من يشرح لي هذه العبارة في قواطع الأدلة؟

[د. أريج الجابري]

يقول ابن السمعاني -رحمه الله- بعد ذكر تعريفات الاستحسان وعند ذكره لتعريف الكرخي:" وحده أبو الحسن الكرخي من أصحابهم وقال: هو أن يعدل الإنسان عن أن يحكم في المسألة بمثل ما يحكم به في نظائرها لوجه هو أقوى من الأول، يقتضي العدول عن ذلك"
ثم يعترض على التعريف ويقول:"وهذا يلزم عليه أن يكون القياس الذي يُعدل إليه عن الاستحسان استحساناً" 4/ 521- 522
ما شرح هذا الاعتراض؟
بارك الله فيكم ونفع بكم..

 

[صلاح الدين]

رد: من يشرح لي هذه العبارة في قواطع الأدلة؟

الذي يجلي لكم هذا الإيراد معرفة أن غاية الاستحسان هو قياس ترجحت قوته عند المجتهد فيعدل إليه ولعلكم تجدون أوضح من مقالتي في عبارة البخاري في تفنيد ما ورد على هذا التعريف إذ يقول: " ويلزم على جميع هذه العبارات قول أبي حنيفة رحمه الله في بعض المواضع تركت الاستحسان بالقياس; لأنه يصير حينئذ كأنه, قال تركت القياس الأقوى أو الدليل الأقوى بالأضعف, وإنه غير جائز. وأجيب عنه بأن المتروك سمي استحسانا; لأنه أقوى من القياس وحده, ولكن اتصل بالقياس معنى آخر صار ذلك المجموع أقوى من الاستحسان فلذلك ترك العمل به, وأخذ بالقياس".

أرجو يكون الأمر واضح.

 

[د. أريج الجابري]

رد: من يشرح لي هذه العبارة في قواطع الأدلة؟

فتح الله عليكم شيخ صلاح وكأنكم قربتم لي المعنى...
لا أدري الذي فهمته الآن كأن الاعتراض على قولهم" عدول" يعني الحنفية لما أخذوا القياس في بعض المواضع وتركوا الاستحسان، فهذا العدول الذي هو" العدول عن الاستحسان إلى القياس" لا يسمى استحساناً..،أليس كذلك؟؟

 

[صلاح الدين]

رد: من يشرح لي هذه العبارة في قواطع الأدلة؟

بعبارة أوضح لا يخلو الاستحسان إما أن يكون استحسانًا بالأثر، أو بالإجماع، أو الضرورة، ولا خلاف في جواز ذلك؛ إذ معنى الاستحسان هو العمل بالدليل الأقوى.
نرجع إلى القواطع وما أورده على الكرخي فهو يقول له بلسان حاله: إنكم لما اعتبرتم الاستحسان قياسًا خفي في مقابل قياس جلي وعدلتم عن الأقوى إلى الأضعف، وقلتم تركنا القوي بالأضعف استحسانًا، فيلزمكم أن يكون القياس الذي يُعدل إليه عن الاستحسان لقوته ورجاحته استحسانا كذلك إذ لا فرق.

 

[د. أيمن علي صالح]

رد: من يشرح لي هذه العبارة في قواطع الأدلة؟

الاعتراض شكلي لا أكثر لأنه اعتراض على التسمية
ووجه ذلك أن بعض الحنفية جعل الاستحسان عدولا عن قياس جلي إلى قياس خفي مسميا القول بمقتضى القياس الجلي قياس والقول بمقتضى القياس الخفي استحسان
فيعترض ابن السمعاني بالقول: إذا كان المعدول إليه (القياس الخفي) استحسانا فالمعدول عنه (القياس الجلي) استحسان كذلك لأن كليهما قياس فلا وجه لتخصيص أحدهما بمسمى الاستحسان.
وهذا اعتراض لفظي كما لا يخفى ولا مشاحة في التسميات إذا وضحت الحقائق
وللحنفية أن يردوا بالقول إنما نخص القياس الخفي باسم الاستحسان لأنه خارج عن صوب النظر الأولي في المسألة وإنما يتنبه له المجتهد بعد تدقيق النظر. ولذلك قيل: كان أبو حنيفة إذا قاس نازعه أصحابه المقاييس أما إذا قال استحسن فلا يلحق به أحد. فخصصنا ما احتاج إلى نظر زائد ودقيق باسم الاستحسان وما كان جليا باسم القياس ولا مشاحة في الاصطلاح
والله أعلم.

 

[د. أريج الجابري]

رد: من يشرح لي هذه العبارة في قواطع الأدلة؟

الشيخ صلاح بارك الله فيكم ونفع بكم وضحت العبارة الآن.
الشيخ د. أيمن صالح
جزاكم الله خيراً فقد وضحت العبارة وزيادة نفع الله بكم