فهد بن عبدالله القحطاني
:: متخصص ::
- إنضم
- 12 يناير 2010
- المشاركات
- 863
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو مُـعـاذ
- التخصص
- فقه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- خميس مشيط
- المذهب الفقهي
- حنبلي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه , ثم أما بعد : فإن الدارس لأحكام الخلع في الفقه الإسلامي , لا يكاد يمر عليه مسألة إلا وعمدتها حديث المُختلِعة امرأةِ ثابت بن قيس بن شماس , وقد وجدت في هذا الحديث بعض الإشكالات التي تحتاج إلى شيء من التحرير , ومن ذلك :
1- ما سبب ورود القصة ؟ وينبني عليه سؤال فقهي : هل يُباح الخلع بلا مسوغ شرعي ؟
2- هل أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتد بحيضة ؟ وينبني عليه : كم تعتد المختلعة ؟
3- هل أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلقها ؟ وينبني على الخلاف في هذه اللفظة أهم سؤال فقهي في باب الخلع , وهو : هل الخلع فسخ أم طلاق , وتحت هذا السؤال فروع فقهية كثيرة .
4- هل نهى النبي صلى الله عليه وسلم ثابتَ بن قيس من أخذ الزيادة على ما أعطاها ؟ وينبني عليه : هل يجوز للزوج اذا خالعته زوجته أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها ؟
5- ما اسم صاحبة القصة ؟ هل هي جميلة أو زينب بنت أبي سلول , وهل هي أخته أم بنته ؟
أم أنها حبيبة بنت سهل , أم مريم المغالية , أم جميلة بنت سهل , أم سهلة بنت حبيب , أم أن القصة متعددة كما جنح إليه ابن عبد البر وابن حجر وأومأ إليه المزي ؟ وكيف تتعدد القصة وقد جاء أوجه تشابه في القصتين , قصة حبيبة وجميلة ؟ من ذلك مهرهما فقد كان حديقة , وسبب القصة وهو أن ثابتًا كسر يد الأولى فخالعته , ثم تزوج الثانية فكسر يدها فخالعته , كل هذه الأسئلة وغيرها أحببت في هذا البحث أن أجتهد في تحريرها , وسأضطر أحيانًا لذكر متن الحديث , لحاجة الباحث إلى النظر في اختلاف الرواة في الألفاظ فأقول مستعينًا بالله :
يروي هذه القصة عدد من الصحابة والتابعين , ابن عباس , وعمر بن الخطاب , وأنس بن مالك , وسهل بن أبي حثمة , وعائشة , وعبد الله بن عمرو وعمرة بنت عبد الرحمن , والرُّبَيِّع بنت معوذ و عبدالله بن رباح وسعيد بن المسيب , وأبو الزبير , وابن جُريج , وعطاء بن أبي رباح , وسليمان بن يسار , وابن سيرين , وأشهر الروايات لهذه القصة رواية ابن عباس ورواية عمرة بنت عبد الرحمن وسأبدأ بهما :
أولًا : حديث ابن عباس
يروي الحديث عن ابن عباس , عكرمة وعطاء ( هكذا مهملا ) , ويرويه عن عكرمة : أيوب السختياني وثابت البناني وخالد الحذاء وقتادة بن دعامة السدوسي وعمرو بن مسلم وأبوحَرِيز وأبو الخليل وحبيب بن أبي ثابت , وهذا بيانها :
1- أيوب السختياني , ويرويه عنه إبراهيم بن طهمان و جرير بن حازم وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد ووُهيب بن خالد وقد اختُلف عليه في وصله وإرساله ولفظه .
أ- إبراهيم بن طهمان :أخرجه البخاري في صحيحه (4972) معلقًا , قال رحمه الله : وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلِّقْهَا , وَعَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : جَاءَتْ امْرَأَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَا أَعْتِبُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ وَلَكِنِّي لَا أُطِيقُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ قَالَتْ نَعَمْ .
وأخرجه أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج (تغليق التعليق 5275) قَالَ ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عبد الله بن الْعَبَّاس ثَنَا أَحْمد بن حَفْص بِهِ حَدثنِي أبي حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن طهْمَان به فذكره موصولا .
