العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

اتجاهات المذاهب في الجهر بالذكر عقيب الصلاة .

إنضم
12 يناير 2010
المشاركات
863
الجنس
ذكر
الكنية
أبو مُـعـاذ
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
خميس مشيط
المذهب الفقهي
حنبلي
المذهب الحنفي :
جاء في رد المحتار :
لَا بَأْسَ لِلْإِمَامِ عَقِبَ الصَّلَاةِ بِقِرَاءَةِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ وَالْإِخْفَاءُ أَفْضَلُ .


المذهب المالكي :
جاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير :
( وَ ) جَازَ ( رَفْعُ صَوْتِ مُرَابِطٍ ) وَحَارِسِ بَحْرٍ ( بِالتَّكْبِيرِ ) فِي حَرَسِهِمْ لَيْلًا وَنَهَارًا ؛ لِأَنَّهُ شِعَارُهُمْ ، وَمِثْلُهُ رَفْعُهُ بِتَكْبِيرِ الْعِيدِ وَبِالتَّلْبِيَةِ ، وَكَذَا التَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ الْوَاقِعُ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ أَيْ مِنْ الْجَمَاعَةِ لَا الْمُنْفَرِدِ ، وَالسِّرُّ فِي غَيْرِ ذَلِكَ أَفْضَلُ وَوَجَبَ إنْ لَزِمَ مِنْ الْجَهْرِ التَّشْوِيشُ عَلَى الْمُصَلِّينَ أَوْ الذَّاكِرِينَ ( وَكُرِهَ التَّطْرِيبُ ) أَيْ التَّغَنِّي بِالتَّكْبِيرِ .


المذهب الشافعي :
جاء في الحاوي الكبير للماوردي :
وَيُسِرُّ بِدُعَائِهِ وَلَا يَجْهَرُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ إِمَامًا يُرِيدُ تَعْلِيمَ النَّاسِ الدُّعَاءَ ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَجْهَرَ بِهِ .

المذهب الحنبلي :
جاء في الفروع لابن مفلح :
قَوْلُهُ : وَهَلْ يُسْتَحَبُّ الْجَهْرُ بِذَلِكَ يَعْنِي بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ وَالتَّكْبِيرِ وَنَحْوِهِ فِي دُبُرِ الصَّلَوَاتِ ، كَقَوْلِ بَعْضِ السَّلَفِ وَالْخَلْفِ " قَالَهُ شَيْخُنَا أَمْ لَا " كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ بَطَّالٍ وَجَمَاعَةٌ أَنَّهُ قَوْلُ أَهْلِ الْمَذَاهِبِ الْمَتْبُوعَةِ وَغَيْرِهِمْ ، ظَاهِرُ كَلَامِ أَصْحَابِنَا مُخْتَلِفٌ وَيَتَوَجَّهُ تَخْرِيجٌ ، وَاحْتِمَالٌ يَجْهَرُ لِقَصْدِ التَّعْلِيمِ فَقَطْ ، انْتَهَى ، هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ لَيْسَ لِلْأَصْحَابِ فِيهَا كَلَامٌ ، كَمَا قَالَ الْمُصَنِّفُ ، قُلْت الصَّوَابُ الْإِخْفَاتُ فِي ذَلِكَ ، وَكَذَا كُلُّ ذِكْرٍ ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ ظَاهِرُ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ { أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنْ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ } ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنْت أَعْلَمُ إذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إذَا سَمِعْته .

المذهب الظاهري :
جاء في المحلى :
قال ابن حزم رحمه الله : ورفع الصوت بالتكبير إثر كل صلاة حسن .
 

آدم جون دايفدسون

:: متفاعل ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
450
الإقامة
أمريكا
الجنس
ذكر
الكنية
أبو مــــالك
التخصص
الترجمة
الدولة
أمريكا
المدينة
مدينة القرى
المذهب الفقهي
مذهب الإمام محمد بن إدريس الشــــافعي
رد: اتجاهات المذاهب في الجهر بالذكر عقيب الصلاة .

جزاكم الله خيرا
هذا جمع ممتع
 
إنضم
12 يناير 2010
المشاركات
863
الجنس
ذكر
الكنية
أبو مُـعـاذ
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
خميس مشيط
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اتجاهات المذاهب في الجهر بالذكر عقيب الصلاة .

