فاطمة الجزائر
:: مشارك ::
- إنضم
- 18 مايو 2011
- المشاركات
- 204
- الكنية
- فاطمة الجزائر
- التخصص
- فقه وأصوله. فقه المالكي وأصوله
- المدينة
- وهران
- المذهب الفقهي
- المذهب المالكي
بدأت المحاضرة بترحيب بالضيف والضيوف من الدكتور فتحي حسن ملكاوي المدير الإقليمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي الذي أدار هذه المحاضرة، وبدأ الأستاذ الكيلاني محاضرته بتعريف لعلم المقاصد وهو الحكم والمعاني المقصودة من وراء تشريع الأحكام، موضحاً أن القرآن نبه إلى مقاصد التشريع الكبرى :الرحمة والعدل والإحسان مصداقاً لقوله تعالى{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}{إن الله يأمر بالعدل والإحسان}.
وفصّل الحديث الحديث في أنواع المقاصد الضرورية والحاجية والتحسينية، ورأى بأنها مقاصد تهدف إلى بقاء النوع الإنساني ورفع الحرج عنه والارتقاء به في مدراج الكمال،.
وأكّد على أن تنبيه القرآن إلى المقاصد انسجام مع غايته لتكوين الإنسان الحر، الذي يسير مدركاً لمقاصد أفعاله، وليس مقلداً على غير بصيرة كما في حال الذين ذمهم القرآن فقال عنهم{ إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}، والإنسان المقاصدي هو القادر على اختيار خير الخيرين، في حين أن غياب النظر المقاصدي يؤدي إلى التحجّر والتعصب والعجز عن توصيب الخلل.
وتطرق الكيلاني إلى جهود العلماء التراكمية في بناء المدرسة المقاصدية، من الجويني والتفاته للكليات في معالجة المستجدات شرط أن لا تلغي نصاً خاصاً، ثم الغزالي وتقريره للمقاصد الكلية وترتيبها، وقد بيّنً اتجاهاتهم في التعامل مع المقاصد، إذ مال بعضهم إلى التضييق كما هو عند الآمدي وابن الحاجب، ومال بعضهم إلى التوسع كما هو عند الطوفي، الذي قدم المصلحة القطعية على النص عند التعارض، واتجه بعضهم إلى الضبط والتوسط كما هو عند الغزالي، بينما تعد مدرسة الجويني والشاطبي في التعامل مع المقاصد الأقرب للنسق الشرعي، إذ جعلت المقاصد إعمالاً للأدلة الكلية وفي فهم الجزئيات، وهي من إعمال مبدأ وحدة التشريع الذي يشهد له قوله تعالى{ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض }.
و في العصر الحديث ظهرت عدة دراسات تميل إلى توظيف المقاصد لإدخال مفاهيم التنمية وحقوق الإنسان في مقاصد التشريع
وأشار المحاضر إلى وظيفة المقاصد إذ إن فهم النص فهماً جيداً يحقق مقصود المشرع، وقداستدعى الكيلاني كثيراً من الأمثلة التي عولجت مقاصدياً.
وبيّن أن من وظيفة المقاصد التمييز بين الثابت والمتغير في التشريع الإسلامي، وأتى بأمثلة على النصوص الحديثية وحملها على معناها الصحيح، ورأى أن هذا ما جلاه القرافي في كتابه الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات النبي عن الإمام، ثم جاء الطاهر بن عاشور وجعل مقاصد أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم حول عشرة مقاصد، وبيّن أن الأصل حملها على التشريع وهذا المقصد الأصلي. ويتأكد قصد التشريع بقرائن مثل" ألا هل بلغت " خذو عني مناسككم"، والتعايش مع المذاهب والنحل الإسلامية، والتعايش مع الملل غير الإسلامية ضمن إطار مقاصدي لا سيما في مجال المعاهدات والقانون الدولي الإنساني والتنمية والبيئة.
كما تطرق الكيلاني إلى نماذج حية للاجتهادات الحديثة وكيفية توظيفها للمقاصد، ومنهم محمد مهدي شمس الدين الذي قرر أن يجوز التغيير ولكنه قال إنه لن يغير وأن الأمر يحتاج إلى دراسة أوسع، والخميني في تعامله مع بيع الأسلحة للكفار؟؟ الذي رأى بأن كل الفقهاء ينبغي عدّه حكماً سياسياٍ مرتبطاً بالمصلحة، أما الدكتور طه جابر العلواني فقد رأى أن المساواة بين المراة والرجل أصل قرره القرآن وأن الأحكام الفقهية المتعلقة بالشهادة جاءت لتهيئة المجتمع للتغيير.
وفي نهاية اللقاء جرى حوار موسع حول موضوع المقاصد، وكيفية استثماره في تطوير منهجية التفكير لدى طلبة الجامعات وطلبة المدارس، وكيف يسهم علم المقاصد في تبسيط الأحكام الشرعية.
ملاحظة الموضوع منقول من المعهد العالمي للفكر الإسلامي -مكتب الأردن-