ب- جرير بن حازم :أخرجه البخاري في صحيحه (4973) وابن الجارود في المنتقى (750) والبيهقي في السنن الكبرى (15237) من طريق قُرَادٍ أَبي نُوحٍ قال : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَنْقِمُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ إِلَّا أَنِّي أَخَافُ الْكُفْرَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ فَقَالَتْ نَعَمْ فَرَدَّتْ عَلَيْهِ وَأَمَرَهُ فَفَارَقَهَا
قلت : وسيأتي الكلام على هذه الرواية .
ت - حماد بن زيد أخرجه البخاري في صحيحه (4973) , قال : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ جَمِيلَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
ث- حماد بن سلمة أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20012) , قال : حَدَّثَنَا يَحْيَى بن مُعَاذٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عِيسَى بن شَاذَانَ، ثنا حَفْصُ بن عُمَرَ الضَّرِيرُ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس ، أن جميلة بنت أبي بن سلول، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ما أعتب على ثابت في خلق، ولا دين، ولكن أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:تردين عليه حديقته؟، قالت: نعم، فردت عليه، وفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما.
وهذا إسناد غريب , إذ لا يُعرف لثابت البناني رواية عن عكرمة .
ويحيى بن معاذ شيخ الطبراني , قال عنه الدارقطني : يُعتبر به
وحفص بن عمر الضرير , قال عنه ابن معين : لا يُرضى , وقال أبوحاتم : صدوق , صالح الحديث , عامة حديثه يحفظه . (تهذيب الكمال ) وقال ابن حجر : صدوق عالم .
جـ - سعيد بن أبي عروبةأخرجه البيهقي في الكبرى (15240) من طريق عبد الوهاب بن عطاء سَأَلْتُ سَعِيدًا – يعني ابن أبي عروبة - عَنِ الرَّجُلِ يَخْلَعُ امْرَأَتَهُ بِأَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهَا فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ : أَنَّ جَمِيلَةَ بِنْتَ السَّلُولِ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنًا تَعْنِى زَوْجَهَا ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَاللَّهِ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ :« خُذْ مَا أَعْطَيْتَهَا وَلاَ تَزْدَدْ ».
ثم قال البيهقي بعدها : وقال عبد الوهاب قال سعيد حدثنا أيوب عن عكرمة بمثل ما قال قتادة عن عكرمة إلا أنه قال لا أحفظ ولا تزدد .
حـ – معمر بن راشد : أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11795) عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال جاءت امرأة ثابت بن قيس إلي النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله لا والله ما أعتب على ثابت دينا ولا خلقا ولكن أكره الكفر في الإسلام فقال النبي صلى الله عليه و سلم أتردين إليه حديقته قالت نعم فدعا النبي صلى الله عليه و سلم ثابتا فأخذ حديقته وفارقها وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول .
خـ - وهيب بن خالدقال البيهقي في سننه : ورواه سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن جميلة فذكره مرسلا وكذلك رواه وهيب عن أيوب . قلت : أي مرسلا , وقد بحثت عن هذه الرواية فلم أجدها .
الحكم على طريق أيوب السختياني :
تبين فيما سبق أن الحديث رواه عن أيوب سبعة واختلفوا فيه عليه , فوصله ابراهيم بن طهمان وجرير بن حازم وحماد بن سلمة , وأرسله حماد بن زيد وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد ووهيب بن خالد , والذي يظهر أن رواية الإرسال هنا أصح لما يلي :
1- أن حماد بن زيد من أثبت الناس في أيوب , بل هو أثبتهم , قَال عَباس الدُّورِيُّ : سمعت يحيى بن مَعِين يقول : إذا اختلف إسماعيل بن عُلَيَّة ، وحماد بن زيد في أيوب كان القول قول حماد. قيل ليحيى : فإن خالفه سفيان الثوري ؟ قال : فالقول قول حماد بن زيد في أيوب.
قال يحيى : ومن خالفه من الناس جميعا في أيوب فالقول قوله. قال : وَقَال حماد بن زيد : جالست أيوب عشرين سنة.