قال الشافعي رحمه الله :
وأختار للإمام والمأموم أن يذكر الله بعد الانصراف من الصلاة ، ويخفيان الذكر إلا أن يكون إماماً يجب أن يُتعلم منه فيجهر حتى يرى أنه قد تُعلم منه ، ثم يسر ؛ فإن الله عز وجل يقول { ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها } يعنى – والله تعالى أعلم - : الدعاء ، { ولا تجهر } ترفع ، { ولا تخافت } حتى لا تُسمع نفسك .
وأحسب ما روى ابن الزبير من تهليل النبي صلى الله عليه وسلم ، وما روى ابن عباس من تكبيره كما رويناه - قال الشافعي : -
وأحسبه إنما جهر قليلاً ليتعلم الناس منه ؛ وذلك لأن عامة الروايات التي كتبناها مع هذا وغيرها ليس يذكر فيها بعد التسليم تهليل ، ولا تكبير .
وقد يذكر أنه ذكر بعد الصلاة بما وصفت ويذكر انصرافه بلا ذكر .
وذكرتْ أم سلمة مكثه ولم تذكر جهراً ، وأحسبه لم يمكث إلا ليذكر ذكراً غير جهر .
فإن قال قائل : ومثل ماذا ؟
قلت : مثل أنه صلى على المنبر ، يكون قيامه وركوعه عليه وتقهقر حتى يسجد على الأرض وأكثر عمره لم يصلِّ عليه ، ولكنه – فيما أرى – أحبَّ أن يُعلم مَن لم يكن يراه ممن بَعُد عنه كيف القيام والركوع والرفع يعلمهم أن في ذلك كله سعة .
وأستحب أن يذكر الإمامُ اللهَ شيئاً في مجلسه قدر ما يتقدم مَن انصرف مِن النساء قليلاً كما قالت أم سلمة ، ثم يقوم .
وإن قام قبل ذلك أو جلس أطول من ذلك فلا شيء عليه .
 
إنضم
12 يناير 2010
المشاركات
863
الجنس
ذكر
الكنية
أبو مُـعـاذ
التخصص
فقه
الدولة
السعودية
المدينة
خميس مشيط
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: اتجاهات المذاهب في الجهر بالذكر عقيب الصلاة .

