقام الأنس يوجب الإطناب و لو بالحديث عن معلوم ، أو صرف أوقات فيما تريده أن يدوم..
في شرعنا :تقرير المحكمات في حضرة الحكيم مذموم..و الاسترسال في المسلمات مرقوم..
ففي قوله ـ عليه السلام ـ : هي عصاي أتوكأ عليها ، و أهش بها على غنمي ، و لي فيها مآرب أخرى..إطناب في الجواب بما هو معروف عند السائل حتما ؛ لقصد الديمومة على مقام التشريف..
و لله المثل الأعلى

 

[نبيل محمد أبوبكر]

رد: الإطناب في مقام الاستئناس

الإطناب في مقام التأنيس كان أقرب لتحقيق مقصد نفي الخوف عن موسى مما سيحصل بعد... ومن ذلك -أي نفي الخوف- استعمال لفظ "حية" لأنه مقام تأنيس بما لم يعهد من قبل، خلافا للفظ "ثعبان مبين" في مقام التخويف لفرعون...
فهل لذلك الإطناب مقاصد أخرى؟
أما قوله (أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ...) فتلك مآرب لا تتحقق إلا بما هو متصلب، فكأنه أراد تثبيت معنى صلابة العصا في النفس، ليكون تحولها إلى حية ملتوية أبلغ في الإعجاز...
فإن كنتُ خرجتُ عن موضوعكم شيخنا فآمل ألا أكون قد خرجتُ عن الصواب... آنس الله وحشتكم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض.​

 

[د. الأخضر بن الحضري الأخضري]

رد: الإطناب في مقام الاستئناس

سلّم الله بيانك ، و زغردت الحكم لنكت بنانك :
قد يكون من مقاصد الإطناب : تأكيد ظاهر ما اعتقده السامع من خطاب ربه ، و أنّ مسماه مابيمنه..
و مقاصد السائل : تثبيت المسؤول على حقيقة ما يحمله ، فلا يرتاب إن هي تحولت إلى حية تسعى ؛ فيجزم بالأصل حال سعيه..و هناك يتحقق الإعجاز كما ذكرت شيخ المعارف..
أصبت كبد الحقيقة..و الرمية تدل على الرامي

 

[نصرالدين عبد الله أجدير]

رد: الإطناب في مقام الاستئناس

قيل ان التجانس يورث التآنس
ثمتيل ذلك: خلقة النبي الأشرف محمد صلى الله عليه وسلم، ورد في مطلق الآي:" وقالوا لولا انزل عليه ملك..." الآية " ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجـلا وللبسنا عليهم ما يلبسون"، فلو بعث الله الى الامة حجرا لاستهجنوه، ولو بعث ملكا لاستنكروه ، ولو جعله ملكا لجعله من جنس البشر لأن في ذلك أنس لهــم، وفيه إيماء إلى نورانية النبي صلى الله عليه وسلم.