وَقَال أبو بكر بن أَبي خيثمة ، عن يحيى بن مَعِين : ليس أحد في أيوب أثبت من حماد بن زيد.
وَقَال يعقوب بن سفيان : سمعت سُلَيْمان بن حرب يقول : حماد بن زيد في أيوب أكبر من كل من روى عن أيوب. ( تهذيب الكمال )
2- أن الطرق الموصولة في هذا الإسناد لا تخلو من مقال , فإبراهيم بن طهمان روايته عن أيوب قليلة جدا , ولا تكاد توجد , بل ذكر المزي في تهذيب الكمال أنه لم يرو عنه إلا البخاري تعليقا , ورواية جرير بن حازم رواها عنه قراد أبو نوح , وهو إن كان قد وثقة أكثر النقاد إلا أن ابن حِبَّان ذكره في كتاب "الثقات" وَقَال : كان يخطئ يتخالج في القلب منه . وقَال الدَّارَقُطْنِيُّ في الجرح والتعديل وابن حجر في التقريب: ثقة وله أفراد .
وجرير بن حازم قال عنه أحمد : جرير بن حازم حدث بالوهم بمصر ، ولم يكن يحفظ . وقال - أيضًا : جرير كثير الغلط , وقال : جرير بن حازم يروي عن أيوب عجائب , وقد ذكر الدكتور الصياح في ( دراسة أحاديث تعظيم الربا على الزنا ) أنه تتبع رواية جرير عن أيوب فوجد فيها اضطرابا , ثم ساق أمثلة لذلك , ولم يذكر هذه الرواية .
ورواية حماد بن سلمة سبق ذكر الغرابة فيها .
قيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل : أيما أحب إليك حماد بن زيد أو حماد بن سلمة ؟ قال : ما منهما إلا ثقة ، وحماد بن سلمة أقدم سماعا من أيوب ، وكتب عنه قديما في أول أمره ، وحماد بن زيد أكثر مجالسة له فهو أشد معرفة به .
وَقَال أيضا : يسند حماد بن سلمة عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس عنه . ( تهذيب الكمال)
3- أن الذين أرسلوه أكثر , وهذه القرينة وإن كان فيها ضعف لقرب الثلاثة من الأربعة إلا أنها تعتضد بما قبلها .
1- ما سبب ورود القصة ؟ وينبني عليه سؤال فقهي : هل يُباح الخلع بلا مسوغ شرعي ؟
2- هل أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتد بحيضة ؟ وينبني عليه : كم تعتد المختلعة ؟
3- هل أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلقها ؟ وينبني على الخلاف في هذه اللفظة أهم سؤال فقهي في باب الخلع , وهو : هل الخلع فسخ أم طلاق , وتحت هذا السؤال فروع فقهية كثيرة .
4- هل نهى النبي صلى الله عليه وسلم ثابتَ بن قيس من أخذ الزيادة على ما أعطاها ؟ وينبني عليه : هل يجوز للزوج اذا خالعته زوجته أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها ؟
5- ما اسم صاحبة القصة ؟ هل هي جميلة أو زينب بنت أبي سلول , وهل هي أخته أم بنته ؟
أم أنها حبيبة بنت سهل , أم مريم المغالية , أم جميلة بنت سهل , أم سهلة بنت حبيب , أم أن القصة متعددة كما جنح إليه ابن عبد البر وابن حجر وأومأ إليه المزي ؟ وكيف تتعدد القصة وقد جاء أوجه تشابه في القصتين , قصة حبيبة وجميلة ؟ من ذلك مهرهما فقد كان حديقة , وسبب القصة وهو أن ثابتًا كسر يد الأولى فخالعته , ثم تزوج الثانية فكسر يدها فخالعته , كل هذه الأسئلة وغيرها أحببت في هذا البحث أن أجتهد في تحريرها , وسأضطر أحيانًا لذكر متن الحديث , لحاجة الباحث إلى النظر في اختلاف الرواة في الألفاظ فأقول مستعينًا بالله :
يروي هذه القصة عدد من الصحابة والتابعين , ابن عباس , وعمر بن الخطاب , وأنس بن مالك , وسهل بن أبي حثمة , وعائشة , وعبد الله بن عمرو وعمرة بنت عبد الرحمن , والرُّبَيِّع بنت معوذ و عبدالله بن رباح وسعيد بن المسيب , وأبو الزبير , وابن جُريج , وعطاء بن أبي رباح , وسليمان بن يسار , وابن سيرين , وأشهر الروايات لهذه القصة رواية ابن عباس ورواية عمرة بنت عبد الرحمن وسأبدأ بهما :
أولًا : حديث ابن عباس
يروي الحديث عن ابن عباس , عكرمة وعطاء ( هكذا مهملا ) , ويرويه عن عكرمة : أيوب السختياني وثابت البناني وخالد الحذاء وقتادة بن دعامة السدوسي وعمرو بن مسلم وأبوحَرِيز وأبو الخليل وحبيب بن أبي ثابت , وهذا بيانها :
1- أيوب السختياني , ويرويه عنه إبراهيم بن طهمان و جرير بن حازم وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد ووُهيب بن خالد وقد اختُلف عليه في وصله وإرساله ولفظه .
