العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ومـضــه 14 مرثيــــــــة الأنداــس

إنضم
31 أكتوبر 2009
المشاركات
475
التخصص
الثقافه الاسلاميه
المدينة
القرين
المذهب الفقهي
الحنبلي
مـــــــــرثيـــة الأنــدلــــس.
لــــكــــل شــــــــيء إذا مـــــــــا تـــــــــم نـــقـــصـــان : فـــــــلا يـــغــــر بــطــيـــب الــعـــيـــش إنــــســــان
هــــــــي الأمــــــــور كــــمــــا شــاهــدتــهـــا دول : ٌمـــــــــن ســــــــــرَّهُ زمــــــــــنٌ ســـــاءتـــــه أزمــــــــــانُ
وهـــــــذه الـــــــدار لا تــبــقـــي عــــلــــى أحــــــــد : ولا يــــــــدوم عــــلـــــى حـــــــــال لــــهـــــا شـــــــــانُ
يـــمــــزق الــــدهــــر حــتـــمًـــا كــــــــل ســابـــغـــةٍ : إذا نـــــــبـــــــت مـــشـــرفــــيــــات وخـــــــرصـــــــان
ويـنــتــضــي كـــــــل ســـيــــف لـلــفــنــاء ولـــــــو : كــــان ابــــن ذي يــــزن والـغــمــد غــمـــدان
أيـــن الـمـلـوك ذوو الـتـيـجـان مــــن يــمــنٍ : وأيــــــــــــــن مــــنـــــهـــــم أكــــالـــــيـــــلٌ وتــــيـــــجـــــانُ
وأيـــــــــن مـــــــــا شــــــــــاده شــــــــــدَّادُ فــــــــــي إرمٍ : وأيـــن مـــا سـاســه فـــي الـفــرس ســاســانُ
وأيـــــن مـــــا حـــــازه قــــــارون مــــــن ذهــــــب : وأيــــــــــــــن عــــــــــــــادٌ وشــــــــــــــدادٌ وقــــحـــــطـــــانُ
أتـــــى عــلـــى الـــكـــل أمــــــر لا مــــــرد لــــــه : حــتــى قــضــوا فــكــأن الــقـــوم مـــــا كــانـــوا
وصـار مــا كــان مــن مُـلـك ومــن مَـلـك : كمـا حكـى عـن خيـال الطيـفِ وسـنـانُ
دار الـــــــزمــــــــان عـــــــلــــــــى دارا وقـــــاتـــــلـــــه : وأمَّ كــــــــــســــــــــرى فــــــــــمــــــــــا آواه إيــــــــــــــــــــوانُ
كـأنـمـا الـصـعـب لـــم يـسـهـل لــــه ســبــبُ : يــــــومًــــــا ولا مَــــــلــــــك الــــدنــــيــــا ســـلـــيـــمـــان
فــــجــــائـــــع الــــــدهـــــــر أنــــــــــــــواع مــــنـــــوعـــــة : ولـــــــلـــــــزمــــــــان مـــــــــــســـــــــــرات وأحــــــــــــــــــــــزانُ
ولــــــلـــــــحـــــــوادث ســــــــــلـــــــــــوان يــــســــهــــلــــهـــــا : ومــــــــا لــــمــــا حـــــــــل بــــالإســـــلام ســــلـــــوانُ
دهـــــــى الــجــزيـــرة أمــــــــرٌ لا عــــــــزاء لــــــــه : هـــــــــــوى لـــــــــــه أحـــــــــــدٌ وانـــــهــــــد نــــــهــــــلانُ
أصابـهـا العـيـنُ فــي الإســلام فـارتــزأ : تْحـــتــــى خـــلــــت مـــنــــه أقـــطــــارٌ وبــــلــــدانُ
فـــاســــأل بـلـنـســيــةَ مــــــــا شــــــــأنُ مــرســـيـــةٍ : وأيــــــــــــــن شــــاطـــــبـــــةٌ أمْ أيــــــــــــــن جـــــــيَّـــــــانُ
وأيـــــــــــن قــــرطــــبــــةٌ دارُ الــــعــــلــــوم فــــــكــــــم : مــــن عــالـــمٍ قـــــد ســمـــا فـيــهــا لـــــه شـــــانُ
وأيــــن حــمــصُ ومـــــا تـحــويــه مـــــن نـــــزهٍ : ونـــهـــرهــــا الـــــعـــــذب فـــــيـــــاض ومـــــــــــلآنُ
قــــواعـــــدٌ كـــــــــنَّ أركــــــــــانَ الـــــبـــــلاد : فـــــمـــــاعـــســـى الــبــقــاء إذا لــــــم تــبــقــى أركــــــان
