العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تسمع بالمعيدي ..

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
" تسمع بالعيدي خير من أن تراه "
تقديره أن تسمع فحذف الموصول الحرفي وذلك جائز عند الكوفيين والبغداديين والأخفش وابن مالك في أن دون غيرها
وقال الميداني : يروى "لأن تسمع بالمعيدي خير" و"أن تسمع" ويروى "تسمع بالمعيدي لا أن تراه والمختار أن تسمع" .
يضرب لمن خبره خيرٌ من مرآه ودخل الباء على تقدير تحدث به خير .
أول من قاله المنذر بن ماء السماء وكان يسمع بشقة ويعجبه ما يبلغه عنه فلما رآه قال "تسمع بالمعيدي خير من أن تراه" فقال له شقة :أبيت اللعن "إنما يعيش الرجل بأصغريه لسانه وقلبه" فأعجبه كلامه
قال ابن خلكان :والمعيدي منسوب إلى معد بن عدنان وقد نسبوه بعد أن صغروه وخففوا منه الدال .
وقال العسكري : والدال يخفف ويثقل في هذا المثل والأصل التثقيل وقال بعضهم هو منسوب إلى مُعَيد وهو اسم قبيلة وأنشد :
سيعلم ما يغني مُعيد ومعرضٌ ....... إذا ما تميم غرَّقتك بحورها
وقال ابن المرحل في باب ما جرى مثلا من نظم الفصيح :
وقولهم تسمع بالمعيدي .......... لا أن تراه مثل في الأيدي
وإن تشأ قلت لأن تسمع بهْ ..... خير من ان تراه قل بحسبهْ
وقال الحريري لمن جاء يسأل عنه وسمع عن علمه وفضله واستقبحه عند رؤيته لدمامة خِلقته :
ما أنت أول سارٍ غرَّه قمر ............... ورائد أعجبته خضرة الدِمَنِ
فدونك فاختر غيري إنني رجل .... مثل المعيديّ فاسمع بي ولا ترني

واستشهد النحوييون بهذا المثل في أماكن منها :
  1. جواز حذف الموصول الحرفي كما تقدم
  2. جواز إضمار أن الناصبة وبقاء عملها وهذا على رواية نصب تسمع
  3. إسناد الاسم إلى الفعل المرفوع إذا كان معناه أن والفعل وهذا على رواية الرفع لأن معناها أن تسمع ولكنه لا يقاس قاله ابن هشام
وقال ناظم المغني في الصورة لأخيرة :
وإن مضارع بحذفها رُفع ....... فأمره سهل وقَيسه مُنعْ
تسمعُ بالمعيدِ بالرفع أتى ....... خيرٌ من الذي تراه ثابتا
ونختم قصة المعيدي بنموذج فريد من التواضع من إمام جليل وعابد نبيل هو البهلول بن راشد رحمه الله فقد مرت امرأتان وهو يصلي فقالت إحداهما للأخرى : هذا البهلول فقالت: لئن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ! . فقال البهلول :هذه عرفتني !
والله أعلم

 
أعلى