رحم الله ابن رجب , ما رأيته تكلم في مسألة إلا جمع أكثر فصولها
قال رحمه الله في فتح الباري عند حديث ابن عباس أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس .... الحديث :
أبو معبدٍ مولى ابن عباسٍ ، اسمه ، نافذٌ ، وهو ثقةٌ ؛ وثقه أحمد ويحيى وأبو زرعة ، واتفق الشيخان على تخريج حديثه .
ولكن في رواية لمسلمٍ في هذا الحديث من طريق ابن عيينة ، عن عمروٍ ، أن أبا معبدٍ حدثه بذلك ، ثم أنكره بعد ، وقال : لم أحدثك بهذا .
ورواه الإمام أحمد ، عن سفيان ، عم عمروٍ ، به ، وزاد : قال عمروٌ : قلت له : إن الناس كانوا إذا سلم الإمام من صلاة المكتوبة كبروا ثلاث تكبيرات وهكذا هنا ثلاث تهليلات [ . . . ] .
وقال حنيلٌ : سمعت أبا عبد الله يقول : ثنا عليٌ بن ثابتٍ : ثنا واصلٌ ، قال : رأيتُ علي عبد الله بن عباسٍ إذا صلى كبر ثلاث تكبيراتٍ . قلت لأحمد : بعد الصلاة ؟ قال : هكذا . قلت له : حديث عمرو ، عن أبي معبد ، عن ابن عباسٍ : ( ( كنا نعرف انقضاء صلاة رسول الله ( بالتكبير ) ) ، هؤلاء أخذوه عن هذا ؟ . قال نعم - : ذكره
أبو بكرٍ عبد العزيز ابن جعفر في كتابه ( ( الشافي ) ) .
فقد تبين بهذا أن معنى التكبير الذي كان في عهد رسول الله ( عقب الصلاة المكتوبة : هو ثلاث تكبيراتٍ متواليةٍ .
ويشهد لذلك : ما روي عن مسعرٍ ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن طيسلة ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله ( : ( ( من قال في دبر الصلوات ، وإذا أخذ مضجعه : الله أكبر كبيراً ، عدد الشفع والوتر ، وكلمات الله الطيبات المباركات - ثلاثاً - ، ولا إله إلا الله - مثل ذلك - كن له في القبر نوراً ، وعلى الحشر نوراً ، وعلى الصراط نوراً ، حتى يدخل الجنة ) ) .
وخَّرجه - أيضاً - بلفظ آخر ، وهو : ( ( سبحان الله عدد الشفع والوتر ، وكلمات ربي الطيبات التامات المباركات - ثلاثاً - والحمد لله ، والله أكبر ، ولا إله إلا الله ) ) .
وذكر الإسماعيلي : أن محمد بن عبد الرحمن ، هو : مولى آل طلحة ، وهو ثقةٌ مشهورٌ ، وخرّج له مسلمٌ .
وطيسلة ، وثقه ابن معينٍ ، هو : ابن علي اليمامي ، ويقال : ابن مياسٍ ، وجعلهما ابن حبان اثنين ، وذكرهما في ( ( ثقاته ) ) ، وذكر أنهما يرويان عن ابن عمر .
وخرّجه ابن أبي شيبة في ( ( كتابه ) ) عن يزيد بن هارون ، عن مسعر بهذا الإسناد - موقوفاً على ابن عمر .
وأنكر عبيدة السلماني على مصعب بن الزبير تكبيره عقب السلام ، وقال : قاتله الله ، نعار بالبدع ، واتباع السنة أولى .
وروى ابن سعدٍ في ( ( طبقاته ) ) بإسناده عن عمر بن عبد العزيز ، أنه كان يكبر : الله اكبر ولله الحمد - ثلاثاً - دبر كل صلاةٍ .
وقد دل حديث ابن عباسٍ على رفع الصوت بالتكبير عقب الصلاة المفروضة ، وقد ذهب إلى ظاهره أهل الظاهر ، وحكي عن أكثر العلماء خلاف ذلك ، وأن ألافضل الإسرار بالذكر ؛ لعموم قوله تعالى : ( وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ( [ الأعراف : 205 ] وقوله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ( [ الأعراف : 55 ] ، ولقول النَّبيّ ( لمن جهر بالذكر من أصحابه : ( ( إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) ) .
وحمل الشافعي حديث ابن عباسٍ هذا على أنه جهر به وقتاً يسيراً حتى يعلمهم صفة الذكر ؛ لا أنهم جهروا دائماً . قال : فأختار للإمام والمأموم أن يذكروا الله بعد الفراغ من الصلاة ، ويخفيان ذلك ، إلا أن يكون إماما يريد أن يتعلم منه ، فيجهر حتى يعلم ، أنه قد تعلم منه ، ثم يسر .
وكذلك ذكر أصحابه .
وذكر بعض أصحابنا مثل ذلك - أيضاً .
ولهم وجهٌ آخر : أنه يكره الجهر به مطلقاً .
وقال القاضي أبو يعلى في ( ( الجامع الكبير ) ) : ظاهر كلام أحمد : أنه يسن للإمام الجهر بالذكر والدعاء عقب الصلوات بحيث يسمع المأموم ، ولا يزيد على ذلك .
وذكر عن أحمد نصوصاً تدل على أنه كان يجهر ببعص الذكر ، ويسر الدعاء ، وهذا هو الأظهر ، وأنه لا يختص ذلك بالإمام ؛ فإن حديث ابن عباس هذا ظاهره يدل على جهر المأمومين - أيضاً .
ويدل عليه - أيضاً - : ما خَّرجه مسلمٌ في ( ( صحيحه ) ) من حديث ابن الزبير ، أنه كان يقول في دبر كل صلاةٍ حين يسلم : ( ( لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيءٍ قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) ) ، وقال : كان رسول الله ( يهل بهن في دبر كل صلاةٍ .
