د. هشام يسري العربي
:: متخصص ::
- إنضم
- 11 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 165
- التخصص
- الفقه المقارن
- المدينة
- نجران
- المذهب الفقهي
- حنبلي
الشيخ يوسف الدجوي عالم أزهري نحوي مفسر، أصولي فقيه، مفكر مناظر، كان عضوًا بهيئة كبار العلماء، وأحد الذين أَثْرَوْا الحياة العلميَّة والثقافيَّة في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين.
ولد الشيخ الدجوي سنة 1287ﻫ، 1870م بقرية دِجْوَة بمحافظة القليوبية لأسرة كريمة معروفة بالصلاح والدين.
فَقَدَ بصره صغيرًا، لكن ذلك لم يمنعه أن يحفظ القرآن الكريم ويلتحق بالأزهر الشريف ويتلقى علومه الأزهرية في عصره على خير شيوخ الأزهر، والنابهين في تدريس تلك العلوم، فأظهر من الذكاء وحدة الذهن والنبوغ ما لفت أنظار الشيوخ إليه، وحملهم على تقدير مواهبه وإكبار بحثه ودقة تفكيره.
وحاز العالِميَّة وهو في التاسعة والعشرين من عمره، وكان رئيس لجنة امتحانه الأستاذ الكبير العلامة الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر وقتئذ، الذي أعجب به وأثنى عليه.
وبعد العالِميَّة انطلق الشيخ الدجوي يزاول التدريس بالأزهر الشريف فدرَّس النحو والبلاغة والأدب وأصول الفقه والمنطق والتفسير وغيرها من العلوم، وكانت له تصانيف في كل ذلك.
ولم يكن بعيدًا عن واقع بلاده؛ فكانت له مواقف ضد المحتل الإنجليزي، وألف جمعية النهضة الدينية الإسلامية من العلماء لمناهضة المبشرين، كما ألف جمعية لمساعدة منكوبي حرب الأناضول في تركيا، وكان الشيخ رئيسًا للجمعية وخطيبها الأول.
ثم اختير عضوًا في هيئة كبار العلماء لملء كرسي المالكية سنة 1920م.
وكانت له جهود كبيرة في الإفتاء ونشر المقالات والرد على الطاعنين والمخالفين، وزخرت مجلة الأزهر منذ إنشائها بمقالاته وتحريراته. وقد جُمعت مقالاته وفتاويه في أربعة مجلدات[SUP]http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn1[/SUP].
وشهد له علماء عصره بالعلم والإمامة، فقال عنه الإمام الكوثري: «كان رحمه الله آيةً في الذكاء وسرعة الخاطر، وجودة البيان، وقوة الذاكرة، وسعة العلم. يحضر حلقات دروسه في الأزهر الشريف مئات تناهز الألف من العلماء وطلبة العلوم، يصغون إصغاءً كليًّا إلى بيانه الساحر، وإلقائه الجذاب، وينهلون من هذا المنهل العذب.
وكان هو مفسر الأزهر ومحدثه، وفيلسوفه وكاتبه وخطيبه بحق بين أهل طبقته من العلماء.
وكان موضع ثقة الجماهير من الشعوب الإسلامية في شتى الأقطار اعترافًا منهم بسعة علمه، وعظم إخلاصه، وبالغ روعته، تتوارد إليه استفتاءات من شتى الأقطار والجهات.
وكان سمحًا كريمًا يتهلل وجهه سرورًا عندما يتمكن من قضاء حاجة من رجع إليه في أمر ما، وكان عطفه على الغرباء مما لا يتصور المزيد عليه، وذلك مما هو مذخور له في آخرته.
وله مؤلفات ممتعة سارت بها الركبان إلى شتى البلدان، ومقالاته النافعة في شتى المواضيع لم تزل تنشر في الجرائد والمجلات العربية إلى آخر لحظة من أيام حياته رحمه الله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء».
وصدق فيه قول القائل:
لَهُ شَهِدَ الأَنَامُ بِكُلِّ فَضْلٍ [SUB]* * *[/SUB] وَمَا أَغْنَى النَّهَارُ عَنِ الشُّهُودِ
كان بيته بعزبة النخل بالقاهرة قبلة السائلين والمستفتين والمتعلمين، وكانت مجالسه تشع نورًا وتفيض بالروحانيات.
وفي أخريات عمره مال إلى العزلة عن كل دنيوي، فكان لا يُعنى بالأمور الدنيوية، ولا يريد أن يعالج شيئًا منها.
ولما اقترب أجله كان لا يذكر شيئًا إلا عن الآخرة وأحوال أهلها، ويقول فيها وفي الموت الشعر الكثير البليغ، وكانت وفاته رحمه الله في 5 صفر سنة 1365ﻫ، الموافق لـ 8 يناير سنة 1946م.
ومن أقوال الشيخ الدجوي المأثورة:
«الإنسان إذا رسخ فيه الكمال تعدى منه إلى غيره، فكان إمامًا مقتدى به، تصلح به الأمم، وتسعد به الشعوب، وكان له من الميراث النبوي على قدر ذلك، والإنسان الكامل بالنسبة إلى بقية الناس كالقلب بالنسبة إلى سائر الأعضاء. الإنسان مستعد للبقاء السرمدي مع الفيض الدائم واللذة الصافية، إذا طلب السعادة من وجهها، وإلا فني فناء النبات والحيوان، بل كان شرًّا منهما».
وقوله: «اجتهد في الوصول إلى درجة الراضين، ولا تجتهد في تحصيل مطالب الطامعين، والسعادة تجل عن أن تكون بهذه الأشياء الخارجية الفانية المكدرة، التي نجدها عند أشرار الناس وسفلتهم أكثر من خيريهم وكملتهم.