أ- إبراهيم بن طهمان :أخرجه البخاري في صحيحه (4972) معلقًا , قال رحمه الله : وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ خَالِدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلِّقْهَا , وَعَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : جَاءَتْ امْرَأَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَا أَعْتِبُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ وَلَكِنِّي لَا أُطِيقُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ قَالَتْ نَعَمْ .
وأخرجه أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج (تغليق التعليق 5275) قَالَ ثَنَا سُلَيْمَان بن أَحْمد ثَنَا عبد الله بن الْعَبَّاس ثَنَا أَحْمد بن حَفْص بِهِ حَدثنِي أبي حَدثنِي إِبْرَاهِيم بن طهْمَان به فذكره موصولا .
ب- جرير بن حازم :أخرجه البخاري في صحيحه (4973) وابن الجارود في المنتقى (750) والبيهقي في السنن الكبرى (15237) من طريق قُرَادٍ أَبي نُوحٍ قال : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَنْقِمُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلَا خُلُقٍ إِلَّا أَنِّي أَخَافُ الْكُفْرَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ فَقَالَتْ نَعَمْ فَرَدَّتْ عَلَيْهِ وَأَمَرَهُ فَفَارَقَهَا
قلت : وسيأتي الكلام على هذه الرواية .
ت - حماد بن زيد أخرجه البخاري في صحيحه (4973) , قال : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ جَمِيلَةَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
ث- حماد بن سلمة أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20012) , قال : حَدَّثَنَا يَحْيَى بن مُعَاذٍ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عِيسَى بن شَاذَانَ، ثنا حَفْصُ بن عُمَرَ الضَّرِيرُ، ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس ، أن جميلة بنت أبي بن سلول، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ما أعتب على ثابت في خلق، ولا دين، ولكن أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:تردين عليه حديقته؟، قالت: نعم، فردت عليه، وفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما.
وهذا إسناد غريب , إذ لا يُعرف لثابت البناني رواية عن عكرمة .
ويحيى بن معاذ شيخ الطبراني , قال عنه الدارقطني : يُعتبر به
وحفص بن عمر الضرير , قال عنه ابن معين : لا يُرضى , وقال أبوحاتم : صدوق , صالح الحديث , عامة حديثه يحفظه . (تهذيب الكمال ) وقال ابن حجر : صدوق عالم .
جـ - سعيد بن أبي عروبةأخرجه البيهقي في الكبرى (15240) من طريق عبد الوهاب بن عطاء سَأَلْتُ سَعِيدًا – يعني ابن أبي عروبة - عَنِ الرَّجُلِ يَخْلَعُ امْرَأَتَهُ بِأَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَاهَا فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ : أَنَّ جَمِيلَةَ بِنْتَ السَّلُولِ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنًا تَعْنِى زَوْجَهَا ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ وَاللَّهِ مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ :« خُذْ مَا أَعْطَيْتَهَا وَلاَ تَزْدَدْ ».
ثم قال البيهقي بعدها : وقال عبد الوهاب قال سعيد حدثنا أيوب عن عكرمة بمثل ما قال قتادة عن عكرمة إلا أنه قال لا أحفظ ولا تزدد .