ومعنى : ( ( يهل ) ) . يرفع صوته ، ومنه : إلاهلال في الحج ، وهو رفع الصوت بالتلبية ، واستهلال الصبي إذا ولد .
وقد كان أصحاب رسول الله ( يجهرون بالذكر عقب الصلوات ، حتى يسمع من يليهم :
فخَّرج النسائي في ( ( عمل اليوم والليلة ) ) من رواية عون بن عبد الله بن عتبة ، قال صلى رجلٌ إلى جنب عبد الله بن عمرو بن العاص ، فسمعه حين سلم يقول : ( ( أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلاب والاكرام ) ) ، ثم صلى إلى جنب عبد الله بن عمر ، فسمعه حين سلم يقول مثل ذلك ، فضحك الرجل ، فقال له ابن عمر : ما أضحكك ؟ قال : إني صليت إلى جنب عبد الله بن عمروٍ ، فسمعته يقول مثلما قلت : قال ابن عمر : كان رسول الله ( يقول ذلك .
وأما النهي عن رفع الصوت بالذكر ، فإنما المراد به : المبالغة في رفع الصوت ؛ فإن أحدهم كان ينادي بأعلى صوته : ( ( لا إله إلا الله ، والله اكبر ) ) فقال لهم النبي ( : ( ( أربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تنادون أصم ولا غائباً ) ) ، وأشار إليهم بيده يسكنهم ويخفضهم .
وقد خرّجه الإمام أحمد بنحو من هذه الألفاظ .
وقال عطية بن قيسٍ : كان الناس يذرون الله عند غروب الشمس ، يرفعون أصواتهم بالذكر ، فإذا خفضت أصواتهم أرسل إليهم عمر بن الخطاب أن يرددوا الذكر .
خرّجه جعفر الفريابي في ( ( كتاب الذكر ) ) .
وخرّج - أيضاً - من رواية ابن لهيعة ، عن زهرة بن معبدٍ ، قال : قال : رأيت ابن عمر إذا انقلب من العشاء كبر كبر ، حتى يبلغ منزله ، ويرفع صوته .
وروى محمد بن مسلم ، عن عمرو بن دينار ، عن جابرٍ ، أن رجلاً كان يرفع صوته بالذكر ، فقال رجل : لو أن هذا خفض من صوته ، فقال رسول الله ( : ( ( دعه ؛ فإنه أواه ) ) .
وهذا يدل على أنه يحتمل ذلك ممن عرف صدقه وإخلاصه دون غيره .
وخرّج الإمام أحمد من رواية عقبة بن عامر ، أن رسول الله ( قال لرجلٍ ، يقال له : ذو البجادين : ( ( إنه أواهٌ ) ) ، وذلك أنه رجلٌ كثير الذكر لله في القرآن ، ويرفع صوته في الدعاء .
وفي إسناده : ابن لهيعة .
وقال الأوزاعي في التكبير في الحرس في سبيل الله : أحب إلي أن يذكر الله في
نفسه ، وإن رفع صوته فلا بأس .
فأما قول ابن سيرين : يكره رفع الصوت إلا في موضعين : الأذان والتلبية ، فالمراد به - والله أعلم - : المبالغة في الرفع ، كرفع المؤذن والملبي .
وقد روي رفع الصوت بالذكر في مواضع ، كالخروج إلى العيدين ، وايام العشر ، وأيام التشريق بمنىً .
وأما الدعاء ، فالسنة إخفاؤه .
وفي ( ( الصحيحين ) ) عن عائشة ، في قوله تعالى : ( وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا ( [ الإسراء : 110 ] ، أنها نزلت في الدعاء .
وكذا روي عن ابن عباس وأبي هريرة ، وعن سعيد بن جبير وعطاء وعكرمة وعروة ومجاهدٍ ولإبراهيم وغيرهم .
وقال الإمام أحمد : ينبغي أن يسر دعاءه ؛ لهذه الآية . قال : وكان يكره أن يرفعوا أصواتهم بالدعاء .
وقال الحسن : رفع الصوت بالدعاء بدعةٌ .
وقال سعيد بن المسيب : أحدث الناس الصوت عند الدعاء .
وكرهه مجاهدٌ وغيره .
وروى وكيعٌ ، عن الربيع ، عن الحسن - والربيع ، عن يزيد بن أبانٍ ، عن
أنسٍ - ، أنهما كرها أن يسمع الرجل جليسه شيئاً من دعائه .
وورد فيه رخصةٌ من وجهٍ لا يصح :
خرّجه الطبراني من رواية أبي موسى : كان النبي ( إذا صلى الصبح يرفع صوته حتى يسمع أصحابه ، يقول : ( ( اللهم ، أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري ) ) - ثلاث مرات - ( ( اللهم ، أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي ) ) - ثلاث مرات ، ( ( اللهم ، أصلح لي آخرتي التي جعلت إليها مرجعي ) ) - ثلاث مراتٍ - وذكر دعاء آخر .
وفي إسناده : يزيد بن عياضٍ ، متروك الحديث . وإسحاق بن طلحة ، ضعيفٌ .
فأما الحديث الذي خَّرجه مسلمٌ وغيره ، عن البراء بن عازبٍ ، قال : كنا إذا صلينا خلف رسول الله ( أحببنا أن نكون عن يمينه ؛ ليقبل علينا بوجهه .
قال : فسمعته يقول : ( ( رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ) ) .
فهذا ليس فيه أنه كان يجهر بذلك حتى يسمعه الناس ، إنما فيه كان يقوله بينه وبين نفسه ، وكان يسمعه منه - احيانا - جليسه ، كما كان يسمع منه من خلفه الآية أحياناً في صلاة النهار .
وروى هلال بن يسافٍ ، عن زاذان : نا رجل من الأنصار ، قال : سمعت
رسول الله ( يقول في دبر الصلاة : ( ( اللهم ، اغفر لي ، وتب عليَّ ، إنك أنت التواب الغفور ) ) - مائة مرةٍ .
خرّجه ابن أبي شيبة ، وعنه بقي بن مخلدٍ في ( ( مسنده ) ) .
 
أعلى