اجتهد في أن تملأ نفسك بالكمال، لا أن تملأ بيتك بالمال، فإنه لا سعادة إلا في النفوس».
ولد الشيخ الدجوي سنة 1287ﻫ، 1870م بقرية دِجْوَة بمحافظة القليوبية لأسرة كريمة معروفة بالصلاح والدين.
فَقَدَ بصره صغيرًا، لكن ذلك لم يمنعه أن يحفظ القرآن الكريم ويلتحق بالأزهر الشريف ويتلقى علومه الأزهرية في عصره على خير شيوخ الأزهر، والنابهين في تدريس تلك العلوم، فأظهر من الذكاء وحدة الذهن والنبوغ ما لفت أنظار الشيوخ إليه، وحملهم على تقدير مواهبه وإكبار بحثه ودقة تفكيره.
وحاز العالِميَّة وهو في التاسعة والعشرين من عمره، وكان رئيس لجنة امتحانه الأستاذ الكبير العلامة الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر وقتئذ، الذي أعجب به وأثنى عليه.
وبعد العالِميَّة انطلق الشيخ الدجوي يزاول التدريس بالأزهر الشريف فدرَّس النحو والبلاغة والأدب وأصول الفقه والمنطق والتفسير وغيرها من العلوم، وكانت له تصانيف في كل ذلك.
ولم يكن بعيدًا عن واقع بلاده؛ فكانت له مواقف ضد المحتل الإنجليزي، وألف جمعية النهضة الدينية الإسلامية من العلماء لمناهضة المبشرين، كما ألف جمعية لمساعدة منكوبي حرب الأناضول في تركيا، وكان الشيخ رئيسًا للجمعية وخطيبها الأول.
ثم اختير عضوًا في هيئة كبار العلماء لملء كرسي المالكية سنة 1920م.
وكانت له جهود كبيرة في الإفتاء ونشر المقالات والرد على الطاعنين والمخالفين، وزخرت مجلة الأزهر منذ إنشائها بمقالاته وتحريراته. وقد جُمعت مقالاته وفتاويه في أربعة مجلدات[SUP]http://www.feqhweb.com/vb/#_ftn1[/SUP].
وشهد له علماء عصره بالعلم والإمامة، فقال عنه الإمام الكوثري: «كان رحمه الله آيةً في الذكاء وسرعة الخاطر، وجودة البيان، وقوة الذاكرة، وسعة العلم. يحضر حلقات دروسه في الأزهر الشريف مئات تناهز الألف من العلماء وطلبة العلوم، يصغون إصغاءً كليًّا إلى بيانه الساحر، وإلقائه الجذاب، وينهلون من هذا المنهل العذب.
وكان هو مفسر الأزهر ومحدثه، وفيلسوفه وكاتبه وخطيبه بحق بين أهل طبقته من العلماء.
وكان موضع ثقة الجماهير من الشعوب الإسلامية في شتى الأقطار اعترافًا منهم بسعة علمه، وعظم إخلاصه، وبالغ روعته، تتوارد إليه استفتاءات من شتى الأقطار والجهات.
وكان سمحًا كريمًا يتهلل وجهه سرورًا عندما يتمكن من قضاء حاجة من رجع إليه في أمر ما، وكان عطفه على الغرباء مما لا يتصور المزيد عليه، وذلك مما هو مذخور له في آخرته.
وله مؤلفات ممتعة سارت بها الركبان إلى شتى البلدان، ومقالاته النافعة في شتى المواضيع لم تزل تنشر في الجرائد والمجلات العربية إلى آخر لحظة من أيام حياته رحمه الله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء».
وصدق فيه قول القائل:
لَهُ شَهِدَ الأَنَامُ بِكُلِّ فَضْلٍ [SUB]* * *[/SUB] وَمَا أَغْنَى النَّهَارُ عَنِ الشُّهُودِ
كان بيته بعزبة النخل بالقاهرة قبلة السائلين والمستفتين والمتعلمين، وكانت مجالسه تشع نورًا وتفيض بالروحانيات.
وفي أخريات عمره مال إلى العزلة عن كل دنيوي، فكان لا يُعنى بالأمور الدنيوية، ولا يريد أن يعالج شيئًا منها.
ولما اقترب أجله كان لا يذكر شيئًا إلا عن الآخرة وأحوال أهلها، ويقول فيها وفي الموت الشعر الكثير البليغ، وكانت وفاته رحمه الله في 5 صفر سنة 1365ﻫ، الموافق لـ 8 يناير سنة 1946م.
ومن أقوال الشيخ الدجوي المأثورة:
«الإنسان إذا رسخ فيه الكمال تعدى منه إلى غيره، فكان إمامًا مقتدى به، تصلح به الأمم، وتسعد به الشعوب، وكان له من الميراث النبوي على قدر ذلك، والإنسان الكامل بالنسبة إلى بقية الناس كالقلب بالنسبة إلى سائر الأعضاء. الإنسان مستعد للبقاء السرمدي مع الفيض الدائم واللذة الصافية، إذا طلب السعادة من وجهها، وإلا فني فناء النبات والحيوان، بل كان شرًّا منهما».
وقوله: «اجتهد في الوصول إلى درجة الراضين، ولا تجتهد في تحصيل مطالب الطامعين، والسعادة تجل عن أن تكون بهذه الأشياء الخارجية الفانية المكدرة، التي نجدها عند أشرار الناس وسفلتهم أكثر من خيريهم وكملتهم.
اجتهد في أن تملأ نفسك بالكمال، لا أن تملأ بيتك بالمال، فإنه لا سعادة إلا في النفوس».