حـ – معمر بن راشد : أخرجه عبد الرزاق في المصنف (11795) عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال جاءت امرأة ثابت بن قيس إلي النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله لا والله ما أعتب على ثابت دينا ولا خلقا ولكن أكره الكفر في الإسلام فقال النبي صلى الله عليه و سلم أتردين إليه حديقته قالت نعم فدعا النبي صلى الله عليه و سلم ثابتا فأخذ حديقته وفارقها وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول .
خـ - وهيب بن خالدقال البيهقي في سننه : ورواه سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أن جميلة فذكره مرسلا وكذلك رواه وهيب عن أيوب . قلت : أي مرسلا , وقد بحثت عن هذه الرواية فلم أجدها .
الحكم على طريق أيوب السختياني :
تبين فيما سبق أن الحديث رواه عن أيوب سبعة واختلفوا فيه عليه , فوصله ابراهيم بن طهمان وجرير بن حازم وحماد بن سلمة , وأرسله حماد بن زيد وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد ووهيب بن خالد , والذي يظهر أن رواية الإرسال هنا أصح لما يلي :
1- أن حماد بن زيد من أثبت الناس في أيوب , بل هو أثبتهم , قَال عَباس الدُّورِيُّ : سمعت يحيى بن مَعِين يقول : إذا اختلف إسماعيل بن عُلَيَّة ، وحماد بن زيد في أيوب كان القول قول حماد. قيل ليحيى : فإن خالفه سفيان الثوري ؟ قال : فالقول قول حماد بن زيد في أيوب.
قال يحيى : ومن خالفه من الناس جميعا في أيوب فالقول قوله. قال : وَقَال حماد بن زيد : جالست أيوب عشرين سنة.
وَقَال أبو بكر بن أَبي خيثمة ، عن يحيى بن مَعِين : ليس أحد في أيوب أثبت من حماد بن زيد.
وَقَال يعقوب بن سفيان : سمعت سُلَيْمان بن حرب يقول : حماد بن زيد في أيوب أكبر من كل من روى عن أيوب. ( تهذيب الكمال )
2- أن الطرق الموصولة في هذا الإسناد لا تخلو من مقال , فإبراهيم بن طهمان روايته عن أيوب قليلة جدا , ولا تكاد توجد , بل ذكر المزي في تهذيب الكمال أنه لم يرو عنه إلا البخاري تعليقا , ورواية جرير بن حازم رواها عنه قراد أبو نوح , وهو إن كان قد وثقة أكثر النقاد إلا أن ابن حِبَّان ذكره في كتاب "الثقات" وَقَال : كان يخطئ يتخالج في القلب منه . وقَال الدَّارَقُطْنِيُّ في الجرح والتعديل وابن حجر في التقريب: ثقة وله أفراد .
وجرير بن حازم قال عنه أحمد : جرير بن حازم حدث بالوهم بمصر ، ولم يكن يحفظ . وقال - أيضًا : جرير كثير الغلط , وقال : جرير بن حازم يروي عن أيوب عجائب , وقد ذكر الدكتور الصياح في ( دراسة أحاديث تعظيم الربا على الزنا ) أنه تتبع رواية جرير عن أيوب فوجد فيها اضطرابا , ثم ساق أمثلة لذلك , ولم يذكر هذه الرواية .
ورواية حماد بن سلمة سبق ذكر الغرابة فيها .
قيل لأبي عبدالله أحمد بن حنبل : أيما أحب إليك حماد بن زيد أو حماد بن سلمة ؟ قال : ما منهما إلا ثقة ، وحماد بن سلمة أقدم سماعا من أيوب ، وكتب عنه قديما في أول أمره ، وحماد بن زيد أكثر مجالسة له فهو أشد معرفة به .
وَقَال أيضا : يسند حماد بن سلمة عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس عنه . ( تهذيب الكمال)
3- أن الذين أرسلوه أكثر , وهذه القرينة وإن كان فيها ضعف لقرب الثلاثة من الأربعة إلا أنها تعتضد بما قبلها .
التعديل الأخير: