الهم ارزقنا علم السلف وأدبنا بأدبهم

[عبد الرحمن بكر محمد]

قال يونس الصدفي: ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة.
قال الذهبي: قلت: هذا يدل على كمال عقل هذا الامام، وفقه نفسه، فما زال النظراء يختلفون. اهـ. من سير أعلام النبلاء للذهبي: 17/10
وعلم بلا أدب كنار بلا حطب.

 

[سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد]

رد: الهم ارزقنا علم السلف وأدبنا بأدبهم

جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن على الفائدة القيمة
وهذا من آداب الخلاف التي ينبغي مراعاتها وهي المحبة والاحترام رغم الخلاف والقدوة الأولى في ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم ثم صحابته فسيرتهم مشحونة بالأمثلة على هذه الآداب فرغم اختلاف الصحابة في كثير من المسائل إلا أن قلوبهم كانت مؤلفة وكانوا يتحلون بروح التآخي والاحترام جميعا رضي الله عنهم

 

[عبد الرحمن بكر محمد]

رد: الهم ارزقنا علم السلف وأدبنا بأدبهم

أنا قصدت علماء المذاهب وذلك لكثرة الاختلاف عليهم وفي أقوالهم،
وإليكم أسواق مثالًا آخر لتواضع العالم وسؤاله من هو دونه لتحصيل الفائدة، ولا يمنعه كونه عالمًا من سؤال غيره، وهذا من حسن أدبهم وجميل أخلاقهم، قال أبو الحسن المتيطي: قال ابن العطار: ولقد سألني ابن أبي زيد بالقيروان عن رجل ابتاع قطيعًا من جنان رجل على أن يصرفه إلى جنانه ولا يكون له مدخل على جنان البائع، فصرفه ثم استحقت جنة المبتاع، فجاوبته بأن البيع ينتقض في القطيع، فقال لي ابن أبي زيد: نزلت عندنا فأفتيت بهذا.اهـ
فالعلم رحم بين أهله، ولم يستنكف ابن أبي زيد -وهو عندنا مالك الصغير- وقدره معلوم للقاصي والداني أن يسأل ابن العطار عن مسألة.
اللهم خلقنا بأخلاقم يا رب العالمين

 

[عبد الرحمن بكر محمد]

رد: الهم ارزقنا علم السلف وأدبنا بأدبهم

أخرج البخاري في صحيحه عن هزيل بن شرحبيل قال: سئل أبو موسى عن ابنة وابنة ابن وأخت، فقال: للابنة النصف، وللأخت النصف، وأت ابن مسعود فسيتابعني، فسئل ابن مسعود وأُخْبِرَ بقول أبي موسى، فقال: لقد ضللت إذًا وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي صلى الله عليه و سلم: للابنة النصف، ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت، فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعود، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم.
قلت وفي هذا عدة فوائد: أولًا: لم يقل أبو موسى: الحق والحق أقول للابنة كذا وللابن كذا... إلخ كما يقول طالب العلم في يومنا هذا؛ إذ يدعي العلم بكل شيء، ثم يسفه آراء الآخرين ويزدري رأيهم، بل قال: وأت ابن مسعود كمن يريد التأكد من فتواه، وهذا فعل أهل العلم.
ثانيًا: قال ابن مسعود: قد ضللت إذًا، وهذا من أدب العالم؛ إذ لم يزري على المخالف، وقال: قد ضل من قال بهذا، فضلًا عن التبديع والتفسيق.
ثالثًا:لم يقل ابن مسعود: سأقضي فيها برأيي، بل رفع الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
رابعًا: حسن خلق أبي موسى: إذ تراجع عن قوله الخطأ، ومدح ابن مسعود، بل قال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم.
ومن الفائدة أيضًا ما قاله ابن منظور: (أَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإِن الفقهاء قد اختلفوا فيهم، فبعضهم يقول: حَبْرٌ، وبعضهم يقول: حِبْرٌ، وقال الفراء إِنما هو حِبْرٌ بالكسر، وهو أَفصح؛ لأَنه يجمع على أَفْعالٍ دون فَعْلٍ، ويقال ذلك للعالم، وإِنما قيل: كعب الحِبْرِ؛ لمكان هذا الحِبْرِ الذي يكتب به وذلك أَنه كان صاحب كتب).
أسأل الله أن يرزقنا وإياكم حسن الخلق، وفقه الاختلاف.

 

[محمد شعبان محمود]

رد: الهم ارزقنا علم السلف وأدبنا بأدبهم

أمين يا رب العالمين..اللهم أرزقنا علم و أيمان و أدب السلف