العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حتكاك «المقلِّدة» بـ «السائبة» والطاسة ضائعةَ!

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
هذه كتابة قديمة وجدتها في ملفاتي، فما لا يعجبكم فهذا عذري!














احتكاك «المقلِّدة» بـ «السائبة»
والطاسة ضائعةَ
([1])!







في قديم الزمان كان الاحتكاك يكون ثائراً بين المقلدة وبين أهل الاجتهاد، بين أهل التعصب وبين أهل الإصلاح، بين "التقليديين" كما يعبر العصريون، وبين "المجددين"، وقد ينشب مع "أهل الشذوذ" معارك محدودة.





فهذا وذاك أمر مألوف لمن له أدنى نظر في عناوين التاريخ وفهارس الماضي.







وقد نشب بين العصريين اليوم أشياء من هذا القبيل، لكن الجديد هو أن الطرف الثاني، وهو "المجتهد"، و"المجدد"، و"المصلح" مغيب تماماً، أو أنه هو غيب نفسه! وقد تجده آيساً ينتظر الساعة، ويعد أنفاسه!







وقد تموضع في "محله": "الشاذ"، و"السائب"، و"المنفلت"، فكل أقواله هي الجواز، والإباحة، والحل، وقبول الجديد، وما يبرره العقل، ورأي الآخر! وما أدراك من هو الآخر؟




أما القديم وكل موروث فهو مرفوض إلا أن يقبله العقل، وينتظم في قواعده، بينما كل وافد من الغرب فهو مقبول إلا لسبب، ووصف الغرب وصف طردي، ففي حكمه بقية الجهات حتى جهة إبليس السفلية! فالحكمة ضالة المؤمن، وصدقك وهو كذوب، وهذا هو مقدار حظهم من النصوص!!







فبات لدينا طرفان:




طرف: يحافظ على ثوابته، وفيه جمود شديد، غير قابل للذوبان!.




وطرف: يحاول استبدال الفقه القديم كله بـ "جائز، ولا بأس"، في عملية "نسخ الكل" + "استبدال"، ولها مفتاح اختصار بـ "حذف الكل"، ويبقى البياض علامة على الفسحة!




ويحشرون لذلك كل متناقض، فهم يقبلون الشاطبي لاعتباره المقاصد دون النصوص! ويجلسون بجواره ابن حزم لأنه ضيق دائرة المحرم!!







ولذا فصار من السهولة بمكان أن تتوقع فتوى المفتي قبل أن يعرف هو المسألة بصورتها!




فلديك خطان مستقيمان متوازيان لا يلتقيان غير متناهيين:




· خط التحوط.




· خط التيسير.




ولكل فريق: بضعة مسائل يبرهن بها على أنه "في نقطة الوسط"!، ينزع إلى العزيمة تارة! وإلى الرخصة تارة!




فأخو العزيمة يقول: نعم، إن الشريعة يسر، فالصلاة تقصر في السفر، ويجوز أكل الميتة عند الضرورة! ثم إن الرخص توقيفية!




وأخو الرخصة يقول: إنه يحرم الخمر والزنا والكفر والإلحاد! لكن الربا فيه تفصيل: ربا جاهلي فهو حرام، وربا استثماري عصري فهو حلال، ويجوز التحيل على الربا الجاهلي، لأن النص حرم الربا، والأصل فيما سواه الإباحة!!







وهؤلاء مع كونهم من أرباب المعاني بامتياز لكن إذا اعترض المعنى مع الخط الرئيس وهو الإباحة فإنهم ينقلبون إلى ظاهرية بامتياز! ونصية من الدرجة الأولى! ولذا فتجد لهم عمليات تنقيب مناسبة في محلى ابن حزم تُستدعى في وقتها المناسب وفي الظرف الملائم!.







وبعيداً عن هؤلاء فإن المتأمل في رجال الإصلاح في أيام زمان يجد أن دعوتهم كانت تنتظم تماماً في يسر الشريعة لكن بقواعد محكمة، فتجد لهم مسائل نزعوا فيها إلى الأمر الأخف، ومسائل تشبثوا بأمر العزيمة وأن عليه الأمر الأول.







هذا الموضوع إنما يحدد "مواقف الأقدام" في تصوير "جوي"، وهي ليست بهذه السذاجة المطروحة في هذا المقال، لكن هي مناطق من الظهور بمكان، وإنكارها من جنس المكابرة.








([1]) الطاسة، ومثلها: «الفَرْخَة»، و«النَّجْمَة»، و«الوَجْهَة» و«اللَّوْحَة»: من الكلمات الشائعة في لغتنا المعاصرة، التي يُعترض عليها بأنها غير مسموعة، وأنها أسماء دخلت عليها التاء التي لا تدخل قياسًا إلا على الصفات، وقد أجاز مجمع اللغة المصري- في دورته الثانية والخمسين- تصحيحها على أن التاء فيها للدلالة على الوحدة أو لتأكيدها. معجم الصواب اللغوي (2/ 856).
 
أعلى