تـبـكـي الحنيـفـيـةَ البـيـضـاءَ مــــن أســــف : ٍ كـــمــــا بـــكــــى لــــفــــراق الإلــــــــف هــيـــمـــانُ
حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ : مافــــــيــــــهــــــنَّ إلا نــــــواقــــــيــــــسٌ وصــــــلــــــبــــــانُ
حـتــى المـحـاريـبُ تـبـكـي وهـــي جـامــدةٌ : حــتـــى الـمـنـابــرُ تـــرثـــي وهــــــي عـــيـــدانُ
يــــا غــافــلاً ولــــه فـــــي الــدهـــرِ مـوعــظــةٌ : إن كــنــت فــــي سِــنَـــةٍ فـالــدهــر يـقــظــانُ
ومــــاشــــيًـــــا مــــــرحًـــــــا يـــلـــهـــيــــه مــــوطــــنـــــهُ : أبـــعـــد حـــمـــصٍ تَـــغـــرُّ الـــمــــرءَ أوطـــــــانُ
تـــلـــك الـمـصـيـبــةُ أنْـــسَـــتْ مــــــا تـقــدَّمــهــا : ومـــــا لــهـــا مـــــع طـــــولَ الــدهـــرِ نـســيــانُ
يــــــا راكــبــيـــن عـــتــــاقَ الــخــيـــلِ ضـــامــــرةً : كــأنــهـــا فـــــــي مـــجــــال الــســبـــقِ عــقــبـــانُ
وحــامــلـــيـــن ســـــيـــــوفَ الـــهـــنــــدِ مـــرهــــقــــةُ : كـــأنـــهـــا فـــــــــي ظــــــــــلام الـــنـــقــــع نـــــيـــــرانُ
وراتـــعـــيــــن وراء الـــبـــحــــر فــــــــــي دعـــــــــــةٍ : لــــــهــــــم بـــأوطـــانـــهـــم عــــــــــــزٌّ وســــلــــطـــــانُ
أعـــنـــدكـــم نـــــبــــأ مــــــــــن أهــــــل أنـــــدلـــــسٍ : فـــقــــد ســـــــرى بــحــديـــثِ الـــقــــومِ ركـــبــــانُ
كــم يستغـيـث بـنــا المستضـعـفـون وهـــم : قــتـــلـــى وأســــــــرى فــــمــــا يــهـــتـــز إنــــســــان
لــمـــاذا الـتـقـاطــع فـــــي الإســـــلام بـيـنــكــم : ُوأنـــــــتــــــمْ يــــــــــــــــا عــــــــبــــــــاد الله إخـــــــــــــــــوانُ
ألا نـــــــفـــــــوسٌ أبـــــــيَّـــــــاتٌ لـــــهـــــا هـــــــمـــــــمٌ : أمـــــا عـــلـــى الــخــيــرِ أنـــصـــارٌ وأعــــــوانُ
يـــــا مـــــــن لــــذلـــــةِ قـــــــــومٍ بــــعـــــدَ عــــزِّهُـــــمُ : أحـــــــــال حــــالــــهـــــمْ جـــــــــــــورُ وطــــغــــيـــــانُ
بــالأمـــس كــانـــوا مـلــوكًــا فـــــي مـنـازلـهــم : والــيــومَ هــــم فــــي بــــلاد الــضــدِّ عــبــدانُ
فـــلــــو تـــراهــــم حـــيــــارى لا دلــــيــــل لــــهــــمْ : عــلــيــهـــمُ مـــــــــن ثـــــيـــــابِ الــــــــــذلِ ألــــــــــوانُ
ولـــــــــو رأيـــــــــتَ بـــكـــاهُـــم عــــنـــــدَ بــيــعـــهـــم : ُلـــهـــالـــكَ الأمـــــــــرُ واســتــهــوتـــكَ أحـــــــــزانُ
يــــــــــا ربَّ أمٍّ وطـــــفـــــلٍ حـــــيــــــلَ بــيــنــهــمـــا : كـــــــــــمـــــــــــا تـــــــــــفـــــــــــرقَ أرواحٌ وأبـــــــــــــــــــــــدانُ
وطــــفــــلـــــةٍ مـــــــثـــــــل حـــــــســـــــنِ الــــشـــــمـــــسِ: إذ طــلــعــت كــأنــمــا يـــاقــــوتٌ ومـــرجــــانُ
يـــقـــودُهــــا الـــعـــلــــجُ لــلـــمـــكـــروه مـــكــــرهــــةً : والــــعــــيــــنُ بــــاكــــيــــةُ والــــقــــلـــــبُ حــــــيـــــــرانُ
لـمـثــل هــــذا يـــــذوبُ الـقــلــبُ مـــــن كــمـــدٍ : إن كــــان فـــــي الـقــلــب إســـــلامٌ وإيــمـــانُ
 
أعلى