رد: تسعة أعشار العلم
.....
و إذا أضافنا إلى هذه الجموع قول الأبياري : " هو استعمال مصلحة جزئية في مقابلة قياس كلي " انتهينا إلى أن الاستحسان منهج تشريعي عام يعول فيه على المصلحة في الاحتكام و المحاكمة..يوازن فيه الفقيه المعاشر بين المصالح و المفاسد..و يورد الأحكام المقصودة..و إن لم يجد مبررا جزئيا..؛ وهو معنى قولهم :" دليل ينقدح في الذهن لا تساعد العبارة عليه " و المعلوم أن الخلل في العبارة لا يستلزم خللا في المعبر عنه..
و الذي أوقع المنكر في الالتباس ، عدم درك المقصد من إيراد أقسام الاستحسان!!!! و الله أعلم
أفدتنا بجمعٍ جميع! وعميم
وكان في ذهني شيء أحببت طرحه ؛ من باب ردّ العلم إلى مسديه - نفع الله بك- :
القدرة على معرفة عمق "المصلحة"... بما تعنيه من قواعد, مع ما يصاحب من نظر مستنده عمومات الشرع... يكون مقصودا.
ومن يسطع إبطال الاجتهاد والرأي والتعليل... التي هي مع وتحت الدليل...
ففي البخاري :
عن ابن عمر [رضي الله عنهما] قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه؛ حتى إني لأرى الري يخرج من أظفاري ثم أعطيت فضلي - يعني - عمر ) . قالوا فما أولته يا رسول الله ؟ قال ( العلم ).
قال بعض المحققين:
والمراد بالعلم هنا: العلم بسياسة الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم واختص عمر بذلك (كما في الفتح)... لأسباب ذكروها.
وحق لعمر النظر في المآلات, واجتهاده الرحب, وهو على القمة "الدليلية", وما [قد] ينطوي تحت تلك المآلات الفعلية من؛ مراعاة للخلاف. وسد للذريعة. ودفع للضرر. ومقصد يستحسنه أمثاله...
وهو - رضي الله عنه - من قال! لأبي موسى رضي الله عنهما في خبر الاستئذان ثلاثا... "أما إني لم أتهمك ولكني خشيت أن يتقول الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
(كما في التمهيد)؛ فسدّ الذريعة, كما يعمل بمسائل كثيرة: المالكية, والحنابلة, وغيرهم... ومن باب الوسائل... البعض.
ولا يقال - فعل ذلك - لأنه لا يأخذ بخبر الواحد! ؛ فلقد أخذ به مقابل رأيه - وكان رأيه أن المرأة لا ترث من دية زوجها؛ لأنها ليست من عصبته الذين يعقلون عنه - ؛ فورّثها بخبر الواحد!.
ولقد كان ابنه - من بعده - رضي الله عنهما ؛ يتوقف عن بعض الأحكام,,, بل والفتيا في مسائل مع ما فيها من سعة, ومع ما فيه من رأي وتقوى؛ فبعض
القضايا (قابضة في عنق صاحبها لا غير) واللبيب يدرك.
وعليه, فمن المسلمات؛
علم النبي صلى الله عليه وسلم بالله لا يبلغ أحد درجته.
وعمر رضي الله عنه أُعطي فضل- ولولا أن العلم بالتعلم - لقلنا إنه أمر خارق كما قرره الحافظ رحمه الله؛ ولكنه
العلم بالله وما يورّثه من العمل في المجموع والعام. قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].
وفي المقابل لا غنى عن قول الحق المبين, وخلقه مالا نعلم,,, وما نفتقر إليه قطعاً...
قال تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله} البقرة.
وقال تعالى: { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا...} البقرة
{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 79]
.....
(أختصر المقصد؛ لأقول: هناك علم غامض, لا يعتليه أي أحد! ومن اعتلاه - برحمة ربه, ثم بالتقوى - التذّ به حتى الريّ.
بله؛ ورآه حسنا).
والله أعلم.
وفقكم الله.