محمد مبارك الدوسري
:: متفاعل ::
- إنضم
- 31 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 475
- التخصص
- الثقافه الاسلاميه
- المدينة
- القرين
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
عَلَى الدِّينِ فَلْيَبْكِ ذَوُو الْعِلْمِ وَالْهُدَى
عَلَى الدِّينِ فَلْيَبْكِ ذَوُو الْعِلْمِ وَالْهُدَى *** فَقَدْطُمِسَتْ أَعْلامُهُ فِي الْعَوَالِمِ
وَقَدْ صَارَ إقْبَالُ الْـوَرَى وَاحْتِيَالُهُمْ *** عَلَى هَذِهِ الدُّنْيَا وَجَمْعِ الدَّرَاهِمِ
وَإصْلاحِ دُنْيَاهُمُ بِإفْسَـادِ دِينِـهِمْ *** وَتَحْصِيـلِ مَلْذُوذَاتِهَا وَالْمَطَاعِمِ
يُعَادُونَ فِيهَا بَـلْ يُوَالُـونَ أَهْـلَهَا *** سَوَاءٌ لَدَيْهِمْ ذُو التُّقَى وَالْجَرَائِمِ
إذَا انْتُقِصَ الإنْسَانُ مِنْـهَا بِمَا عَسَى *** يَكُونُ لَـهُ ذُخْرًا أَتَى بِالْعَظَائِـمِ
وَأَبْدَى أَعَاجِيبًا مِنَ الْحُزْنِ وَالأَسَـى *** عَلَى قِلّـَةِ الأَنْصَارِ مِنْ كُلِّ حَازِمِ
وَنَـاحَ عَلَيـْهَا آسِـفًا مُتَظَـلِّمًا *** وَبَاتَ بِمَـا فِيصَدْرِهِ غَيْرَ كَاتِمِ
فَأَمَّا عَلَى الدِّينِ الْحَنِيـفِيِّ وَالْهُدَى *** وَمِـلَّةِ إبْرَاهِـيمَ ذَاتِ الدَّعَائِـمِ
فَلَيْسَ عَلَيْهَا وَالَّذِي فَلَـقَ النَّوَى *** مِنَ النّـَاسِ مِنْ بَاكٍ وَآسٍ وَنَادِمِ
وَقَدْ دَرَسَتْ مِنْهَا الْمَعَالِمُ بَلْ عَفَتْ *** وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ الإِسْمُ بَيْنَ الْعـَوَالِمِ
فَلا آمِـرٌ بِالْعُرْفِ يـُعْرَفُ بَيْنَـنَا *** وَلازَاجِرٌ عَنْ مُعْضِلاتِ الْجَرَائِمِ
وَمِلـَّةُ إبْرَاهِيمَ غُـودِرَنَهْجُـهَا *** عَفَاءً فَأَضْحَتْ طَامِسَاتِ الْمَعَالِمِ
وَقَدْ عُدِمَتْ فِينَا وَكَيْفَ وَقَدْ سَفَتْ *** عَلَيْهَا السَّوَافِي فِي جَمِيعِ الأَقَالِمِ
وَمَا الدِّينُ إلاَّ الْحُبُّ وَالْبُغْضُ وَالْوَلا *** كَـذَاكَ الْبَرا مِنْ كُـلِّ غَاوٍ وَآثِمِ
وَلَيـْسَ لَهَا مِنْ سَـالِكٍ مُتَمَسِّكٍ *** بِدِينِ النَّبِيِّ الأَبْطَـحِيِّ ابْنِ هَاشِمِ
فَلَسْنَا نَرَى مَا حَلَّ فِي الدِّينِ وَامَّحَتْ *** بِهِ الْمِلَّةُ السَّمْحَاءُ إحْدَى الْقَوَاصِمِ
فَنَأْسَى عَلَى التَّقْصِـيرِ مِنَّا وَنَلْتَجِي *** إلَى اللهِ فِي مَحْوِالذُّنُوبِ الْعَظـَائِمِ
فَنَشْكُو إلَى اللهِ الْقُلُوبَ الَّتِي قَسَتْ *** وَرَانَ عَلَيْـهَا كَسْـبُ تِلْكَ الْمَآثِمِ
أَلَسْـنَا إذَا مَا جَاءَنَـا مُتَضَمِّـخٌ *** بَأَوْضَارِ أَهْلِ الشِّـرْكِ مِنْ كُلِّ ظَالِمِ
نَهَـشُّ إلَيْهِـمْ بِالتَّحِيـَّةِ وَالثّـَنَا *** وَنُهْـرَعُ فِي إكْرَامِـهِمْ بِالْـوَلائِمِ
وَقَدْ بِرِئ الْمَعْصُومُ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ *** يُقِيمُ بِـدَارِ الْكُفْـرِ غَيـْرَ مُصَارِمِ
وَلا مُظْهِرٍ لِلدِّينِ بَيْنَ ذَوِي الرَّدا *** فَهَلْ كَانَ مِنَّا هَجْرُ أَهْلِ الْجَرَائِمِ
وَلَكِنَّمَا الْعَقْلُ الْمَعِيـشِيُّ عِنْدَنَا *** مُسَالَمَـةُ الْعَاصِينَ مِنْ كُلِّ آثِمِ
فَيَا مِحْنَةَ الإسْلامِ مِنْ كُلِّ جَاهِلٍ *** وَيَا قِلّـَةَ الأَنْصَارِمِنْ كُلِّ عَالِمِ
وَهَذَا أَوَانُ الصَّبْرِ إنْ كُنْتَ حَازِمًا *** عَلَى الدِّينِ فَاصْبِرْ صَبْرَ أَهْلِ الْعَزَائِمِ
فَمَـنْ يَتَمَسَّكْ بِالْحَنِـيفِيَّةِ الَّتِي *** أَتَـتْنَا عَنِ الْمَعْصُومِ صَفْوَةِآدَمِ
لَهُ أَجْرُ خَمْسِينَ امْرَأً مِنْ ذَوِي الْهُدَى*** مِنَ الصَّحْبِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ الأَكَارِمِ
فَنُحْ وَابْكِ وَاسْتَنْصِرْ بِرَبِّكَ رَاغِبًا *** إلَيْهِ فَـإنَّ اللهَ أَرْحَـمُ رَاحِـمِ
لِيَنْصُرَ هَذَاالدِّينَ مِنْ بَعْدِ مَا عَفَتْ *** مَعَالِمُهُ فِي الأَرْضِ بَيْنَ الْعَوَالِمِ
وَصَلِّ عَلَى الْمَعْصُومِ وَالآلِ كُلِّهِمْ *** وَأَصْحَابِهِ أَهْـل التُّقَى وَالْمَكَارِمِ
بِعَدِّ وَمِيضِ الْبَرْقِ وَالرَّمْلِ وَالْحَصَى *** وَمَا انْهَلَّ وَدْقٌ مِنْ خِلالِ الْغَمَائِمِ