محمد مبارك الدوسري
:: متفاعل ::
- إنضم
- 31 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 475
- التخصص
- الثقافه الاسلاميه
- المدينة
- القرين
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
مـــــــــرثيـــة الأنــدلــــس.
لــــكــــل شــــــــيء إذا مـــــــــا تـــــــــم نـــقـــصـــان : فـــــــلا يـــغــــر بــطــيـــب الــعـــيـــش إنــــســــان |
هــــــــي الأمــــــــور كــــمــــا شــاهــدتــهـــا دول : ٌمـــــــــن ســــــــــرَّهُ زمــــــــــنٌ ســـــاءتـــــه أزمــــــــــانُ |
وهـــــــذه الـــــــدار لا تــبــقـــي عــــلــــى أحــــــــد : ولا يــــــــدوم عــــلـــــى حـــــــــال لــــهـــــا شـــــــــانُ |
يـــمــــزق الــــدهــــر حــتـــمًـــا كــــــــل ســابـــغـــةٍ : إذا نـــــــبـــــــت مـــشـــرفــــيــــات وخـــــــرصـــــــان |
ويـنــتــضــي كـــــــل ســـيــــف لـلــفــنــاء ولـــــــو : كــــان ابــــن ذي يــــزن والـغــمــد غــمـــدان |
أيـــن الـمـلـوك ذوو الـتـيـجـان مــــن يــمــنٍ : وأيــــــــــــــن مــــنـــــهـــــم أكــــالـــــيـــــلٌ وتــــيـــــجـــــانُ |
وأيـــــــــن مـــــــــا شــــــــــاده شــــــــــدَّادُ فــــــــــي إرمٍ : وأيـــن مـــا سـاســه فـــي الـفــرس ســاســانُ |
وأيـــــن مـــــا حـــــازه قــــــارون مــــــن ذهــــــب : وأيــــــــــــــن عــــــــــــــادٌ وشــــــــــــــدادٌ وقــــحـــــطـــــانُ |
أتـــــى عــلـــى الـــكـــل أمــــــر لا مــــــرد لــــــه : حــتــى قــضــوا فــكــأن الــقـــوم مـــــا كــانـــوا |
وصـار مــا كــان مــن مُـلـك ومــن مَـلـك : كمـا حكـى عـن خيـال الطيـفِ وسـنـانُ |
دار الـــــــزمــــــــان عـــــــلــــــــى دارا وقـــــاتـــــلـــــه : وأمَّ كــــــــــســــــــــرى فــــــــــمــــــــــا آواه إيــــــــــــــــــــوانُ |
كـأنـمـا الـصـعـب لـــم يـسـهـل لــــه ســبــبُ : يــــــومًــــــا ولا مَــــــلــــــك الــــدنــــيــــا ســـلـــيـــمـــان |
فــــجــــائـــــع الــــــدهـــــــر أنــــــــــــــواع مــــنـــــوعـــــة : ولـــــــلـــــــزمــــــــان مـــــــــــســـــــــــرات وأحــــــــــــــــــــــزانُ |
ولــــــلـــــــحـــــــوادث ســــــــــلـــــــــــوان يــــســــهــــلــــهـــــا : ومــــــــا لــــمــــا حـــــــــل بــــالإســـــلام ســــلـــــوانُ |
دهـــــــى الــجــزيـــرة أمــــــــرٌ لا عــــــــزاء لــــــــه : هـــــــــــوى لـــــــــــه أحـــــــــــدٌ وانـــــهــــــد نــــــهــــــلانُ |
أصابـهـا العـيـنُ فــي الإســلام فـارتــزأ : تْحـــتــــى خـــلــــت مـــنــــه أقـــطــــارٌ وبــــلــــدانُ |
فـــاســــأل بـلـنـســيــةَ مــــــــا شــــــــأنُ مــرســـيـــةٍ : وأيــــــــــــــن شــــاطـــــبـــــةٌ أمْ أيــــــــــــــن جـــــــيَّـــــــانُ |
وأيـــــــــــن قــــرطــــبــــةٌ دارُ الــــعــــلــــوم فــــــكــــــم : مــــن عــالـــمٍ قـــــد ســمـــا فـيــهــا لـــــه شـــــانُ |
وأيــــن حــمــصُ ومـــــا تـحــويــه مـــــن نـــــزهٍ : ونـــهـــرهــــا الـــــعـــــذب فـــــيـــــاض ومـــــــــــلآنُ |
قــــواعـــــدٌ كـــــــــنَّ أركــــــــــانَ الـــــبـــــلاد : فـــــمـــــاعـــســـى الــبــقــاء إذا لــــــم تــبــقــى أركــــــان |
