د. ملفي بن ساير العنزي
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 مارس 2011
- المشاركات
- 1,035
- الكنية
- أبو محمد
- التخصص
- فقه
- المدينة
- مكة المكرمة والشمال
- المذهب الفقهي
- أصول المذهب الأحمد
الحمد لله... رضي عن الصحب الكرام...
وهم قد رضوا عنه..وبلّغوا الرضوان !!!
ومنهم من كلّمه - جلّ في علاه - كفاحاً [الترمذي 3010, وابن ماجه 190 و2800, وابن أبي عاصم في الجهاد 2/512]... ومنهم من زكّى...
وابن عباس رضي الله عنهما من الصحب الأبرار...
فلله درّه من حبر وعلم وفقه؛ بنيّة وقول وعمل...
لله درّه من سيّد...
لله درّه من أمير ومجاهد...
لله درّك يابن عباس من صاحب... لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ومن وزراءه وأنصار دينه...[SUP] ([SUP][1][/SUP])[/SUP].
نحبُّك حبّ الطالب الوضيع أمام علمك وفهمك ولغتك وشهامة فعلك, واتّقاد فؤادك؛ من صاحب صِناعة...
نحبك حب المعترف بالفضل لأهله...
اللهم فزده نعيماً وارض عنه؛ كما وصف وجاد, وكما أعطى وأفاد .
من وصَف !
وكيف وصف ؟
وبم وصف !
إنه (حبر الأمة وترجمان القرآن)...
ولقد وصف الرحمة المهداة...
ودونكم الحديث - بوركتم أجمعين -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان النبي صلى الله عليه و سلم أجو د الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة). متفق عليه [SUP]([SUP][2][/SUP])[/SUP]
قال ووصف هذا الوصف؛ لأنه صلى الله عليه وسلم يعطي قبل السؤال, وفوق الكرم والسخاء؛ ليكون النعت محموداً ذاتياً لا يفارقه صلى الله عليه وسلم, .
ابن عباس الصاحب المقدّم في الشرب, وفي التهجّد والقيام.
إنه من الآل ومَن قدّمه من إِلال...
إنه المحبّ للسنة, المحارب للبدعة وأهلها...
إنه ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنه المسلّي, والمومى إليه...
سأل كبار الصحابة... وأتى العلم... وتحمّل بوجهه السوافي...
صلى زيد بن ثابت على جنازة أمه فقرّبت له بغلته ليركب فأخذ ابن عباس بركابه فقال زيد: (خلّ عنها يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم). فقال : (هكذا نفعل بعلمائنا).
زاد بعضهم؛ فقبل زيد يده، وقال: (هكذا نفعل بأهل بيت نبينا). رضي الله عنهم[SUP]([SUP][3][/SUP])[/SUP].
من كلماته النيّرات: (تمام المعروف؛ تعجيله وتصغيره وستره).
إنه الصاحب ابن الصاحب... الذي رضي بالقضاء في منشطه ومكرهه, واحتاط في آخر عمره وأوّله...
لما كف بصره؛ أتاه رجل ، فقال له : إن صبرت لي سبعا لا تصلي إلا مستلقيا داويتك ، ورجوت أن تبرأ عينك.
فأرسل ابن عباس إلى عائشة، وأبي هريرة، وغيرهما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فكلهم يقولون : أرأيت إن متّ في هذه السبع ، كيف تصنع بالصلاة ؟ قال : فترك عينيه ، فلم يداوها [SUP]([SUP][4][/SUP])[/SUP].
أرسل للبقية وأهل الغرفة المحمية... بجوار الروضة الندية...
أراد النعيم المقيم - في دار الخلد التي وعدها الرحمن لمن قام بالعبادة وهو قادر محتسب ومتّبع - لا الدار الزائلة !
فصبر ورابط ونشر العلم؛ حتى أتاه اليقين...
خاتمة:
عن عبد الله بن بريدة قال أرسل معاوية إلى دَغْفَل رضى الله تعالى عنهما؛ يسأل عن العربية والنحو والنسبة[SUP]([SUP][5][/SUP])[/SUP] فقال يا دغفل من أين حفظت هذا؟ قال: (بلسان سؤول وقلب عقول وأذن واعية)[SUP]([SUP][6][/SUP])[/SUP].
وقال أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري القاضي المالكي :
" .... قيل لدَغْفَل النَّسّابة؛ بمَ أدركت ما أدركتَ من العلم؟ قال: ( بلسانٍ سؤولٍ وقلبٍ عَقولٍ وكنت إذا لقيتُ عالماً أخذت منه وأعطيته)[SUP] ([SUP][7][/SUP])[/SUP].
وأستغفر الله وأتوب إليه.
وكتب أبو محمد ملفي بن ساير العنزي.
السبت 20 رمضان 1432هـ.
([1]) ينظر: مسند أحمد ط الرسالة 6/ 84, مسند البزار 5/212.
([2]) ينظر: صحيح البخاري, تحقيق البغا 3/ 1304.
([3]) ينظر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 253, فيض القدير 2/ 28. وقال ابن عبد البر رحمه الله عن هذه الزيادة: " وهذه الزيادة من أهل العلم من ينكرها".
([4]) ينظر: مصنف ابن أبي شيبة (2/ 236), المستدرك (3/ 629) البدر المنير (4/ 86), التلخيص ط المدينة 1/227- 228, ط العلمية 1/558.
([5]) أي علم النسب .
([6]) ينظر: الآحاد والمثاني (3/170).
([7]) ينظر: المجالسة وجواهر العلم ص 73.
وهم قد رضوا عنه..وبلّغوا الرضوان !!!
ومنهم من كلّمه - جلّ في علاه - كفاحاً [الترمذي 3010, وابن ماجه 190 و2800, وابن أبي عاصم في الجهاد 2/512]... ومنهم من زكّى...
وابن عباس رضي الله عنهما من الصحب الأبرار...
فلله درّه من حبر وعلم وفقه؛ بنيّة وقول وعمل...
لله درّه من سيّد...
لله درّه من أمير ومجاهد...
لله درّك يابن عباس من صاحب... لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ومن وزراءه وأنصار دينه...[SUP] ([SUP][1][/SUP])[/SUP].
نحبُّك حبّ الطالب الوضيع أمام علمك وفهمك ولغتك وشهامة فعلك, واتّقاد فؤادك؛ من صاحب صِناعة...
نحبك حب المعترف بالفضل لأهله...
اللهم فزده نعيماً وارض عنه؛ كما وصف وجاد, وكما أعطى وأفاد .
من وصَف !
وكيف وصف ؟
وبم وصف !
إنه (حبر الأمة وترجمان القرآن)...
ولقد وصف الرحمة المهداة...
ودونكم الحديث - بوركتم أجمعين -
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان النبي صلى الله عليه و سلم أجو د الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة). متفق عليه [SUP]([SUP][2][/SUP])[/SUP]
قال ووصف هذا الوصف؛ لأنه صلى الله عليه وسلم يعطي قبل السؤال, وفوق الكرم والسخاء؛ ليكون النعت محموداً ذاتياً لا يفارقه صلى الله عليه وسلم, .
ابن عباس الصاحب المقدّم في الشرب, وفي التهجّد والقيام.
إنه من الآل ومَن قدّمه من إِلال...
إنه المحبّ للسنة, المحارب للبدعة وأهلها...
إنه ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنه المسلّي, والمومى إليه...
سأل كبار الصحابة... وأتى العلم... وتحمّل بوجهه السوافي...
صلى زيد بن ثابت على جنازة أمه فقرّبت له بغلته ليركب فأخذ ابن عباس بركابه فقال زيد: (خلّ عنها يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم). فقال : (هكذا نفعل بعلمائنا).
زاد بعضهم؛ فقبل زيد يده، وقال: (هكذا نفعل بأهل بيت نبينا). رضي الله عنهم[SUP]([SUP][3][/SUP])[/SUP].
من كلماته النيّرات: (تمام المعروف؛ تعجيله وتصغيره وستره).
إنه الصاحب ابن الصاحب... الذي رضي بالقضاء في منشطه ومكرهه, واحتاط في آخر عمره وأوّله...
لما كف بصره؛ أتاه رجل ، فقال له : إن صبرت لي سبعا لا تصلي إلا مستلقيا داويتك ، ورجوت أن تبرأ عينك.
فأرسل ابن عباس إلى عائشة، وأبي هريرة، وغيرهما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : فكلهم يقولون : أرأيت إن متّ في هذه السبع ، كيف تصنع بالصلاة ؟ قال : فترك عينيه ، فلم يداوها [SUP]([SUP][4][/SUP])[/SUP].
أرسل للبقية وأهل الغرفة المحمية... بجوار الروضة الندية...
أراد النعيم المقيم - في دار الخلد التي وعدها الرحمن لمن قام بالعبادة وهو قادر محتسب ومتّبع - لا الدار الزائلة !
فصبر ورابط ونشر العلم؛ حتى أتاه اليقين...
خاتمة:
عن عبد الله بن بريدة قال أرسل معاوية إلى دَغْفَل رضى الله تعالى عنهما؛ يسأل عن العربية والنحو والنسبة[SUP]([SUP][5][/SUP])[/SUP] فقال يا دغفل من أين حفظت هذا؟ قال: (بلسان سؤول وقلب عقول وأذن واعية)[SUP]([SUP][6][/SUP])[/SUP].
وقال أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري القاضي المالكي :
" .... قيل لدَغْفَل النَّسّابة؛ بمَ أدركت ما أدركتَ من العلم؟ قال: ( بلسانٍ سؤولٍ وقلبٍ عَقولٍ وكنت إذا لقيتُ عالماً أخذت منه وأعطيته)[SUP] ([SUP][7][/SUP])[/SUP].
وأستغفر الله وأتوب إليه.
وكتب أبو محمد ملفي بن ساير العنزي.
السبت 20 رمضان 1432هـ.
([1]) ينظر: مسند أحمد ط الرسالة 6/ 84, مسند البزار 5/212.
([2]) ينظر: صحيح البخاري, تحقيق البغا 3/ 1304.
([3]) ينظر: جامع بيان العلم وفضله 1/ 253, فيض القدير 2/ 28. وقال ابن عبد البر رحمه الله عن هذه الزيادة: " وهذه الزيادة من أهل العلم من ينكرها".
([4]) ينظر: مصنف ابن أبي شيبة (2/ 236), المستدرك (3/ 629) البدر المنير (4/ 86), التلخيص ط المدينة 1/227- 228, ط العلمية 1/558.
([5]) أي علم النسب .
([6]) ينظر: الآحاد والمثاني (3/170).
([7]) ينظر: المجالسة وجواهر العلم ص 73.