تـبـكـي الحنيـفـيـةَ البـيـضـاءَ مــــن أســــف : ٍ كـــمــــا بـــكــــى لــــفــــراق الإلــــــــف هــيـــمـــانُ |
حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ : مافــــــيــــــهــــــنَّ إلا نــــــواقــــــيــــــسٌ وصــــــلــــــبــــــانُ |
حـتــى المـحـاريـبُ تـبـكـي وهـــي جـامــدةٌ : حــتـــى الـمـنـابــرُ تـــرثـــي وهــــــي عـــيـــدانُ |
يــــا غــافــلاً ولــــه فـــــي الــدهـــرِ مـوعــظــةٌ : إن كــنــت فــــي سِــنَـــةٍ فـالــدهــر يـقــظــانُ |
ومــــاشــــيًـــــا مــــــرحًـــــــا يـــلـــهـــيــــه مــــوطــــنـــــهُ : أبـــعـــد حـــمـــصٍ تَـــغـــرُّ الـــمــــرءَ أوطـــــــانُ |
تـــلـــك الـمـصـيـبــةُ أنْـــسَـــتْ مــــــا تـقــدَّمــهــا : ومـــــا لــهـــا مـــــع طـــــولَ الــدهـــرِ نـســيــانُ |
يــــــا راكــبــيـــن عـــتــــاقَ الــخــيـــلِ ضـــامــــرةً : كــأنــهـــا فـــــــي مـــجــــال الــســبـــقِ عــقــبـــانُ |
وحــامــلـــيـــن ســـــيـــــوفَ الـــهـــنــــدِ مـــرهــــقــــةُ : كـــأنـــهـــا فـــــــــي ظــــــــــلام الـــنـــقــــع نـــــيـــــرانُ |
وراتـــعـــيــــن وراء الـــبـــحــــر فــــــــــي دعـــــــــــةٍ : لــــــهــــــم بـــأوطـــانـــهـــم عــــــــــــزٌّ وســــلــــطـــــانُ |
أعـــنـــدكـــم نـــــبــــأ مــــــــــن أهــــــل أنـــــدلـــــسٍ : فـــقــــد ســـــــرى بــحــديـــثِ الـــقــــومِ ركـــبــــانُ |
كــم يستغـيـث بـنــا المستضـعـفـون وهـــم : قــتـــلـــى وأســــــــرى فــــمــــا يــهـــتـــز إنــــســــان |
لــمـــاذا الـتـقـاطــع فـــــي الإســـــلام بـيـنــكــم : ُوأنـــــــتــــــمْ يــــــــــــــــا عــــــــبــــــــاد الله إخـــــــــــــــــوانُ |
ألا نـــــــفـــــــوسٌ أبـــــــيَّـــــــاتٌ لـــــهـــــا هـــــــمـــــــمٌ : أمـــــا عـــلـــى الــخــيــرِ أنـــصـــارٌ وأعــــــوانُ |
يـــــا مـــــــن لــــذلـــــةِ قـــــــــومٍ بــــعـــــدَ عــــزِّهُـــــمُ : أحـــــــــال حــــالــــهـــــمْ جـــــــــــــورُ وطــــغــــيـــــانُ |
بــالأمـــس كــانـــوا مـلــوكًــا فـــــي مـنـازلـهــم : والــيــومَ هــــم فــــي بــــلاد الــضــدِّ عــبــدانُ |
فـــلــــو تـــراهــــم حـــيــــارى لا دلــــيــــل لــــهــــمْ : عــلــيــهـــمُ مـــــــــن ثـــــيـــــابِ الــــــــــذلِ ألــــــــــوانُ |
ولـــــــــو رأيـــــــــتَ بـــكـــاهُـــم عــــنـــــدَ بــيــعـــهـــم : ُلـــهـــالـــكَ الأمـــــــــرُ واســتــهــوتـــكَ أحـــــــــزانُ |
يــــــــــا ربَّ أمٍّ وطـــــفـــــلٍ حـــــيــــــلَ بــيــنــهــمـــا : كـــــــــــمـــــــــــا تـــــــــــفـــــــــــرقَ أرواحٌ وأبـــــــــــــــــــــــدانُ |
وطــــفــــلـــــةٍ مـــــــثـــــــل حـــــــســـــــنِ الــــشـــــمـــــسِ: إذ طــلــعــت كــأنــمــا يـــاقــــوتٌ ومـــرجــــانُ |
يـــقـــودُهــــا الـــعـــلــــجُ لــلـــمـــكـــروه مـــكــــرهــــةً : والــــعــــيــــنُ بــــاكــــيــــةُ والــــقــــلـــــبُ حــــــيـــــــرانُ |
لـمـثــل هــــذا يـــــذوبُ الـقــلــبُ مـــــن كــمـــدٍ : إن كــــان فـــــي الـقــلــب إســـــلامٌ وإيــمـــانُ |